الاثنين، 8 سبتمبر 2014

تجديد الخطاب الديني و مكافحة التطرف لا يعني الليبرالية

ينبغي التفريق بين الدعوة إلى الليبرالية و العلمانية و بين الدعوة إلى التخلص من الجمود و تجديد الخطاب الديني على منهج الوسطية و الاعتدال بفهم كبار العلماء مع الحفاظ على الثوابت و السداد و المقاربة قدر المستطاع في الظروف العالمية المستجدة من أجل الجمع بين الحداثة و الأصالة و الاندماج في المجتمع الدولي و مواكبة العصر لتحقيق التقدم و الازدهار و النهضة و الراحة و الطمأنينة
وهذا التجديد أصبح مطلباً ملحاً من دعاة السلفية الجامدون الكسالى في عصرنا لأن دعاة الجمود و التقوقع و التحجر أصبحوا خارج المعادلة لوجود فجوة كبيرة بينهم و بين الشباب فهم يتحملون 50% من مسؤولية انحراف الشباب سواء كان إلحاد أو تطرف أو تحلل و 50 % الأخرى يتحملها الدعاة أصحاب الهوى و التناقضات الفاخرة الذين يتاجرون بالدين من أجل السياسة و المصالح الحزبية لأن الشباب بحاجة لأصحاب مبادئ و قيم ممن يخاطب عقولهم و يكسب قلوبهم في ظل الانفتاح المعلوماتي و كثرة دعاة الضلال 
 و تدفق الكم الهائل من المعلومات و المغريات.
 و أصحاب الفكر المضطرب الجامد المتقوقع يرمون من يدعون إلى التجديد بالليبرالية و العلمانية و هم منها براء فربما يحمل هؤلاء بين جوانحهم إيماناً ذوقياً عظيماً و حباً جماً لرسول الله صلى الله عليه و سلم لو عرفه المتطرفون و المتقوقعون لنافسوهم عليه و لو ذاقوه لتغيرت حياتهم للأفضل و تخلصوا من الاضطراب و التناقض الفكري الحاد و التعصب الحزي المقيت الذي يعكر صفو حياتهم و ينغص عيشهم و لشعروا بالسعادة و الطمأنيينة التي يفتقدونها.
و الدعاة الحزبيون الحركيون أصحاب الهوى طلاب الشهرة و عشاق كثرة الأتباع يرمون السلفيون بالجامية و علماء السلطان و يحاولون نزع ثقة الناس منهم حتى يعطونها لهم و يصبحون من أتباعهم .
و يرمون السلفيون المتنورون الناشطون بالليبرالية و العلمانية و هذا تكفير غير مباشر و يدل على مدى عداوتهم لهم لأن أسلوبهم مقبول من الناس و المجتمع فهم أكبر منافس لهم على شعبيتهم و المشكلة أنهم يغلفون ذلك بغلاف ديني كما هو ديدن تجار الدين .
فإذا حارب السلفيون التطرف و دعاته و أساليبه و المحاضن التي تنتجه و أيدوا الحكومة على الإجراءات التي تتخذها لمكافحة الإرهاب و التطرف قذفوهم بالليبرالية و العلمانية و محارية الإسلام و الإسلاميين و معاداة المشروع الإسلامي فاتخذوا سلاح الليبرالية لابتزاز دعاة السلفية على منهج الوسطية و الاعتدال كما اتخذ القوميون والإسلاميون الثوريون الشعاراتيون المقاومون إسرائيل لابتزاز الناس فكل من خالفهم الرأي رموه بالصهينة و العمالة و الانبطاح فلو لم توجد إسرائيل لأوجدوها  فوجود إسرائيل أصبح ضرورة ملحة لوجودهم فلو زالت لزالوا لكي يتاجروا و يبتزوا بها و يلعبوا على عواطف الناس .
فتجدهم لا هم لهم سوى إثارة الزوبعة تلو الزبعة ضد قرارات الحكومة تحت ذرائع شتى مثل الاختلاط أو تقييد الدعوة أو الحرية أو الإصلاح أو منع العمل الخيري أو .....
و كل من يدافع عن وجهة نظر الحكومة التي تحكم بالكتاب و السنة يرمونه بالجامية أو الليبرالية أو التبعية أو العبودية أو السذاجة أو ....
و من التناقض الغريب المقزز المثير للاشمئزاز أن هؤلاء اتخذوا رموزاً من أشد العلمانية و الليبرالية تطرفاً في العالم الإسلامي و ممن يقيم علاقات فاخرة مع إسرائيل و إيران و عضو في حلف الناتو
 و يدافعون دفاع المستميت عن مرسي و أردوغان و حماس الذين يحكمون بالعلمانية و يطبلون لهم صباح مساء و لا يعتبرون ذلك من الجامية أو الليبرالية أو التبعية أو العبودية  .
متلبسون بازدواجية المعايير و التناقض و إتباع الهوى و الثناء على العلمانيين و الليبراليين و العناد من رأسهم لأخمص قدميهم و يشكون و يتأففون من هذه الصفات و يرمون غيرهم بها زوراً و بهتاناً .
عجبي من التناقضات الفاخرة و العجب الأكبر ممن يثق بهم و يصدقهم و يصفق لهم في عصر انفتاح العلم و المعرفة و الحصول عليهم 
متى ستتحرر أمتنا من السير خلف العواطف سلوكيات القطيع ؟؟؟!!!
متى سيعود للعقل و المنطق و التفكير السليم مكانتهم التي أنزلها إياها خالقهم ؟؟؟!!!
متى سينتهي عصر الوصاية على الفكر و العقل و المنطق ؟؟؟
متى سينتهي عصر الابتزاز باسم الصهينة و الليبرالية و العلمانية و الكفر و النفاق و ....  ؟؟؟
متى نمتلك الشجاعة لنسف الخطوط الحمراء التي رسمها تجار الدين و الثورات و الدماء و الشعارات في عقول الأمة ؟؟؟
متى سيتحلى السروريون بالشجاعة و يتخلصوا من الانهزام الفكري و التبعية الفكرية ؟؟؟!!!!
 متى سينتهي عصر تأجير العقول لسلطة الكهنوت و اللاهوت من الحزبيين و الشعاراتيين و تجار الدين و الثورات، ينهزمون و يدمرون بلدانهم و يريقون الدماء البريئة و يطلبون منك أن تتفاخر بنصرهم و تصفق لهم و إذا امتنعت فأنت متصهين و لا يوجد خيار آخر أحسب لو أن هؤلاء امتلكوا سلطة داعش و قوتها لفعلوا أفعالها ؟؟؟ 
تساؤلات كثيرة تحتاج لإجابات شجاعة و مواقف رجال
لم يسبقنا السلف بكثير صلاة و لا صيام و لكن سبقونا بالمواقف الشجاعة الحرة النزيهة على المبدأ

عبدالحق صادق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.