ينبغي التفريق بين الدعوة إلى
الليبرالية و العلمانية و بين الدعوة إلى التخلص من الجمود و تجديد الخطاب الديني
على منهج الوسطية و الاعتدال بفهم كبار العلماء مع الحفاظ على الثوابت و السداد و
المقاربة قدر المستطاع في الظروف العالمية المستجدة من أجل الجمع بين الحداثة و
الأصالة و الاندماج في المجتمع الدولي و مواكبة العصر لتحقيق التقدم و الازدهار و
النهضة و الراحة و الطمأنينة
وهذا التجديد أصبح مطلباً ملحاً من دعاة
السلفية الجامدون الكسالى في عصرنا لأن دعاة الجمود و التقوقع و التحجر أصبحوا
خارج المعادلة لوجود فجوة كبيرة بينهم و بين الشباب فهم يتحملون 50% من مسؤولية انحراف
الشباب سواء كان إلحاد أو تطرف أو تحلل و 50 % الأخرى يتحملها الدعاة أصحاب الهوى
و التناقضات الفاخرة الذين يتاجرون بالدين من أجل السياسة و المصالح الحزبية لأن
الشباب بحاجة لأصحاب مبادئ و قيم ممن يخاطب عقولهم و يكسب قلوبهم في ظل الانفتاح
المعلوماتي و كثرة دعاة الضلال
و تدفق الكم الهائل من المعلومات و المغريات.
و تدفق الكم الهائل من المعلومات و المغريات.
و أصحاب الفكر
المضطرب الجامد المتقوقع يرمون من يدعون إلى التجديد بالليبرالية و العلمانية و هم
منها براء فربما يحمل هؤلاء بين جوانحهم إيماناً ذوقياً عظيماً و حباً جماً لرسول
الله صلى الله عليه و سلم لو عرفه المتطرفون و المتقوقعون لنافسوهم عليه و لو
ذاقوه لتغيرت حياتهم للأفضل و تخلصوا من الاضطراب و التناقض الفكري الحاد و التعصب الحزي المقيت الذي يعكر صفو حياتهم
و ينغص عيشهم و لشعروا بالسعادة و الطمأنيينة التي يفتقدونها.
و الدعاة الحزبيون الحركيون أصحاب الهوى طلاب الشهرة و عشاق كثرة الأتباع يرمون السلفيون بالجامية و علماء السلطان و يحاولون نزع
ثقة الناس منهم حتى يعطونها لهم و يصبحون من أتباعهم .
و يرمون السلفيون المتنورون الناشطون بالليبرالية و العلمانية
و هذا تكفير غير مباشر و يدل على مدى عداوتهم لهم لأن أسلوبهم مقبول من الناس و
المجتمع فهم أكبر منافس لهم على شعبيتهم و المشكلة أنهم يغلفون ذلك بغلاف ديني كما هو ديدن تجار الدين .
فإذا
حارب السلفيون التطرف و دعاته و أساليبه و المحاضن التي تنتجه و أيدوا الحكومة على
الإجراءات التي تتخذها لمكافحة الإرهاب و التطرف قذفوهم بالليبرالية و العلمانية و
محارية الإسلام و الإسلاميين و معاداة المشروع الإسلامي فاتخذوا سلاح الليبرالية
لابتزاز دعاة السلفية على منهج الوسطية و الاعتدال كما اتخذ القوميون والإسلاميون
الثوريون الشعاراتيون المقاومون إسرائيل لابتزاز الناس فكل من خالفهم الرأي رموه
بالصهينة و العمالة و الانبطاح فلو لم توجد إسرائيل لأوجدوها فوجود إسرائيل أصبح ضرورة
ملحة لوجودهم فلو زالت لزالوا لكي يتاجروا و يبتزوا بها و يلعبوا على عواطف الناس .
فتجدهم لا
هم لهم سوى إثارة الزوبعة تلو الزبعة ضد قرارات الحكومة تحت ذرائع شتى مثل الاختلاط أو تقييد
الدعوة أو الحرية أو الإصلاح أو منع العمل الخيري أو .....
و كل من
يدافع عن وجهة نظر الحكومة التي تحكم بالكتاب و السنة يرمونه بالجامية أو
الليبرالية أو التبعية أو العبودية أو السذاجة أو ....
و من
التناقض الغريب المقزز المثير للاشمئزاز أن هؤلاء اتخذوا رموزاً من أشد
العلمانية و الليبرالية تطرفاً في العالم الإسلامي و ممن يقيم علاقات فاخرة مع
إسرائيل و إيران و عضو في حلف الناتو
و يدافعون دفاع المستميت عن مرسي و أردوغان و
حماس الذين يحكمون بالعلمانية و يطبلون لهم صباح مساء و لا يعتبرون ذلك من الجامية
أو الليبرالية أو التبعية أو العبودية .
متلبسون
بازدواجية المعايير و التناقض و إتباع الهوى و الثناء على العلمانيين و الليبراليين و العناد من رأسهم لأخمص قدميهم و يشكون و يتأففون من هذه الصفات و يرمون غيرهم بها زوراً
و بهتاناً .
عجبي من
التناقضات الفاخرة و العجب الأكبر ممن يثق بهم و يصدقهم و يصفق لهم في عصر انفتاح العلم
و المعرفة و الحصول عليهم
متى
ستتحرر أمتنا من السير خلف العواطف سلوكيات القطيع ؟؟؟!!!
متى
سيعود للعقل و المنطق و التفكير السليم مكانتهم التي أنزلها إياها خالقهم ؟؟؟!!!
متى
سينتهي عصر الوصاية على الفكر و العقل و المنطق ؟؟؟
متى سينتهي
عصر الابتزاز باسم الصهينة و الليبرالية و العلمانية و الكفر و النفاق و .... ؟؟؟
متى نمتلك
الشجاعة لنسف الخطوط الحمراء التي رسمها تجار الدين و الثورات و الدماء و الشعارات
في عقول الأمة ؟؟؟
متى سيتحلى
السروريون بالشجاعة و يتخلصوا من الانهزام الفكري و التبعية الفكرية ؟؟؟!!!!
متى سينتهي عصر تأجير العقول لسلطة الكهنوت و اللاهوت من الحزبيين و الشعاراتيين و تجار الدين و الثورات، ينهزمون و يدمرون بلدانهم و يريقون الدماء البريئة و يطلبون منك أن تتفاخر بنصرهم و تصفق لهم و إذا امتنعت فأنت متصهين و لا يوجد خيار آخر أحسب لو أن هؤلاء امتلكوا سلطة داعش و قوتها لفعلوا أفعالها ؟؟؟
تساؤلات
كثيرة تحتاج لإجابات شجاعة و مواقف رجال
لم
يسبقنا السلف بكثير صلاة و لا صيام و لكن سبقونا بالمواقف الشجاعة الحرة النزيهة على
المبدأ
عبدالحق
صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.