الاثنين، 22 سبتمبر 2014

وجهة نظر حول الاحتفال باليوم الوطني

إشارة إلى المقاطع و الفتوى أدناه :
استمعت إلى ما قاله الشيخ بن عثيمين يرحمه الله في المقطع أدناه حكم الإحتفال باليوم الوطني فوجدته بعيد كل البعد عن هذه التسمية فلم يذكر الاحتفال باليوم الوطني و لم يذكر كلمة حرام و لكنه تحدث عن التعصب للقومية و الوطن و اتخذاها كمنهج و دعوة و هذا أمر مختلف تماما فالتعصب للقومية و الوطنية أصحاب القوانين الوضعية في الغرب رفضوها فالشوفينة هي التعصب للوطن و النازية و العنصرية هي التعصب للعرق و القومية و الإسلام رفض التعصب المقيت بكل أشكاله قبلهم فالمسلم يتعصب للحق فقط و يدور معه حيث دار فلا يتعصب لأخاه المسلم إذا تخاصم مع غير المسلم و لو كان شيخ الاسلام .
و كلام الشيخ بن عثيمين يرحمه الله هو الوطنية بعينها فامتدح هذا الوطن و قال هو خير بلاد المسلمين و أفضل من يطبق شرع الله و حذر من الطعن فيه و بولاة أمره و دفن إيجابياته الكثيرة . 
و كلام  الشيخ بن باز يرحمه الله في المقطع أدناه هو قمة الوطنية فقال العداء لهذا الوطن هو عداء للتوحيد لأن بلاد الحرمين هي الوحيدة التي ترفع راية التوحيد و تحكم بالكتاب و السنة فالتركيز عليها بالذم دون بلاد المسلمين له دلالات خطيرة ، و أثنى على آل سعود و ذكر الايجابيات الكثيرة التي تتمتع بها هذه البلاد 
فكلام الشيخ يوحي بأن الشعور بالوطنية في السعودية يختلف عن باقي البلدان فهو من الدين لأنها تحكم بشرعة الله .
و بخصوص فتوى اللجنة الدائمة حول اليوم الوطني هي بخلاف ما يشاع فتحدثت عن اتخاذ الأعياد و العيد عبادة بنظر الاسلام بينما اليوم الوطني  لا يسمى عيد أصلاً و لا أحد يقول بأن الاحتفال فيه عبادة و قربة إلى الله و أشارت الفتوى إلى أنه إذا لم يقصد باليوم الوطني العبادة فلا حرج فيه و هو مشروع .
 أحسب أن الذين يتحدثون عن حرمة اليوم الوطني و يستشهدون بقول بن عثيمين و فتوى اللجنة الدائمة هم إما من أصحاب الفكر الإخواني الذين منهجهم التدليس و لي أعناق النصوص و الحقد على هذا الوطن لأن ولائهم للخارج  و يتسترون بالدين حول إنكارهم لليوم الوطني لإظهار ما في نفوسهم و من التناقض المقزز عندهم يتفاخرون بأوطان غيرهم التي تحكمها العلمانية المتطرفة و يذكرون فضائلها و يثنون عليها فهذا جائز و من النصرة لدين الله و يبخلون بكلمة ثناء على وطنهم الذي يحكم بما أنزل الله بل لاهم لهم سوى الطعن فيه لأن هذا من الوطنية المحرمة و النفاق و الجامية ،هذا دليل على انهزام فكري و حضاري مؤسف من بلد منه نبع العروبة و الإسلام و دليل على هوى متبع و تجارة بالدين خسيسة .
 أما الذين ولائهم لولاة أمرهم و وطنهم و اشتبه عليهم الأمر و يقولون بأن الاحتفال باليوم الوطني بدعة محرمة فالجواب في فتوى اللجنة الدائمة البدعة المحرمة عندما يقال إن الاحتفال باليوم الوطني من الدين و عبادة يتقرب بها إلى الله و لا أظن أحد يقول هذا الكلام فهي بدعة عادية فلا حرج فيه و أمر مشروع من جملة المباحات .
 أما الذين يختبؤون خلف الألفاظ  فيقولون كلنا نحب الوطن و يقصدون محبة الأرض و لا هم لهم سوى الطعن فيه و ذكر سلبياته
 ولا تأخذهم الغيرة و لا يحركون ساكنا تجاه من يشيع المنكر عنه و ربما ينتشون، فهذه ليست من الوطنية فهل عاقل يكره أرض !!!
أما التصرفات الغوغائية و التعصب الجاهلي المقيت للوطن و التحدث بعنصرية و شوفينية و الإساءة إلى المرافق العامة و الخاصة و التي تسبب ضرراً للمجتمع و الوطن و تسيئ لسمعتهم ، فليست من الوطنية و هو تقليد أعمى مذموم ضره أكبر من نفعه.
و الذين يستغلون الأخطاء التي تحصل في اليوم الوطني و التي تحصل على مدار العام ليخرجوا ما في نفوسهم ، فيركزوا عليها و يبخلوا بكلمة تهنئة أو عبارة فرح أوعبارة تذكير بأهمية هذا اليوم أو ذكر لإيجابيات و عطاء هذا الوطن ، فهذا ليس من الوطنية و لا الحكمة و لا المصلحة و يدل على أنهم أصحاب هوى يتصيدون الأخطاء ليخرجوا ما في نفوسهم .

عبدالحق صادق 

 الشواهد :
حكم الإحتفال باليوم الوطني - الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
 http://www.youtube.com/watch?v=wpzROV_atp0&feature=youtu.be 
 بن عثيمين - هذه البلاد تحكم بالشريعة و هي خير بلاد المسلمين و مغزوة من كل جانب 
 http://abdulhaksadek.blogspot.com/2013/05/blog-post_8330.html 
 العداء لهذه الدولة عداءٌ للتوحيد - الإمام ابن باز
 http://abdulhaksadek.blogspot.com/2013/05/blog-post_5347.html 
 فتوى اللجنة الدائمة في اليوم الوطني رقم (9403) 
 جـ : أولا : العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها : يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة ، ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها : الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات 
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم . 
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء 
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء 
ثانيا : ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب او التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم ، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار ، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي الى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة ، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم :" من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا حرج فيه بل يكون مشروعا .

  

  
 

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.