الفكر
العربي الذي نشأ في خمسينات و ستينات القرن الماضي تأثر لحد كبير بالفكر
الثوري الاستبدادي الماركسي
الذي
استوردته الانظمة الثورية العسكرية العربية من الاتحاد السوفيتي سابقا لأنه أفضل
نظام يناسبها و يحميها بسبب ضعفهم و الرغبة الجامحة بالتسلط
السمة الرئيسية لهذا الفكر هو اللعب على عواطف الاغلبية من الفقراء و غرس الحقد
على الاغنياء و الانظمة الملكية
و
صنع أعداء و الحديث ليل نهار عن مؤامرة خارجية لإلهاء الشعوب و تخديرها و ايجاد
المبررات لسلبها حريتها و كرامتها
و
في تلك الفترة كانت الحرب الباردة على اشدها بين الاتحاد السوفيتي و الغرب و على
رأسه أمريكا
و
الفكر العربي اليوم لا يزال متأثر لحد كبير بتلك الفترة بما في ذلك الفكر الاسلامي
بل إن الوريث الأكبر لهذا الفكر اليوم هم
الاسلاميون الثوريون لاحظوا معظم ما يقولونه في السياسة و تحليل الواقع يتطابق مع
ما تقوله الانظمة القمعية التي يعارضونها و يثورون عليها
فهم
يعارضون تلك الانظمة بنفس فكرهم و لذلك لو وصلوا الى الحكم فلن يتغير شئ بل ربما
ستكون الامور أسوأ
الانتفاضة
و المعارضة الحقيقة أن تنتفض ضد فكر النظام
الذي تعارضه
الانظمة
الاستبدادية اساءت لنفسها بينما الاسلاميون الثوريون يسيئون لأنفسهم و للإسلام
و الدعوة لأنهم يتحدثون باسم الاسلام حسب
فهمهم القاصر الضيق و لأن سلوكهم يخالف منهج الاسلام الحق
لأنهم
يستحلون الكذب و التدليس و الخداع و الفبركة و يدعون بان ذلك من السياسة مثلهم مثل
الانظمة الاستبدادية و الفارق بينهم ان الانظمة الاستبدادية يتقنون فن الكذب اما
هم ففاشلون حتى فى الكذب
لقد
ثبت عدم صحة الفكر الثوري الاستبدادي و
تخلى عنه اصحابه و معظم الانظمة العربية تخلت عنه و لكن الشعوب لا تزال تتوارث هذا
الفكر و على رأسهم الاسلاميون الثوريون
فكان لهم الحظ الاوفر من هذا الارث المشئوم و
معظم مصائب الامة و ازماتها اليوم خلفه هذا الفكر المنحرف
لأنه
قائم على العدائية و الحقد و الغضب الذي يعمي القلب و يشل العقل عن التفكير و
التحليل السليم للواقع و بالتالي عدم
الاهتداء للأسباب و الحلول الصحيحة للازمات و المشاكل و العقبات التي تعترضهم
و المشكلة أنهم عندما يفشلون يلقون بفشلهم على المؤامرة و على الآخرين الابرياء ظلما و علوا في الارض
و المشكلة أنهم عندما يفشلون يلقون بفشلهم على المؤامرة و على الآخرين الابرياء ظلما و علوا في الارض
و
هذا يخدر العقل عن التفكير الصحيح و يؤدي الى الاحباط و اليأس و القنوط و هذه من
أهم اسباب التطرف و ضعف الحس الوطني
اصحاب
الفكر الثوري الاستبدادي يعانون من اضطراب فكري عنيف ينغص حياتهم فلا يهنئون بنوم
و يخدعون انفسهم بان سبب ذلك حملهم لهموم الامة
ازدواجية المعايير و التناقض في المواقف سمة
بارزة فيهم فلا تكاد تخلوا عبارة أو موقف من ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.