الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

السياسة متهمة بالقتل!!

الثلاثاء, 01-أكتوبر-2013
جميل مفرح -
 للأسف الشديد بات لابد لنا من الاعتراف وإن بحسرة، بأن السياسة استطاعت أن تقتل فينا كثيراً من القيم وتروم مساحات كبيرة من مشاريع الطموح والتفاؤل رغم ما تبذله أنفسنا من محاولات تماسك ومواجهة لفعل وآثار السياسة!!
استطاعت السياسة فعلاً أن تحول المساحات المخصصة في نفوسنا وقلوبنا للجمال ولوازمه و للحب وتوابعه إلى قفار متصلبة غير منتجة إلا لكل شائك وقبيح.. وكأننا لم نخلق سوى لذلك!!
> لم يكن اليمنيون طوال تاريخ وجودهم، كما هم الآن قساة غلاظاً ماكرين، وذلك بالطبع بفعل وجود شيء اسمه سياسة، لم يسبق لليمنيين أن تشرذموا وسعوا إلى فرقة وشتات واختاروا الخديعة والإيقاع كوسائل حياة، كما هم الآن، وذلك لعمري بسبب السياسة، لا أتذكر أنه رصد في صفات الإنسان اليمني الحقد والحسد والبغضاء والمكابرة والخروج عن أنساق الحياة الاجتماعية والتكافلية كما يحدث الآن.. وهذا بفعل وتأثير السياسة والعمل السياسي، نعم ما دخلت السياسة في أمر إلا أفسدته..
> أتذكر قبل بضع سنوات كانت ذكرى الثورة اليمنية سبتمبر / أكتوبر من أهم إن لم يكن أهم أعياد اليمنيين ومثلهما ذكرى إعادة تحقيق الوحدة 22 مايو ومثلها أيضاً عيد الجلاء 30 نوفمبر.. كانت هذه المناسبات تمثل أعياداً هامة تعود الإنسان اليمني وليس الجانب الرسمي وحسب، أن يحتفل بها ويشهد مناسباتها بطريقة لا يمكن أن تكون بذات كيفية الحياة الطبيعية ولا هي بذات ما يحصل في ذكرى هذه الأعياد في الوقت الراهن.
يمر مايو وسبتمبر وأكتوبر فلا نعلم ذلك إلا حين نتقبل أبناءنا في إجازة المناسبة أو حين تذكرنا ذلك وسائل الإعلام بشكل بسيط وغير معهود وكأنها تحتفي بهذه المناسبات على استحياء!!
> ما الذي يحدث لنا؟! من فعل ويفعل بنا كل هذا؟! لماذا نستسلم ونتنازل عن أعيادنا وفرحتنا؟! طبعاً ذلك يحدث لأن السياسة أرادته لنا أو فرضته علينا، ومع ذلك لانفتأ ندعي أننا لا نمارس السياسة!! ياللحزن.. يا للحسرة.. يا للألم.. يالكل هذا العناء الذي يقدنا من أقصانا حتى أقصانا!! لماذا نرضى لأنفسنا أن ننال عقاباً دون أن نستحق ذلك العقاب، أودون أن نفعل ما يستحق ذلك العقاب؟!
أكل ذلك فقط لأننا يمنيون؟ وهل غدت يمنيتنا لعنة علينا؟!
من المناسبات التي قضت عليها السياسة أيضاً معرض صنعاء الدولي للكتاب الذي انطلق الأحد الماضي تمضي هذه المناسبة وكأنها شر لا بد منه وأسأل وأتساءَل لماذا غدت هذه المناسبة بهذا البرود بعد أن كانت مهرجاناً سنوياً يحتفي به الصغار قبل الكبار، المواطنون قبل الجهات الرسمية؟! لماذا لم نعد نعطي كل شيء حتى ولو أقل ما يستحقه من القدر والاهتمام.. سواء على الجانب الشعبي والجماهيري أو على الجانب الرسمي والحكومي.. أين وسائل الإعلام؟
لماذا لا تقوم بدورها الطليعي الهام في هذا الجانب؟!
هل تصدقون أنني كنت أتحدث إلى صديق يعمل مديراً للبرامج في إحدى قنواتنا اليمنية، وحين قلت له سأكون غداً في معرض الكتاب أبدى استغرابه واندهاشه وتساءل: ليش متى المعرض؟! ومثلة آخر مدير أخبار في قناة أخرى لا يعرف أن معرض الكتاب قائم وأن هناك أنشطة ثقافية وفعاليات هامة على هامشه.
كان مثل هذا النبأ يظل حديث الشارع ويسأل عنه ويهتم به الأقصون قبل الأدنين.. أما اليوم فقد غدا هامشاً لا ذكر له شأنه شأن أعيادنا ومناسباتنا الأخرى.. ترى ما الذي يجري!!
هل حقاً قتلت السياسة فينا كل جميل؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.