الخميس، 31 مارس 2016

شهادة حذيفة عبد الله عزام على بغي جبهة النصرة على الفصائل (الجزء السابع )

منقول :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
توقفت في الجزء السابق من شهادتي عند الدليل الثالث من أدلة قتال جبهة النصرة وجند اﻷقصى للفصائل قتال (ردة) ﻻ قتال إفساد في اﻷرض كما زعموا، وفصلت القول في أثر تغير البطانة -إثر دخول البغدادي الشام وتغوله على النصرة- التي كانت حول أمير النصرة على ما أصاب النصرة فيما بعد.
وذكرت وقوف الفصائل إلى جوار النصرة حتى التقطت أنفاسها واستعادت قوتها ولوﻻ الله ثم الفصائل ﻻانتهت جبهة النصرة ولم تقم لها قائمة ولكن الفصائل مدت لها يد العون ووقفت إلى جوارها حتى استعادت عافيتها واستردت قواها وعادت من جديد قوة منافسة على اﻷرض.
ولكن هل حفظت النصرة الجميل؟!
أم باتت ﻻ ترى على اﻷرض معها أحدا؟!
وباتت ترى فساد مناهج أقرب الفصائل إليها؟ !
ولن أجيب عن هذا السؤال وسأدع الجواب لما مضى من أحداث ولما هو آت في قابل اﻷيام إﻻ أن يفتح الله على القوم ويلهمهم رشدهم ويردهم إلى صوابهم ردا جميلا.
كان مما أشرت إليه أن الخلاف بلغ ذروته بين الفاتح الجوﻻني والبطانة التي حوله إثر قرار الفصائل قتال داعش بعد صبر دام عاما ونيف وأذكر بأن رأي البطانة كان الانحياز إلى إجماع الفصائل ومؤازرتهم في قتال داعش وكان رأي الجوﻻني أﻻ تقاتل النصرة إلى جوار الفصائل وهذا ما حصل ابتداء فلم تقاتل النصرة داعش بل سعت وكثير من أمراء وعناصر الفصائل الأخرى إلى إيواء عناصر داعش وإبلاغهم مأمنهم ورُفعت أعلام جبهة النصرة على مقرات داعش ووجد عناصر داعش لهم في مقرات النصرة ملجأ ومأوى وكما أسلفت ومن باب اﻹنصاف فإن هذا لم يكن حكرا على جبهة النصرة وحدها بل فصائل كثيرة شاركت في ذلك وما يهمني هو أن جبهة النصرة سارت على رأي أميرها ﻻ على رأي البطانة فيما يتعلق بقتال داعش، فالفاتح الجوﻻني مازال يراهم إخوة منهج بل تعدى ذلك إلى وصف الخلاف بين النصرة وداعش إلى خلاف اﻷسرة الواحدة في لقائه على قناة الجزيرة.


واستمرت اﻷمور على هذا النحو حتى جاءت أحداث دير الزور وكان التيار المتواجد هناك تيار الشيخ أبي مارية القحطاني فقرر أن يتصدى لبغي داعش وصيالها مع بقية الفصائل وبالفعل وقع القتال وكان على أشده ولم تستطع داعش حسم المعركة حتى استعانت بما جلبته من الموصل وطوال تلك المدة والنصرة وبقية الفصائل ينتظرون وعود أمرائهم لهم بالمدد والعون وفك الحصار لكنها كانت مجرد وعود ذهبت أدراج الرياح وحسمت داعش المعركة في دير الزور وفي البادية وتوجه أبو مارية مع أسود الشرقية جنوبا وكذلك فعل صالح الحموي.
وهنا صدرت قرارات مفاجئة من قبل أمير النصرة فعزل صالح الحموي وأبا مارية من مجلس الشورى وعزل أبا مارية من مركزه كشرعي عام للنصرة وعين مكانه الدكتور سامي العريدي ولم يسبق له أن قابله فالرجل في الجنوب وأمير النصرة في الشمال ومعرفته به لم تتجاوز التواصل والتراسل عن بعد ولو سأل الثقات من أهل اﻷردن أو كلف خاطره أن يقلب صفحات اليوتيوب لعرف أن الدكتور سامي العريدي معروف بفكره التكفيري فقد كان من المقربين للشيخ أبي همام في اﻷردن وهو من رموز التكفير وكان أبو همام يعمل راقيا للناس وكان الدكتور سامي ساعده اﻷيمن ومن أقرب المقربين إليه.
والخلاصة أن حقبة جديدة ستبدأ بسيطرة التيار اﻷردني على مفاصل القيادة داخل جبهة النصرة وهذا التيار هو عرّاب التكفير ورأس حربته اﻵن داخل جبهة النصرة.
وأدخل الفاتح الجوﻻني أبا الوليد اﻷردني مكان صالح الحموي في مجلس الشورى كما أدخل أبا الحسن تفتناز أو أبا جليبيب اﻷردني -إن لم تخني الذاكرة- مكان الشيخ أبي مارية.
وبمرور اﻷيام باتت الدائرة المقربة من الجوﻻني كلها من الغلاة وإليك بعضا من هذه النماذج:
يقود التيار اﻷردني داخل جبهة النصرة اليوم أبو القسام اﻷردني وأبو القسام من أصحاب أبي مصعب الزرقاوي وهو ممن خرج من سجون إيران مؤخراً بصفقة التبادل بين أنصار الشريعة وإيران وذكرت الدكتور سامي العريدي وهو الشرعي العام وأبو جليبيب اﻷردني الذي عين أميرا للاذقية مؤخرا وأبو حسين اﻷردني أمير إدلب وأبو اليمان اﻷردني قائد جيش النصرة وأبو الوليد اﻷردني أمير البادية وأبو خديجة اﻷردني قاضي اﻷمنيين في النصرة وأبو حفص اﻷردني(الحلبي) وهو أردني النشأة من أصول حلبية أمني عام وهو أمي ﻻ يقرأ وﻻ يكتب وإلى جانب هذا التيار اﻷردني خليط من جنسيات أخرى ممن بلغوا في الغلو شأوا ومنهم أبو عبدالله المصري مسؤول دار القضاء في اللاذقية واستلم محكمة دركوش مؤخراً وأبو عمرو التونسي وهو كبير المحققين بدار القضاء في اللاذقية وأبو الزبير المهاجر(أبو حيدرة التونسي) شرعي إدلب ومما فاتني ذكره أنهم أتوا بعديل الشيخ أبي محمد المقدسي(أبو القاسم اﻷردني) ومما بلغني أنهم يجهزونه ويهيئونه ليجعلوه على القضاء وإلى جانب هؤﻻء غلاة من(اﻷنصار) كنت قد ذكرتهم آنفا وأذكر بأهمهم وأقربهم من الفاتح الجوﻻني أبو علي القصير مسؤول إمارة الحدود - أبو محمد عطون (أبو عبدالله الشامي) أبو أحمد ذكور - عبدالله اﻷمني أبو هاجر الحمصي - أبو عبدالله طعوم - أبو يوسف حماه وأبو يوسف مشهود له أنه كان من طلبة العلم المعتدلين الوسطيين حتى عين أبو عبدالله طعوم شرعيا على حماه فتأثر به أبو يوسف وبدأ فكره ينحى نحو الغلو وممن فاتني ذكره من المهاجرين أبو أسامة الليبي أمني إدلب.
وهنا نلحظ أن المناصب السيادية كلها باتت بيد الغلاة وأن التيار اﻹصلاحي داخل جبهة النصرة بات بعيدا عن مركز القرار والتأثير وقد اعتبروها -كما يقولون- متطلبا ضرورياً من مقتضيات المرحلة للحفاظ على بيتهم الداخلي وعلى جنودهم من الالتحاق بجند اﻷقصى وداعش.
وهذا ورد على لسان الفاتح أبي محمد الجوﻻني نفسه مرارا، كان آخرها أمام لجنة مبادرة أهل العلم حين نقلوا إليه طلب الفصائل فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة كشرط مسبق للتوحد والاندماج فكان جواب أبي محمد الجوﻻني أنه لا يستطيع فك الارتباط بالقاعدة ﻷن فك الارتباط بها سيجعل كثيراً من عناصر جبهة النصرة يلتحقون بجند اﻷقصى وداعش وهذا اعتراف خطير من الفاتح الجوﻻني أن جنوده على شفا (دعشنة) وأنهم قاب قوسين أو أدنى منها وأنهم يتحينون الفرص لترك جبهة النصرة إن هي تخلت عن نهج الغلو.
وقد يكون هذا العذر مقبوﻻ لو لم تنقل النصرة هذا النهج من دائرة الخطابات والتنظير -التي هي للاستهلاك المحلي كما يقولون- إلى دائرة التطبيق، ولكنها انتقلت مع اﻷسف الشديد وانعكست على سلوك العناصر والجند وترتب عليها ظلم كبير لفصائل بأكملها وسالت على إثرها الدماء وانتُهبت اﻷموال وسُلب السلاح والعتاد.
كل هذا في ظلال السجال مع داعش التي باتت تشكل عقدة للنصرة وأمرائها وجندها وكلما عيرتهم داعش بأمر كتطبيق الشريعة المنحصر عندهم بإقامة الحدود -مع العلم بوجود خلاف كبير بين الفقهاء حول تطبيق الحدود في دور الحرب- أقول كلما عيرتهم داعش في إصدار من إصداراتها التي تظهر تطبيق داعش للحدود تسعى النصرة بكل ما أوتيت من قوة ﻹظهار مشهد مماثل لعناصرها وهم يطبقون الحدود، وأكتفي بمثال واحد فلم يسبق للنصرة أن طبقت الحد على امرأة زانية أو تدير بيتا للزنا -حسب توصيفهم- حتى ظهرت داعش في إصدارها وهي ترجم زانية ثيبا وما هي إلا أسابيع حتى ظهر إصدار النصرة وهي تقتل امرأة خمسينية بطلقة مسدس في رأسها بتهمة إدارة بيت للدعارة وبعدها بمدة قتلت فتاة عشرينية بتهمة الزنا في رسالة واضحة لداعش مفادها إن كنتم قد رجمتم زانية واحدة فقد قتلنا زانيتين.
ومما يجدر التنويه له أن الرجل الذي كان يقف فوق رأس المرأة المقتولة مطلوب لمحاكم حلب الشرعية حسب ما أخبرني الإخوة القائمون على القضاء في محاكم حلب لكن أحدا ﻻ يجرؤ على محاكمة عنصر انتسب إلى جبهة النصرة أو جند اﻷقصى فقد حصل على الحصانة الكاملة بمجرد أن أصبح أخا منهجيا.
إذن نحن أمام بطانة جديدة يعرف القاصي والداني أنها تشربت الغلو حتى تمكن منها وأمام أمير يخشى انشقاق عناصره وانضمامهم للجند وداعش وهذه المرحلة ﻻ يناسبها إﻻ تقريب غلاة الغلاة وإطلاق ألسنتهم وإطلاق أيدي الجند من غير رقيب وﻻ حسيب.
وما يدور في أروقتهم الداخلية يهون أمام ما يظهر في خطاباتهم ومقاﻻتهم فالفاتح الجوﻻني وأبو محمد عطون يريان أن وثائق (أبت أباد) ووثيقة (أزواد) هي وثائق مخالفة للشريعة الإسلامية وأبو محمد عطون (أبو عبدالله الشامي) قالها صريحة بأن ميثاق حركة أحرار الشام المعروف بـ (ميثاق الشرف الثوري) هو(ميثاق كفري) وأما أبو فراس السوري فقد صرح في مقالته النذير العريان بكفر اﻷحرار ناهيك عن اﻷوصاف المقذعة التي وصف بها اﻷحرار في مقاله في مقاله والتي أستحيي من ذكرها وليت اﻷمر وقف عند هذا المقال فقد تبعه ثان وثالث وليت اﻷمر وقف عند حد التصرف الفردي ﻷبي فراس لهان اﻷمر ولكن تبين تبين فيما بعد -حين اشتدت الحملة على أبي فراس- أن أبا فراس قد عرض المقال على أبي محمد عطون قبل نشره وأنه صادف استحسانه ونال إعجابه وحين نشر أبو فراس المقال وضجت الصفحات بمعارضته وخرج أبو محمد عطون يريد أن يرقع اصطدم به أبو فراس على العام وقال له لقد عرضت عليك المقال وأبديت إعجابك به وﻻقى استحسانا منك وسكت أبو محمد عطون ولم ينبس ببنت شفة.
وليت اﻷمر وقف هنا لهان فهذا ما صرح به أبو فراس على العام ولكن ما لم يفصح عنه على العام وذكره في المجالس الخاصة في معرض دفاعه عن نفسه -إثر الحملة الشرسة التي تعرض لها الرجل- أنه عرض المقال على أعضاء في الشورى وعلى الفاتح الجوﻻني نفسه وكلهم أبدى إعجابه بها واستحسنها وقد شهد على ذلك شهود ثقات من النصرة وحين أقول شهود فإنني أعني أنهم جمع وليسو فردا أو اثنين وليت اﻷمر وقف عند هذا الحد إذن لهان.
فحين وصف أبو محمد عطون ميثاق الشرف الثوري بأنه ميثاق(كفري) وواجه حملة مضادة وسئل كيف حكمت عليه بأنه ميثاق كفري؟ أجاب أمام جمع من قادة اﻷحرار بأن الذي حكم عليه وأفتى بأنه ميثاق كفري هو الشيخ أبو قتادة هكذا أجاب أبو محمد عطون بكل صراحة.
ومن أسباب الانقلاب الفكري والمنهجي الذي اعترى مسيرة النصرة سبب مهم ﻻ يمكن إغفاله وهو إقصاء تيار الخراسانيين رحمهم الله وتقبلهم في الشهداء وهم سبعة إخوة قدموا من إيران أوائل عام 2013م قبيل إعلان البغدادي حل جبهة النصرة ودمجها في الدولة تحت مسمى الدولة اﻹسلامية في العراق والشام وسبب قدومهم أنهم واجهوا ضغوطا أمنية كبيرة من الجانب اﻹيراني فقرروا اﻹنتقال إلى الشام واستطاعوا أن يخرجوا بطرق غير رسمية ووصلوا بواكير عام 2013م وكان لهم وللشيخ أبي خالد السوري الفضل بعد الله عز وجل في الحكم الذي أصدره الدكتور الظواهري لصالح جبهة النصرة ولم يقبل به البغدادي آنذاك وكان بيني وبين أحدهم رحمه الله تواصل عبر المراسلة رغم قرب المسافة وقد وصفهم البغدادي -في الخلاف بين النصرة والدولة- بأنهم منحازون لجبهة النصرة وقد كانوا -رحمهم الله- فريق عمل متكامل مكون من سبعة أشخاص من أولي الخبرة والتجربة ولم يكونوا يطمحون لمناصب أويطمعون في تحقيق مكاسب بل كانوا يرغبون في رفع مستوى العمل فحسب ولذا كانوا يتوقعون -على اﻷقل- أن يجدوا التعاون التام من قبل قيادات النصرة خاصة بعد أن أتى رد الدكتور الظواهري.
وبالفعل توجه الفريق إلى حلب وفتحوا معسكرات للتدريب ولكن أمراء حلب -آنذاك- (عبدالله) و (ذكور) لم يتفاعلوا معهم بل همشوهم ويبدو أن اﻷمر كان متعمدا فهؤﻻء أقدم منهم تنظيميا بل أقدم من الشيخ الجوﻻني نفسه وذووا خبرة وكفاءة ولهم سابق تجربة وشَكوا تهميشهم أكثر من مرة ولم يجدوا آذانا صاغية فتفرقوا في المحافظات فأبو محمد الشامي توجه إلى رأس العين وقتل-رحمه الله- في معركة رأس العين وأما أميرهم أبو أسما الكوبي فقد قتل في سرمدا وكان قد أقام معسكرا مع أبي يوسف التركي رحمهما الله قبل مقتله وأما سنافي النصر-رحمه الله- فكان قد استلم ملف المهاجرين بعد منتصف عام 2013م.
وأعود لذكر قصتهم قبل أن يتفرقوا ويقضوا نحبهم -رحمهم الله- فبعد أن سئم سنافي النصر ومل من الخلافات التي وقعت بينه وبين قيادات النصرة بخصوص ملف المهاجرين واشتدت الخلافات فعُزل سنافي النصر وهنا قرر الفريق أن يعاود التكتل من جديد وأن يعملوا كفريق وظلوا كذلك حتى جاءت حادثة انشقاق جند اﻷقصى عن جبهة النصرة وذهب فريق الخراسانيين مع الجند فور انشقاقهم وكان أمير جبهة النصرة في محافظة (.....) أخرى وحين علم بالخبر عاد وزار فريق الخراسانيين في مزرعتهم في(....)  وطيب خواطرهم وأكرمهم وأعادهم إلى جبهة النصرة وعرض على سنافي النصر إمارة حماه فرفض وعرض على أبي أنس الجزراوي إمارة اللاذقية فوافق واشترط أن يصطحب معه طاقم خراسان فذهبوا جميعاً إﻻ أبا أسماء الكوبي فقد ظل يدير المعسكرات مع أبي يوسف التركي ولم يتفاعل أبو أسماء مع العودة لجبهة النصرة بل ظل يعمل بشكل شبه مستقل مع أبي يوسف التركي ويدرب الكوادر وأما بقية الطاقم فقد توجهوا إلى اللاذقية باستثناء أبي محمد الشامي الذي كان قد لقي ربه شهيدا بإذن الله.
وفي ظل إمارة أبي أنس الجزراوي لللاذقية كانت العلاقة مع الفصائل اﻷخرى بما فيها الجيش الحر وثيقة وكانت وشائج اﻷخوة في أعلى مستوياتها وسادت روح المحبة بين الفصائل وبلغ التعاون أشده وتبادلت الفصائل الخبرات والفضل بعد الله جل في علاه يعود لهذا الفريق وأمير اللاذقية آنذاك وكان أبو أنس يوزع الصواريخ التي يصنعها هذا الفريق (الغفاري) على الجيش الحر وأثمرت هذه الروح اﻷخوية وهذه اﻷجواء فتوحات عظيمة على رأسها فتح كسب وقمة الـ (45) ولم يعهد الساحل وفصائله حقبة أفضل من تلك التي توجه فيه أبو أنس بصحبة أربعة من الفريق للساحل وظل الحال كذلك حتى جاءت حادثة فرار700 داعشي كانوا محاصرين في اللاذقية ووصلوا إلى الرقة بسياراتهم عبر حلب وقسم منهم دخل متخفيا إلى اﻷراضي التركية وتوجه إلى الرقة وهنا اتُهم أبو أنس الجزراوي وطاقمه بالتقصير في أخذ الإجراءات لمنع خروج هؤﻻء ووصولهم إلى اللاذقية رغم أنني ومعظم الفصائل نعرف أنه لا علاقة للرجل وطاقمه بما حصل ولعل معظم قادة الفصائل يعرفون الطرف المتواطئ ولست أراها إﻻ مكيدة كادها له أقرانه وأنداده من غلاة النصرة ليوقعوا به وليُعزل عن إمارة اللاذقية وهذا ما كان -خاصة بعد انخراط هذا العدد الكبير من الدواعش في قتال الفصائل في دير الزور- حيث أقيمت محكمة شرعية ﻷبي أنس وعُزل عن إمارة اللاذقية وعُزل نائبه أبو إلياس معه وتمت تلك المحاكم في ظل غياب سنافي النصر فقد كان -رحمه الله- يعالج من إصابته في معارك كسب وبعد أشهر تعافى سنافي النصر عاد واستلم منصب أمني في اللاذقية وبقي فيها حتى قتل وكان متذمرا جدا من النصرة فهو أمني باﻹسم فقط من باب اﻻسترضاء واﻹسكات ليس إﻻ ولم يك -رحمه الله- راضيا عن سياسات النصرة، وأما أبو أنس الجزراوي الذي استطاع أن يخلق جوا منقطع النظير من اﻷلفة والمحبة واﻷخوة بين النصرة وبقية الفصائل فقد أقسم منذ ذلك اليوم أنه لن يعمل مع أمير جبهة النصرة الفاتح الجوﻻني ﻻ ﻷنه عزله من إمارة اللاذقية ولكن ﻷنه وعده بمنصب أمني إدلب فأجابه أبو أنس بأنه يقبل أن يكون في أي مكان يراه الفاتح الجوﻻني وبدأ يؤجل وعوده وفوجئ أبو أنس بعد أيام بتعيين شخص بديل عنه كأمني ﻹدلب وهكذا استبعدوا-رحمهم الله- بما لديهم من خبرات وكفاءات ومياسرة لشركائهم في طريق الجهاد ولم يستمع لهم ولنصائحهم وحل مكانهم الغلاة.

أتوقف هنا الليلة وللشهادة بقية إن كتب الله لي عمرا في أمان الله وحفظه ورعايته السلام عليكم ورحمة الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.