الجمعة، 17 يناير 2014

وجهة نظر حول المولد النبوي


عبدالحق صادق



في ربيع الأول من كل عام تثار زوبعة حول الاحتفال بالمولد النبوي و يتم تبادل الاتهامات بين السلفية و الصوفية و أريد أن أتناول هذا الموضوع من وجهة نظر محايدة و بأسلوب علمي منطقي بغرض التقريب و توحيد الصف و نبذ الفرقة المأمورين بهم شرعاً و أصبح ضرورة ملحة في هذه الظروف الدقيقة و الحساسة و الخطيرة الذي يمر به العالم العربي و الإسلامي

 اطلعت على الأدلة الشرعية للطرفين و تبين لي أن المولد ليس سنة أو عبادة شرعية بحد ذاته من حيث الأصل و لكنه بدعة و يدخل ضمن المباحات و يتضمن أمور مستحسنة مثل التعبير عن محبة النبي صلوات الله عليه و صحابته الكرام و كلمات وعظية إرشادية و تقوية أواصر المحبة و الألفة بين مجموعة من المسلمين

 و الخلاف هل توجد بدعة حسنة و هل المولد يدخل ضمن البدعة الحسنة ؟؟

بعض العلماء قالوا توجد بدعة حسنة و أن المولد يدخل ضمنها و بعضهم قال أنه ليس عبادة من حيث الأصل و لكنه يتضمن أفعال حسنة و بالتالي لا يطلق عليه بدعة لأن البدعة تطلق على سن أمور تعبدية

و بعض العلماء قالوا لا توجد بدعة حسنة و كل من يقوم به من باب التعبد و يحتوي على بعض التصرفات الشركية و المنهي عنها شرعاً و بالتالي هو بدعة سيئة منهي عنها شرعاً

و كل طرف لديه الحجج و الأدلة بأقوال أئمة مجتهدين  معروفين و مشهود لهم بالعلم و الفضل و الصلاح

إذا هذا الأمر يدخل ضمن المسائل الخلافية بين العلماء و الموجودة بكثرة في الشريعة الإسلامية و هذه ميزة هامة و إيجابية لشريعتنا الغراء لأنها تمنحها سمة السهولة و اليسر 

فلماذا يصر كل طرف على تضييق الواسع و فرض رؤيته على الآخر حتى يصل الأمر أحيانا لحد القطيعة و تبادل الاتهامات الخطيرة و قد تصل لدى بعض المتطرفين من كل تيار لإخراج  الآخر من الإسلام ؟؟؟

فهل من العقل و الحكمة و المصلحة العليا أن نحول هذا الأمر الذي يمكن استيعابه في شريعتنا الغراء التي جاءت بالتوحيد و الوحدة  إلى مشاحنة و تنازع و نحن اليوم بأمس الحاجة للألفة و المحبة في ظل ما تعانيه الدول الإسلامية من فتن و حروب و مخاطر جمة من قبل النظام الصفوي الإيراني ؟؟!!

و خاصة أن نسبة الذين يحتفلون بهذا المولد تصل لحوالي تسعين بالمائة من المسلمين

علما بأن الاحتفال بالمولد يختلف عن احتفال النصارى بأعياد الميلاد لأنه لا يتم بنفس اليوم و بساعة محددة فهو عبارة عن تسمية و اصطلاح لاجتماع ديني تم التعارف عليه عبر التاريخ و أصبح من العادات المتجذرة في  بعض المجتمعات الإسلامية فهذه الموالد تقام على مدار السنة 

و ربما المخالفات الشرعية و العقائدية في هذه الموالد دعت البعض للتشدد في هذا الأمر من باب سد الذرائع

و الحقيقة أن هذه المخالفات و المعتقدات الخاطئة منتشرة في هذه المجتمعات بسبب جهل متراكم منذ عدة قرون و ليس بسبب هذه الموالد

و على الدعاة أن يكونوا دعاة و مصلحين و لا ينصبوا أنفسهم حكام و قضاة يطلقون الأحكام و يوزعون الاتهامات لأن مهاجمة هذه الموالد و هذا التيار بشكل عام  سوف يعطي ردة فعل عسكية أشد ضرارا و هو تكريس الانقسام و التنازع و سيكون حائل دون سماع النصح و التوجيه

و التشدد في باب سد الذرائع و القيام به ممن ليسوا أهل للاجتهاد و ليس عندهم القدرة على تقدير المصالح  و المفاسد المترتبة على فتاويهم له انعكسات خطيرة على الدين و الدعوة و الدعاة و المجتمع

فهل إذا حصلت مخالفات شرعية في مكان العمل أو السوق أو الشارع  يتم إغلاقهم بالكلية أم يتم النصح و التوجيه و العمل على إزالة  تلك المخالفات بالحكمة و الموعظة الحسنة؟؟؟ .

و هذه الموالد ساهمت في حفظ الإسلام حياً في البلاد الإسلامية التي تعرضت لاحتلال ماركسي مثل جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا و الصين أو تم حكمها من قبل أنظمة قمعية ثورية فكرها ملوث بأفكار ثورية ماركسية معادية للدين .

و ينبغي التفريق بين السعودية و باقي البلدان الإسلامية و بالتالي كثير من الأحكام بحقها تختلف عن غيرها من البلدان فالسعودية تحكم بالكتاب و السنة فجيمع مظاهر الحياة مصبوغة بصبغة إسلامية و المناهج و الاعلام  بالإضافة الى الأئمة و الدعاة ينشرون العقيدة السليمة و الأحكام الشرعية والتعريف بنبي الإسلام  بينما تفتقده كثير من بلدان العالم الاسلامي .

و الحكومة السعودية بذلت جهود جبارة في سبيل تصحيح المسار بأسلوب صحيح و منها إنشاء الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة و المراكز الإسلامية و لكن للأسف تم اختطاف هذه الجهود من قبل شيوخ الإخوان دعاة الفتنة و التطرف فأساؤوا للإسلام و الدعوة و إلى السعودية و ضيعوا جهودها
و المحور الإيراني الإخواني استغل هذا الخلاف من أجل إثارة الرأي العام العربي و الإسلامي على السعودية باتهامها بالوهابية و عدم محبة النبي صلوات الله عليه و صحابته الكرام و محاربة من يحبهم و أغلب المسلمين يتبنون هذا الموقف 
و يوجد فقه يدعى فقه الأولويات فأرى أن الفكر الإخواني المتطرف الذي سمم العقلية العربية و الإسلامية من أخطر ما يهدد الإسلام و الدول العربية و الإسلامية و بالتالي من أولى الاولويات مكافحته و التركيز عليه و ترك الأمور الأقل خطرا و ضررا للوقت المناسب و للأسف نجد صمت مطبق من أغلب الدعاة و الخطباء و العلماء و الكتاب حول هذا الخطر العظيم

فالإنصاف و المصلحة و الحكمة تقتضي أن يتم اعتبارهذا الأمر من الأمور الخلافية في الشريعة الإسلامية مثله مثل أي أمر عليه خلاف بين الأئمة و لكل مسلم الخيار بتقليد أي إمام شاء من الأئمة المعتبرين و على كل طرف أن يحترم الطرف الآخر إقتداءا بالأئمة الذين يقلدونهم فالأئمة يحترمون بعضهم البعض رغم اختلافهم في الاجتهاد

و أن يتم استغلال هذه التجمعات من أجل غرس مفاهيم جوهر الإسلام و تذوق  معانيه السامية و نشر التوعية و التعليم و تصحيح المعتقدات و المفاهيم الخاطئة بالحكمة و الموعظة الحسنة والرفق و اللين و البحث عن الرخص الشرعية فأمتنا ضعيفة لا تطيق التشدد و أن يوجه النقد لتلك المخالفات الشرعية و المعتقدات الخاطئة التي تسللت إلى هذه الموالد و غيرها عبر قرون من الجهل المتوارث و ليس إلى اليتار أو المولد

 وفي الأسفل أقوال الائمة بخصوص الاحتفال بالمولد النبوي
 


منقول :
حقائق ومعلومات ... لاجدل فيها ... لم تكن ثم كانت !!!
- لم يدفع النبي صلى الله عليه وسلم لإمام أو مؤذن أجرا !
- لم يكتب النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن ونهى عن كتابة حديثه !
- لم يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم لمسجده باباً ولا مئذنة ولا محرابا !
- لم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن أجزاء ولا أعشارا ولا أحزابا !
- لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم بيت مال يحفظ أموال المسلمين !
- لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان ( طاولة ) قط !
- لم يفتتح النبي صلى الله عليه وسلم مدرسة أو يحتفل بتخريج حفظة القرآن !
- لم يعط النبي صلى الله عليه وسلم للجدة ميراثا ، ولم يأخذ زكاة الخيل ولا العسل ولا الخضروات والحبوب ، ولم يكتب أسماء المجاهدين في سجل ، ولم يدفع لمجاهد راتبا ، ولم يتخذ شرطة ، ولم يتخذ سجلا للقضاء والقضاة ، ولم يكن يقفل مسجده بعد الصلاة ، ولم يمنع احدا من البناء في أرض فضاء ، ولم يكن لديه سجن ، ولم يفصل علوم الشريعة من فقه وحديث وسيرة وغيرها ، ولم يعرف في عصره ما شاع بين العلماء من علم الجرح والتعديل ولا من الحديث الضعيف والحسن والصحيح ، ولم يبن مصليات مستقلة للنساء ، و و و ....
كل ذلك وغيره كثير جدا لم يكن ...ثم كان وصار مقبولا ومسموحا به ، لما فيه من مصلحة أو منفعة ... بل صار متفقا على جوازه !
أنا أعلم أقوال العلماء في ذلك كله ، لكني أورد هذه المعلومات لمن يردد علينا بإلحاح مقولة : ( إن استحداث المولد النبوي لم يفعله رسول الله ولا صحابته ولا التابعون ... ) فأقول له :
- وما المانع أن نستحدثه نحن ؟! لما نرى فيه من الخير العميم ، والعمل السليم ، والهدف العظيم !!!
أتمنى أن نتفق مع الآخرين حول محاربة المحرمات والمكروهات - إن وجدت - في أي مجال ، سواء في المولد أو غيره ، وهذا لا جدال فيه !!!.



أقوال أئمة السنة في الاحتفال بالمولد النبوي[عدل]

المؤيدون[عدل]

  • السيوطي، حيث قال: "عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف"[25].
  • ابن الجوزي، حيث قال عن المولد النبوي: "من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام"[26].
  • ابن حجر العسقلاني، حيث قال الحافظ السيوطي: "وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة.. إلى أن قال : وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي.. نبي الرحمة في ذلك اليوم، فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة"[27].
  • السخاوي، حيث قال عن المولد النبوي: "لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة, وإنما حدث بعدُ, ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم"[28].
  • ابن الحاج المالكي، حيث قال: "فكان يجب أن نزداد يوم الاثنين الثاني عشر في ربيع الأول من العبادات والخير شكرا للمولى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة وأعظمها ميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم"[29]. وقال أيضا: "ومن تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد"[30].
  • ابن عابدين، حيث قال: "اعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف من الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وآله وسلم". وقال أيضا: "فالاجتماع لسماع قصة صاحب المعجزات عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات من اعظم القربات لما يشتمل عليه من المعجزات وكثرة الصلوات"[31].
  • الحافظ عبد الرحيم العراقي، حيث قال: "إن اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهورنوررسول الله في هذا الشهر الشريف ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها فكم من بدعة مستحبة قد تكون واجبة"[32].
  • الحافظ شمس الدين ابن الجزري، حيث قال الحافظ السيوطي: "ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا- وأشار لرأس أصبعه -، وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي وبإرضاعها له. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى اله عليه وسلم به فما حال المسلم الموحد من أمة النبي يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته، لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيمة"[27].
  • أبو شامة (شيخ النووي)، حيث قال: "ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين"[33].
  • الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري)، حيث قال: "فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء"[34].
  • الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي، حيث قال في كتابه المسمى (مورد الصادي في مولد الهادي): "قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سرورًا بميلاد النبي "، ثم أنشد:
إذا كان هـذا كافرًا جـاء ذمـه
وتبت يـداه في الجحـيم مخـلدًا
أتى أنـه في يـوم الاثنين دائـمًا
يخفف عنه للسـرور بأحــمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره
بأحمد مسرورٌ ومات موحـــدًا
ا
من المتأخرىن:
  • محمد الطاهر بن عاشور شيخ جامع الزيتونة ومن أبرز علماء المالكية، أيّد الاعتناء بيوم المولد النبوي في قوله: ""فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِلْمَوَاقِيتِ الْمَحْدُودَةِ اعْتِبَارًا يُشْبِهُ اعْتِبَارَ الشَّيْءِ الْوَاحِدِ الْمُتَجَدِّدِ، وَإِنَّمَا هَذَا اعْتِبَارٌ لِلتَّذْكِيرِ بِالْأَيَّامِ الْعَظِيمَةِ الْمِقْدَارِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ [إِبْرَاهِيم: 5] ، فَخَلَعَ اللَّهُ عَلَى الْمَوَاقِيتِ الَّتِي قَارَنَهَا شَيْءٌ عَظِيمٌ فِي الْفَضْلِ أَنْ جَعَلَ لِتِلْكَ الْمَوَاقِيتِ فَضْلًا مُسْتَمِرًّا تَنْوِيهًا بِكَوْنِهَا تَذْكِرَةً لِأَمْرٍ عَظِيمٍ، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لِأَجْلِهِ سُنَّةَ الْهَدْيِ فِي الْحَجِّ، لِأَنَّ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَلَى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ بِذَبْحِ وَلَدِهِ إِسْمَاعِيلَ وَأَظْهَرَ عَزْمَ إِبْرَاهِيمَ وَطَاعَتَهُ رَبَّهُ وَمِنْهُ أَخَذَ الْعُلَمَاءُ تَعْظِيمَ الْيَوْمِ الْمُوَافِقِ لِيَوْمِ وِلَادَةِ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَجِيءُ مِنْ هَذَا إِكْرَامُ ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَبْنَاءِ الصَّالِحِينَ وَتَعْظِيمِ وُلَاةِ الْأُمُورِ الشَّرْعِيَّةِ الْقَائِمِينَ مَقَامَ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْمَالِهِمْ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَالْقُضَاةِ وَالْأَئِمَّةِ"[35] .
  • حسنين محمد مخلوف شيخ الأزهر، حيث قال: "إن إحياء ليلة المولد الشريف وليالي هذا الشهر الكريم الذي أشرق فيه النور المحمدي إنما يكون بذكر الله وشكره لما أنعم به على هذه الأمة من ظهور خير الخلق إلى عالم الوجود، ولا يكون ذلك إلا في أدب وخشوع وبعد عن المحرمات والبدع والمنكرات. ومن مظاهر الشكر على حبه مواساة المحتاجين بما يخفف ضائقتهم، وصلة الأرحام، والإحياء بهذه الطريقة وإن لم يكن مأثورا في عهده صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد السلف الصالح إلا أنه لا بأس به وسنة حسنة"[36].
  • محمد الفاضل بن عاشور من علماء تونس البارزين، في قوله: "إن ما يملأ قلوب المسلمين في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول كل عام من ناموسِ المحبة العُلوي، وما يهزّ نفوسهم من الفيض النوراني المتدفق جمالا وجلالا، ليأتي إليهم محمّلا من ذكريات القرون الخالية بأريج طيب ينمّ عما كان لأسلافهم الكرام من العناية بذلك اليوم التاريخي الأعظم، وما ابتكروا لإظهار التعلّق به وإعلان تمجيده من مظاهر الاحتفالات، فتتطلع النفوسُ إلى استقصاء خبر تلك الأيام الزهراء والليالي الغراء؛ إذ المسلمون ملوكاً وسوقةً (أي عامتهم) يتسابقون إلى الوفاء بالمستطاع من حقوق ذلك اليوم السعيد"[37].
  • محمد الشاذلي النيفر، شيخ الجامع الأعظم في تونس، في قوله: "وَأَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ مَا يُؤَيِّدُ مَا تَقَدَّمَ عَنِ «ابْنِ حَجَرٍ» وَ«السّيُوطِيِّ» أَنَّ اللَّـهَ أَوْجَبَ عَلَيْنَا مَحَبَّةَ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ مَحَبَّتِهِ جَلَّ وَعَلَا، وَذَلِكَ يُوجِبُ عَلَيْنَا تَعْظِيمَ كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ ذَلِكَ تَعْظِيمُ يَوْمِ مَوْلِدِهِ بِالاحْتِفَالِ بِهِ بِمَا يُجِيزُهُ الشَّرْعُ الكَرِيمُ"[38] [39]
  • محمد متولي الشعراوي، حيث قال: "وإكرامًا لهذا المولد الكريم فإنه يحق لنا أن نظهر معالم الفرح والابتهاج بهذه الذكرى الحبيبة لقلوبنا كل عام وذلك بالاحتفال بها من وقتها"[40].
  • المبشر الطرازي، شيخ علماء التركستان: حيث قال: "إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أصبح واجبًا أساسيًا لمواجهة ما استجد من الاحتفالات الضارة في هذه الأيام"[بحاجة لمصدر].
  • محمد علوي المالكي، حيث قال: "إننا نقول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والاجتماع لسماع سيرته والصلاة والسلام عليه وسماع المدائح التي تُقال في حقه، وإطعام الطعام وإدخال السرور على قلوب الأمة"[41].
  • يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث قال عن ذكرى المولد: "إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين، فأي بدعة في هذا وأية ضلالة؟"[42].
  • محمد سعيد رمضان البوطي، حيث قال: "الاحتفال بذكرى مولد رسول الله نشاط اجتماعي يبتغي منه خير دينيّ، فهو كالمؤتمرات والندوات الدينية التي تعقد في هذا العصر، ولم تكن معروفة من قبل. ومن ثم لا ينطبق تعريف البدعة على الاحتفال بالمولد، كما لاينطبق على الندوات والمؤتمرات الدينية. ولكن ينبغي أن تكون هذه الاحتفالات خالية من المنكرات"[43].
  • عبد الله بن بيه، حيث قال: "فحاصل الأمر أن من احتفل به فسرد سيرته والتذكير بمناقبه العطرة احتفالاً غير ملتبس بأي فعل مكروه من النّاحية الشرعية وليس ملتبساً بنيّة السنّة ولا بنيّة الوجوب فإذا فعله بهذه الشروط التي ذكرت؛ ولم يلبسه بشيء مناف للشرع، حباً للنبي ففعله لا بأس به إن شاء اللهُ وهو مأجور"[44].
  • نوح القضاة مفتي الأردن سابقاً، حيث قال: "ولا شك أن مولد المصطفى من أعظم ما تفضل الله به علينا، ومن أوفر النعم التي تجلى بها على هذه الأمة؛ فحق لنا أن نفرح بمولده "[45].
  • علي جمعة مفتي مصر، حيث قال: "الاحتفال بذكرى مولده من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب له، ومحبة النبي أصل من أصول الإيمان"[46].
  • وهبة الزحيلي، حيث قال: "إذا كان المولد النبوي مقتصرًا على قراءة القرآن الكريم، والتذكير بأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام، وترغيب الناس في الالتزام بتعاليم الإسلام وحضّهم على الفرائض وعلى الآداب الشرعية، ولايكون فيها مبالغة في المديح ولا إطراءٌ كما قال النبي (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله) وهذا إذا كان هذا الاتجاه في واقع الأمر لا يُعد من البدع"[47].
  • محمد بن عبد الغفار الشريف، الأمين العام للأوقاف في الكويت، حيث قال: "الاحتفال بمولد سيد الخلق عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم أمر مستحب، وبدعة حسنة في رأي جماهير العلماء"[48].
  • محمد راتب النابلسي، حيث قال: "الاحتفال بعيد المولد ليس عبادة ولكنه يندرج تحت الدعوة إلى الله، ولك أن تحتفل بذكرى المولد على مدى العام في ربيع الأول وفي أي شهر آخر، في المساجد وفي البيوت"[49].
  • عمر بن حفيظ، حيث قال: "مجالس الموالد كغيرها من جميع المجالس؛ إن كان ما يجري فيها من الأعمال صالح وخير، كقراءة القران، والذكر للرحمن، والصلاة على النبي، وإطعام الطعام للإكرام ومن أجل الله، وحمد الله، والثناء على رسوله، ودعاء الحق سبحانه، والتذكير والتعليم، وأمثال ذلك مما دعت إليه الشريعة ورغبت فيه؛ فهي مطلوبة ومندوبة شرعاً"[50].
  • عبد الملك السعدي، المفتي العام للعراق سابقًا: "لم يكن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف معروفاً في عصر الصحابة الكرام. ولكن لا يَلزم من عدم وجوده في عصر النبي -صلى الله عليه سلم- أو في عصر الصحابة كونه بدعة سيئة أو منافياً للشريعة، فالاحتفال بالمولد إن أُقيم على أساس أنَّه عبادة مشروعة -كالصوم والصلاة والعبادات الأخرى- : فهو بدعة. وكذا لا نسمِّيه عيدا، بل إحياء ذكرى؛ لأنَّه لا يوجد سوى عيدين في الإسلام. وإن أقيم على أساس إحياء ذكرى مولد سيد المرسلين وإعادة ذكريات سيرته العطرة وخلا من المنكرات واختلاط الرجال بالنساء والمبالغة في مدحه صلى الله عليه سلم فلا يعد بدعة"[51].

المعارضون[عدل]

  • ابن تيمية: "اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال إنها ليلة المولد، أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن من شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها(...)فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه ولو كان خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص"[52].
  • الشاطبي: قال في معرض ذكره للبدع المنكرة" ومنها التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا وما أشبه ذلك"[53].
  • تاج الدين الفاكهاني: "لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنّة ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسّكون بآثار المتقدمين"[54].
  • ابن الحاج: "ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، واتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس اتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له ولسنته صلى الله عليه وسلم ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد ونحن لهم تبع فيسعنا ما وسعهم وقد علم أن اتباعهم في المصادر والموارد"[55].
قال تعالى في القرآن الكريم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)وقد ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال عن هذه الآية :" نزلت يوم عرفة " وذلك في حجة الوداع , فمن أتى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة جديدة مبتدعة , فهو ضال مبتدع في دين الله الذي أكمله لعباده وارتضاه قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم.وهذا دليل على أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بدعة مبتدعة
من المتأخرىن:
  • محمد بن إبراهيم آل الشيخ: "لم يكن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم مشروعا ولا معروفا لدى السلف الصالح رضوان الله عليهم ولم يفعلوه مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه ولو كان خيرا ماسبقونا إليه فهم أحق بالخير وأشد محبة للرسول صلى الله عليه وسلم وأبلغ تعظيما له.. فلما كان غير معروف لدى السلف الصالح ولم يفعلوه وهم القرون المفضلة دل على أنه بدعة محدثة"[56].
  • عبد العزيز بن باز، حيث قال: "الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بدعة لا تجوز في أصح قولي العلماء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، وهكذا خلفاؤه الراشدون، وصحابته جميعاً رضي الله عنهم، وهكذا العلماء وولاة الأمور في القرون الثلاثة المفضلة، وإنما حدث بعد ذلك بسبب الشيعة ومن قلدهم، فلا يجوز فعله ولا تقليد من فعله."[57]
  • محمد ناصر الدين الألباني، قال: "هذا الاحتفال أمرٌ حادث، لم يكن ليس فقط في عهده صلى الله عليه وسلم؛ بل ولا في عهد القرون الثلاثة...ومن البدهي أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حياته لم يكن ليحتفل بولادته؛ ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانيَّة مسيحيَّة لا يعرفه الإسلام مطلقًا في القرون المذكورة آنفًا؛ فمن باب أولى ألاَّ يعرف ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم"[58]
  • محمد بن صالح العثيمين: "إذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة"[59].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.