الأحد، 14 أغسطس 2016

موقف المعارضة السورية من دول التحالف و أردوغان دلالات و مؤشرات

عبدالحق صادق

لو سألتم أطفال سورية معارضة و موالاة من عدوكم لأجابوا أمريكا و الغرب و من هم الخونة و المتآمرين لأجابوا السعودية و دول الخليج
و لو سألتم المعارضة السورية من أكبر داعم لكم و من هو رمزكم لقالوا تركيا أردوغان 
و رغم ذلك دعمت دول التحالف الغربي الخليجي و على رأسها أمريكا و السعودية  للمعارضة السورية بشتى أنواع الدعم السياسي و المعنوي و الإعلامي و المالي و الإنساني و العسكري ضد نظام الأسد و هو يعرف ذلك جيدا فأعدى أعدائه أمريكا و السعودية لذلك أغلق سفارته عندهم
 و الموقف السياسي لوحده من دول عظمى يعادل المليارات و جيش جرار و من لا يعرف قيمة الموقف السياسي هذا لا يعرف أبجديات السياسة و عليه ألا يتكلم فيها لأنه المفتاح لجميع أنواع الدعم و القوي لا ينافق للضعيف و لا يكذب 

 استغل الإخوان التصحر السياسي لدى المعارضة و ملئوه بفكرهم و منهجهم الهدام و جعلوهم يسلمون زمام أمورهم لتركيا الإخوانية فقاموا بحرف الانتفاضة عن مسارها كليا فجعلوهم يعملون لصالح  مشروعهم المشروع الفارسي الاخواني التركي و يحسبون أنهم يعملون لمصلحة #سورية و الأمة و الإسلام 
و جعلوهم يتنكرون لدول التحالف بدل شكرهم على موقفهم المؤيد لهم و يطعنون فيهم سرا و جهرا فرفعوا شعارات العداء لهم فقالوا الطريق إلى تل أبيب يمر عبر الرياض و قالوا ألم ترتوي يا أمريكا من دمائنا و لم يقولوا يا #إيران المحتلة للنظام السوري أو يا #روسيا أكبر داعم له و إذا سألتهم لماذا قلتم ذلك أجابوا إيران و روسيا أعداء معروفين و الحقيقة العكس أمريكا هي العدو المعروف من الشعب السوري منذ عقود فكان من واجب قيادة المعارضة و مفكريها تصحيح هذه النظرة التي ورثوها من نظام الأسد حتى يكونوا ثوار بكل ما تعنيه الكلمة لأن الثورة الحقيقة هي أن تخالف فكر و نهج و تحالفات النظام الذي ثرت ضده و المعروف لدى الشعب السوري أن إيران و روسيا هم أصدقاء الشعب السوري و إيران و أذنابها محور مقاومة و ممانعة حيث كان اغلب ثوار اليوم يتبجحون بمقاومة و ممانعة بشار و حسن نصر الله ذراع إيران و يتهمون السعودية و دول الخليج بالخيانة و التآمر لأنهم لم يصفقوا لهم مثلهم و يتهمون أمريكا و الغرب بالعداء لأنهم كانوا يفرضون حصارا عليهم فبدلا من أن يخجلوا من أفعالهم هذه و يعتذروا من السعودية و دول الخليج و أمريكا و الغرب تمادوا في باطلهم فأصبحوا يتهمونهم بدعم إيران و نظام الأسد أي جرأة على الحق هذه و أي استعلاء و استكبار و عنجهية !!!
و عندما حذرتهم أمريكا من وجود متطرفين بين صفوفهم قبل أن يظهروا بشكل واضح نفوا ذلك و عندما صنفت أمريكا #جبهة_النصرة على قائمة #الإرهاب قالت المعارضة السورية بما فيهم الائتلاف و على رأسه معاذ الخطيب ( جبهة النصرة تمثلنا ) و جبهة النصرة هي القاعدة التي تعادي أمريكا و الغرب و دول الخليج
و عندما اصطنعت غرفة العمليات المشتركة الايرانية التركية انشقاق #داعش عن #جبهة_النصرة التي كانت تمثل القسم الأكبر من النصرة لأهداف تخدم المشروع الايراني الاخواني و من جملتها القضاء على #الجيش_الحر و تصفية و تهميش #الضباط_الاحرار و الكوادر الوطنية المخلصة و تهجيرهم فقاموا بذبح و قتل من قال جبهة النصرة تمثلنا و أخرجوهم من بلدهم سوريا و حلوا محلهم فلم يبقى في #سوريا إلا الكتائب المتطرفة و بعض الكتائب التي تظهر الاعتدال لأخذ أسلحة من دول التحالف على اكتافهم و بيعها للنصرة و داعش و التي تدار من المخابرات التركية فبدل أن يخجلوا من فعلتهم و يعتذروا من #أمريكا و دول التحالف على كلامهم السابق تعالوا و استكبروا استكبارا و قالوا أمريكا و دول التحالف هم من صنعوا داعش
و عندما جاءت دول التحالف لمحاربة داعش التي ذبحتهم هادنت جميع #الكتائب الإسلامية التي تقاد من تركيا لداعش و أعلنوا موقفهم ضد التحالف فاتخذوا موقف الاخوان و #تركيا
و باعوا السلاح و الذخيرة الذي تدعمهم به دول #التحالف ل #داعش و #النصرة و إذا هاجمهم النظام يقولون لا يوجد لدينا سلاح و ذخيرة خذلتنا دول التحالف لم يصلنا دعم إنها ا#لثورة اليتيمة علما بأن السلاح و المال الذي ضخ في #سوريا يحرر #فلسطين و هناك 130 دولة مؤيدة للمعارضة و 12 دولة فقط مؤيدة للنظام فلا أعلم معارضة في العالم نالت هذا الاجماع الدولي إلا المعارضة السورية و لا أعلم معارضة في العالم تنكرت لداعميها مثل المعارضة السورية
يقولون لماذا لا تدعمنا دول التحالف بالسلاح النوعي حتى نسقط النظام ؟؟؟
كيف سيدعمونكم بمضاد الطيران إذا بعتم الخفيف لأعدائهم و سمحتم للتنظيمات المتطرفة بالوجود بينكم حتى تغولت و أزاحتكم لقد فقدتم المصداقية وكيف سيدعمونكم و سلمتم زمام أموركم للاخوان و تركيا الذين يعملون لمصلحة إيران عدوتكم و عدوتهم و كيف سيدعمونكم و أنتم بهذا التنكر و الاستعلاء ؟؟؟!!!
و اتخذوا من نظام #أردوغان رمز و هو القائل أمن #إيران من أمن تركيا أي ربط مصيره بمصير إيران و هذا أعلى من التحالف و إيران عدوة المعارضة و المعارضة السورية المعتدلة الواعية من أخطر ما يهدد أمن إيران أي أمن تركيا أيضا حسب تصريحها و لهذا عمل النظام الاخواني التركي على إدخال الإسلاميين المتطرفين الأجانب إلى #سوريا عبر #تركيا و تشكيل #جبهة_النصرة و #داعش الجناح العسكري للمشروع الايراني الاخواني و دعمهم و تقويتهم من أجل تصفية المعارضة المعتدلة و #الجيش_الحر و الضباط الأحرار و كوادر المعارضة الوطنية المخلصة و تهجير السنة لتغيير ديموغرافية #سوريا و بعد ذلك الانطلاق لزعزعة الامن و الاستقرار في دول الجوار و المنطقة و العالم أي إن دعم النظام التركي للمعارضة هو السم القاتل الذي قضى على ثورتهم و دمر بلدهم و هجرهم و داس كرامتهم و انتهك أعراضهم و تاجر بهم و الغريب لا يزالون يصفقون له و يدافعون عنه و يوالونه أكثر من الأتراك كما فعلوا من قبل مع الإخواني #مرسي الذي أعاد علاقات مصر مع عدوتهم إيران المقطوعة من 30 سنة .
و صفقوا لنظام أردوغان على ظلم جماعة فتح الله كولن و هم ثاروا ضد الظلم الطغيان
لاحظوا الأكراد نظموا صفوفهم و شكلوا قيادة موحدة و لم يسمحوا للتنظيمات الإرهابية بالتواجد في مناطقهم و تعاملوا مع دول التحالف بمصداقية فلم يبيعوا الاسلحة لداعش و النصرة و لم يرفعوا شعارات العداء لهم فنصروهم و دعموهم حتى هزموا داعش و تمددوا خارج مناطقهم . 
معارضة تبنت فكر و نهج الاخوان القاتل الذي شل قدرة دول التحالف على إنقاذهم من براثن إيران و جعلها لا تميزعدوها من صديقها و سلمت زمام أمورها لخصومها الإخوان و تركيا الذين يعملون لمصلحة مشروع خامنئي في المنطقة و العالم الذين اتخذوا من سوريا مقرا لتنفيذ مخططهم و ليس من مصلحتهم تشكيل جيش وطني قوي يضبط الأوضاع  و يعيد الاستقرار لسورية و بهذا التنكر للجميل و التناقض و الاضطراب الفكري فلو أغدقت عليها مال الدنيا و أسلحتها لن تنتصر و سيستخدمون هذا السلاح في تدمير سوريا و قتل شعبها و تشريده 
لأن هذا الفكر يهدم الدول و لا يبنيها و يجعلهم يخدمون أعدائهم و يظنون أنهم يجاهدون في سبيل الله و وضعوا الأمة كلها في خطر و يزعمون أنهم يدافعون عن شرفها  و كرامتها و وضعوا العالم على حافة حرب عالمية و يزعمون أنهم سيحررونه كما أوهمهم سحرة العصر
و الدليل ما نراه على أرض الواقع من مآسي و نكبات فبعد أكثر من خمس سنوات من القتل و التدمير العبثي و التهجير لقرى و مدن السنة و المستفيد الوحيد منه المشروع الفارسي و لا يوجد حل يلوح بالأفق و لا يوجد من يعترف بالخطأ و يعلن تراجعه و فك ارتباطه بتركيا و الاخوان بل يتهمون تلك الدول بالخذلان و هم الذين خذلوا و غدروا بتلك الدول و هدروا أموالهم 
هذا دليل آخر أن المعارضة السورية تأخونت و هذا سبب فشلها و ضياعها و ضيعوا سورية و الشعب السوري معهم 
إذا أمريكا و دول التحالف يتعاملون مع الشعب السوري بمرتبة الإحسان و ليس المعاملة بالمثل أي يحسنون لمن أساء إليهم و لا يزال يسئ و هذا يلخص سبب إطالة زمن المأساة و ما آلت إليه #سورية لمن يتساءل و يتأفف لما حل بسوريا من شتى أنواع العذاب و المصائب .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.