إن مرحلة
الشباب هي أهم مرحلة في حياة الإنسان و هي مرحلة النشاط و الحركة و إثبات الذات و
تحديد الاتجاه و المصير.
ففيها يقف
الشاب و الفتاة على مفترق طرق
فهي مرحلة
الحيرة و الضياع و التشتت لأنه يعيش في حياة مليئة بالصخب و هي أشبه ما يكون بسوق
الحراج أو المزاد العلني فالكل يدعوه لعنده و يغريه بشتى الوسائل و الحيل
و يمكن
تقسيم الشباب و الفتيات إلى ثلاثة تيارات(تقسيم اعتباري ):
تيار عادي و
تيار غير عادي يميني و تيار غيرعادي يساري
و
هنا أود أن أركز على التيار غير العادي اليساري التغريبي
و هذا التيار ليس على مستوى واحد أيضاً فهناك
المعتدل و المتطرف و هناك من له خلفية فكرية و يدعوا لها - و هو أخطرهم - و هناك
من يفعل ذلك تقليد أعمى نتيجة شهوة عابرة
و
دعاة هذا التيار كثر و هم الأشد صخباً و الأعلى صوتاً لأنهم مدعومين بآلة إعلامية
ضخمة و رأسمال ضخم و قوة كبيرة و وسائل إغراء متعددة تستهوي النفس الشهوانية.
و
هم دعاة الضلال دعاة التحرر من القيم و الأخلاق الفاضلة.
دعاة
الجري وراء صرعات الملابس و قصات الشعر التي لا تناسب حضارتنا و قيمنا العربية و
الإسلامية الأصيلة
دعاة لفت الأنظار بطرق غير صحيحة و مؤذية مثل
التفحيط و غيره .
و
هؤلاء عرفوا جيداً هذه المرحلة من مراحل العمر حيث يكون الشباب كتلة من الحماس و
الشهوات و حب التميز و العطاء و رغبة جامحة في إثبات الذات و لفت الأنظار .
و
هؤلاء لا يهمهم سوى جيوبهم و شهواتهم و قد عرفوا نقطة ضعف الشباب فاستخدموا النساء
لتسويق منتجاتهم
و
اسمحوا لي يا شباب و يا فتيات ممن وقعوا ضحية هؤلاء الدعاة ان أقول لكم و بكل ود و
صراحة :
إن
من حقكم إثبات ذواتكم و أن تكونوا رقماً و تتركوا بصمة في هذا المجتمع
و
إن هناك بعض التقصير في حقكم فلم يوفر المجتمع لكم الطرق المشروعة لإثبات ذواتكم
و
بعض الدعاة مقصرون بحقكم فلم يعرفوا لغتكم ليخاطبوكم بها لأن لكل جيل لغة خاصة به يستوعبها.
و
المنفرون من الدين المنغلقون المتقوقعون يتحملون جزء من المسئولية في خطأكم أيضاً.
و
لكن هذا لا يعفيكم من المسئولية فقد منحكم الله العقل الذي تميزون به بين الخير و
الشر
و العاقل قبل أن يسير في اي اتجاه يفكر فيه
جيداّ و لا يسير وفق عواطفه و شهواته و ردات الفعل الاستفزازية
و
خاصةً عندما يكون هذا الطريق مفصلي و محوري في حياته و بالتالي مصير أمته.
و
قد سلكتم الطريق الخاطئ للسعادة و إثبات الذات و التميز
و
خدعتم بالتنك المطلي بالذهب الذي سينكشف أمره عاجلاً ام آجلاً و لكن ربما بعد فوات
الأوان .
و
قد كانت ردة فعل بعضكم متطرفة من تصرفات بعض الدعاة الجفاة
فهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم و فهموا الاسلام
كما فهم أصحاب المناهج الوضعية لمناهجهم و شتان بين الاثنين
فالإسلام لا يعطي ثمرته المرجوة ما لم يتغلغل إلى
أعماق النفس
و إذا تغلغل تحول المسلم إلى كتلة من الرحمة و
الأدب و اللطف و الفطنة و الحكمة
و
عندها ينظر الداعية إلى الغارق في الذنوب و المعاصي بعين الرحمة فهو كالمريض الذي
وقع ضحية ضعفه و محيطه الموبوء .
و
لو أمعنتم النظر بما يدور داخل تلك المجتمعات التي سلكت هذا الطريق لاعتبرتم بدل
أن تنخدعوا فالعاقل من اتعظ بغيره .
و
هذا الطريق الذي سلكتموه يسبب لكم و لمجتمعكم الأضرار التالية:
-
لا يرضي حبيبكم محمد صلوات الله عليه لأنه يريدنا شخصيات مستقلة معتزة غير تابعة
للغير
لأن
التقليد الأعمى في الملبس و غيره نوع من
أنواع التبعية الفكرية للآخر
فالسعيد
و الموفق من كان مظهره يليق بأحفاد صحابة رسول الله و على خطى الحبيب المحبوب
صلوات الله عليه .
-
إتلاف الكثير من أموالكم و أموال آباءكم.
-
الإضرار بسمعتكم وسمعة عائلاتكم لأنكم خالفتم قيم مجتمعكم العالية و استبدلتموها
بأدنى منها
قال الله تعالى ( أتستبدلون الذي هوأدنى بالذي
هو خير ) .
-
و هذا لا يناسب مجتمعكم المسلم الملتزم .
- و هذا يدل على انهزام فكري و حضاري فهل ترضون
بالهزيمة و أنتم الشجعان في التغيير و لكنكم استعملتموها في الطريق الخاطئ.
و
يوجد البديل فأنتم بين أيديكم ذهباً خالصاً في شكل سبائك و هو هذا الإسلام العظيم
و تمتلكون الشجاعة و الإرادة الكافية للتميز
فبإمكانكم أن تصنعوا من هذا الذهب قطع ذهبية
مميزة و ملفتة للانتباه و مفيدة لكم و لأمتكم أجمع بان تجسدوه على أنفسكم باعتدال
و وعي و فهم و تذوق لمعانيه السامية ليس كما فهمه المتطرفون
فتسعدون
به و تكونون نماذج غير عادية في هذا المجتمع الذي هو بأمس الحاجة إليها.
و عذراً إن
أخطأت التعبير فإني لا أبتغي إلا الخير لكم و أرجوا راحة قلوبكم و طمأنينة نفوسكم
و رفعة قدركم في مجتمعكم و جنة عرضها السموات و الأرض في آخرتكم .
الكاتب:عبدالحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.