الخميس، 26 نوفمبر 2015

داعش صناعة إيرانية إخوانية بالأدلة (الجزء السادس)


عبدالحق صادق
المعطيات و المؤشرات التي تدل على أن داعش و جبهة النصرة و من لف لفهم هم الأدوات المنفذة لخارطة أردوغان خامنئي  للشرق الأوسط الكبير بقيادة و إدارة سليماني - فيدان و أن العلاقة بينهم هي علاقة رئيس و مرؤوس الآتي 
 تركيا اليوم تسير وفق السياسة العليا للإخوان و هذا ظاهر للعيان من خلال تصريحات أردوغان و سياستة الخارجية فاصبحت علاقته متوترة مع دول الخليج و الغرب الذين تربطه بهم مصالح و علاقات اقتصادية كبيرة من أجل الإخواني مرسي فضحى بمصالح تركيا العليا من أجله و أصبحت تركيا قبلة الإخوان التي يتوجهون إليها بالشكر و الثناء و التبجيل و مقرا لمؤتمراتهم و ملاذا للمطلوبين أمنيا من دولهم و مقرا لمراكز الأبحاث الإخوانية و خلية دبابير للجيش الإلكتروني الإخواني الضخم الذي تعمل فيه الخلايا الإخوانية  ليل نهار على زعزعة أمن و استقرار المنطقة و العالم خدمة للمشروع الفارسي الإخواني
و علاقة الإخوان مع نظام الخميني استراتيجية و تصل لحد الاندماج في مشروع تكاملي واحد و علاقة تركيا و قطر بإيران تبعاً لها.
استولت داعش على أسلحة الجيش العراقي الحديثة و المتطورة و أصبحت ذات قوة كبيرة بتخطيط و تعليمات إيرانية تركية فصرح المالكي بأن تركيا ضالعة فيما حصل في العراق و لديه أدلة موثقة و لكنه صمت عن الطرف الآخر إيران لأنه لو تكلم سيتم تصفيته فورا من قبل فيلق القدس الإيراني الذي يتحكم بمفاصل الحكومة العراقية و خاصة الجيش و الأمن
و بعد أن أصبحت داعش بهذه القوة توجهت  نحو حدود السعودية و الأردن و لم تتوجه نحو إيران أو تركيا
شعرت السعودية بخطر كبير يهدد أمنها و أمن المنطقة و العالم فدق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يرحمه الله جرس الإنذار ذو الدرجة العالية و دعى لاجتماع عاجل في جدة لدول التحالف الغربي العربي و تم إعلان الحرب على داعش من هذا المؤتمر و تركيا الدولة الوحيدة التي رفضت الانضمام إلى دول التحالف من الدول المدعوة بحجج واهية هدفها تمييع و تفكيك التحالف و إعطاء أكبر وقت ممكن لداعش لتحقيق مكاسب و انتصارات على الأرض

 علما بأن أن داعش على حدود تركيا مباشرة فالعقل و المنطق و المصلحة يقولون لو كانت داعش تهدد أمن نظام أردوغان فينبغي أن يكون أول المنضمين و أول من دعى لهذا الاجتماع الطارئ و خاصة أنه عضو في حلف الناتو و توجهت داعش نحو مناطق الأكراد السنة بسبب موقفهم المؤيد لمطالب السنة العرب في العراق و لم تتجه نحو المناطق الشيعية و عندما هاجمت داعش الأكراد في كوباني جيران أردوغان و كانت  تريد أن تفظع بهم و تسبي نسائهم استغاثوا بجارهم  بأردوغان و لكنها لم تلامس نخوة المعتصم فخذلهم  و عندما نصرهم الله على داعش و عبروا عن فرحتهم بتحرير كوباني  استهزأ بهم و قال من سيعيد لكم إعمار كوباني و عندما انطلقوا لتحرير شمال سوريا من داعش و حرروا تل أبيض لجأ الدواعش لعند الجيش التركي فأجارهم و استقبلهم بالابتسامات أما أطفال و نساء الأكراد فلا يستحقون الإجارة بل الشماتة

  أبى الله إلا أن يذل داعش على أيدي نساء الأكراد البطلات  اللواتي حطمن أسطورة داعش التي لا تقهر إن الله ينصر من يأخذ بأسباب  النصر و يهيأ له من ينصره و من أسباب النصر نبذ التطرف و الكراهية و الثقة بالأصدقاء و الالتفاف حول قيادة واعية موحدة كفؤ
 عندها غضب أردوغان و هدد و توعد و دعى لاجتماع طارئ للمجلس الأمني القومي التركي و حشد قواته على حدود سوريا بمواجهة الأكراد فهل من العقل و المنطق أن داعش التي أجمع العالم على إجرامها و دمويتها و الدخيلة على المنطقة لا تهدد الأمن القومي التركي 

 و الأكراد أصحاب الأرض يشكلون خطر عليه و ثبت أنهم معتدلون و لم يهددوا دول الجوار و حملوا السلاح بسبب الانفلات الأمني في سوريا ليحموا أنفسهم و ينظموا شؤونهم  و أثبتوا جدارة فالمناطق الكردية من أكثر المناطق انضباطا و أمناً
و المسلحين الأكراد كانوا على حدود تركيا من بداية الأزمة السورية و لم يحصل بينهم و بين تركيا أي صدام و لم يصدر منهم أي تصرف يهدد أمن تركيا و أغلب أكراد تركيا انتخبوا حزب العدالة و التنمية في الانتخابات قبل الماضية عندها قال عنهم الإخوان أحفاد صلاح الدين و بعد هزيمتهم لداعش أداة مشروع سليماني – فيدان أصبحوا ملاحدة و عملاء إسرائيل
 و كانت معاهدة سلام بين حزب العمال الكردستاني و حكومة أردوغان جاري تنفيذها نقضتها حكومة أردوغان عندما هاجم الجيش التركي حزب العمال في العراق  و هذا أدى إلى عودة الحزب إلى السلاح بعد أن وضعه جانباً
و هذه التصرفات غير المسؤولة و غير المبررة أدت إلى احتقان الأكراد فهل  من العقل و المنطق و ممن لديه مشاعر إنسانية أن يرى أكراد تركيا أهلهم و إخوانهم يذبحون بجوارهم في كوباني و يصمتون فتظاهروا مطالبين أردوغان بحمايتهم من داعش فتم اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين و قتل و جرح العشرات و لم نسمع بكاء الإخوان و دموعهم على قتلى المسلمين الأكراد في كوباني و تركيا فهل دماء المسلمين تختلف عن قتلى الإخوان في رابعة؟؟
 و  رأينا تشفي و مباركة و اتهامات بالكفر و الإلحاد و هذه بمثابة فتاوي إرهابية و تحريض لداعش لذبح الأكراد
فانفض الأكراد عن حكومة أردوغان و لم ينتخبوها في الانتخابات الأخيرة و تدنت شعبيته كثيرا بسبب تصرفاته هذه و  دعم الإرهاب و تعريض أمن تركيا للخطر
إذا حكومة أردوغان تقود تركيا نحو حرب أهلية و هي مسؤولة عن عودة إراقة دماء الشعب التركي


عندما بدأت دول التحالف بقصف داعش  بتاريخ 19/09/2014 كانت داعش في حالة حرب مع كتائب المعارضة السورية و فجأة هادنت جميع الكتائب الإسلامية المحسوبة على تركيا و قطر لداعش و أعلنت موقفها ضد قوات التحالف الغربي العربي
و بعد تفرغ داعش غدرت بهم في ريف حلب الشمالي و هاجمتهم فأرسلت جبهة النصرة تعزيزات إليهم للدفاع عن الريف الشمالي و فجأة صدرت أوامر لها من المخابرات التركية بالعودة و عادت و بعد فترة صدرت أوامر لجميع فصائل النصرة المرابطة في ريف حلب الشمالي بمواجهة داعش بالإنسحاب و انسحبت
و لم يعبر أردوغان عن غضبه من داعش و يتهمها بتعريض الأمن القومي التركي للخطر و لم يهدد داعش و لم يدعو لاجتماع طارئ بسبب هجوم داعش على  كتائب الجيش الحر علما بأنه توجد قرى تركمانية في الريف الشمالي بل فعل العكس تماما
و العجيب أن الإخوان لم يستغيثوا برمزهم أردوغان لنصرتهم و لم يتهموه بالخذلان  و لم يخجلوا و يعتذروا من دول التحالف لمهادنتهم داعش و الاصطفاف معهم بل قالوا بكل وقاحة خذلتنا دول التحالف واتهموهم بازدواجية المعايير لأنهم يدعمون الاكراد و لا يدعمونهم و تجاهلوا بأن الأكراد أوفياء لا يغدرون بمن يدعمهم فيبيعون السلاح الذي تعطيه دول التحالف لهم لداعش و النصرة  و يشكرونه و يعترفون له بالجميل و لا يعتبرونه عدو بل حليف و صديق
 
و تعاملت معهم دول التحالف بأخلاق الإحسان فجاؤوا لنصرتهم و قصفوا داعش على جبهات الريف الشمالي و بدأت داعش تتقهقر و تخسر من أراضيها و فجأة صدرت الأوامر لهذه الكتائب بالتوقف فتوقفت و غدروا مرة أخرى بدول التحالف
داعش دمرت جميع القبور و المزارات التي تقع تحت سلطتها إلا قبر السلطان العثماني و دخلت قوات تركية في مناطق داعش و نقلت القبر و لم تتعرض داعش لهذه القوات بأي أذى
 
أردوغان انتصر لقبر و لم ينتصر لنساء و أطفال و شيوخ يقتلوا و يذبحوا بجواره و لم يذرف الدموع كما ذرفها على الفتاة الإخوانية في رابعة و رغم ذلك إخوان سوريا يطبلون له و يدافعون عنه دفاع المستميت و يتهمون من ينتقده بالعداء للاسلام
بات من الواضح و المعروف أن عناصر داعش و النصرة يدخلون إلى سوريا و العراق عبر تركيا بكل يسر و سهولة  و دون ختم جوازاتهم حتى لا تكتشفهم دولهم و قيادات داعش و النصرة يصولون و يجولون في تركيا و لهم مكاتب و يتم علاج جرحاهم و إمدادهم بالتموينات و شراء النفط منهم بأبخس الأسعارالذي يدرعليهم و على المتنفذين في حكومة أردوغان مئات الملايين من الدولارات التي يستخدمونها في قتل الشعب السوري و العراقي و تدمير حضارتهم و التجهيز لتدمير الدول العربية
و هناك حسابات بنكية لداعش في البنوك التركية لإيداع و غسيل أموال النفط المهرب
و الدواعش الذين يتم إلقاء القبض عليهم في تركيا هم إما فارين من داعش أو يشتبه في كونهم مخابرات لدول يريدون التجسس على داعش و جمع معلومات عنهم لضربهم
و الجيش و الشرطة الذين ألقوا القبض على شحنات أسلحة للمخابرات التركية يتم تهريبها  إلى المتطرفين في سوريا تم سجنهم من قبل حكومة أردوغان بدلا من مكافئتهم
الخلية الداعشية التي تم إلقاء القبض عليها في الكويت اعترفت بأنها تشتري الأسلحة و توصلها إلى داعش عبر تركيا و أنها تحول لهم أموال ضخمة عبر تركيا
بعد فشل حكومة أردوغان في انتخابات  يونيو 2015 قال أردوغان مهددا الشعب التركي و المعارضة بأن على المعارضة و الشعب التركي  أن يختاروا بين الفوضى و الأمن و بعد تلك التهديدات حصلت تفجيرات في ديار بكر و أنقرة استهدفت المعارضة تبنتها داعش و بعد فوز حكومة أردوغان في انتخابات نوفمبر 2015 خرج أردوغان قائلا لقد اختار الشعب التركي الأمن
 ألا يعني هذا الكلام إذا لم تنتخبوا حزبي فسترون المفخخات و الفوضى ؟؟
ألا يعني أن هناك خلايا داعشية جهزها حزب العدالة الإخواني لوقت الحاجة لها كما فعلها إخوان مصر عندما تم عزل مرسي و كما فعلها إخوان تونس عندما تم عزل المرزوقي ؟؟؟
 معروف أن داعش و الإرهابيين يستهدفون الحكومات و المصالح الحكومية  إلا في تركيا فيستهدفون المعارضة التركية ألا يدل ذلك أنن داعش موجهة من قبل حزب العدالة الإخواني ؟؟؟
علما بأن  أردوغان تجاوز جميع الخطوط الحمراء التي رسمها الإخوان و الدواعش  فيطبع مع إسرائيل و عضو في حلف الناتو الصليبي و قاد حلف الناتو في أفغانستان ضد طالبان و قدم لهم دعم لوجستي عند احتلال العراق وعلى أراضيها قاعدة أمريكية و تركيا الدولة الإسلامية الوحيدة التي ترخص للدعارة و القنوات الإباحية و شواطئ للعراة و يدعو للعلمانية ؟؟؟
و المخابرات التركية و القطرية ينشطون في سوريا بكثرة فهل سمعتم  داعش أو النصرة ذبحوا تركي أو قطري ؟
و السلاح و الذخيرة الذي تمنحه دول التحالف للمعارضة السورية  المعتدلة يتم بيعه لداعش و جبهة النصرة أعداء دول التحالف بالتعاون بين الإخوان و المخابرات التركية و ثلة من ضباط الجيش الحر الفاسدين و أصبح هؤلاء من أصحاب الملايين
و تحولت تركيا الحضارة و الرقي في ظل حزب العدالة و التنمية الإخواني منذ عام 2011 إلى مركز عالمي لتصدير الإرهاب و مأوى لجميع الفارين من العدالة و مركز عالمي لشتى أنواع المافيا: مافيا السلاح  و مافيا  تهريب الآثار حيث تم بيع آثار سوريا و العراق  التي درت الملايين على داعش  و أسهمت في طمس معالم الحضارة العربية و الإسلامية و محوها من الذاكرة نهائيا و مافيا التجارة بأعضاء البشر المحرمة دولياً للتجارة بأعضاء الشعب السوري و مافيا التجارة بالبشر عن طريق تهريبهم عبر الحدود و استغلالهم أسوأ استغلال و رميهم بالبحر حتى يموتوا غرقاً فالنظام الإيراني و داعش يهجرونهم  و حزب العدالة و التنمية الإخواني  المخترق من إيران حتى النخاع يقدم التسهيلات لهجرتهم  لإشباع جشعهم من ملايين الدولارات التي يجنونها و لدس الدواعش بين اللاجئين لتهديد أمن أوربا و التجارة بالشعب السوري و ابتزاز الغرب  فطلب أردوغان منهم 3 مليارات و تأشيرات دخول للأتراك مقابل إيقاف موجات اللجوء  و لتغيير ديموغرافية سوريا و العراق بأفراغهم من السنة و تهجير الكوادر الوطنية الشريفة و إبقاء سوريا و العراق للشبيحة و العصابات و تجار الثورات و الدماء و القضايا كما يريد النظام الفارسي الحاقد
فالإخوان و المتنفذين في حكومة أردوغان أصبحوا من أصحاب الملايين من هذه التجارات الخسيسة
ما ذكرته يدل أن تركيا الإخوانية لا تدعم داعش و النصرة فحسب بل تقودهم و توجههم و داعش و النصرة هم الذين أجهزوا على الانتفاضة السورية و الجيش الحر فلم يبقى ما يسمى ثورة أو انتفاضة شعبية فالموجود حالياً فتنة و حرب عبثية تقتل و تدمر دون جدوى و تهدد أمن و استقرار المنطقة و العالم و  المستفيد الوحيد منها المشروع الفارسي الحاقد على الحضارة العربية و الغربية
 و الغريب و رغم كل هذه الأفاعيل استطاع الإخوان أن يصنعوا من أردوغان رمز بنظر الشعب السوري و الشعوب العربية و الأغرب باسم الإسلام و لذلك كل من ينتقد تصرفات أردوغان غير المسؤولة و التي تضر الشعب السوري و المنطقة هو منافق محارب للإسلام
و سؤالي هل عند الإخوان قدرات خارقة تصل لحد السحر حتى استطاعوا أن يقلبوا الحقائق و يصنعوا منه رمز رغم كل هذا الوضوح ؟؟؟
أم يوجد عند الشعوب و على رأسهم حاملي الشهادات العلمية جهل مركب مطبق و عقول مغلقة  ؟؟؟
الدور الذي يلعبه أردوغان اليوم في سوريا لخدمة المشروع الفارسي هو نفس الدور الذي لعبه بشار عند احتلال أمريكا للعراق عام 2003 تماما فكان نظام بشار يدعم تنظيم القاعدة و يسهل مرورهم إلى العراق لإثارة حرب طائفية عبر المفخخات التي أدت إلى تهجير أهل السنة و فتح بشار لهم الابواب و استقبلهم و يومها صفق له الإسلاميون و الشعب السوري والنتيجة كانت تهجير و تصفية كوادر السنة  و تغيير ديموغرافية العراق لصالح شيعة إيران و استلام الصفيون للسلطة و احتلال إيران للعراق بالوكالة
مع الفارق الكبير بين الموقفين فبشار كان يعمل لحماية نظامه من أمريكا و الناتو و نجح في ذلك
أما أردوغان فيعمل لخدمة المشروع الفارسي الإخواني عن سابق قصد و تصميم  و بما يضر بالمصلحة العليا لتركيا و يهدد أمنها القومي و يهدد الأمن القومي لجميع دول المنطقة و العالم 
و في الجزء السابع و الأخير سأطرح الحل المقترح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.