الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

عجباً أمةٌ تنكرت لأصلها !!!

عبدالحق صادق

 
الشعب الذي يمتلك إرث تاريخي غني ويحافظ على قيمه وهويته وعاداته وتقاليده الأصيلة والحميدة له مكانة خاصة بين الشعوب بخلاف الذي يذوب في الآخر ولا يبقى سوى اسمه .
 ومن المعروف أيضاً أن النهر عند منبعه أصفى من مصبه وكلما اقتربنا من المنبع يكون الماء أصفى .
ومن المعروف أيضا أن من يخصه الله بخصوصية له مكانة واحترام خاص بين الناس.
ومن المعروف ان الذي يطبق منهج  و مبدأ حضاري راقي  واضح  له مكانة و احترام بين الأمم. 
ومن المعروف أن الذي يهبه الله خيرات وثروات تعود بالخير على الناس له مكانة واحترام  بين الناس. 
 وبعرض الدول العربية على هذه المعايير نجد أن المملكة العربية السعودية تحتل الصدارة في ذلك
 فهي منبع العروبة والإسلام ومعظم الأحداث التي نفخر بها كعرب ومسلمين دارت على أراضيها فسيد الكون محمد صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين بدئوا تلك الدعوة السمحاء من هذه البقاع التي شرفت بهم، وأوصلوا تلك الرسالة السامية إلى شتى بقاع المعمورة بهمة وثبات تنوء بها الجبال الراسيات وأمتنا اليوم تستظل في ظل العز الذي حققوه لها. وأبناء اليوم هم أحفاد الماضي والأرض هي نفس الأرض التي دارت عليها تلك الأحداث العظيمة التي غيرت وجه التاريخ .
و هي من أكثر الدول الإسلامية والعربية  حفاظاً على القيم الإسلامية والتقاليد والعادات العربية الأصيلة والحميدة في شتى المجالات الملبس والمسكن والأخلاق كالمروءة والنخوة والشهامة والكرم وحفظ الود ورد الجميل و...
و هي تحكم بالكتاب و السنة المطهرتين أرقى منهج عرفته البشرية  وترعى كتاب الله و سنة نبيه والدعوة والدعاة  و المراكز الإسلامية  والمؤسسات والهيئات الخيرية الإسلامية.  
و خصها الله بوجود أعظم مقدسات  المسلمين على أراضيها و هي لا تدخر جهداً في خدمة هذه المقدسات ومن يقصدها حتى إن حكامها خلعوا تاج الملوك وارتدوا لباس خدام الحرمين الشريفين.
و كذلك وهبها الله خيرات كثيرة عادت بالخير على العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء.
و هناك ميزة هامة للمملكة هو أنها لم تتعرض لاحتلال غربي صليبي ، لأن الاحتلال يفعل فعله في حكومات وشعوب البلدان التي يحتلها ،وبالتالي فقيادة المملكة العربية السعودية وشعبها بعيدة كل البعد عن هذه التهمة.
فالمملكة العربية السعودية كالثوب الأبيض النظيف فأي نقطة سوداء تصيبه يظهر للجميع بينما صاحب الثوب الأسود مهما تلطخ بالسواد لا يظهر للناظر من بعيد سوى البقعة البيضاء يراها الجميع ، فينبهر ببريقها أصحاب النظرة الضيقة المحدودة .       
فعجباً لمن يتجرأ بالقدح في هذا البلد المبارك وأهله بشكل عام دون بينة ودون تحقق. 
 فأرى أنه من الغيرة على الإسلام وتقديس المقدسات، والاعتزاز بالأصل والتاريخ، ومن الشعور بالمسؤولية تجاه الأمن القومي العربي ضد المخاطر الكبيرة التي تهدده، ومن الأدب والحب والوفاء لمنقذ البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإحجام عن ذلك حتى وإن كان البعض من أبناءه الشباب مخطئين، لأن السعودية نبع العروبة والإسلام ورمزهم، وفيها ولد ودفن سيد الأنام صلوات الله عليه.
 فالأولى إسداء النصح سراً وستر ما ستره الله ، فهذا أقل الواجب تجاه هذا البلد المبارك الذي خصه الله بهذه الخصوصيات الفريدة.
و الغريب أنه رغم كل هذه الإيجابيات والميزات والعطاء لا ترى إلا من يتحدث عن سلبيات السعودية، فلا يكاد يجتمع إثنان إلا والسعودية ثالثهما بالسوء.  
و إذا وجد قلة قليلة ممن يتحدثون عن إيجابياتها وإنجازاتها، يتهمون بشتى التهم  أقلها جامي ومنافق ومطبل وعلماء السلطان. وكأن البعض لا يسره أن يرى ثوبا أبيض  في عصرنا.

هذا بسبب احتلال المحور الإيراني الإخواني للعقلية العربية والإسلامية، والهدف منه إثارة أحقاد العرب والمسلمين على السعودية لكي تضعف غيرتهم وحميتهم على مقدسات المسلمين، ويتخلون عنها في حال تعرضت لغزو، ولكي يتم إسقاطها بأيدي أهل السنة أنفسهم، وتسليمها لإيران.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.