الأحد، 8 ديسمبر 2013

الموقف المتوازن من الغرب و أمريكا (2)

في هذا الموضوع سوف أركز على موقف الإسلاميين الثوريين و الخوارج من أمريكا و الغرب التي تدل تناقض و ازدواجية معايير لديهم  و تخالف تعاليم الإسلام و مبادئه الذي يرفعون شعاره و يدعون الغيرة عليه .
الإسلاميون الثوريون و على رأسهم الإخوان يقولون بأن أمريكا و الغرب  العدو الأول للمسلمين و هذا يتطابق مع قول المحور الروسي الإيراني الإخواني و يخالف هدي الكتاب و السنة النبوية 
 فقد سميت سورة كاملة في القرآن الكريم باسم الروم  و قال الله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)
 و هناك أحاديث عديدة  توصي بحسن التعامل معهم حتى انه أجاز الاسلام الزواج منهم و الزواج من أهم و أقوى الروابط و الخصوصية فهي أم الاولاد و مربيتهم و يصبح أهلها جد الأولاد و أخوالهم و عماتهم فكيف تكون هذه الزوجة عدوة و العلاقة بين الزوج و الزوجة علاقة مودة و رحمة كما وصفها الله و هل محبتها و مودتها من موالاة الكفار ؟؟؟!!!
و المسلمون مأمورين شرعاً بشكر الناس و لفظة الناس تشمل المسلم و الكافر و العدل و الإنصاف في القول و الأحكام  و لو مع الخصوم و الأعداء فلو تبين أن الحق مع الكافر ضد خصمه المسلم مطلوب من المسلم ألا ينحاز و لو كان هذا المسلم من صحابة رسول الله و هذا ما فعله القاضي عندما تحاكم إليه سيدنا علي رضي الله عنه و اليهودي ، بهذه الأخلاق وصل الإسلام وصل الإسلام إلى شتى بقاع المعمورة و بالتعصب المقيت و اتباع الهوى عاد غريباً و طوبى للغرباء .
  يقول الله تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا ) . ويقول تعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )
 عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا { لا يشكر الله من لا يشكر الناس إسناد صحيح رواهأحمد وأبو داود والترمذي
 و في عهد الرسول صلوات الله عليه عندما كانت الحرب بين الروم و فارس كانت عواطف المسلمين مع الروم ضد فارس لأنهم أهل كتاب و فارس وثنيون و سماه الله نصر الله و سمى من يفرح بهذا النصر مؤمنين  .
 فهل تتهمون الصحابة رضي الله عنهم بموالاة الكفار كما تتهمون اليوم من يؤيد قوات التحالف الغربي العربي ضد المحور الروسي الإيراني ؟؟؟!!!
قال الله تعالى (ألم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ في بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بنصر الله (
و الرسول صلوات الله عليه أثنى على صفات الروم آخر الزمان و أمريكا من الروم  
فهل تتهمونه بالصهينة و موالاة الكفار كما تتهمون  اليوم من يثني على أمريكا لنصرتها المسلمين في بعض المواقف المعروفة للجميع أو على فتحها باب الدعوة الاسلامية و حرية ممارسة الشعائر الدينية و المعتقد و إنصافها و عدلها و يدعو للتعايش .
 فهل من العقل و المنطق أن يكون روم آخر الزمان من هذه صفاتهم التي وصفهم بها الرسول صلى الله عليه و سلم مثل (الحلم و العطف على اليتيم و الضعيف ... ) بهذا الإجرام و الفظاعة التي تصفونهم به اليوم
  بن لادن كان المطلوب الأول لأمريكا لأنه كان خلف ضرب الأبراج التي تمثل كبريائها و رغم ذلك عندما هاجموا منزله الذي يقيم فيه هاجموه بالسلاح الخفيف و لم يضربوه بصاروخ أو قذيفة دبابة لوجود أولاده و زوجاته فيه و قتلوه لوحده و أخلوا سبيل زوجاته و اولاده فلو كان أي نظام ثوري قمعي ألا يدمر الحي الذي يسكن فيه على رؤوس الأطفال و النساء كما يفعل النظام الاسدي .
و لو كانت داعش أو القاعدة تهاجم أمريكيا يقيم بين المسلمين ألا يدمرون الحي الذي يسكن فيه بمفخخة و يهدمون البيوت على رؤوس الأطفال و النساء ، هم يفعلون ذلك مع أمريكان مدنيين أبرياء فما بالكم لو كان عسكريا أو قياديا كابن لادن
 في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً )
و في حديث المستورد القرشي فقد قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس، فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة. وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة. وأوشكهم كرة بعد فرة. وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف. وخامسة حسنة وجميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك)
و الرسول صلى اله عليه و سلم قال بأنه آخر الزمان سوف يقاتل المسلمون مع الروم عدو مشترك و سماهم مسلمين و سمى الطرف الآخر عدو و بشر بأنهم سينتصرون عليهم و ذكر ذلك بصيغة المدح و ليس الذم فلم يتهمهم بموالاة الكفار 
و سؤالي للإخوان و من يسير في ركابهم الذين يقفون مع المحور الروسي الإيراني الذي سماه الرسول عدو ضد قوات التحالف الغربي العربي كيف تقفون مع عدو الأمة و لماذا تقلبون الحقائق و تتهمون ظلما و زورا و بهتانا و باسم الإسلام من يؤيد قوات التحالف بالصهينة و الانبطاح و موالاة الكفار مخالفين حديث النبي صلى الله عليه و سلم ألا تخشون الله ألا تخجلون من رسول الله ؟؟؟!!!.
الحديث اخرجه الامام احمد في المسند وابي داود في السنن ذِي مِخْبَرِ ابْنِ أَخِي النَّجَاشِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا حَتَّى تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَنْصَرِفُونَ .....» صححه الالباني
هذا من ناحية تناقضهم مع المنهج الذي يرفعونه أما من  ناحية تناقضهم في سلوكهم فهم يقولون عنهم اعداء و بنفس الوقت يستنجدون بهم اذا حل بالمسلمين مكروه و إذا نصروهم فلا تسمع منهم كلمة شكر و يتهمون من يشكرهم بالنفاق و موالاة الكفار و تلميع صورتهم   بل ينقلبون عليهم و يؤذونهم بكلامهم و أفعالهم و يحملونهم مسؤولية جرائمهم 
 كثيرا ما أتساءل و اتمنى أن احصل على إجابة أي إسلام يفهمون هل هو إسلام روسا و إيران أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي؟؟؟
و بأي قيم و أخلاق ينضبطون هل هي قيم و أخلاق و عروبة النظام الأسدي و الإيراني  ؟؟
فهل من المبادئ و المروءة و النخوة و الوفاء ان تغدر و تطعن بمن ينصرك و يقف لجانبك و تترك من يؤذيك علنا
ففي الجهاد الافغاني وقفت أمريكا و الغرب مع المجاهدين ضد الروس و بعد أن تمكنوا من طرد الروس من افغانستان انقلبوا عليهم و ضربوا لهم الابراج و السفارة في كينيا و تركوا روسيا و إيران فلا يذكرونهم بسوء  .
لقد وقفت أمريكا و الغرب مع قضايا أهل السنة و مع الشعوب ضد الانظمة القمعية في المواقف التالية : حرب المجاهدين الأفغان ضد الروس و في حرب العراق و إيران وفي حرب البوسنة مع الصرب و إنتفاضة الشعب التونسي و المصري و حرب ثوار ليبيا مع قوات القذافي و أخيراً الانتفاضة السورية 
و من أشكال التناقض العجيب لديهم أن هؤلاء الاسلاميون إذا فكروا بالهجرة من بلادهم يهاجرون الى الغرب و أمريكا و لا يهاجرون إلى روسيا و إيران و الصين فكيف تهاجرون الى بلدان تقولون عنها أنها تعادي الاسلام و الاسلاميين و تتآمر عليكم
كيف سيبارك الله لكم بهذا النصر و تقطفوا ثماره و هذه صفتكم الغدر و الطعن و التنكر لمن نصركم و دعمكم  .
 و لا بد أن يظهر الله الحقائق و يكشف الادعاءات فغالبا ما يختلف أدعياء الجهاد فيما بينهم و يقتلون و يخربون أضعاف ما فعله الاحتلال 

عبدالحق صادق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.