الخميس، 8 مارس 2018

رؤية حول ما يجري في سورية

عبدالحق صادق

سأبين وجهة نظري حول ما يجري في سوريا هذه الأيام 07/03/2018، والحل المقترح للحفاظ على وحدة سورية وكرامتها، وإنقاذ الشعب السوري من المحرقة والمعاناة. مستنداً إلى المعطيات التالية:
- الأطراف الدولية الرئيسية الفاعلة في سوريا: #إيران، #تركيا، #روسيا، #أمريكا، والأقوى على الأرض إيران وتركيا.
- إيران الخمينية لديها مشروع توسعي عالمي أيديولوجي، هدفه استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، والهيمنة على المنطقة والعالم.
- الإخوان لديهم نفس مشروع الخميني، وتربطهم مع نظام الخميني شراكة إستراتيجية في مشروعه، وهم وسيلة إيران وتركيا إلى العرب والسنة، لاحتلال عقليتهم وفق الرؤية الإيرانية التركية، وإذا سقطت العقول بيد العدو هان سقوط الأرض، وكذلك تشكيل حركات #الإسلام السياسي السنية المتطرفة لخدمة المشروع الإيراني الإخواني.
- تركيا الأردوغانية و #قطر الحمدين تسيران وفق السياسة العليا للإخوان، تتبنيان مشروعهم وأيديولوجيتهم لاستعادة أمجاد الدولة العثمانية.
- العلاقة بين إيران وتركيا وقطر تحالف استراتيجي أيديولوجي، وشركاء في المشروع الإيراني الإخواني.
- العلاقة بين روسيا وإيران، وروسيا وتركيا تحالف تكتيكي مصلحي، ، وهناك تنافس وصراع خفي بينهما على النفوذ في سوريا، ويوجد تنسيق بينهم لإخراج أمريكا و #دول_التحالف من سوريا وإضعافهم وإفشال خططهم.
- هدف روسيا في سوريا، استعادة سيطرة النظام عليها، لرعاية مصالحها ونفوذها في المنطقة، كونها الدولة الحليفة الوحيدة المتبقية لها في المنطقة.
موقف دول التحالف الغربي العربي من الأزمة السورية دوافعه بشكل رئيسي وقف تمدد إيران في المنطقة، لأن المشروع الإيراني من أخطر ما يهدد العرب والغرب، وليس مؤامرة كما يتصور الشعب السوري معارضة وموالاة. وأكثر من تضرر من المشروع الإيراني الإخواني سورية، والآثار السلبية على سورية نتيجة تدخل دول التحالف فيها، سببه تضليل وخداع وغدر المحور الإيراني الإخواني.
- فصائل المعارضة، وحركات الإسلام السياسي السنية المسلحة ( #جبهة_النصرة، #داعش، #حركة_أحرار_الشام، #الزنكي ....) تقاد من المخابرات التركية.
- حركات الإسلام السياسي الشيعية المسلحة ( #حزب_الله، الميليشيات العراقية الشيعية، الميليشيات الأفغانية الشيعية....) تقاد من الحرس الثوري الإيراني.

بعد نجاح أمريكا ودول التحالف في إسقاط دولة داعش في سوريا والعراق، وسيطرتهم على ثلث مساحة سوريا، وتفكيرها بالقضاء على تنظيم القاعدة في #إدلب، وحصول تقارب وتفاهمات بين روسيا وأمريكا حول حل القضية السورية، وهذا الحل لا يصب في مصلحة المشروع الإيراني الإخواني، الذي يتخذ من سوريا كمركز انطلاق لتدمير بقية الدول العربية، والضغط على الغرب. فليس من مصلحتهم استقرار سوريا، فانتقلوا للخطة ب لجني ثمار الحرب التي قادوها في سوريا طيلة سيع سنوات، باستكمال تغيير ديموغرافيتها، وفرض سيطرتهم على ما تبقى منها، بإخراج أمريكا والسيطرة على مناطق الأكراد، وفرض حكومة هزيلة تتحكم بها الميليشيات الإيرانية والإخوان كممثل عن السنة. حتى تكون أداة بيد المحور الإيراني الإخواني لتنفيذ مشروعه، على غرار الحكومة العراقية.

تحركت تركيا للسيطرة على #عفرين والمنطقة الكردية، وبعد ذلك سوف تتحرك بواسطة أدواتها من فصائل المعارضة السورية وحركات الإسلام السياسي، للسيطرة على المنطقة التي تسيطر عليها أمريكا ودول التحالف، إذا لم ترضخ أمريكا لمطالب تركيا الإخوانية وتعمل لمصلحة مشروعها.
وتحركت إيران للسيطرة على #الغوطة_الشرقية، لإحكام سيطرتها على #دمشق.

وتحت نيران الحرب يتم تدمير الحضارة العربية والإسلامية السورية، وتهجير #السنة وتغيير ديموغرافية سوريا، والزج بخيرة شباب سوريا في معركة تخدم المشروع الفارسي، الذي يستهدف العرب والمسلمين، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ويجاهدون في سبيل الله، ويدافعون عن شرف الأمة. فالقاتل والمقتول من الشعب السوري ويخدم المشروع الفارسي الذي يستهدفه، سواء عن علم أو جهل فالنتيجة واحدة، وسواء كان من المعارضة أو الموالاة، سنياً أو شيعياً.

باختصار ما يجري في سوريا هذه الأيام هو تبادل أدوار بين إيران وتركيا، لتنفيذ مخططهم في سوريا، وفرض سيطرتهم عليها، مستخدمين المعارضة والموالاة لتحقيق أهدافهم. فالطرفان المتصارعان عبارة عن أداة تحركهم جهة واحدة خدمة لمشروعها، هي المحور الإيراني الإخواني، فلا يوجد ضحية وجلاد، وغالب ومغلوب.
أملي أن يدرك الشعب السوري بجميع أطيافه ( سنة وشيعة، عرب وكرد... ) هذه الحقيقة، ويلقوا السلاح جانباُ، حفاظاً على وحدة سورية وكرامتها، وإنقاذ الشعب السوري من هذه المحرقة والمعاناة، والحفاظ على ما تبقى من ممتلكات وبنية تحتية، ويجلسوا على طاولة الحوار برعاية أمريكا وروسيا بعيداً عن إيران وتركيا، ويقوموا بمصالحة وطنية، ويعملوا على تحرير سورية من الاحتلال الإيراني الإخواني وأدواتهم من التنظيمات الإرهابية، وإعادة إعمار بلدهم، ونهضته وعزته وكرامته.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.