الخميس، 26 نوفمبر 2015

داعش صناعة إيرانية إخوانية بالأدلة (الجزء الخامس )


عبد الحق صادق
 بعد أن رأى المحور الإيراني الإخواني هذا النجاح الباهر لخططهم و الغباء السياسي منقطع النظير لدى السنة  و الانقياد الغريب من المعارضة و الشعوب فينفذون كل ما يريدونه بكل سرور و خيلاء و صنعوا رموز ممن سيذبحهم و يهجرهم و يقضي على انتفاضتهم و يضيع دماء الشهداء و جهود الشرفاء الوطنيون المخلصون لقضيتهم و وطنهم  و دمار سوريا و العراق هدراً
 وجدوها فرصة لا تقدر بثمن للإسراع بتنفذ مشروعهم قبل أن تصحو الشعوب فعمدوا لتغيير البرنامج الزمني لمشروعهم الذي هدفه هدم كيان الدولة لجميع  الدول الإسلامية و هدفهم الاستراتيجي السعودية و مصرلإقامة الامبراطورية الفارسية و العثمانية على أنقاضها
أقصد بكلمة إخوان القيادة السياسية العليا الصف الأول لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي التي تصنع سياسته و توجهه و لا أقصد ما دونهم لأنه تمت تربيتهم على الطاعة العمياء و التفكير المغلق فلا يرون و لا يسمعون إلا ما تراه قيادتهم  فهم عبارة عن آلات رد آلي ترد حسب ما برمجت عليه دون أن تدرك ماذا تقول و ما يدور و ما  نتائج أفعالها و  ما يخطط من برمجها
و أقصد أيضاً بكلمة إخوان  تركيا الأردوغانية و قطر الإخوانية لأنهم يسيرون وفق الاستراتيجية العليا للإخوان المسلمين التي تتقاطع مع استراتيجية نظام الخميني و تصل لحد الاندماج الكلي في مشروع واحد إيراني إخواني أطلقت عليه اسم خارطة أردوغان خامنئي للشرق الأوسط الكبير (الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ) لأن أردوغان و خامنئي هم الفاعلون الرئيسيون فيه
 أما المدير المنفذ على الأرض غرفة عمليات مشتركة من المخابرات الإيرانية و التركية التي تقاد و توجه
 من قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني و هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية  ذراع النظام الإيراني في تركيا  الذي رتب البيت التركي لأردوغان حسب  ما يريده الإخوان و نظام خامنئي و يقوم بترتيب دول المنطقة  بدءا من جيرانه سوريا و العراق وصولا إلى مصر و اليمن و ليبيا حسب المخطط الفارسي العثماني
أطلقت عليه اسم مشروع ( سليماني – فيدان) لتنفيذ خارطة أردوغان خامنئي للشرق الأوسط الكبير
الأدوات المنفذة جميع التنظيمات الإسلامية المتطرفة و على رأسهم الإخوان و تساندهم الشعوب التي يضللونها
فصنعوا خلاف بين البغدادي و الجولاني علىى الزعامة و الأسلوب و ليس بالفكر و المنهج
و الدليل أنه مصطنع معروف عن التنظيمات المتطرفة الطاعة العمياء دون أدنى تفكير أو تساؤل و من يشاهدونه يفكر أو يتساءل  يتم إقصاؤه و تصفيته فورا بتهمة الردة و الخيانة
 فكيف تجرأ الجولاني على مخالفة أوامر البغدادي دون أن يمسه أذى ؟؟؟
 الجواب : الذي صنعهم حمى الجولاني و منع البغدادي من تصفيته

 فانشق القسم الأكبر من جبهة النصرة و انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الذي يتزعمه البغدادي
 الذي غير اسمه حسب الخطة الجديدة التي أعطيت له فأصبح  ( تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام ) تم اختصاره ب ( داعش ) و الدليل على ذلك :
بعد الإعلان عن تشكيل داعش بفترة وجيزة هاجمت داعش المناطق السنية في العراق و سيطرت عليها خلال وقت قصير جدا غير متوقع و استولت على أسلحة حديثة ضخمة من الجيش العراقي و على أموال كثيرة و أصبحت تسيطر على منابع النفط في سوريا و العراق الذي يدر عليها المليارات لتمويل نشاطها و يومها حذرت أمريكا لنظام المالكي من تحركات داعش ضمن العراق و لكنه لم يقم بأي إجراء و الذي حصل هو إنسحاب للجيش العراقي دون مقاومة مع ترك أسلحته لداعش و الذي يتحكم بمفاصل الحكومة العراقية و خاص الجيش و الأمن هو فيلق القدس الإيراني بقيادة سليماني فالنظام العراقي فاقد الصلاحية و العلاقة بين إيران و العراق اليوم علاقة احتلال و لذلك مهما غيروا من حكومات عراقية فلن يتغير شئ و الدليل سقوط الرمادي بأيدي داعش على زمن حكومة العبادي بنفس طريقة سقوط الموصل على زمن حكومة المالكي
 فأصبحت داعش قوة كبيرة تعادل إمكانيات دولة قوية  منظمة تنظيم عالي و تحركات داعش و طريقة إدارتها للصراع يدل على أن دول تقف خلفها و تخطط لها و تدعمها بكل أشكال الدعم اللازم
 و يدل على الغاية التي صنعت لها فبعد أن أصبحت بهذه القوة توجهت نحو الدول السنية السعودية و الأردن و المناطق الكردية السنية و أصبح لها أفرع في مصر و ليبيا و اليمن و لم تتجه نحو إيران أو تركيا بجوارها و لم تهدد قطر عندها شعرت دول التحالف الغربي الخليجي بخطر كبير يهدد أمنهم فأعلنوا الحرب على داعش
و غير التنظيم اسمه حسب الخطة الجديدة التي أعطيت له و أصبح  ( تنظيم الدولة الإسلامية ) و أعلنها خلافة إسلامية على منهاج خامنئي و أردوغان بقيادة أبو بكر البغدادي تربية البعث و الإخوان

و تم فصل داعش عن النصرة و صنعها بشكل أشد خطرا و تطرفاً و عنفا و فظاعة و تنكيلا مع المجاهرة بذلك  و بأهداف معلنة خارج حدود سوريا و العراق تهدد دول التحالف الغربي العربي بينما النصرة ترتكب نفس الأعمال و لها نفس الأهداف و لكن بشكل سري غير معلن على وسائل الإعلام للغايات التالية :
-تشويه صورة الإسلام و نبي الإسلام و صحابته الكرام و صورة أهل السنة و تنفير الناس من الدين و الملتزمين و العقيدة الإسلامية الصحيحة ( السلفية ) و من يرعاها و يطبقها أي مشروع القضاء على الإسلام الصحيح و تدمير مقدسات المسلمين و هذا ما يجري على أرض الواقع فالأنظمة القمعية جعلت الناس تعود لدين الله أفواجا و هؤلاء جعلوا الناس يخرجون من دين الله أفواجاً فهم أشد خطرا و ضررا من هذه الأنظمة
-الوقيعة بين دول الغرب و الدول السنية و دفع الغرب للتخلي عن الدول السنية و تسليمها لقمة سائغة للمحور الإيراني الإخواني  و الاتفاق النووي الإيراني أول بوادره لأن الإرهاب الذي يستهدف أمريكا و الغرب يأت من السنة و الحكومات السنية لم تلجمهم و لم تجد حل لهم سواء عن تقصير و إهمال أو عجز فالنتيجة واحدة
 فهل رأيتم متطرف شيعي يقوم بعمل إرهابي ضد الغرب ؟؟؟
-  صنعت داعش للعمل خارج سوريا و العراق و مهاجمة و تهديد دول المحور الغربي العربي فالمتوقع أن تحاربها هذه الدول و بالتالي تم فصلها عن النصرة حتى لا تهاجم دول التحالف النصرة لإبقاء االبديل لإكمال تنفيذ المشروع الإيراني الإخواني في حال تمكنت دول التحالف من القضاء على داعش
- إظهار جبهة النصرة و كأنها معتدلة ليس لها أهداف عدائية خارج أسوار سوريا تستهدف دول التحالف الغربي العربي لشرعنتها دولياً بعد تغيير اسمها فقط أما الجوهر فكما هو وهذا ما تسعى إليه تركيا و قطر بترويج إعلامي من قناة الجزيرة الإخوانية بشكل حثيث و كالعادة المعارضة و الشعوب تصفق و تردد خلفهم هذا الكلام و لا يأخذون العبر و يتهمون من يخالفهم الرأي بالخيانة و العمالة و محاربة الإسلام
 -  ليتم الإيقاع بين داعش و النصرة لإضعافهم و القضاء عليهم عند انتهاء مهمتهم التي صنعوا لأجلها و حتى لا تقوى كثيرا جبهة النصرة و تخرج عن سيطرتهم
-  بقاء حاضنة شعبية لجبهة النصرة في المناطق التي تسيطر عليها لتكمل مهمة تنفيذ المشروع من الداخل عن طريق القضاء على الانتفاضة السورية المعتدلة  بتمزيق الجيش الحر و إضعافه و القضاء عليه و اغتيال و تهجير و تهميش الضباط الأحرار و النشطاء و القيادات الواعية المعتدلة التي عندها عزة و كرامة و حس و طني و شعور بالمسؤولية الذين يرفضون تنفيذ ما يريده الإخوان و المخابرات التركية و القطرية بما يخدم المشروع الفارسي الإخواني و يضر بالمصلحة العليا لسوريا و الانتفاضة السورية
 و بهذه الطريقة تم القضاء على الكتائب التي أعلنت الحرب ضد داعش مثل جبهة سوريا و غيرها
 و تم إفراغ سوريا من كوادر المعارضة المعتدلة  الوطنية و النشطاء و الضباط الأحرار الوطنيون و بقاء الشبيحة و العناصر المتطرفة الذين مشروعهم خارج أسوار سوريا و التي تخدم المشروع الفارسي العثماني الإخواني فالنصرة قامت بدور تعجز عنه داعش فلو انضمت كل النصرة لداعش و كانت بهذه الدموية و الإقصاء و التكفير لتوحدت جميع  الكتائب الأخرى و حاربتهم و هزمتهم بمساعدة دول التحالف و لكن بهذه الطريقة حافظوا على وجودهم و فرقوا و أضعفوا باقي الكتائب و فرضوا هيمنتهم و نفوذهم عليهم و جعلوهم يعملون وفق نهجهم و كل من يخرج عن نهجهم ينهوه كما فعلوا بأسلافهم
-الحفاظ على التأييد الشعبي السني لجبهة النصرة من أجل ضمان استمرار تدفق الأموال و الموارد البشرية للتنظمين من الشباب المغرر به من شتى أنحاء العالم الذين لهم اعتراض على سلوك داعش الوحشي فالذي لا تعجبه داعش يذهب للنصرة و الذي لا تعجبه النصرة يذهب لداعش و بالتالي تبقى هذه العناصر تحت المظلة الأكبر غرفة العمليات المشتركة
و في الجزء السادس ستأتحدث عن العلاقة بين تركيا و داعش



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.