الاثنين، 23 نوفمبر 2015

داعش صناعة إيرانية إخوانية بالأدلة (الجزء الثالث )

عبد الحق صادق

 عند قيام الانتفاضة الشعبية السورية السلمية عام 2011 للمطالبة بحقوق مشروعة وقفت معها معنويا و سياسيا و دبلوماسيا و إعلاميا  دول محور الاعتدال دول التحالف الغربي الخليجي
و بعد زيادة الضغط الشعبي و ضغوطات دول التحالف الغربي الخليجي على نظام بشار بسبب رفضه إجراء إصلاحات حقيقية  لجأ إلى الحل الأمني و القوة المفرطة بناء على نصيحة و توجيهات النظام الإيراني الذي يتحكم بأركانه فوجدها النظام الإيراني و الإخوان فرصة لا تقدر بثمن لإشعال الوضع في سوريا والإسراع بتنفيذ المشروع الفارسي الإخواني الكبير الذي يهدف لهدم بنيان كيان الدولة لجميع الدول العربية و الإسلامية و إقامة الامبراطورية الفارسية و التركية على أنقاضهم
فعمد النظام الإيراني و الإخوان إلى اختطاف الانتفاضة السورية السلمية المحقة و حرفها عن مسارها الصحيح بدفعها نحو العسكرة و العنف لإجهاضها عن طريق دس متطرفين في صفوف المعارضة المعتدلة المسلحة و توجيهها للعمل لمصلحة المشروع الفارسي الإخواني الكبير و الإسراع بتنفيذه قبل المدة المخطط لها
و هذا المشروع يتعارض مع المصلحة الوطنية العليا لسوريا و العراق و جميع الدول العربية و يضر و يستهدف مصالح أمريكا ودول الغرب و الخليج و يهدد أمنهم و استقرارهم
و هذا ما تم تنفيذه بنجاح و دقة و عناية فتم تكرار سيناريو العراق الأول و لم يتم أخذ العبر من الخطأ القاتل السابق
فتم تكليف أبو بكر البغدادي قائد تنظيم دولة العراق الإسلامية بتشكيل تنظيم جبهة النصرة في سوريا لنصرة و إنقاذ نظام بشار فكلف مستشاريه و قادته لدراسة هذا الأمر على أرض الواقع في سوريا و أغلب هؤلاء المستشارين و القادة هم ضباط مخابرات عراقيون بعثيون تربطهم علاقات مع مخابرات النظام الإيراني و السوري من أيام صدام  
و العقل المدبر لتشكيلها عقيد بالمخابرات الجوية العراقية سابقاً يدعى حجي أبو بكر (سمير الخليفاوي ) الذي قتل بتلرفعت في ريف حلب الشمالي عل يد الجيش الحر
 و تم اختيار أبو محمد الجولاني لقيادة جبهة النصرة في سوريا وهو (أسامة العبسي الواحدي ) من قرية الشحيل بدير الزور سوريا انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق عام 2003 و كان  يعمل في البداية كمنسق مع المخابرات السورية لإدخال عناصر تنظيم القاعدة من سوريا إلى العراق أي كان معروف و موثوق به من المخابرات السورية و بعد دخوله السجن و تخرجه منه أصبح مؤهلا للقيادة فأسند إليه صاحبه البغدادي قائد تنظيم دولة العراق الإسلامية  قيادة عمليات الموصل حيث كان البغدادي و الجولاني تربطهما علاقة من أيام عملهما كمنسقين مع المخابرات السورية لإدخال عناصر القاعدة إلى العراق الجولاني في سوريا و البغدادي في العراق
و يقال أن الجولاني كان على علاقة مع رجل الأعمال السوري محمد حمشو المقرب من آل الأسد منذ كان في سجن صيدنايا و ظلت هذه العلاقة حتى الآن فهو صلة الوصل بين نظام بشار و الجولاني   
أعلن رسميا عن تشكيل جبهة النصرة في سوريا بتاريخ 24/01/2012 بقيادة الجولانى
و في عام 2012 قامت احتجاجات العشائر السنية السلمية ضد نظام المالكي الطائفي احتجاجا على تهميشهم و  المطالبة بحقوقهم المشروعة و وقفت معهم أيضاً دول العالم الحر المتحضر
و  جاء الوقت المناسب لتخريج أمراء الحرب و كوادرهم  من سجون الأسد و المالكي لتشكيل تنظيمات إسلامية متطرفة و رفد تنظيم الدولة و جبهة النصرة بمزيد من الكفاءات لإفساد المعارضة الوطنية المعتدلة و تمزيقها و إضعافها و تصفية و تهجير و تهميش كوادرها الوطنية المعتدلة الواعية و خاصة الضباط الأحرار و حرف مسارها من الاعتدال و العمل لأجل مشروع وطني إلى التطرف و العمل لأجل مشروع يعمل لأجندة خارجية هدفه زعزعة أمن و استقرار دول المحور الغربي العربي لدفع تلك الدول إلى سحب تأييدها و دعمها  لهذه الانتفاضات و الرجوع إلى نظام الأسد لضبط الأوضاع و الجلوس مع إيران لعقد الصفقات معها و تحقيق زيادة من المكاسب للمشروع الفارسي  
فأصدر نظام الأسد عفو عام أخرج فيه  المتطرفين الإسلاميين و عناصر الشبيحة و ترك السجناء من الناشطين المعتدلين أصحاب المشروع الوطني
و بتواطؤ من حكومة المالكي تم تسهيل فرار عناصر القاعدة من سجون المالكي و صرح بذلك وزير العدل العراقي 
و بداية الأزمة هدد نظام الأسد دول التحالف العربي الغربي بنقل الإرهاب إلى أراضيهم إذا لم يكفوا عن دعم هذه الاحتجاجات و وفى بتهديداته
و هنا جاء دور أهم  و أخطر طرف من أطرف صناعة داعش و الإرهاب و التطرف دور الإخوان المسلمين حلفاء النظام الايراني الاستراتيجي و أكبر خادم للمشروع الفارسي  وكلاء إيران بين السنة الذين يقومون بدور وكالة إعلامية إيرانية عملاقة ذات إمكانيات مادية ضخمة تروج للفكر السياسي الإيراني بين السنة و على رأسها قناة الجزيرة الإخوانية و الدعم المادي لها يأت من قطر و من  الجمعيات الخيرية الكثيرة التي يديرونها في شتى أنحاء العالم  و خاصة أمريكا و دول الغرب و الخليج فهم أغنى تنظيم في العالم و يملكون إمكانيات دول
و بهذه الآلة الإعلامية و مراكز الأبحاث الكثيرة و المال الذي يشترون به ذمم الكتاب و المفكرين و الإعلاميين في العالم الإسلامي و الغرب يضللون مراكز صنع القرار في أمريكا و الغرب و يصنعون الرأي العام السياسي العربي  الإسلامي وفق الرؤية الإيرانية التي تثير الأحقاد و الكراهية على أمريكا و دول المحور الغربي العربي أكبر داعم للشعوب عن طريق عقدة المؤامرة وهذه الرؤية السياسية تشكل جذور الإرهاب و الفكر المتطرف  و العمود الفقري للمنظومة الفكرية لمحور التطرف و  تشكل سد منيع لحماية للنظام الإيراني و الأسدي من السقوط و تضعف و تشل قدرة أمريكا و دول التحالف على مساعدة و إنقاذ الشعوب العربية و الإسلامية من براثن النظام الإيراني و أتباعه
لأن عقدة المؤامرة الإخوانية تشل العقل عن التحليل و التفكير السليم و تجعل أصحابها لا يميزون أعدائهم من أصدقائهم و يشكون و يعادون أصدقائهم و بالتالي لا يأخذون بنصحهم و لا يستفيدون من خبرتهم السياسية و العسكرية ويثقون و يصنعون رموز من خصومهم و جلاديهم و قاتليهم الذين يتحالفون مع النظام الإيراني مثل الإخوان و أردوغان فيأخذون بنصحهم و ينفذون تعليماتهم و توجيهاتهم و هؤلاء سيقضون على انتفاضتهم و يفشلونها و يضيعون جهودهم و دمائهم هدرا و يسلمونهم جثة هامدة لإيران و أصدقاؤهم عاجزون عن إنقاذهم
 فإذا لم تفرز الانتفاضة الشعبية السورية و العراقية معارضة ناضجة معتدلة مخلصة لقضيتها لها قيادة موحدة كفؤ تمتلك رؤية سياسية واضحة متوازنة تثق بأصدقائها و تتعامل معهم بمصداقية فلا تستطيع قوة في الأرض نصرتهم
و بهذه الآلة  يتم تأمين الحاضنة الشعبية للتطرف و الإرهاب وجعل عقول الشباب الجاهل المتحمس محشوة بفكر منحرف متطرف ليصبحوا مشروع داعشي قابل و سهل التجنيد في التنظيمات الإرهابية لتأمين موارد بشرية دائمة لها فإذا قتل واحد منهم يتم تجنيد عشرة بدلا منه و هكذا يستمر الإرهاب و يزداد و يدخل العالم في دوامة لا تنتهي من العنف و إراقة الدماء و هذا ما يجري على أرض الواقع
فالإخوان عبارة عن أداة إيران لاحتلال العقلية العربية و الإسلامية فإذا سقطت العقول بيد إيران هان سقوط الأرض
و يصبح أهل السنة عبارة عن أدوات لخدمة المشروع الفارسي دون شعور منهم و يحسبون أنهم يحسنون صنعا و يعملون لمصلحة الإسلام و المشروع الإسلامي و الخلافة الإسلامية و عزة الأمة و كرامتها
و في الحقيقة و الواقع يشهد بذلك هم يعملون و يجاهدون و يبذلون أرواحهم و دمائهم و أموالهم في سبيل المشروع الفارسي الذي يشوه صورة دينهم و نبيهم و يهدد مقدساتهم و يذلهم و ينتهك أعراضهم و يدوس كرامتهم و يدمر ممتلكاتهم و حضارتهم و يهجرهم و يجعلهم متسولين على أبواب الدول التي يعتبرونها أعداء و خونة و متآمرين
و لذلك الإخوان أخطر من إيران و أخطر ما يهدد الدول الإسلامية و الإنسانية و سأضرب أمثلة من الواقع المشاهد المعروف تبين صحة هذا الكلام في الجزء الرابع  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.