منقول
جريدة الرياض
يشتكي صديقي من أنه لم يفهم داعش. هل هي صنيعة النظام السوري أم صنيعة إيران، أم أنها جماعات متطرفة.. الخ ضد من ومع من؟
بالنسبة لي لا أجد أي صعوبة مع داعش أو النصرة أو ابن لادن أو الظواهري أو مقتل الأبرياء في المستشفى في اليمن أو التفجيرات التي نسمعها هنا أو هناك. عدم استيعابنا لداعش لا يعود لصعوبة حضورها وغموض حالتها بل يعود إلى وفرة حالتها المتفشية فينا.
هل استمعت إلى رجل ينادي صباحا ومساءً بالعفة والحشمة، ووقف بكل صلابة ضد تأنيث الملابس النسائية؟
هذا رجل داعشي. وفي حال دخلت معه في جدل لإقناعه بتناقض موقفه تصبح أنت نفسك داعشياً.
كيف ترى الرجل الذي حرّم بشكل قطعي ونهائي الفضائيات و"ديّث" المتفرجين عليها ثم أصبح من أكبر نجومها؟
هذا داعشي. إذا حاولت أن تأخذ تصرفه هذا كدليل ضده عند اتباعه فأنت أيضا داعشي؛ لأنك تحاول أن تقنع الداعشيين بأن شيخهم داعشي، كأنك تحاول أن تقنع الأمريكان أن رئيسهم أمريكي.
داعش ليست مجموعة من المقاتلين في ساحات الوغى. هذا الطرف الحاد من السكين فقط. إذا أردنا أن نراها بوضوح فيجب أن نضعها في سياقها الذي نعيشه بشكل يومي، وان نتخلص من كلمة (نفهم). الداعشية عالم. كون واسع. أفق. عندما نحاول أن نفهمها كأننا نحاول أن نضع قانونا للصدفة. هل تظن أن هناك شيئاً اسمه قانون للصدفة؟
إذا وضعت قانونا للصدفة لم تعد الصدفة صدفة. هذه حال الداعشية. إذا استطعت فهم الداعشية لم تعد الداعشية داعشية.. لكي نضع لها سياقاً ليس الهدف منه فهمها ولكن الهدف الاعتراف بالحقيقة الماثلة في كل شقوق حياتنا وزواياها. ميراث أكثر من ثلاثين سنة . صار لها تاريخ. لها تجليات . لها دعاة. لها طب لها أدب. لها حسابات في البنوك وفي تويتر وفي الفيس بوك.. الخ.
لها زواجات وطلاقات من الصعب فصلك عن الداعشية. أنت بنفسك مليء بالداعشية سواء بوعي أو بدون وعي.
الداعشية ليست قوانين وليست حضورا فكريا بل هي نظام حياة شق طريقه خارج الأشياء، وانفصل عنها ولم يعد يلتفت لها. إذا كان أينشتاين اكتشف البعد الرابع في الكون فالداعشيون اخترعوا البعد الخامس أو السادس وربما بلغوا السابع. بعض الداعشية مفروضة علينا وبعضها الأكبر جزء من هويتنا.
تأمل في صورة تذكارية لعدد من النساء السعوديات متداولة في الإنترنت كلهن محجبات الوجوه واليدين. لا يظهر أي شيء يدل على بشريتهن. أن يتشارك عدد من النساء المحجبات بالكامل في صورة لا يظهر لأي واحدة منهن وجه.. هذه فكرة في غاية الداعشية. أنا على ثقة أن بعض هاته النسوة كن مبتسمات أثناء التقاط الصورة، ولكنها ابتسامة لا تراها حتى جارتها في الصورة فهذه ابتسامة داعشية أيضا..
بالنسبة لي لا أجد أي صعوبة مع داعش أو النصرة أو ابن لادن أو الظواهري أو مقتل الأبرياء في المستشفى في اليمن أو التفجيرات التي نسمعها هنا أو هناك. عدم استيعابنا لداعش لا يعود لصعوبة حضورها وغموض حالتها بل يعود إلى وفرة حالتها المتفشية فينا.
هل استمعت إلى رجل ينادي صباحا ومساءً بالعفة والحشمة، ووقف بكل صلابة ضد تأنيث الملابس النسائية؟
هذا رجل داعشي. وفي حال دخلت معه في جدل لإقناعه بتناقض موقفه تصبح أنت نفسك داعشياً.
كيف ترى الرجل الذي حرّم بشكل قطعي ونهائي الفضائيات و"ديّث" المتفرجين عليها ثم أصبح من أكبر نجومها؟
هذا داعشي. إذا حاولت أن تأخذ تصرفه هذا كدليل ضده عند اتباعه فأنت أيضا داعشي؛ لأنك تحاول أن تقنع الداعشيين بأن شيخهم داعشي، كأنك تحاول أن تقنع الأمريكان أن رئيسهم أمريكي.
داعش ليست مجموعة من المقاتلين في ساحات الوغى. هذا الطرف الحاد من السكين فقط. إذا أردنا أن نراها بوضوح فيجب أن نضعها في سياقها الذي نعيشه بشكل يومي، وان نتخلص من كلمة (نفهم). الداعشية عالم. كون واسع. أفق. عندما نحاول أن نفهمها كأننا نحاول أن نضع قانونا للصدفة. هل تظن أن هناك شيئاً اسمه قانون للصدفة؟
إذا وضعت قانونا للصدفة لم تعد الصدفة صدفة. هذه حال الداعشية. إذا استطعت فهم الداعشية لم تعد الداعشية داعشية.. لكي نضع لها سياقاً ليس الهدف منه فهمها ولكن الهدف الاعتراف بالحقيقة الماثلة في كل شقوق حياتنا وزواياها. ميراث أكثر من ثلاثين سنة . صار لها تاريخ. لها تجليات . لها دعاة. لها طب لها أدب. لها حسابات في البنوك وفي تويتر وفي الفيس بوك.. الخ.
لها زواجات وطلاقات من الصعب فصلك عن الداعشية. أنت بنفسك مليء بالداعشية سواء بوعي أو بدون وعي.
الداعشية ليست قوانين وليست حضورا فكريا بل هي نظام حياة شق طريقه خارج الأشياء، وانفصل عنها ولم يعد يلتفت لها. إذا كان أينشتاين اكتشف البعد الرابع في الكون فالداعشيون اخترعوا البعد الخامس أو السادس وربما بلغوا السابع. بعض الداعشية مفروضة علينا وبعضها الأكبر جزء من هويتنا.
تأمل في صورة تذكارية لعدد من النساء السعوديات متداولة في الإنترنت كلهن محجبات الوجوه واليدين. لا يظهر أي شيء يدل على بشريتهن. أن يتشارك عدد من النساء المحجبات بالكامل في صورة لا يظهر لأي واحدة منهن وجه.. هذه فكرة في غاية الداعشية. أنا على ثقة أن بعض هاته النسوة كن مبتسمات أثناء التقاط الصورة، ولكنها ابتسامة لا تراها حتى جارتها في الصورة فهذه ابتسامة داعشية أيضا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.