عبد الحق صادق
عند قيام الانتفاضة
الشعبية السورية السلمية عام 2011 للمطالبة بحقوق مشروعة وقفت معها معنويا و
سياسيا و دبلوماسيا و إعلاميا دول محور
الاعتدال دول التحالف الغربي الخليجي
و بعد زيادة الضغط الشعبي و ضغوطات دول التحالف الغربي الخليجي على
نظام بشار بسبب رفضه إجراء إصلاحات حقيقية
لجأ إلى الحل الأمني و القوة المفرطة بناء على نصيحة و توجيهات النظام
الإيراني الذي يتحكم بأركانه فوجدها النظام الإيراني و الإخوان فرصة لا تقدر بثمن لإشعال
الوضع في سوريا والإسراع بتنفيذ المشروع الفارسي الإخواني الكبير الذي يهدف لهدم
بنيان كيان الدولة لجميع الدول العربية و الإسلامية و إقامة الامبراطورية الفارسية
و التركية على أنقاضهم
فعمد النظام الإيراني و الإخوان إلى اختطاف الانتفاضة السورية
السلمية المحقة و حرفها عن مسارها الصحيح بدفعها نحو العسكرة و العنف لإجهاضها عن
طريق دس متطرفين في صفوف المعارضة المعتدلة المسلحة و توجيهها للعمل لمصلحة
المشروع الفارسي الإخواني الكبير و الإسراع بتنفيذه قبل المدة المخطط لها
و هذا المشروع يتعارض مع المصلحة الوطنية العليا لسوريا و العراق و
جميع الدول العربية و يضر و يستهدف مصالح أمريكا ودول الغرب و الخليج و يهدد أمنهم
و استقرارهم
و هذا ما تم تنفيذه بنجاح و دقة و عناية فتم تكرار سيناريو العراق
الأول و لم يتم أخذ العبر من الخطأ القاتل السابق
فتم تكليف أبو بكر البغدادي قائد تنظيم دولة العراق الإسلامية
بتشكيل تنظيم جبهة النصرة في سوريا لنصرة و إنقاذ نظام بشار فكلف مستشاريه و قادته
لدراسة هذا الأمر على أرض الواقع في سوريا و أغلب هؤلاء المستشارين و القادة هم
ضباط مخابرات عراقيون بعثيون تربطهم علاقات مع مخابرات النظام الإيراني و السوري
من أيام صدام
و العقل المدبر لتشكيلها عقيد بالمخابرات الجوية العراقية سابقاً
يدعى حجي أبو بكر (سمير الخليفاوي ) الذي قتل بتلرفعت في ريف حلب الشمالي عل يد
الجيش الحر
و تم اختيار أبو محمد
الجولاني لقيادة جبهة النصرة في سوريا وهو (أسامة العبسي الواحدي ) من قرية الشحيل
بدير الزور سوريا انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق عام 2003 و كان يعمل في البداية كمنسق مع المخابرات السورية لإدخال
عناصر تنظيم القاعدة من سوريا إلى العراق أي كان معروف و موثوق به من المخابرات
السورية و بعد دخوله السجن و تخرجه منه أصبح مؤهلا للقيادة فأسند إليه صاحبه
البغدادي قائد تنظيم دولة العراق الإسلامية قيادة عمليات الموصل حيث كان البغدادي و
الجولاني تربطهما علاقة من أيام عملهما كمنسقين مع المخابرات السورية لإدخال عناصر
القاعدة إلى العراق الجولاني في سوريا و البغدادي في العراق
و يقال أن الجولاني كان على علاقة مع رجل الأعمال السوري محمد حمشو
المقرب من آل الأسد منذ كان في سجن صيدنايا و ظلت هذه العلاقة حتى الآن فهو صلة
الوصل بين نظام بشار و الجولاني
أعلن رسميا عن تشكيل جبهة النصرة في سوريا بتاريخ 24/01/2012
بقيادة الجولانى
و في عام 2012 قامت احتجاجات العشائر السنية السلمية ضد نظام
المالكي الطائفي احتجاجا على تهميشهم و المطالبة
بحقوقهم المشروعة و وقفت معهم أيضاً دول العالم الحر المتحضر
و جاء الوقت المناسب لتخريج
أمراء الحرب و كوادرهم من سجون الأسد و
المالكي لتشكيل تنظيمات إسلامية متطرفة و رفد تنظيم الدولة و جبهة النصرة بمزيد من
الكفاءات لإفساد المعارضة الوطنية المعتدلة و تمزيقها و إضعافها و تصفية و تهجير و
تهميش كوادرها الوطنية المعتدلة الواعية و خاصة الضباط الأحرار و حرف مسارها من
الاعتدال و العمل لأجل مشروع وطني إلى التطرف و العمل لأجل مشروع يعمل لأجندة
خارجية هدفه زعزعة أمن و استقرار دول المحور الغربي العربي لدفع تلك الدول إلى سحب
تأييدها و دعمها لهذه الانتفاضات و الرجوع
إلى نظام الأسد لضبط الأوضاع و الجلوس مع إيران لعقد الصفقات معها و تحقيق زيادة
من المكاسب للمشروع الفارسي
فأصدر نظام الأسد عفو عام أخرج فيه المتطرفين الإسلاميين و عناصر الشبيحة و ترك
السجناء من الناشطين المعتدلين أصحاب المشروع الوطني
و بتواطؤ من حكومة المالكي تم تسهيل فرار عناصر القاعدة من سجون
المالكي و صرح بذلك وزير العدل العراقي
و بداية الأزمة هدد نظام الأسد دول التحالف العربي الغربي بنقل
الإرهاب إلى أراضيهم إذا لم يكفوا عن دعم هذه الاحتجاجات و وفى بتهديداته
و هنا جاء دور أهم و أخطر
طرف من أطرف صناعة داعش و الإرهاب و التطرف دور الإخوان المسلمين حلفاء النظام
الايراني الاستراتيجي و أكبر خادم للمشروع الفارسي وكلاء إيران بين السنة الذين يقومون بدور وكالة
إعلامية إيرانية عملاقة ذات إمكانيات مادية ضخمة تروج للفكر السياسي الإيراني بين
السنة و على رأسها قناة الجزيرة الإخوانية و الدعم المادي لها يأت من قطر و من الجمعيات الخيرية الكثيرة التي يديرونها في شتى
أنحاء العالم و خاصة أمريكا و دول الغرب و
الخليج فهم أغنى تنظيم في العالم و يملكون إمكانيات دول
و بهذه الآلة الإعلامية و مراكز الأبحاث الكثيرة و المال الذي
يشترون به ذمم الكتاب و المفكرين و الإعلاميين في العالم الإسلامي و الغرب يضللون
مراكز صنع القرار في أمريكا و الغرب و يصنعون الرأي العام السياسي العربي الإسلامي وفق الرؤية الإيرانية التي تثير الأحقاد
و الكراهية على أمريكا و دول المحور الغربي العربي أكبر داعم للشعوب عن طريق عقدة
المؤامرة وهذه الرؤية السياسية تشكل جذور الإرهاب و الفكر المتطرف و العمود الفقري للمنظومة الفكرية لمحور التطرف
و تشكل سد منيع لحماية للنظام الإيراني و
الأسدي من السقوط و تضعف و تشل قدرة أمريكا و دول التحالف على مساعدة و إنقاذ
الشعوب العربية و الإسلامية من براثن النظام الإيراني و أتباعه
لأن عقدة المؤامرة الإخوانية تشل العقل عن التحليل و التفكير
السليم و تجعل أصحابها لا يميزون أعدائهم من أصدقائهم و يشكون و يعادون أصدقائهم و
بالتالي لا يأخذون بنصحهم و لا يستفيدون من خبرتهم السياسية و العسكرية ويثقون و
يصنعون رموز من خصومهم و جلاديهم و قاتليهم الذين يتحالفون مع النظام الإيراني مثل
الإخوان و أردوغان فيأخذون بنصحهم و ينفذون تعليماتهم و توجيهاتهم و هؤلاء سيقضون
على انتفاضتهم و يفشلونها و يضيعون جهودهم و دمائهم هدرا و يسلمونهم جثة هامدة
لإيران و أصدقاؤهم عاجزون عن إنقاذهم
فإذا لم تفرز الانتفاضة
الشعبية السورية و العراقية معارضة ناضجة معتدلة مخلصة لقضيتها لها قيادة موحدة كفؤ
تمتلك رؤية سياسية واضحة متوازنة تثق بأصدقائها و تتعامل معهم بمصداقية فلا تستطيع
قوة في الأرض نصرتهم
و بهذه الآلة يتم تأمين
الحاضنة الشعبية للتطرف و الإرهاب وجعل عقول الشباب الجاهل المتحمس محشوة بفكر
منحرف متطرف ليصبحوا مشروع داعشي قابل و سهل التجنيد في التنظيمات الإرهابية
لتأمين موارد بشرية دائمة لها فإذا قتل واحد منهم يتم تجنيد عشرة بدلا منه و هكذا
يستمر الإرهاب و يزداد و يدخل العالم في دوامة لا تنتهي من العنف و إراقة الدماء و
هذا ما يجري على أرض الواقع
فالإخوان عبارة عن أداة إيران لاحتلال العقلية العربية و الإسلامية
فإذا سقطت العقول بيد إيران هان سقوط الأرض
و يصبح أهل السنة عبارة عن أدوات لخدمة المشروع الفارسي دون شعور
منهم و يحسبون أنهم يحسنون صنعا و يعملون لمصلحة الإسلام و المشروع الإسلامي و
الخلافة الإسلامية و عزة الأمة و كرامتها
و في الحقيقة و الواقع يشهد بذلك هم يعملون و يجاهدون و يبذلون
أرواحهم و دمائهم و أموالهم في سبيل المشروع الفارسي الذي يشوه صورة دينهم و نبيهم
و يهدد مقدساتهم و يذلهم و ينتهك أعراضهم و يدوس كرامتهم و يدمر ممتلكاتهم و
حضارتهم و يهجرهم و يجعلهم متسولين على أبواب الدول التي يعتبرونها أعداء و خونة و
متآمرين
و لذلك الإخوان أخطر من إيران و أخطر ما يهدد الدول الإسلامية و
الإنسانية و سأضرب أمثلة من الواقع المشاهد المعروف تبين صحة هذا الكلام في الجزء
الرابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.