منقول :
الحمد لله القائل في كتابه "يستخفون من الناس وﻻ يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما ﻻ يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا" وصلى الله وسلم على من جعل الله سره كعلانيته وظاهره كباطنه وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه واستن بسنته إلى يوم الدين وبعد:
توقفت في الجزء الماضي من شهادتي عند قصة إخواننا الخراسانيين واستبعادهم عن دائرة التأثير ومركز القرار كما استُبعد كثيرون قبلهم وكيف أمسك الغلاة بمفاصل التنظيم ومازال للحديث بقية وهو حديث ذو شجون تغص الكلمات في الحلق قبل أن تخرج والله يشهد أنني ترددت كثيراً وتأخرت في إخراج هذه الحقائق ولوﻻ أن القوم أكرهوني بأفعالهم التي تسير بشكل منتظم ومتسلسل ومخطط له من غير وازع وﻻ رادع مما يدل بشكل قاطع على أنها أفعال (ممنهجة) ما تكلمت بكلمة وﻻ تلفظت بحرف.
أود اليوم أن أعرّج على أحداث مخيم اليرموك ليدرك كل عاقل راشد أو قارئ نابه كيف كان القوم يفعلون فعلتهم ثم يقوم إعلامهم (الساحر) بقلب الحقائق وتسويقها وترويجها وتمريرها للناس على الشاكلة التي يريدها التنظيم وكانت تنطلي على الناس ويكذّب الرواة الثقات ممن يخالفون رواية القوم وقد أدليت بشهادتي حينها بعد أن آثرت السكوت حتى خرج بيان المنارة البيضاء يزيف الأحداث ويقلب الحقائق ويعكس مجريات ما حدث على اﻷرض وقد كنت على تواصل مع المخيم لحظة بلحظة ﻷسباب أبوح بها للمرة الأولى وهي :
أن الشباب القائمين على فصيل أكناف بيت المقدس هم من خيار قدامى المجاهدين في أفغانستان ممن عشنا ونشأنا وترعرعنا معا إلى أن انتهى الجهاد في أفغانستان ووقعت الفتن فاجتنبوها ولم يخوضوا فيها وبدأوا يبحثون عن أرض يعبدون الله فيها عبادة الجهاد فساحوا في اﻷرض وخدموا ودربوا وربوا وانتهى بهم المطاف في سوريا فقدموا ما يعلمه الله ثم أعلم الكثير منه ويكفي أن تسألوا فصائل دمشق وضواحيها كبراها وصغراها عن فضل هؤﻻء الذين كانوا يعملون بصمت تام ويخدمون الجميع ويبتغون اﻷجر من الله إلى أن جاءت أحداث المخيم وكنت أتابع رفاق الدرب وعشرة العمر لحظة بلحظة وأنقل الشهادات المسجلة والموثقة لقادة الفصائل وغردت قبل بيان المنارة البيضاء تغريدتين طالبت فيهما حركة أحرار الشام قبل جبهة النصرة ببيان وتوضيح موقفها مما يجري في مخيم اليرموك وطالبت النصرة بعد اﻷحرار ببيان موقفها من أحداث المخيم وأرسلت كافة الشهادات لقيادة حركة أحرار الشام وانتظرت ولم أنبس بعدها ببنت شفة حتى صدر بيان جبهة النصرة الذي زيف الحقائق وقلبها.
وهنا خرجت عن صمتي وكتبت ما جرى بالتفصيل وخلاصته أن عناصر جبهة النصرة كانوا رأس الحربة في هجوم داعش على أكناف بيت المقدس وأن مقاتلي حركة أحرار الشام أدخلوا الدواعش من نقاطهم كما فعل مقاتلو النصرة ومنع أمير اﻷحرار في المخيم عناصر اﻷكناف من الالتفاف على الدواعش وقطع خطوط إمدادهم ومنعت جبهة النصرة جميع الفصائل من دخول المخيم لمؤازرة اﻷكناف.
وانظر يا رعاك الله إلى الفارق الهائل في تعامل حركة أحرار الشام مع ملف القضية وتعامل غلاة النصرة معها.
نقلت جميع الشهادات لقيادات في اﻷحرار وباشروا على الفور التحقيق فيما جرى من أحداث ولم تمض أسابيع قليلة حتى صدر قرار اﻷحرار بفصل تلك المجموعة دون مكابرة أو استعلاء أو سجال أو جدال أو سباب أو لعن أو طعن بل حققوا في اﻷمر وعرفوا الحق ولزموه وقاموا بواجبهم على أكمل وجه.
أما جبهة النصرة فلم تكتف بقلب الحقائق وتزويرها بل بدأت في تلفيق تهم لمجاهدي أكناف بيت المقدس واستمرت الحملة ﻷسابيع على مواقع التواصل هدفها اﻷول واﻷخير تشويه وحرق سمعة اﻷكناف لتبرير قتال النصرة إلى جانب إخوانهم في المنهج (داعش) وتعدت حملة التشويه اﻷكناف يومها ونالني من اﻷذى ما نالني في تلك الحملة وسوقوا فراهم وانتظروا قرابة ثمانية أشهر تقل قليلا أو تزيد حتى استوثقوا من أن وﻻء أمرائهم في المخيم أبي جهاد وأبي خضر-وما أدراك من أبو جهاد وأبو خضر؟!- لداعش أكثر منه للنصرة فبدأوا يتحدثون بلهجة مختلفة ونبرة منقلبة وبدأت حساباتهم ومعرفاتهم تتحدث عن أبي خضر وأبي جهاد ثم قامت النصرة بفصلهم ولم تستطع أن تستعيد منهم قطعة سلاح واحدة وحين انقلبوا على أبي خضر وأبي جهاد فعلوا ذلك بهدوء تام وسكون لم يحس به إﻻ من يتابع معرفاتهم خشية أن يقال لهم أنكم كنتم على خطأ وكان غيركم على صواب في أحداث المخيم وخشية أن يذكرهم أحد ببياناتهم وحملاتهم.
وكان يكفيهم أن يقولوا أخطأ عناصرنا وسيحاسبون كما فعل إخواننا في حركة أحرار الشام ولكن استعلاءهم ومكابرتهم حالت دون ذلك ولم يعتذروا عن حملات التشويه بحق إخوانهم في اﻷكناف ولو التزموا الشرع لفعلوا ولكن هيهات لم يفعلوها سابقاً ولن يفعلوها ﻻحقا مادامت تلك العقول (الممنهجة) هي الممسكة بالزمام واﻵخذة بالخطام.
وأسأل الله أن يهديني وإياهم وأن يصلح أحوالي وأحوالهم وهم يعلمون أن من يسيء ﻹخوانه على الملأ فإن من واجبه شرعا أن يعتذر على الملأ ويصوب ما أشاعه عنهم وقاله فيهم على الملأ وربك عدل ما كان له سبحانه أن يضيع مظلوما وأن ﻻ ينتصر له من ظالمه حاشاه سبحانه فلم يمض عام حتى سلط الله بعضهم على بعض ومن أعان ظالما سلطه الله عليه فتفرقوا واختلفوا وقتل بعضهم بعضاً واغتال بعضهم بعضاً وقبل أسبوعين أو يزيد هاجمهم الدواعش في المخيم وطلبوا المؤازرة فمُنعت عنهم كما منعوها عن اﻷكناف من قبل "وما كان ربك نسيا" سبحانه جزاؤه من جنس العمل فافعلوا ما شئتم كما تدينون تدانون.
بقيت عدة محاور في الشهادة سأحاول استيفاءها وسأسعى للاختصار قدر المستطاع وهي آثار ما فعله غلاة النصرة من تصفية للفصائل على الجبهات والذي ظهر على المدى البعيد وعلاقة غلاة النصرة بجند اﻷقصى وحمايتهم لها وتغطيتهم على جرائمها وضمان عدم معاقبة مجرميها وسآخذ قصة مقتل الشيخ الشهيد بإذن الله مازن قسوم رحمه الله نموذجاً على ذلك وسأوردها مفصلة ففيها من الدﻻﻻت والعبر والبراهين والحجج ما ﻻ يتمنى المناهجة بروزه للعيان وسأختمها بإيراد بعض من جرائم الجهاز اﻷمني والرعب الذي زرعه في عموم الناس والفصائل والشرعيبن بل الرعب الذي زرعه على الصعيد الداخلي وهو السبب الرئيس في صمت معظم الناس عن قول كلمة الحق -إﻻ من رحم ربك وقليل ما هم- سواء من داخل الجبهة أو خارجها وبعد استيفاء تلك المحاور آتي للرد على ما أراه يستحق الرد وسأوجه كلمة لمجاهدي جبهة النصرة علها تجد آذانا صاغية وقلوبا مفتوحة وإن كان سادتهم وقادتهم قد حالوا بيني وبينهم ولكن معذرة إلى ربكم ثم سأوضح بعض اﻷمور التي ربما أسيء فهمها ثم أطلب بعض الشهود.
وسأدعو بعضهم للقسم وبعضهم للمباهلة مادام شبابهم ﻻ يفهمون إﻻ لغة المباهلة.
أكتفي بهذا القدر اليوم وأتم المحاور غداً بإذن الله تعالى في أمان الله وحفظه ورعايته السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.