عبد الحق صادق
بعد أن رأى المحور
الإيراني الإخواني هذا النجاح الباهر لخططهم و الغباء السياسي منقطع النظير لدى
السنة و الانقياد الغريب من المعارضة و
الشعوب فينفذون كل ما يريدونه بكل سرور و خيلاء و صنعوا رموز ممن سيذبحهم و يهجرهم
و يقضي على انتفاضتهم و يضيع دماء الشهداء و جهود الشرفاء الوطنيون المخلصون
لقضيتهم و وطنهم و دمار سوريا و العراق هدراً
وجدوها فرصة لا تقدر بثمن للإسراع
بتنفذ مشروعهم قبل أن تصحو الشعوب فعمدوا لتغيير البرنامج الزمني لمشروعهم الذي
هدفه هدم كيان الدولة لجميع الدول
الإسلامية و هدفهم الاستراتيجي السعودية و مصرلإقامة الامبراطورية الفارسية و
العثمانية على أنقاضها
أقصد بكلمة إخوان القيادة السياسية العليا الصف الأول لتنظيم
الإخوان المسلمين العالمي التي تصنع سياسته و توجهه و لا أقصد ما دونهم لأنه تمت
تربيتهم على الطاعة العمياء و التفكير المغلق فلا يرون و لا يسمعون إلا ما تراه
قيادتهم فهم عبارة عن آلات رد آلي ترد حسب
ما برمجت عليه دون أن تدرك ماذا تقول و ما يدور و ما نتائج أفعالها و ما يخطط من برمجها
و أقصد أيضاً بكلمة إخوان
تركيا الأردوغانية و قطر الإخوانية لأنهم يسيرون وفق الاستراتيجية العليا
للإخوان المسلمين التي تتقاطع مع استراتيجية نظام الخميني و تصل لحد الاندماج
الكلي في مشروع واحد إيراني إخواني أطلقت عليه اسم خارطة أردوغان خامنئي للشرق
الأوسط الكبير (الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ) لأن أردوغان و خامنئي هم
الفاعلون الرئيسيون فيه
أما المدير المنفذ على
الأرض غرفة عمليات مشتركة من المخابرات الإيرانية و التركية التي تقاد و
توجه
من قاسم سليماني قائد فيلق
القدس الإيراني و هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية ذراع النظام الإيراني في تركيا الذي رتب البيت التركي لأردوغان حسب ما يريده الإخوان و نظام خامنئي و يقوم بترتيب
دول المنطقة بدءا من جيرانه سوريا و
العراق وصولا إلى مصر و اليمن و ليبيا حسب المخطط الفارسي العثماني
أطلقت عليه اسم مشروع ( سليماني – فيدان) لتنفيذ خارطة أردوغان
خامنئي للشرق الأوسط الكبير
الأدوات المنفذة جميع التنظيمات الإسلامية المتطرفة و على رأسهم
الإخوان و تساندهم الشعوب التي يضللونها
فصنعوا خلاف بين البغدادي و الجولاني علىى الزعامة و الأسلوب و ليس
بالفكر و المنهج
و الدليل أنه مصطنع معروف عن التنظيمات المتطرفة الطاعة العمياء
دون أدنى تفكير أو تساؤل و من يشاهدونه يفكر أو يتساءل يتم إقصاؤه و تصفيته فورا بتهمة الردة و
الخيانة
فكيف تجرأ الجولاني على
مخالفة أوامر البغدادي دون أن يمسه أذى ؟؟؟
الجواب : الذي صنعهم حمى
الجولاني و منع البغدادي من تصفيته
فانشق القسم الأكبر من
جبهة النصرة و انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الذي يتزعمه البغدادي
الذي غير اسمه حسب الخطة
الجديدة التي أعطيت له فأصبح ( تنظيم
الدولة الإسلامية في العراق و الشام ) تم اختصاره ب ( داعش ) و الدليل على ذلك :
بعد الإعلان عن تشكيل داعش بفترة وجيزة هاجمت داعش المناطق السنية
في العراق و سيطرت عليها خلال وقت قصير جدا غير متوقع و استولت على أسلحة حديثة
ضخمة من الجيش العراقي و على أموال كثيرة و أصبحت تسيطر على منابع النفط في سوريا
و العراق الذي يدر عليها المليارات لتمويل نشاطها و يومها حذرت أمريكا لنظام المالكي
من تحركات داعش ضمن العراق و لكنه لم يقم بأي إجراء و الذي حصل هو إنسحاب للجيش
العراقي دون مقاومة مع ترك أسلحته لداعش و الذي يتحكم بمفاصل الحكومة العراقية و خاص
الجيش و الأمن هو فيلق القدس الإيراني بقيادة سليماني فالنظام العراقي فاقد
الصلاحية و العلاقة بين إيران و العراق اليوم علاقة احتلال و لذلك مهما غيروا من
حكومات عراقية فلن يتغير شئ و الدليل سقوط الرمادي بأيدي داعش على زمن حكومة
العبادي بنفس طريقة سقوط الموصل على زمن حكومة المالكي
فأصبحت داعش قوة كبيرة
تعادل إمكانيات دولة قوية منظمة تنظيم
عالي و تحركات داعش و طريقة إدارتها للصراع يدل على أن دول تقف خلفها و تخطط لها و
تدعمها بكل أشكال الدعم اللازم
و يدل على الغاية التي
صنعت لها فبعد أن أصبحت بهذه القوة توجهت نحو الدول السنية السعودية و الأردن و
المناطق الكردية السنية و أصبح لها أفرع في مصر و ليبيا و اليمن و لم تتجه نحو
إيران أو تركيا بجوارها و لم تهدد قطر عندها شعرت دول التحالف الغربي الخليجي بخطر
كبير يهدد أمنهم فأعلنوا الحرب على داعش
و غير التنظيم اسمه حسب الخطة الجديدة التي أعطيت له و أصبح ( تنظيم الدولة الإسلامية ) و أعلنها خلافة إسلامية
على منهاج خامنئي و أردوغان بقيادة أبو بكر البغدادي تربية البعث و الإخوان
و تم فصل داعش عن النصرة و صنعها بشكل أشد خطرا و تطرفاً و عنفا و
فظاعة و تنكيلا مع المجاهرة بذلك و بأهداف
معلنة خارج حدود سوريا و العراق تهدد دول التحالف الغربي العربي بينما النصرة
ترتكب نفس الأعمال و لها نفس الأهداف و لكن بشكل سري غير معلن على وسائل الإعلام
للغايات التالية :
-تشويه صورة الإسلام و نبي الإسلام و صحابته الكرام و صورة أهل السنة و
تنفير الناس من الدين و الملتزمين و العقيدة الإسلامية الصحيحة ( السلفية ) و من
يرعاها و يطبقها أي مشروع القضاء على الإسلام الصحيح و تدمير مقدسات المسلمين و
هذا ما يجري على أرض الواقع فالأنظمة القمعية جعلت الناس تعود لدين الله أفواجا و
هؤلاء جعلوا الناس يخرجون من دين الله أفواجاً فهم أشد خطرا و ضررا من هذه الأنظمة
-الوقيعة بين دول الغرب و الدول السنية و دفع الغرب للتخلي عن الدول
السنية و تسليمها لقمة سائغة للمحور الإيراني الإخواني و الاتفاق النووي الإيراني أول بوادره لأن
الإرهاب الذي يستهدف أمريكا و الغرب يأت من السنة و الحكومات السنية لم تلجمهم و
لم تجد حل لهم سواء عن تقصير و إهمال أو عجز فالنتيجة واحدة
فهل رأيتم متطرف شيعي يقوم
بعمل إرهابي ضد الغرب ؟؟؟
- صنعت داعش للعمل خارج سوريا
و العراق و مهاجمة و تهديد دول المحور الغربي العربي فالمتوقع أن تحاربها هذه
الدول و بالتالي تم فصلها عن النصرة حتى لا تهاجم دول التحالف النصرة لإبقاء االبديل
لإكمال تنفيذ المشروع الإيراني الإخواني في حال تمكنت دول التحالف من القضاء على
داعش
- إظهار جبهة النصرة و كأنها معتدلة ليس لها أهداف عدائية خارج أسوار
سوريا تستهدف دول التحالف الغربي العربي لشرعنتها دولياً بعد تغيير اسمها فقط أما
الجوهر فكما هو وهذا ما تسعى إليه تركيا و قطر بترويج إعلامي من قناة الجزيرة
الإخوانية بشكل حثيث و كالعادة المعارضة و الشعوب تصفق و تردد خلفهم هذا الكلام و
لا يأخذون العبر و يتهمون من يخالفهم الرأي بالخيانة و العمالة و محاربة الإسلام
- ليتم الإيقاع بين داعش و النصرة لإضعافهم و
القضاء عليهم عند انتهاء مهمتهم التي صنعوا لأجلها و حتى لا تقوى كثيرا جبهة
النصرة و تخرج عن سيطرتهم
- بقاء حاضنة شعبية لجبهة
النصرة في المناطق التي تسيطر عليها لتكمل مهمة تنفيذ المشروع من الداخل عن طريق
القضاء على الانتفاضة السورية المعتدلة
بتمزيق الجيش الحر و إضعافه و القضاء عليه و اغتيال و تهجير و تهميش الضباط
الأحرار و النشطاء و القيادات الواعية المعتدلة التي عندها عزة و كرامة و حس و طني
و شعور بالمسؤولية الذين يرفضون تنفيذ ما يريده الإخوان و المخابرات التركية و
القطرية بما يخدم المشروع الفارسي الإخواني و يضر بالمصلحة العليا لسوريا و
الانتفاضة السورية
و بهذه الطريقة تم القضاء على الكتائب
التي أعلنت الحرب ضد داعش مثل جبهة سوريا و غيرها
و تم إفراغ سوريا من كوادر
المعارضة المعتدلة الوطنية و النشطاء و
الضباط الأحرار الوطنيون و بقاء الشبيحة و العناصر المتطرفة الذين مشروعهم خارج
أسوار سوريا و التي تخدم المشروع الفارسي العثماني الإخواني فالنصرة قامت بدور
تعجز عنه داعش فلو انضمت كل النصرة لداعش و كانت بهذه الدموية و الإقصاء و التكفير
لتوحدت جميع الكتائب الأخرى و حاربتهم و
هزمتهم بمساعدة دول التحالف و لكن بهذه الطريقة حافظوا على وجودهم و فرقوا و
أضعفوا باقي الكتائب و فرضوا هيمنتهم و نفوذهم عليهم و جعلوهم يعملون وفق نهجهم و
كل من يخرج عن نهجهم ينهوه كما فعلوا بأسلافهم
-الحفاظ على التأييد الشعبي السني لجبهة النصرة من أجل ضمان استمرار
تدفق الأموال و الموارد البشرية للتنظمين من الشباب المغرر به من شتى أنحاء العالم
الذين لهم اعتراض على سلوك داعش الوحشي فالذي لا تعجبه داعش يذهب للنصرة و الذي لا
تعجبه النصرة يذهب لداعش و بالتالي تبقى هذه العناصر تحت المظلة الأكبر غرفة
العمليات المشتركة
و في
الجزء السادس ستأتحدث عن العلاقة بين تركيا و داعش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.