الأحد، 8 ديسمبر 2013

الموقف المتوازن من الغرب و أمريكا (5)



 بعد أن تحل كارثة ببلد إسلامي  يستيقظ الشيوخ الثوريون و يوزعون الاتهامات لقد خذلنا الغرب و لم ينصرنا و خانونا بتقاربهم مع ايران و اظهروا حقيقتهم و تآمرهم علينا و يجهلون بأنهم أكبر متآمرعلى الأمة بسبب تصرفاتهم و سلوكهم  و فكرهم المنحرف
فتراهم يصمتون عن تصرفات القاعدة و اخواتها التي تدفع الغرب للتعامل و تبادل المصالح مع ايران و في السر يصفقون لهم و يدعمونهم
و بعد ذلك يقولون خذلنا الغرب و امريكا بالأصل انتم تقولون عنهم اعداء فكيف تتهمونهم بالخذلان
فالخذلان يعني انك كنت ترجوا نصرته و لم ينصرك و الخذلان يكون ممن تعتبره صديق فالأحمق هو الذي يطلب النصرة من عدو
و إذا قابلتهم بهذه الحقيقة قالوا اننا لا نرجو نصرتهم و لكن نريد أن نكشف حقيقتهم للمغرور بهم  فعجبي من هذا لمغرور الذي تريد الشعوب العربية ان تنصحه و تبين له الحقيقة  فإنني لا ارى إلا من يتحدث عن مؤامرة و يعتبرهم عدو !!!
و من مظاهر التناقض و الاضطراب و ازدواجية المعايير  أنهم يصمتون و يبررون تقارب رموزهم مع ايران مثل مرسي و أردوغان
 و يصرخون لتقارب الغرب الذي يعتبرونه عدو
فهذا تناقض عجيب و اضطراب في الرؤية عنيف فكيف سيحول الله أحوال المسلمين  ؟؟
 و الغريب ان هناك من يلتبس عليه امرهم فلا يرى هذا التناقض و ازدواجية المعايير و الكذب
المشكلة أن الاسلاميون الثوريون يقلدون الانظمة الاستبدادية في اسلوبهم و لكن بغباء فلا يتقنون حتى فن الكذب و التدليس فأمرهم مفضوح لأن من يتستر بالشعارات القومية قد يمهله الله زمنا أما من يتستر بالدين من أجل الدنيا و السلطة يفضحه الله عاجلا
 الشعب البوسني هو الوحيد الذي عرف هؤلاء و احسن التصرف معهم فلم يسمحوا لهم بتشكيل كيانات مستقلة و لم يستمعوا لهم بتحريضهم على الحقد على الغرب و امريكا و التنكر لدعمهم و جهودهم
فلم يتنكروا لهم و تقاربوا معهم و هم في طريق الانضمام للاتحاد الاوربي و تناسوا الماضي الاليم و فتحوا صفحة جديدة فاستقرت بلدهم و ازدهرت
فلو تركوا الامر للجهاديين لكانت البوسنة و الهرسك اليوم  ركاما مثل الصومال و أفغانستان و اهلها مشردون و عالة في شتى بقاع المعمورة تحت شعار الانتقام و إقامة الخلافة الاسلامية
و هذا يعود لوجود رجل عاقل بينهم و التفافهم حوله و سماعهم لنصحه إنه الرئيس علي عزت بيجوفيتش يرحمه الله
فلو استمع الشعب البوسني لإثارة الاحقاد التي يثيرها تنظيم القاعدة و من على شاكلته و لمشاريعهم الخيالية لعاشوا في
في جحيم فقدان الامن و الاستقرار و في ذل الحاجة و التشرد و في براثن الضياع و الجهل و انتهاك الاعراض و الغريب أن ذلك يتم باسم الاسلام و العزة و الكرامة فعن أي عزة تتكلمون و شعبكم يعيش على مساعدات من تعتبرونهم أعداء !!!
كالذي يعانيه الشعب الليبي و اليمني و السوري و الصومالي و الافغاني و نسال الله ان يحفظ مصر من سوء اعمالهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.