الاثنين، 27 ديسمبر 2010

للوافدين إلى السعودية ودول الخليج (1/2)

إن لكل زمان سمة يمتاز بها عن باقي الأزمان
و إن لله خواص في الأزمنة و الأمكنة و الأشخاص
 ففي عصرنا الحاضر طغت المادة على جوانب الحياة الأخرى و لذلك يسميه البعض عصر المادة و يقول آخرون قيمتك على قدر ما تملك فبمقدار ما يكون في جيبك يكون مستواك في مجتمعك
فأبت إرادة الله إلا أن يكون لهذه البقعة الطاهرة من سطح الأرض مكانة و خصوصية في هذا الزمن الصعب و القاسي بأحكامه كما كان لها في الماضي مكانة عندما كانت تسود المعاني ومكارم الأخلاق حيث خصها الله بخروج سيد الخلق صلوات الله عليه منها و بوجود بيته المعظم قبلة المسلمين فيها. 
فتم اكتشاف هذه الكنوز المخبأة في باطن الأرض لتلك الأيام الصعبة فظهر البترول الذهب الأسود في شبه الجزيرة العربية و التي تدعى اليوم دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية لتحافظ على مكانتها وخصوصيتها
و قد هيأ الله لتلك الدول حكومات حفظها من الفكر الثوري الاستبدادي الذي ابتليت به اغلب الدول العربية فحافظت على خصوصية شعوبها و كرامتهم
و أحسنت استغلال هذه الموارد والثروات على قدر إمكاناتهم المتواضعة فسخروها لخدمة أوطانهم فحولوا هذه الصحراء الجرداء القاحلة التي حرمت من البنية التحتية و الخدمات الأساسية و الحضارة المدنية طيلة الفترات الماضية بسبب الطبيعة القاسية لتلك البلدان الى بلدان متقدمة في الحضارة على جيرانها و اقرانها الذين سبقوهم إلى الحضارة المدنية بمئات السنين بل و أصبحت مدن خليجية تضاهي مدن الدول المتقدمة  
حيث قاموا بنهضة تنموية ضخمة تعتبر من الأكبر في العصر الحديث عادت بالخير على أوطانهم و الأمة الإسلامية و الإنسانية جمعاء حيث تطلبت هذه المشاريع وهذه النهضة التنموية أعداد كبيرة من العمالة و الخبرات من كافة الاختصاصات و المهن فقضت على جزء كبير من البطالة المتفشية في العالم الإسلامي
فتحولت دول الخليج العربي إلى مركز لتبادل الخبرات في العالم و إلى صلة وصل بين الدول المتقدمة و الدول النامية في المنطقة
فأحسب أن حولي 70% من عائدات دول الخليج تذهب لخارج بلدانها
فعلى سبيل المثال في السعودية أكثر من عشرة ملايين وافد و خلف كل عامل عائلة يعولها مكونة من سبعة أفراد وسطياً أي يستفيد من خيرات المملكة على الأقل سبعين مليون إنسان معظمهم مسلمون هذا بشكل مباشر أما بشكل غير مباشر فربما يفوق العدد مئات الملايين لأن كل وافد يقوم بشراء مسكن أو يقوم بمشروع يحرك الاقتصاد في بلده و يستفيد من ذلك الكثير من شعبه
فلو أن وزيرا مخلصا في بلدكم  قام  بفتح مشاريع  تنموية  من اجل تطوير البلد و من اجل حل مشكلة البطالة  و تحقيق حياة كريمة  لأبناء الوطن  ألا يستحق هذا الوزير الشكر و الثناء رغم أن من واجبه القيام بذلك و هل من المروءة و الشهامة تتبع عثراته أو لصق تهم باطلة  به  و إشاعتها  بين الناس و ترك الوزراء الفاسدين  الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية ؟؟؟
أليس أولى بالشكر و الثناء من يقوم بذلك و هو ليس من بلدك وعلى الأقل كف الأذى عنه و الدفاع عن عرضه إذا ذكره أحد بسوء المأورين شرعا به ؟؟؟
لأن أمتنا اليوم تعيش مجتمع الدول القطرية فكل رئيس دولة مسؤول عن رعيته و هم شعبه و على رأس مسؤولياته أن يأمن لهم حياة حرة كريمة 
و في تتمة هذا الموضوع سوف أشير إلى الفوائد التي يجنيها الوافد و بالتالي بلده و إلى بعض الإشكالات التي يثيرها بعض الوافدين و إلى التذكير بالأمانة  وواجب الشكر و مظاهر الشكر و إلى فوائد أداء هذه الأمانة
و خلاصة الكلام احسب أنه لو تم استثمار هذا التمازج بين الشعوب الإسلامية و العربية في دول الخليج العربي بشكل ايجابي و بما يخدم المصلحة العليا  لأمتنا لتغيرت أوضاعها و لأصبحت في غير هذا الحال الذي يرثى له و هذا بيت القصيد في الموضوع
وللموضوع تتمة                                        
                                                                                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.