الخميس، 31 مارس 2016

شهادة حذيفة عبد الله عزام على بغي جبهة النصرة على الفصائل (الجزء التاسع )

منقول :
الحمد لله القائل في كتابه "ها أنتم هؤﻻء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا" وصلى الله وسلم على الهادي البشير القائل: "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إﻻ أوتوا الجدل ثم قرأ ما ضربوه لك إﻻ جدﻻ بل هم قوم خصمون" وبعد:

لم يكن يدور بخلد غلاة النصرة وهم يَعدون على الفصائل ويستبيحونها ويفككونها اﻵثار الكارثية التي ستخلفها هذه اﻷفعال على الثورة السورية برمتها فقد كانوا سادرين بزهو الانتصارات (الوهمية) التي حققوها تائهين في جو القوة التي انضافت إلى قوتهم بسيطرتهم على عتاد تلك المجموعات ولكم صرخت بأعلى صوتي وكررت وكتبت المقاﻻت بأن المنتصر في تلك المعارك خاسر ﻷنه كسر سنده وشل عضده ولكن: وقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن ﻻ حياة لمن تنادي وصوتي كان أدنى أصوات حكماء وعقلاء وعلماء الساحة الذين ﻻ أبلغ مد أحدهم أو نصيفه دون جدوى ونارا لو نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد، فغرور القوة قد أصاب القوم وتمكن منهم وسولت لهم أنفسهم أنهم باستئصالهم لفصائل (الردة) سينتصرون وزين لهم الشيطان أعمالهم بعدة انتصارات حققوها بعد قضائهم على تلك الفصائل فراحوا يسوقون للعالم: بأن تلك الانتصارات ما كان لها أن تتحقق لوﻻ القضاء على فصائل الفساد حسب خطابهم الظاهر وفصائل (الردة) بحسب قناعاتهم ولم يكونوا يشعرون بأنهم -ربما- كانوا في طور الاستدراج أو مرحلة الإملاء فعزوا السبب في جميع تلك الانتصارات ﻹفنائهم فصائل الردة ففتوحات وادي الضيف والحامدية وإدلب والمسطومة وجسر الشغور وسهل الغاب....الخ ما كان لها أن تتحقق بوجود تلك الفصائل حسب زعمهم.

وكنت أثناء الحملات على تلك الفصائل أتواصل معهم عبر الغرف كلما سنحت الفرصة وعبر التليجرام و(الواتس أب) ﻷنني قبل انتقالي إلى الشمال السوري كنت قد عطلت حسابي على التويتر وما كان يخطر ببالي أنني سأضطر لتفعيل حساب جديد والله يشهد أنني نادرا ما كنت أجد الوقت للتواصل كلما سنحت الفرصة وفي الوقت الذي كنت برفقة ثلة من اﻷخيار اﻷغيار نطارد بين أزيز الرصاص ودوي المدافع سعيا لحقن الدماء وإصلاح ذات البين كانت أقلامهم وحساباتهم تنوشنا وتنتقص منا وتتهمنا وكلما رجعنا إلى المقرات التف حولنا الأخوة يسألوننا هل قرأتم ما كتب عنكم وما قيل فيكم فنغفوا قبل أن يشرعوا في حديثهم ونصحوا ونصلي وننطلق على الفور حتى بدأ الأخوة يتواصلون معي من الخارج ويحثونني على تفعيل حساب التويتر للرد على ما يثار حولنا -وأنا أقصد فريق العمل وﻻ أعني نفسي ولذا أتحدث بصيغة الجمع- ومع ذلك لم أفعّل الحساب إﻻ في الشهر الثالث أو الرابع من العام المنصرم.

أعود فأقول كنت على تواصل معهم عبر الغرف وكنت أحذر على العام والخاص من عواقب ما يجري ومن انعكاساته على المدى البعيد فأقابل بالسخرية ويقابل قولي باﻻزدراء ومن تلك الغرف غرفة أنشأها -مشكورا- الدكتور عبدالله المحيسني على التليجرام سماها (نوازل الشام) وانسحبت منها على إثر أحداث جبل الزاوية وريف حماه كثرة ما نالني فيها من اﻷذى وكان مما دار بيننا من حوار فيها وفي غيرها.

هل ستستطيعون تغطية أماكن الرباط التي كانت ترابط فيها تلك الفصائل (المرتدة) وهل لديكم العدد الكافي لسد ذلك الفراغ وكانوا يجيبون بكل ثقة أنهم قادرون على فعل ذلك وكنت على يقين أنهم سيعجزون عن تعويض العجز الناجم عن تفريغ تلك المناطق وكان الدليل واضحا كالشمس في قارعة النهار فنداءات التحريض لشباب العالم الإسلامي للهجرة إلى الشام والالتحاق بصفوفهم ﻻ تكاد تهدأ لحظة متكئين على خطاب العاطفة ﻹقناع الشباب بالهجرة والالتحاق بصفوفهم وكانوا يصرحون فيها بالحاجة الماسة إلى المجاهدين والمرابطين على الثغور وأن المناطق المحررة تسقط نتيجة العجز عن تغطية نقاط الرباط رغم أن من شردوهم وشتتوهم يعيشون بالجوار على الحدود التركية السورية وتعدادهم باﻵﻻف وفيهم من الخبرات والكفاءات والقادة الكثير ولكن أنى للقوم أن يأذنوا لمرتد بالعودة أو يستعينوا (بتارك لدينه) فصاروا يحرضون شباب اﻷمة ويستقطبونهم من كل حدب وصوب والنداءات توجه إليهم بعد حملات إيران والمليشيات والنظام المسعورة على المناطق وتساقطها المنطقة تلو الأخرى كانت النداءات توجه إليهم من داخلهم وخارجهم واﻷصوات تتوالى وتتعالى أن ائذنوا للقوم بالعودة والقوم يكابرون ويأبون ودعاتهم يحرضون ويناشدون ويستجدون نفير الشباب من أقاصي البلاد رغم زوال نشوة القوة وذهاب سكرة الانتصارات اﻵنية التي كنت أراها -حسب اجتهادي الذي ربما أكون مخطئاً فيه- إملاء واستدراجا وكانوا يرونها انتصارات ساحقة بل ويصرحون "اليوم نغزوهم وﻻ يغزونا".

ومع شراسة الحملة وشدتها وتساقط المناطق خاصة بعد التدخل الروسي وفقر الجبهات للمجاهدين والمرابطين وكثرة الشهداء والجرحى تكشفت أخطاء ما عملته أيديهم وتبدت لهم آثار جناياتهم على الثورة وليتهم وقفوا قليلا مع ذواتهم فراجعوا تلك اﻷخطاء وتداركوا ما يمكن تداركه وتلافوا تكرار ما مضى من أخطاء إذن لتناسى الجميع كل تلك اﻷحداث ولفتحت صفحة جديدة في الثورة تعيد لها روحها وتسعفها من حالة الاحتضار التي تمر بها وتبعث فيها الحياة واﻷمل لكن القوم ازدادوا عنادا وإصرارا بل في عز الهزائم كرروا ذوات اﻷخطاء فهاجموا فصائل ﻻ ينكر أحد جهادها ورباطها ونكايتها بالعدو.

وهنا لئلا يضيع مغزى الحديث وتذهب الفائدة المرجوة منه أحاول حصر آثار إنهاء تلك الفصائل فقد أدت على المدى البعيد -وإن كنت ﻻ أراه بعيدا- فقد ظهرت آثاره خلال عام واحد فقط .
- وأول اﻵثار تساقط الجبهات بسبب نقص عدد المقاتلين والمرابطين الذي نجم عن تفكيك تلك الفصائل وطرد مقاتليها.
- وثانيها خسارة قسم كبير من الحاضنة الشعبية وخلق جو مشحون بين جبهة النصرة والحاضنة الشعبية وارتفاع وتيرة الاحتقان الذي يزداد يوما بعد يوم فقد خلفت تلك اﻷحداث مآسي في معظم البيوت فما من بيت إﻻ وفيه قتيل أو طريد أو شريد أو معتقل أو ذهبت أملاكه أو مصادر رزقه إثر تلك اﻷحداث وهم ساكتون صامتون خوفا من بطش القوم وخشية ملاحقة أذرعتهم اﻷمنية لكنهم محتقنون ناقمون يتحينون الفرص التي إن ﻻحت لن يوفروها -واﻷيام بيننا- وإن سنحت لن يضيعوها بل سينقضون على من ظلمهم وتسبب في أذيتهم وسيسعون لسترداد حقوقهم التي سلبت منهم بمسوغات زعم القوم أنه ا(شرعية) وشرع الله منها براء.
- وثالث تلك اﻵثار وأخطرها صناعة الصحوات ومن راقب تجربة العراق عن كثب ورأى ظلم المناهجة الذي كان السبب الرئيس في صناعة الصحوات يدرك صواب ما أقول ولقد تنبه شيخنا الشهيد بإذن الله أبو عبدالله الحموي لهذه الكارثة مبكراً ولفت اﻷنظار إليها وحذر من عواقبها قبل أن يلقى ربه ويقضي نحبه فنبه رحمه الله إلى أحد أهم أسباب صناعة الصحوات في العراق وهو ظلم المناهجة ولو قدر له أن يعيش لرآه واقعا على أرض الشام.


وسأكتفي بإيراد مثال واقعي عشت أحداثه بنفسي وحاولت وآخرين منع حدوثه دون جدوى فإصرار المناهجة كان أقوى منا جميعاً وإليك تفاصيل الخبرفحين وقعت أحداث جبل الزاوية وانتهت بتفكيك جبهة ثوار سوريا وذهب عناصرها بين قتيل وأسير وطريد وشريد كان ممن فر من بطش جبهة النصرة والجند (أبو علي برد) أحد القادة العسكريين في جبهة ثوار سوريا وهو ممن انحاز بمجموعته وسلاحه إلى مناطق اﻷكراد فرارا من النصرة وجند اﻷقصى ولئلا يزايد علي المناهجة كعادتهم ويفتروا فسأبدأ بما غردت به عن جيش الثوار حين سئلت عنه : "لو كان ابني في جيش الثوار لقاتلته" ﻷن واحدا ممن صدق نفسه أنه من منظري المناهجة ممن يعيشون في لندن كان قد افترى علي -وتغريدته موجودة- بأنني حظرته ﻷنه تكلم في جيش الثوار وزعم أنني كنت أدافع عنه وحين هاجم جيش الثوار حظرته والله يشهد ثم حسابي أنه افترى علي وقد قدمت بإبداء رأيي في جيش الثوار لقطع الطريق على المزايدات وسد أبواب السجاﻻت والجداﻻت.

بعد انحياز (أبي علي برد) إلى مناطق اﻷكراد بدأ بمراسلة من يعرف من أهل الساحة لمناشدة جبهة النصرة السماح له بالعودة للمرابطة على جبهات النظام -وكنت أحد الذين راسلهم- وتعنتت النصرة ورفضت ثم طلب أن يبايع جبهة النصرة فكان الجواب أن يسلم نفسه وسلاحه ثم تنظر المحاكم الشرعية في أمره فلم يأمن الرجل وخاف على نفسه في ظل نماذج ماثلة أمامه عانت وتعاني في سجون القوم اﻷمرين ومرت اﻷيام حتى جاءت الحملة الشرسة على حلب وبدأ تساقط المناطق وظهر العجز الكبير في عدد المجاهدين والمرابطين وصادف ذلك وصول رموز في جبهة النصرة من الجنوب إلى الشمال وهم من الأخوة المشهود لهم وبدأ بعضهم بالتغريد وتحريض من أجبروا من الجيش الحر على الخروج بالعودة في ظل الحملة الشرسة التي تتعرض لها المناطق المحررة بعامة و(حلب) بخاصة فتواصلت مع هؤﻻء الأخوة وقلت لهم أنا على أتم اﻹستعداد أن أعيد العناصر ومن ترونه من القادة من تركيا ولكن توسطوا لدى قيادتكم واحصلوا على إذن منهم أو كتاب خطي يتعهد بعدم التعرض لهؤﻻء وأعجب القوم بالفكرة وتحمسوا لها وكانت حلب تشهد معارك لم تشهد الساحة لها مثلا طوال سني الثورة وانتظرت جواب الأخوة وعادوا إلي بعد بضعة أيام بأنهم لم يتمكنوا من الحصول على موافقة قيادة النصرة بعودتهم ولم يتمكنوا من الحصول على تعهد بعدم التعرض لهم!
فتساقط المناطق -عندهم-  بيد النظام أهون من عودة (المرتدين) للدفاع عنها.

وليت اﻷمر وقف عند هذا الحد فعندما بدأت تحركات اﻷكراد لنصرة النظام وكان ﻻ بد من السعي لشق صفهم وكان ذلك ممكنا لو أبدت النصرة شيئاً من المرونة أعدت التواصل مع الأخوة الذين قدموا من الجنوب وقلت لهم ما تزال الفرصة سانحة لشق أبي علي برد عن قوات سوريا الديمقراطية فاسعوا في الحصول على أمان للرجل ومن معه لنشقهم عن اﻷكراد ولم أكن وحدي من يتواصل مع أبي علي برد آنذاك فقد كان اﻷخ يامن الناصر (أبو بكر) ممن يتواصلون معه بهذا الصدد وهو يشهد على ما أقول والمراسلات الصوتية والكتابية تشهد على ما أقول وأثناء انتظار جواب الأخوة من جبهة النصرة كثفت من تواصلي مع أبي علي برد وذكرته بالله وقلت له لو قتلت اﻵن وأنت في ذلك الصف فأي مصير ينتظرك وكيف ستلقى ربك أما تخشى سوء الخاتمة والعاقبة والمرد؟؟!! والرجل يحدثني عن الظلم الذي لحق به ومطالباته المتكررة بتركه على جبهات النظام بل مطالبته بمبايعة جبهة النصرة على أن يتركوه ومن معه في مناطقه على جبهات النظام وكيف قوبل ذلك كلهبالرفض والتعنت وطلبوا إليه تسليم نفسه وسلاحه ثم تنظر المحاكم في أمره فطمأنته بأن الأخوة الذين جاءوا من الجنوب قد وعدوا خيرا وهم يسعون في عودة المقاتلين والقادة ولأن الرجل أعطى موافقة مبدئية وانتظرت جواب الأخوة الذين تواصلت معهم وبعد بضعة أيام جاء الرد من الأخوة بأنهم لم يتمكنوا من الحصول على ضمان أو عهد أمان ﻷبي علي برد ومن معه.

وتسارعت اﻷحداث وتساقطت المناطق ولم نستطع إدخال مقاتل أو قائد عسكري من أصحاب الكفاءات وشارك جيش الثوار في المعارك ضد المجاهدين إلى جانب النظام واﻷكراد وتسبب القوم في صناعة صحوات جديدة في الشام كما صنعوها من قبل في العراق فالقوم يعتقدون أنهم من النخب -وليتهم كذلك- ويفترضون أنهم يتعاملون مع شعوب نخبوية أو زمرة من الملائكة سيتصرفون ككعب بن مالك رضي الله عنه وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع حين قاطعهم المجتمع كله بأمر من رسول الله لتخلفهم عن غزوة تبوك فجاءه كتاب من ملك الغساسنة فيه علمنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان وﻻ مضيعة فالحق بنا نواسك فسجر كتاب الملك في التنور ليسد باب الوساوس.

عذرا بني قومي فأنتم تتعاملون مع زمرة من عوام الناس فتنتموهم في دينهم ورميتموهم في أحضان العدو ثم بتم تلعنونهم وتشمتون!! 

أتوقف هنا اليوم وأتم ما بدأته غدا -بحول الله وقوته- إن كتب الله لي عمرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.