الاثنين، 23 نوفمبر 2015

داعش صناعة إيرانية إخوانية بالأدلة (الجزء الأول )

عبد الحق صادق

احتلت أمريكا العراق عام 2003 بناءً على طلب و مباركة أغلب الشعب العراقي ( الشيعة و الأكراد و جزء من السنة العرب و هؤلاء يشكلون أكثر من 60% من الشعب العراقي) للتخلص من النظام البعثي العراقي  الديكتاتوري يومها ثار الإخوان و ثارت خلفهم الشعوب العربية و الإسلامية ضد هذا التدخل و اتهموا الشعب العراقي بالخيانة
و كذلك عندما استعانت الكويت و دول الخليج بالأمم المتحدة لتحرير الكويت من غزو نظام البعث العراقي القمعي
 و لكنهم صمتوا و باركوا عندما استعانت بهم البوسنة و كوسوفا و عندما قاد سيدهم أردوغان حلف الناتو ضد طالبان العدو اللدود لإيران و عندما قدم لهم الدعم اللوجستي  لاحتلال العراق و عندما استعان بهم ثوار و إخوان و قاعدة ليبيا ضد قوات القذافي و عندما أخذت المعارضة السورية الدعم الأمريكي و الغربي المادي و العسكري ضد قوات الأسد
 بتدقيق النظر في هذه المواقف المتناقضة للإخوان حسب الظاهر و التي فيها انسجام و تناغم حسب السياسة العليا للتنظيم الذي يتحالف استراتيجيا مع نظام الخميني و التي يتكتمون عليها و يجهلها أغلب الناس بما فيهم عناصرالإخوان نجد أنهم يجيزون و يباركون الاستعانة بأمريكا و قوات الناتو عندما يخدم هذا التدخل حليفهم الاستراتيجي نظام الخميني صاحب المشروع الفارسي الكبير و يسلمهم السلطة و تجد عندهم انفتاح و مبررات كثيرة  و قولاً واحداً حكم من يستعين بهم  إما خائن أو منبطح أو متصهين أو مرتد أو محارب للإسلام و المشروع الإسلامي أو موالي للكفار أو جميعهم عندما تكون الاستعانة بهم تضر بالمشروع الفارسي الذي هم فيه شركاء و لا يسلمهم السلطة و للأسف الشعوب تتخذ نفس مواقفهم و تردد كلامهم دون تحليل أو تفكير و إنني لا ألوم عامة الناس و لكنني ألوم المثقفين و نخب المجتمع و كوادره

و كان في مخطط أمريكا و على سلم أولوياتها بعد إسقاط النظام العراقي البعثي إسقاط النظام الإيراني القمعي المتطرف و النظام السوري البعثي القمعي
يومها عرضت أمريكا على إخوان سوريا التعاون معها لإسقاط نظام بشار فرفضوا حرصاً على نظام المقاومة و الممانعة عندها تبجح بشار و قال في سوريا حتى المعارضة وطنية
و اليوم يستغيثون بأمريكا صباح مساء للتدخل في سوريا لإسقاط نظام الأسد و يتهمونها بالتخاذل و العداء لأنها لا تتدخل و تكتفي بالدعم المادي و الإعلامي و السياسي و الدبلوماسي و السلاح الخفيف
و أصبح أغلب الشعب السوري خونة  بنظر نظام الأسد لأنهم انتفضوا ضده و قبلوا بالدعم الأمريكي فيريدون من أمريكا أقوى دولة في العالم تأتمر بأمرتهم بالتوقيت الذي يريدونه و دون شروط أو إبداء رأي أو اقتراح لأنهم شعب الله المختار و على جميع دول العالم خدمتهم و هذا واجب و أقل من القليل و لو تنكروا لدعمهم  و غدروا بهم و طعنوا في ظهورهم ببيعهم الأسلحة لأعدائهم النصرة و داعش التي تعطيها لهم دول التحالف
 فعمد النظام الإيراني و حليفه التكتيكي المصلحي نظام الأسد إلى إنشاء و دعم تنظيمات متطرفة في العراق من عناصر القاعدة منها جماعة التوحيد و الجهاد التي أصبحت فيما بعد  تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي أصبح فيما بعد  تنظيم ( دولة العراق الإسلامية ) الذي من رحمه ولدت جبهة النصرة و كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي و بعد مقتله و مقتل أبو عمر البغدادي و أبو حمزة المهاجر تولى قيادته الإخواني أبو بكر البغدادي (عوض إبراهيم السامرائي ) من سامراء العراق  خليفة داعش حالياً و البغدادي كان في بداية عمله مع القاعدة يعمل على الحدود السورية العراقية كمنسق لدخول عناصر القاعدة من سوريا إلى العراق أي على علاقة وثيقة بالمخابرات السورية و لذلك ترقى حتى أصبح زعيم التنظيم
و كان من كوادر و قيادات تنظيم دولة العراق الإسلامية  أبو محمد الجولاني الذي كان قائد عمليات الموصل و عينه البغدادي أمير لجبهة النصرة في سوريا عند إنشائها عام 2012

و علاقة التعاون و التنسيق  بين تنظيم القاعدة و إيران و أتباعها عليها  أدلة موثقة و منها :
-         صرح مفتي القاعدة السابق سيد إمام الشريف بأن تنظيم القاعدة يوجه من إيران و أن كثير من قياداته و عناصره يقيمون في إيران و من جملتهم إحدى زوجات ابن لادن و بنته و ابنه و صهره و أن إيران تسهل مرورهم و تمنحهم جوازات سفر مزورة و لا تختم لهم جوازاتهم حتى لا تكتشفهم دولهم
-         صرح الحارس الشخصي لابن لادن و المقرب منه اليمني ( أبو جندل ) ناصر البحري بأن لتنظيم القاعدة في إيران مكتب تنسيق دائم للتنسيق معها يقوم عليه قيادات عليا مثل سيف العدل و أبو حفص الموريتاني
-         صرح ابو محمد العدناني المتحدث باسم داعش بأن هناك تعليمات من القيادة العليا بعدم التعرض لإيران
-         صرح المعمم ياسر الحبيب نقلا عن قيادي في التيار الصدري بأن إيران هي من ترسل المفخخات لتفجير الحسينيات بغرض إشعال حرب طائفية و أقر بذلك قائد فيلق القدس الإيراني في العراق
-         صرح كاظم العنيزان و هو شيخ عشيرة عراقي شيعي بأن إيران كانت تعالج جرحى القاعدة في العراق بنفس المستشفى الذي تعالج فيه جرحى جيش المهدي و بأفضل مستشفى فهي تدعم التنظيمات المتطرفة الشيعية و السنية بغرض إثارة فتنة طائفية في العراق و حملها مسؤولية الوضع الراهن في العراق
-         كل من دخل العراق للقتال فيه يعرف علاقة نظام الأسد باالتتنظيمات المتطرفة فيه و تسهيل دخولهم و  تسليحهم و صرح بذلك المالكي على وسائل الإعلام  و قدم أدلة موثقة
-          نعى مفتي نظام الأسد أبو مصعب الزرقاوي عندما قتلته أمريكا و صلى عليه صلاة الغائب و معروف في أنه في  سوريا لا يمكن أن يتم ذلك إلا بإشارة من رأس النظام
-         مؤلف كتاب إدارة التوحش مرجع جميع التنظيمات الجهادية المتطرفة و على رأسهم داعش هو المذيع في إذاعة طهران محمد خليل حكايمة (أبو بكر ناجي ) أرى أن المؤلف الحقيقي هو ضابط مخابرات إيراني  متخصص في صناعة الإرهاب و الرعب و التخريب
و أرى أن ألقاب الإرهابيين و خاصة القادة صادر من المخابرات الإيرانية و من يتبعها لأن تسمية قادة الإرهاب بأسماء صحابة مقدسين عند السنة و مكروهين من الشيعة هدفه خبيث و هو الإساءة لهؤلاء الصحابة و تشويه صورتهم و إشاعة الكراهية لهم و خاصة سيدنا أبو بكر و عمر رضوان الله عليهم فهل سمعتم داعشياً يكنى علي أو حسين أو عمار بن ياسر
-          صرح قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال كيسي بأن إيران تسلح و تدعم التنظيمات الإرهابية السنية و الشيعية في العراق و تثير الطائفية و هي خلف تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء
-         صرح مسؤول أمريكي بأنهم حصلوا على وثائق في منزل بن لادن تثبت علاقة إيران مع القاعدة
-          في علم الأدلة إذا أردت أن تعرف الجاني فابحث عن المستفيد
 فلو دقننا النظر فيما يجري على أرض الواقع من خراب و فوضى و قتل نجد أن المستفيد الأكبر من الأعمال الإرهابية و نشاط التنظيمات المتطرفة هو نظام الخميني الإيراني صاحب المشروع الفارسي التوسعي
حيث سيطرت إيران على الدول التي تنشط فيها التنظيمات المتطرفة مثل أفغانستان و العراق و سوريا و اليمن و اللبنان و التنظيمات الإرهابية لا تستهدف إيران رغم أنهم ينشطون على حدودها و يعبرون من أراضيها و المتضرر الأكبر أمريكا و الغرب و دول الخليج و إسرائيل لأن مشروع الغرب اقتصادي و عندما تتعطل عملية التنمية في أي بلد بسبب الفوضى و الحرب تتضرر مصالح الغرب
 فماذا استفادت أمريكا من دمارأفغانستان و الصومال و العراق خسرت المليارات فيهم  و يتم استزاف خيرات دول الخليج لأنها هي التي تدفع فاتورة هذه الحروب العبثية و الدمار التي تثيرها هذه التنظيمات فهي أكثر من يساهم في مساعدة الشعوب المنكوبة و إعادة إعمار تلك البلدان و ليس من مصلحة إسرائيل وجود فوضى و تنظيمات متطرفة على حدودها فنظام الأسد كان أفضل حامي لها بتصريحه و هدف التنظيمات المتطرفة دول المحور الغربي الخليجي و الإخوان يتعاطفون ويؤيدون و يدعمون هذه التنظيمات إذا هم المستفيد الثاني منها و التفاصيل في موضوع ( المستفيد من تدمير بلاد المسلمين و إشاعة الفوضى فيها )







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.