الأربعاء، 8 مايو 2013

مقالات عبدالحق صادق في الميزان

من أجل الحكم الصحيح و المنصف على أي أمر يجب تحليله و دراسته من جميع الجوانب و بعد ذلك يتم اطلاق الحكم عليه وفق معايير علمية منطقية و ليس بناء على ظنون المرفوضة شرعاً و عقلاً .
وهنا سأقوم بدراسة و تحليل عملية الثناء على أي جهة كانت سواء أفراد أو مؤسسات أو دول و بالأخص ما يقوم به عبدالحق صادق في هذا الاتجاه من كتابات :

أ- المثني :
 و هو الذي يقوم بالثناء و قيمته تكون على حسب هدفه فإذا كان هدفه عالي فرتبته عالية و إذا كان هدفه عادي فرتبته عادية
و التعرف على هدف المادح يكون من خلال فكره و سلوكه و مصداقية الأمور التي يثني عليها .
 فإذا كان معروف باستقامته و فكره السليم المتوازن النير الناضج و كانت الأمور التي يثني عليها معززة بالحجة و المنطق و الدليل و ذات مصداقية
فهذا يدل على ان هدفه سامي فإذا أصاب فله اجران و إذا أخطأ فله أجر و إذا كان العكس فهذا دليل على أن هدفه دنيئ و هذا سوف تكون كتاباته متناقضة وغير منسجمة و له سقطات كثيرة تظهر للجميع
 لأن من يتستر بالدين من أجل الدنيا سوف يفضحه الله و لو بعد حين.

ب-  صيغة الثناء أو الأمور التي يتم الثناء عليها:
 و هذه أهم شيء في هذه القضية لأنه من خلالها يتم الحكم على صفة المدح بأنها محمودة أو مذمومة فإذا كانت هذه الأمور موجودة و محقة تكون هذه الصفة محمودة
لأن لها فوائد كثيرة دينية و دنيوية على مستوى الأفراد و المجتمعات و تدخل في باب الشكر المأمورين به شرعاً فبالشكر تدوم النعم و تزداد ، و يوصي به علم الإدارة الحديث فهو أفضل أسلوب للتطوير .
و تحث المثني عليه على الثبات و الاستمرار في العطاء
 و تحث  المقصر على النهوض
و تدعوا الذي ضل الطريق الى العودة الى الطريق الصحيح
أما إذا كانت هذه الأمور غير موجودة في الممدوح
 فلها احتمالين إما أن يكون المادح اجتهد فأخطأ فله أجر
 أو يعلم أن هذه الأمور غير موجودة و لكنه يقوم بذلك من باب المداهنة و النفاق أو المصلحة المادية فهذه صفة مذمومة و مستهجنة ومرفوضة لأنها مضللة و لها آثار سلبية كثيرة .
و بسبب سياسة خلط الأوراق و تشويه الحقائق التي يتبعها البعض  من الذين مصالحهم الشخصية  تتضرر باهتداء الأمة للحق و الحقيقة
 فإن هذه الأمور التي يتم الثناء عليها أصبحت محل خلاف كبير بين الناس
 و بالتالي أفضل حل هو اللجوء إلى النتائج و الآثار الواقعية الموجودة على الأرض و ليس إلى الشعارات الرنانة و الكلام الذي فقد قيمته في واقعنا المعاصر.  

ج – وسيلة الثناء :
هناك و سائل متعددة للثناء على جهة معينة
فإما تكون بشكل مباشر وجهاً لوجه أو عبر و سائل الإعلام المختلفة أو عبر المؤسسات التربوية و التعليمية أو في المجالس الخاصة بغياب الممدوح أو عبر المنتديات و الشبكة العنكبوتية
 و أبعد هذه الوسائل عن أي شبهة هو ما يأتي من شخص لا يعرفه الممدوح و ما يتم في المجالس الخاصة  أو عبر المنتديات و الشبكة العنكبوتية لأن الممدوح لا يعلم بالمادح غالباً .

د- المثنى عليه :
 و هو المقصود بالثناء
وهذا غالبا يكون صاحب سلطة و إمكانات مادية و بالتالي سوف يختار الوسيلة التي تظهر محاسنه وإيجابياته لأكبر عدد ممكن من الناس و هي الفضائيات و الصحف و المناهج التعليمية و غيرها
 و سوف يختار أيضا كتاب أو مفكرين أو دعاة أو صحفيين معروفين لهم حضور و تأثير في الناس
 و لن يختار من يوصل صوته للعشرات أو المئات و أشخاص غير معروفين.

و سوف أزن في هذا الميزان ما أكتبه من مقالات تخص السعودية

 1- القائم بالثناء و الذي يظهر تحت اسم عبد الحق صادق 
مهنتي مهندس و عندي الإمكانية لتقدير المستوى الحضاري للبلدان و لدي معرفة عما يدور في  السعودية  و الدول العربية الأخرى
 و ناجح في عملي و مكتفي مادياً و الحمد لله فلست بحاجة للنفاق و المال الذي فيه شبهة.
و طبيعة عملي تأخذ الكثير من وقتي وإنني اغتنم الفرص لأكتب و جميع مقالاتي من كتاباتي و من محض أفكاري و آرائي.
و من أكبر نعم الله علي أن وهبني قلباً حياً ينقبض لأدنى مخالفة شرعية و أجد راحة و طمأنينة عندما أنشر هذه المقالات.
و إنني أكره المداهنة و النفاق و لأي جهة كانت و نقطة ضعفي المجاملة و هذه الصفة واضحة لمن يعرفني عن قرب و هي تسبب لي الكثير من المتاعب و الخسائر المادية في عملي و علاقاتي العامة فخسرت بسببها بعض الأصدقاء و الأقارب .
و إنني أقوم بكتابة و نشر هذه المقالات ليس من باب التسلية و تضييع الوقت
و لكن للأهداف المذكورة في نهاية الموضوع و ذلك من باب القيام بواجب الجهاد الفكري ذو الأهمية الكبرى و الضرورة القصوى لكثرة ما تعانيه الأمة من مشاكل و أزمات
و إنني أشعر بخطر كبير قادم و أن الأمة تسير نحو الهاوية و هي تمر بمرحلة شبيهة بمرحلة الحروب الصليبية في العصور الوسطى عصر الظلام بسبب التطرف الصليبي الذي دفعت ثمنه أوربا ملايين الضحايا و كان سبب تخلفهم .
 فلو تمكن الأعداء و أصحاب الأهواء و المصالح الحزبية الضيقة - لا سمح الله – من هدم الحصن المتبقي من حصون الإسلام - بلاد الحرمين - والذي استعصى عليهم طيلة الفترة الماضية و الذي تم إختراقه مؤخراً باسم الاسلام و الجهاد فستهوي الأمة في واد سحيق لا يعلم مداه إلا الله .

 2- صيغة الثناء:
إن ما أقوم به من ثناء ليس تغني بأمجاد ماضية سطرها التاريخ لأهلها و ذهب
 و ليست على شعارات رنانة لا تسمن و تأتي بالجوع و لكن على أعمال و أفعال معاصرة لها نتائج واقعية ايجابية ملموسة.
 و هذا الأمر احتمال الخطأ فيه ضعيف لأنه مبني على الواقع الملموس و المشاهد وعملية إثبات صحته سهلة و لا تحتاج لكثير من العناء و الجهد.
 بينما الحكم على الأقوال و الشعارات يكون عرضة لكثير من الاحتمالات و الظنون و بالتالي احتمال الخطأ و الصواب فيه كبير و إثباته يحتاج لكثير من العناء و الجهد و الحجة.
 و بالتالي الوسيلة الوحيدة لقبول هذه الأفكار و الأطروحات هو المصداقية و العقلانية و الحجة و الدليل الواضح.

3-وسيلة الثناء:
إن ما أقوم به من ذكر الايجابيات عبر المنتديات و مواقع التواصل الاجتماعي ابعد ما تكون عن أي شبهة .
فالمنتديات و المواقع ليست مجالا للتطبيل و التذمير و الارتزاق بل هي مجال للفضفضة و نشر الغسيل و قول الحق و بذل المال لأن المشاركين غالباً لا يدري عنهم الممدوح أو المذموم .   

4-المثنى عليه :
و هي المملكة العربية السعودية إنها تتمتع بإمكانات مادية كبيرة تستطيع أن تنشأ الفضائيات و الصحف و المناهج و توصل صوتها لملايين الناس من قبل كتاب و شخصيات معروفة
و ليست بحاجة لمن يوصل صوتها للعشرات أو المئات عبر المنتديات ومواقع الانترنت من قبل شخصيات غير معروفة .

  و في الحقيقة ليست غايتي الثناء لذاته و لكن غايتي :
-الدعوة لمنهج تم تطبيقه بشكل عملي من قبل الممدوح و اثبت نجاحاً و أعطى نتائج ايجابية ملموسة و في هذا خير للأمة و العالم اجمع .
-و القيام بواجب الجهاد الفكري ضد الغزو الثقافي الخطير الذي تتعرض له السعودية و الذي نجح مؤخراً باختراق هذا الحصن باسم الاسلام و الجهاد و الذي ظل مستعصياً طيلة الفترة الماضية.
 -و دعوة الشباب السعودي الذين وقعوا ضحية هذا الغزو فانحرفوا عن جادة الصواب لكي يعيدوا حساباتهم حتى لا يكونوا سبباً لنزول المكروه بالمجتمع السعودي و زوال هذه النعم عنه .
-و دعوة غير السعوديين الذين وقعوا ضحية التشويه لسمعة السعودية و الذين لا هم لهم سوى الطعن في السعودية حكومةً و شعباً بشكل عام
أن يكفوا عن ذلك احتراما لمقدساتهم لأن هذا يضعف الحمية على المقدسات و يؤدي إلى طمع الأعداء في بلاد الحرمين
 فلو تمكن الأعداء و المغرضون و أصحاب الأهواء و المصالح الحزبية الضيقة - لا سمح الله – من هدم الحصن المتبقي من حصون الإسلام - بلاد الحرمين - و الذي استعصى عليهم طيلة الفترة الماضية و تم إختراقه مؤخراً باسم الاسلام و الجهاد فستهوي الأمة في واد سحيق لا يعلم مداه إلا الله . .
-و محاولة جمع شمل الأمة حول مرجعية و هي افضل الموجود لأن هذا هو الطريق الصحيح للاتحاد و العزة و الكرامة العربية و تجنيب الأمة كثير من الكوارث و النكبات .
-و التحذير من تركيز الذم على أفضل الموجود لأن له نتائج سلبية خطيرة جدأ و أكبر مما نتصور .
لأن البداية الصحيحة للسير في طريق النهوض و التحرر و الكرامة هو التعرف على المنهج الصحيح المجرب و القيادة الكفء و الالتفاف حولها.


الكاتب :عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.