الثلاثاء، 7 مايو 2013

الإشاعات حول حلق القرآن الكريم بمكة المكرمة ( 3/3 )



بعد القيام بعملية ربط بين جميع اطراف هذه القضية نستنتج الآتي :

إن هذه الضجة المفتعلة تثبت بالدليل القاطع صحة نهج الحكومة تجاه ضرورة سعودة كل ما يخص الدين

 و إعطاؤه الأولوية على بقية المهن

حتى لا يتم استغلاله من قبل أصحاب الأهواء و المصالح الشخصية الضيقة عن طريق العزف على الوتر الحساس للناس و هو المشاعر الدينية من اجل مصالحهم و أهوائهم 

 لأننا في زمن سيطرة الهوى و حب الدنيا و نتائجه تكون مدمرة عندما يسيطر على بعض  طلاب العلم  الشرعي  و حملة كتاب الله

 ورب ضارة نافعة فهذه القضية كشفت كثير من الحقائق عسى ان يستفيد منها اصحاب الاختصاص

من وجهة نظري ليس المقصود بسعودة حلق القرآن الكريم هو ايجاد فرص عمل للسعوديين فقط

 و لكن لأسباب امنية أيضا
لأن معلموا القرآن و الدين اذا كانوا يحملون فكر متطرف او حاقدين على الحكومة فسوف يتسرب هذا الفكر الى الطلاب و بلباس ديني و هنا يكمن الخطر اما باقي المهن و المواد الدراسية الاخرى فلا مجال لذلك

و ليس من الحكمة و الإنصاف و المروءة أن نوجه تهمة من اشد التهم و اخطرها و هي محاربة كتاب الله  لحكومة خدمت الكتاب و السنة و الحرمين الشريفين طيلة الفترة الماضية

فهي أقامت الجمعيات و المنظمات و الهيئات العالمية و المحلية للعناية بكتاب الله

 و انشأت مطبعة ضخمة لطباعة المصحف الشريف و توزيعه بالملايين في شتى بقاع الارض

 و اقامت الجوائز و المسابقات العالمية و المحلية لحفاظ كتاب الله

 واقامت إذاعة اسمها اذاعة القرآن الكريم و قناة فضائية خاصة بالقرآن الكريم  تبث صور مباشرة من الحرم المكي على مدار 24 ساعة

أو نشك برجل هو خادم بيت الله الخاص و ابن الملك فيصل يرحمه الله القائد العربي الوحيد الذي عليه شبه اجماع في فضله و مكانته فهذا الشبل من ذاك الاسد و الاصيل يبقى اصيل غالباً

رجل اختاره خادم الحرمين الشريفين لإمارة أهم منطقة في المملكة و هو كبير في السن تجاوز السبعين مع عمره أفناها في خدمة هذا البلد المبارك بصدق و اخلاص

و معروف بثقافته و استقامته و الذي تم اختياره هذا العام من قبل مؤسسة أجنبية متخصصة بالشخصية الرائدة في العالم

 و الذي ضرب مثالا يندر حصوله في عصرنا الحاضر فعندما تم إبلاغه بالكلام الذي يقال عنه أجاب إنني مشغول بخدمة ضيوف الرحمن و ليس لدي وقت لأرد عليهم و مسامح كل من تكلم عني

  و نأخذ بكلام من هنا و هناك و قيل عن قال فتبرئة مائة متهم خير من اتهام برئ و المتهم برئ حتى تثبت إدانته  !!!

و رب ليلة يقضيها هذا الرجل بالسهر على خدمة ضيوف الرحمن و امنهم و راحتهم تنال رضا الرحمن سبحانه و تعالى فيرفعه بها الى عليين  

فالصحيح ان لا ياخذ بكلام المغتاب و النمام ومن يشيع الفاحشة ومن يتجاوز الأصول الشرعية للنصح

و يسئ الظن و يشق الصف و يدعوا للفتنة و يسعى للشهرة على حساب المصلحة العليا للبلد

 لأن من يستحل ذلك ليس اهلا للثقة

و  ان يعطى الوقت الكافي لكبار العلماء و قادة المجتمع من اجل ان يتبينوا الامر و يعالجوه بحكمة و هدوء

و ان نلتمس الاعذار لمن عرف باستقامته فليس كل ما يعلم يقال

و ان يتم توضيح الامر من قبل اصحاب الشان لإزالة أي التباس و قطع الطريق على اصحاب الاهواء و الاغراض المغرضة و ان يتم التعامل بجدية مع هذه الأمور فالاشاعات المغرضة خطرها كبير و الثقة الزائدة مشكلة

و ان يتم دعم الجمعية و القراء السعوديين من قبل الاهالي من اجل تشجيعهم على تعليم القرآن

و أن يتم تعريف القراء و الطلاب بفضل تعليم القرآن الكريم من اجل تشجيعهم على تعليم القرآن

و القرآن نزل للعمل به و ليس لقراءته و حفظه فقط

 و امتنا بامس الحاجة  لمسلمين فهموا القرآن و تذوقوا معانيه و عملوا بمقتضاه ليكونوا كتاب الله الناطق

 و ليست بحاجة لمسلمين يستخدمون الدين و كتاب الله شماعة لأغراضهم الشخصية

 و انتصارا لأنفسهم الامارة بالسوء لتمزيق شمل الامة و إضعافها  اكثر مما هي ممزقة وضعيفة و باسم الدين و الغيرة على الدين

و أخيرا جاء قرار سمو الامير خالد فيصل بإعادة الامور على ما كانت عليه و تنفيذها على مراحل وفق خطة

 ليبطل دعاوى و تحليلات أصحاب الأهواء التي لا تليق بمسلم مهما بلغ من الانحطاط الاخلاقي

الذين وجدوا هذه القضية مرتعا خصبا لأهوائهم

فكشفوا عن سوء طويتهم و أخرجوا ما في نفوسهم  تجاه حكومة خادم الحرمين الشريفين

 

الكاتب : عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.