عبد الحق صادق
احتلت أمريكا العراق عام 2003 بناءً على طلب و
مباركة أغلب الشعب العراقي ( الشيعة و الأكراد و جزء من السنة العرب و هؤلاء
يشكلون أكثر من 60% من الشعب العراقي) للتخلص من النظام البعثي العراقي الديكتاتوري يومها ثار الإخوان و ثارت خلفهم
الشعوب العربية و الإسلامية ضد هذا التدخل و اتهموا الشعب العراقي بالخيانة
و كذلك عندما استعانت الكويت و دول الخليج بالأمم
المتحدة لتحرير الكويت من غزو نظام البعث العراقي القمعي
و لكنهم
صمتوا و باركوا عندما استعانت بهم البوسنة و كوسوفا و عندما قاد سيدهم أردوغان حلف
الناتو ضد طالبان العدو اللدود لإيران و عندما قدم لهم الدعم اللوجستي لاحتلال العراق و عندما استعان بهم ثوار و
إخوان و قاعدة ليبيا ضد قوات القذافي و عندما أخذت المعارضة السورية الدعم
الأمريكي و الغربي المادي و العسكري ضد قوات الأسد
بتدقيق
النظر في هذه المواقف المتناقضة للإخوان حسب الظاهر و التي فيها انسجام و تناغم
حسب السياسة العليا للتنظيم الذي يتحالف استراتيجيا مع نظام الخميني و التي
يتكتمون عليها و يجهلها أغلب الناس بما فيهم عناصرالإخوان نجد أنهم يجيزون و
يباركون الاستعانة بأمريكا و قوات الناتو عندما يخدم هذا التدخل حليفهم الاستراتيجي
نظام الخميني صاحب المشروع الفارسي الكبير و يسلمهم السلطة و تجد عندهم انفتاح و
مبررات كثيرة و قولاً واحداً حكم من
يستعين بهم إما خائن أو منبطح أو متصهين
أو مرتد أو محارب للإسلام و المشروع الإسلامي أو موالي للكفار أو جميعهم عندما
تكون الاستعانة بهم تضر بالمشروع الفارسي الذي هم فيه شركاء و لا يسلمهم السلطة و
للأسف الشعوب تتخذ نفس مواقفهم و تردد كلامهم دون تحليل أو تفكير و إنني لا ألوم
عامة الناس و لكنني ألوم المثقفين و نخب المجتمع و كوادره
و كان في مخطط أمريكا و على سلم أولوياتها بعد
إسقاط النظام العراقي البعثي إسقاط النظام الإيراني القمعي المتطرف و النظام السوري
البعثي القمعي
يومها عرضت أمريكا على إخوان سوريا التعاون معها لإسقاط نظام بشار
فرفضوا حرصاً على نظام المقاومة و الممانعة عندها تبجح بشار و قال في سوريا حتى
المعارضة وطنية
و اليوم يستغيثون بأمريكا صباح مساء للتدخل في
سوريا لإسقاط نظام الأسد و يتهمونها بالتخاذل و العداء لأنها لا تتدخل و تكتفي
بالدعم المادي و الإعلامي و السياسي و الدبلوماسي و السلاح الخفيف
و أصبح أغلب الشعب السوري خونة بنظر نظام الأسد لأنهم انتفضوا ضده و قبلوا
بالدعم الأمريكي فيريدون من أمريكا أقوى دولة في العالم تأتمر بأمرتهم بالتوقيت
الذي يريدونه و دون شروط أو إبداء رأي أو اقتراح لأنهم شعب الله المختار و على
جميع دول العالم خدمتهم و هذا واجب و أقل من القليل و لو تنكروا لدعمهم و غدروا بهم و طعنوا في ظهورهم ببيعهم الأسلحة لأعدائهم
النصرة و داعش التي تعطيها لهم دول التحالف
فعمد النظام الإيراني و
حليفه التكتيكي المصلحي نظام الأسد إلى إنشاء و دعم تنظيمات متطرفة في العراق من عناصر
القاعدة منها جماعة التوحيد و الجهاد التي أصبحت فيما بعد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي أصبح فيما
بعد تنظيم ( دولة العراق الإسلامية ) الذي
من رحمه ولدت جبهة النصرة و كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي و بعد مقتله و مقتل أبو
عمر البغدادي و أبو حمزة المهاجر تولى قيادته الإخواني أبو بكر البغدادي (عوض
إبراهيم السامرائي ) من سامراء العراق خليفة
داعش حالياً و البغدادي كان في بداية عمله مع القاعدة يعمل على الحدود السورية
العراقية كمنسق لدخول عناصر القاعدة من سوريا إلى العراق أي على علاقة وثيقة بالمخابرات
السورية و لذلك ترقى حتى أصبح زعيم التنظيم
و كان من كوادر و قيادات تنظيم دولة العراق الإسلامية أبو محمد الجولاني الذي كان قائد عمليات الموصل
و عينه البغدادي أمير لجبهة النصرة في سوريا عند إنشائها عام 2012
و علاقة التعاون و التنسيق بين
تنظيم القاعدة و إيران و أتباعها عليها أدلة موثقة و منها :
-
صرح مفتي القاعدة السابق سيد إمام الشريف بأن تنظيم القاعدة يوجه من
إيران و أن كثير من قياداته و عناصره يقيمون في إيران و من جملتهم إحدى زوجات ابن
لادن و بنته و ابنه و صهره و أن إيران تسهل مرورهم و تمنحهم جوازات سفر مزورة و لا
تختم لهم جوازاتهم حتى لا تكتشفهم دولهم
-
صرح الحارس الشخصي لابن لادن و المقرب منه اليمني ( أبو جندل ) ناصر
البحري بأن لتنظيم القاعدة في إيران مكتب تنسيق دائم للتنسيق معها يقوم عليه
قيادات عليا مثل سيف العدل و أبو حفص الموريتاني
-
صرح ابو محمد العدناني المتحدث باسم داعش بأن هناك تعليمات من القيادة
العليا بعدم التعرض لإيران
-
صرح المعمم ياسر الحبيب نقلا عن قيادي في التيار الصدري بأن إيران هي
من ترسل المفخخات لتفجير الحسينيات بغرض إشعال حرب طائفية و أقر بذلك قائد فيلق
القدس الإيراني في العراق
-
صرح كاظم العنيزان و هو شيخ عشيرة عراقي شيعي بأن إيران كانت تعالج
جرحى القاعدة في العراق بنفس المستشفى الذي تعالج فيه جرحى جيش المهدي و بأفضل
مستشفى فهي تدعم التنظيمات المتطرفة الشيعية و السنية بغرض إثارة فتنة طائفية في
العراق و حملها مسؤولية الوضع الراهن في العراق
-
كل من دخل العراق للقتال فيه يعرف علاقة نظام الأسد باالتتنظيمات
المتطرفة فيه و تسهيل دخولهم و تسليحهم و
صرح بذلك المالكي على وسائل الإعلام و قدم
أدلة موثقة
-
نعى مفتي نظام الأسد أبو مصعب
الزرقاوي عندما قتلته أمريكا و صلى عليه صلاة الغائب و معروف في أنه في سوريا لا يمكن أن يتم ذلك إلا بإشارة من رأس
النظام
-
مؤلف كتاب إدارة التوحش مرجع جميع التنظيمات الجهادية المتطرفة و على
رأسهم داعش هو المذيع في إذاعة طهران محمد خليل حكايمة (أبو بكر ناجي ) أرى أن
المؤلف الحقيقي هو ضابط مخابرات إيراني متخصص في صناعة الإرهاب و الرعب و التخريب
و أرى أن ألقاب الإرهابيين و خاصة
القادة صادر من المخابرات الإيرانية و من يتبعها لأن تسمية قادة الإرهاب بأسماء
صحابة مقدسين عند السنة و مكروهين من الشيعة هدفه خبيث و هو الإساءة لهؤلاء
الصحابة و تشويه صورتهم و إشاعة الكراهية لهم و خاصة سيدنا أبو بكر و عمر رضوان
الله عليهم فهل سمعتم داعشياً يكنى علي أو حسين أو عمار بن ياسر
-
صرح قائد القوات الأمريكية في
العراق الجنرال كيسي بأن إيران تسلح و تدعم التنظيمات الإرهابية السنية و الشيعية
في العراق و تثير الطائفية و هي خلف تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء
-
صرح مسؤول أمريكي بأنهم حصلوا على وثائق في منزل بن لادن تثبت علاقة
إيران مع القاعدة
-
في علم الأدلة إذا أردت أن تعرف الجاني فابحث عن
المستفيد
فلو دقننا النظر فيما يجري على أرض الواقع من
خراب و فوضى و قتل نجد أن المستفيد الأكبر من الأعمال الإرهابية و نشاط التنظيمات
المتطرفة هو نظام الخميني الإيراني صاحب المشروع الفارسي التوسعي
حيث سيطرت إيران على الدول التي تنشط
فيها التنظيمات المتطرفة مثل أفغانستان و العراق و سوريا و اليمن و اللبنان و
التنظيمات الإرهابية لا تستهدف إيران رغم أنهم ينشطون على حدودها و يعبرون من
أراضيها و المتضرر الأكبر أمريكا و الغرب و دول الخليج و إسرائيل لأن مشروع الغرب
اقتصادي و عندما تتعطل عملية التنمية في أي بلد بسبب الفوضى و الحرب تتضرر مصالح
الغرب
فماذا استفادت أمريكا من دمارأفغانستان و
الصومال و العراق خسرت المليارات فيهم و يتم
استزاف خيرات دول الخليج لأنها هي التي تدفع فاتورة هذه الحروب العبثية و الدمار
التي تثيرها هذه التنظيمات فهي أكثر من يساهم في مساعدة الشعوب المنكوبة و إعادة
إعمار تلك البلدان و ليس من مصلحة إسرائيل وجود فوضى و تنظيمات متطرفة على حدودها فنظام
الأسد كان أفضل حامي لها بتصريحه و هدف التنظيمات المتطرفة دول المحور الغربي
الخليجي و الإخوان يتعاطفون ويؤيدون و يدعمون هذه التنظيمات إذا هم المستفيد
الثاني منها و التفاصيل في موضوع ( المستفيد من تدمير بلاد المسلمين و إشاعة
الفوضى فيها )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.