الأحد، 10 نوفمبر 2013

موقف أردوغان و قطر من مصر دلالات و مؤشرات

 بات من الواضح أن سياسة تركيا و قطر الاخوانية تسير وفق السياسة العليا للاخوان حلفاء النظام الايراني الاستراتيجي و لذلك يوجد توافق في الرؤية السياسية لهم و من جملتها موقفهم من مصر و عزل السيسي لمرسي تنفيذا لإرداة الشعب المصري
لقد قال الرئيس أردوغان بأن السيسي مثل بشار و أن الذي يدعم السيسي مثل الذي يدعم بشار أي أن السعودية و دول الخليج مثل إيران 
أرى أن هذا الحكم جائر و غير متوازن و دوافعه عصبية حزبية مقيتة.و تصرف غير حكيم لشخصية سياسية معروفة فكيف صدرت منه مثل هذه التصريحات الانفعالية المتسرعة التي لا تصب في المصلحة العليا لتركيا و يؤجج الصراع بمصر و يهدد استقرار المنطقة برمتها.
 أرى أن الرئيس أردوغان وقع ضحية إغراءات الإخوان له بتنصيبه خليفة للمسلمين و سلطان عثماني منذ عام 2011 و بدأ العد التنازلي له و أتوقع أن تكون نهايته غير سارة و ليست في مصلحته و مصلحة حزبه إذا لم يصحح المسار و كالعادة سوف يلقون باللوم على المؤامرة و الحقيقة غير ذلك .
فعلى اقل تقدير دول الخليج دعمت الانتفاضة السورية و ايران دعمت اجرام النظام الاسدي فكيف ساوى بينهما
فهل الذي يقصف شعبه بالطائرات و السكود و الدبابات و يخرب بلده و يقتل و يجرح و يسجن و يشرد الملايين و تاريخه الدموي معروف مثل الجيش  المصري الذي يدافع عن نفسه بالسلاح الخفيف و تاريخه نظيف .
و هل الجيش الذي يؤله بشار و يجبر الناس على السجود له مثل السيسي الذي قال بأنني فعلت ذلك خوفا من الله
القسوة المفرطة لجيش الأسد أدت الى انشقاقات كثيرة في جيشه
 و تماسك الجيش و الشرطة المصرية أكبر دليل على تضخيم ما حدث
 فهل من العقل و المنطق أن الجيش المصري الذي كان يقول عنه الاخوان على زمن مرسي خير أجناد الأرض خالي من أصحاب الضمير إذا صحت هذه القسوة التي يروج لها ؟؟؟
بفرض أن الجيش مخطأ و همجي و الأمر وقع و الدماء سالت 

فهل من العقل و الحكمة و تدمير مصر و إزهاق آلاف الأرواح و إسالة مزيد من الدماء و تشريد الملايين من أجل كرسي مرسي و عدم أخذ العبر مما حدث في سوريا و ليبيا و العراق و اليمن؟؟؟
الموقف بعد عزل مرسي ينبغي أن يختلف تماماً عما كان عليه قبل عزله لأنه بعد عزل الرئيس مرسي هناك خياران :
الخيار الأول : الوقوف مع الجيش الذي وقف مع انتفاضة الشعب المصري و هذا سيؤدي الى انتصار الجيش على الاخوان و هذا يعني استقرار مصر و حقن دماء الملايين  و بقاء الاسلام شامخا عزيزا بعز عزيز أو بذل ذليل
 الخيار الثاني : دعم الاخوان و تحريضهم على عنادهم و هذا سيؤدي لأحد لاحتمالين  :
انتصار الاخوان و انهيار الجيش و الشرطة و هذا يعني دخول مصر في الفوضى و الحرب الاهلية و ازهاق ملايين الارواح بدل عدة مئات أو انقسام الجيش و الشرطة لقسمين قسم مع الاخوان و القسم الآخر مع معارضيهم و هذا يعني حرب اهلية سوف تأتي على الأخضر و اليابس لا سمح الله.
السعودية و دول الخليج العربي اختاروا الخيار الأول حقناً للدماء و حفاظا على مصر و استقرار المنطقة برمتها شاهدوا الرابط أدناه
أما أردوغان و من معه فقد اختاروا الخيار الثاني و بفرض أنه انقلاب 
فكيف اختار أردوغان و من معه الخيار الثاني و لا أظنه يجهل عواقبه بدليل أنه عندما انقلب الجيش التركي عليهم لم يعاندوه و صبروا و ابدو مرونة و تصرفوا بحكمة حيث حلوا الحزب و استبعدوا رئيسه أربكان و شكلوا حزب آخر و عملوا في المعارضة و أثبتوا نجاحهم في الادارات التي استلموها فاصبحت لهم شعبية و دخلوا الانتخابات و فازوا بها و وصلوا الى السلطة دون إراقة دماء و دون تخريب تركيا ؟؟؟؟!!!!!!!.
و من الناحية الشرعية التي ينادون بها إجماع أئمة السلف بوجوب طاعة الحاكم المتغلب و عدم الخروج عليه . 
فأيهما أحسن الاختيار و أي الخياران لصالح الدعوة الاسلامية و الشعب المصري و الامة الاسلامية ؟؟؟!!!
إذا لم يكن للسيسي و الجيش المصري من ايجابية سوى إفشال المخطط الفارسي في مصر و عرقلته في المنطقة لكفتهم فشكرا للسيسي و الجيش و الشعب المصري الذي أفشل مخططاتهم و ما كانوا يدبرونه لمصر و المنطقة
لقد سيطرت ايران على افغانستان و العراق و اللبنان و سوريا و غزة و جزء كبير من اليمن 

و كادت مصر تسقط في قبضتهم لو لا أن الله سلم فسقط نظام الاخوان و سقط معه المشروع الفارسي في مصر
و في الختام أنصح الرئيس أردوغان نصيحة مخلص و محب و صادق أن يعيد حساباته و يبتعد عن الاخوان حتى يحافظ على رصيده و إنجازاته و يحافظ على تركيا و مصر و المنطقة من الدمار فلم يقترب منهم أحد إلا و غدروا به و أوردوه المهالك و خير شاهد الرئيس مرسي لأن من سمات الإخوان التلون و التناقض و التجارة بالدين من أجل السلطة 
فكل من تاجر بالدين لأجل السلطة و الدنيا خذله الله و فضحه و أذهب ملكه لأن الله غيور و دين الله لعبادته و التقرب منه و صلاح أمر الدنيا و الآخرة و ليس للتجارة به من قبل أصحاب الأهواء و الشهوات و عشاق السلطة فمن أراد السلطة هذا من حقه و لكن عليه أن يطلبها من أبوابها و بالطرق المشروعة و ليس بالتجارة بالدين .
الكاتب :عبد الحق صادق

الشاهد:
  موقف السعودية من مصر و عزل مرسي
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2013/11/blog-post_30.html 




هناك تعليقان (2):

  1. هههههههه كلام جميل ورائع اعجبني جدا وكلام من السهل الممتنع اللي ليس فيه تناقض وليس فيه فلسفه كلام واضح طرح اكثر من جميل ورائع

    ردحذف
    الردود
    1. ذوقك هو الجميل و الرائع و هذا وصف جميل اعتز به مع شكري و تقديري

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.