الأحد، 29 أبريل 2018

قمة الكوريتين التاريخية دلالات ومؤشرات


عبدالحق صادق

التقى الزعيمان الكوريان مون وكيم يوم الجمعة 27/04/2018 في قمة تاريخية أسست لمصالحة وسلام ستنهي حالة الحرب بينهما.
جاءت هذه القمة بعد حوالي سنة من التوتر الشديد واستفزاز كبير من كوريا الشمالية لأمريكا، وتحذير شديد اللهجة من الرئيس ترامب  لكيم جونغ. وضعت العالم على حافة حرب عالمية ثالثة نووية.
كالعادة كان أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي الإيراني الإخواني، يشعرون بالنشوة لتصريحات وتهديدات رئيس كوريا الشمالية، وبعد الصلح أصيبوا بخيبة أمل وشعروا بالحزن والأسى، ووصفوه بالخنوع والاستسلام.
سأستخلص العبر والدروس من هذا الحدث الهام والتاريخي:
- كما قلتها مرارا وقبل فوز الرئيس ترامب، إنه يفقه الواقع، وكيفية التعامل مع عقلية الشرق، وتصرفه المناسب أدى إلى السلام بين الكوريتين، وإلى إيقاف التجارب النووية وإطلاق الصواريخ البالستية.
- أحدث الرئيس ترامب تغيير كبير في السياسة الأمريكية، فلم يعد هناك عطاء ودعم دون مقابل ودون شكر، ولم يبقى خضوع لابتزاز الأنظمة القمعية للحصول على الدعم، باختصار أعاد هيبة أمريكا، وهذا يصب في مصلحة الأمن والسلم الدولي، لأنه بعد تراجع الدور الأمريكي في عهد الرئيس أوباما، أوشكت أن تعم الفوضى المنطقة، وتهيمن عليها إيران.
- يبعث على التفاؤل بقدرة الرئيس ترامب على حل الأزمة السورية، ووضع حد لتدخل إيران في شؤون المنطقة، وأرجح أن الضربة الثلاثية لمواقع في سوريا، هدفها سياسي بالدرجة الأولى، وهي هز العصا الغليظة بوجه إيران وروسيا وإخضاعهم، وأتوقع أن يحصل لقاء قريب بين ترامب وبوتين على غرار لقاء ترامب وكيم جونغ، وفي حال نجح ترامب بسحب روسيا من حلف إيران ورفع الغطاء السياسي والدبلوماسي عن إيران، سوف تخضع إيران، وفي حال تعنتها ستتلقى عقاب قاسي، وهذا يصب في مصلحة الشعب السوري معارضة وموالاة.
- موقف أصحاب الفكر الإخواني من الأزمة الكورية، يؤكد أن فكرهم متطرف استبدادي نازي ليس لديهم أي مشاعر إنسانية أو شعور بالمسؤولية تجاه حياة الناس، ورفعهم شعارات الحرية والديمقراطية والدولة المدنية للغدر والخداع. من الخطأ الاستراتيجي تسليمهم سلطة أودولة، لأن فكرهم يهدم الدول والحضارات ولا يبنيها، وهذا الفكر هو الذي يصنع الطغاة.
- موقف رئيس كوريا الشمالية موقف شجاع وبالاتجاه الصحيح، المستفيد الأكبر منه هو الشعب الكوري الشمالي، سوف يتنفسون عبق الحرية والكرامة والعيش الكريم، بعد عقود من الاستعباد والرعب والقهر والفقر. هذا يدل أن من يقترب من الغرب ينال حظه من العيش الكريم، ومن يقترب من نهج الشرق ينال نصيبه من الكبت والقهر والاستبداد، والغريب أن أصحاب الفكر الاخواني يفضلون نهج الشرق ويعادون الغرب.
- يؤكد أن محور التطرف الإيراني الإخواني، أقرب لمحور الوثنية والإلحاد، ورفعهم شعارات إسلامية هو للتجارة بالدين، فكوريا الشمالية الدولة الوحيدة في العالم التي تغلق أبوابها بوجه الدعوة الإسلامية وحرية المعتقد وتمارس العبودية بكل معانيها، ورغم ذلك لا يستهدفها محور التطرف بالتحريض أو عمليات إرهابية ويتعاطف معها، هذا يعني أن دافع التنظيمات الإرهابية هو فكر سياسي ثوري ماركسي شرقي إيراني إخواني، وليس العقيدة السلفية كما يشاع زوراً وبهتاناً.
-  على من أراد أن يعرف نفسه هل هو من محور التطرف الإيراني الإخواني أم من محور الاعتدال الغربي العربي، فلينظر مع من كانت عواطفه مع كوريا الشمالية أم أمريكا.
- يوجد خلل خطير لدى دول محور الاعتدال الغربي العربي، باحتضانهم أصحاب الفكر المتطرف الإيراني الإخواني باسم حقوق الإنسان وغيرها، وعليهم سن قوانين وإيجاد آليات ووضع معايير، لمعرفة أصحاب الفكر الإيراني الإخواني المتطرف، الذين يعيشون في بلدانهم ويطعنون في ظهورهم ويهددون أمنهم ويصنعون الإرهاب من دولهم،  وترحليهم لعند أحبابهم من دول محور التطرف، عندها سيضعف الإرهاب.    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.