السبت، 30 نوفمبر 2013

موقف السعودية من مصر دلالات و مؤشرات

إشارة إلى الروابط أدناه :
تقرير يوضع رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله و الأمير سعود الفيصل أي رؤية السعودية تجاه ما جرى في 30 يونيو 2013 في مصر من انتفاضة شعبية ضد مرسي أدت إلى عزله من قبل الجيش المصري بقيادة السيسي و إذا قال الفيصل ينبغي أن يتوقف الكلام لأنه  القول الفصل في السياسة بشهادة كبار قادة و ساسة العالم
تتسم السياسة السعودية  بالهدوء و التأني و النفس الطويل و خاصة إذا كان الأمر يتعلق بموقف سياسي حساس و أي موقف سياسي  تتخذه هي  تتخذه بناء على معلومات من  مصادر عديدة إستخباراتية و دبلوماسية و بعد استشارة ذوي الرأي و الخبرة و النظرة العميقة و البعيدة و الحكومات تعرف و تطلع على أمور يجهلها عامة الناس و في السياسة ليس كل ما يعلم يقال 
و القائد الناجح رؤيته تكون أشمل و أبعد و يرى ما لا يراه عامة الناس و لذلك ربط الشرع فريضة الجهاد بإذن الحاكم لأنه أقدر على تقدير المصالح و المفاسد المترتبة على إعلان الحرب و الجهاد و كذلك العلاقات الخارجية 
و من وجهة نظري كان الدافع لموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يرحمه الله الشجاع و التاريخي مع مصر عند عزل مرسي نابع من الحرص على استقرار مصر و حقن الدماء فيها و تجنيبها فتنة عمياء كادت تذهب بمصر الى المجهول لا سمح الله.
و يتوافق مع النصوص الشرعية فإجماع أئمة السلف على وجوب طاعة الحاكم المتغلب و السيسي أصبح بحكم الحاكم المتغلب
و العقود الماضية اثبتت أن السياسة السعودية هي انضج سياسة اسلامية و عربية و هي نابعة من رؤية عميقة و بعيدة و متوازنة للأحداث في المنطقة 
 فالحكومة السعودية التزمت الصمت ازاء ما يجري في مصر لأنه شأن داخلي و لكن بعد وصول الأمر الى مفترق طرق وجود مصر أو ذهابها الى المجهول خرج الملك عبد الله عن صمته و أعلن موقفه الصريح حرصا على مصر و شعبها و أكمل مسيرة الدعم  الملك سلمان ملك الحزم و هذا يدل ان السعودية دولة مؤسسات و تسير و فق استراتيجية ثابتة لا تتغيير بتغير الاشخاص 
 الموقف الهام و التاريخي  لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله  الذي وقف مع مصر بقيادة الرئيس السيسي بكل ثقله و بهذا الموقف أنقذ مصر الدولة العربية الكبيرة و الهامة من فتنة عمياء كادت تعصف بمصر و تذهب بها إلى المجهول و الفوضى كما حدث في سوريا و ليبيا و اليمن و أنقذهامن براثن المشروع الفارسي الذي قادها الإخوان إليه فلو لم تكن للملك عبد الله و الرئيس السيسي من مكرمة سوى ذلك لكفتهم و لذلك ينبغي ألا يمحى هذا الموقف التاريخي للسعودية من ذاكرة الشعب المصري 
و سأبين بالأدلة صحة و توازن هذا الموقف الهام و التاريخي :
إن الذي عين السيسي هو مرسي 
فإذا كان السيسي كما يصفه الاخوان بعد عزل مرسي  (مجرم ، خائن ، متصهين ... ) فهذا دليل على أن مرسي فاشل فكيف عين هكذا شخص في أهم و أخطر منصب في الدولة .
و إذا كان السيسي كما وصفه مرسي بأنه وطني و مهني فهذا دليل على حسن اختيار مرسي و دليل أن موقف السيسي هو موقف وطني نابع من الحرص على استقرار مصر و حقن دماء شعبها.
عندما انتفض الشعب ضد مبارك وقف الجيش معه و خلع مبارك و السعودية ودول الخليج و أمريكا و الغرب وقفت مع خيار الشعب رغم أن مبارك صديق لهم.
كذلك عندما انتفض الشعب ضد مرسي الذي ثبت فشله بعد سنة من حكمه وقف الجيش مع الشعب و خلع مرسي و وقفت السعودية و دول الخليج مع خيار الشعب فلا  يوجد عندهم ازدواجية معايير كما عند أصحاب الفكر الاخواني 
القاعدة الإخوانية المعروفة يجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم فخلع رئيس غير إخواني جائز و واجب و من الجهاد أما خلع رئيس إخواني لا يجوز و خروج و فساد و محاربة للإسلام و مؤامرة و خيانة
و  مبارك و أنصاره الذين يتهمونهم بالعلمانية خضعوا للأمر الواقع حرصا على استقرار مصر وحقناً للدماء 
بينما مرسي و أنصاره الذين يرفعون شعار الإسلام هو الحل  يريدون ان يحرقوا مصر و المنطقة باسم الإسلام و الشرعية من أجل الكرسي و السلطة فمن هو الإسلامي بالمعنى الحقيقي للكلمة و ليس بالشعارات الجوفاء و التجارة بالدين من أجل السلطة.  
بالأصل فاز مرسي بزيادة واحد بالمائة و انخفضت شعبيته كثيرا نتيجة فشله في ادارة البلاد و تسببه بأزمات و مشاكل و نكسه بوعوده و سعيه الحسيس لأخونة مؤسسات الدولة فانتفض الشعب ضده و طالب برحيله  فالشعب الذي منحه الشرعية بناء على وعود قطعها و شعارات رفعها هو الذي سحب الشرعية منه لثبوت نكسه بوعوده .
و أكبر دليل على ذلك حزب النور السلفي و شيوخ الازهر و شيوخ السلفية و أتباعهم انتخبوا مرسي و غيروا رأيهم فيه بعد ذلك
مشكلة الأمة أن العواطف هي التي تسيرها و تكرر نفس الخطأ و تردد ما يقوله المحور الايراني الاخواني في السياسة دون تفكير و تحقق و تحليل وأصحاب هذا المحور بارعون بصناعة رموز جوفاء و بعد أن تنكشف حقيقته للشعوب يصنعون غيره مثلا :
عندما رفع حزب الله حزب إيران شعار الإسلام و المقاومة و شعار العداء لأمريكا و اسرائيل و قام بحربه التي دمر فيها اللبنان 
صفق له الاخوان و من على شاكلتهم و صفقت خلفهم الشعوب و صنعوا من حسن نصر الله رمزا و بطلا 

 و عندما صرح الامير سعود الفيصل بأن هذا تهور و ليس في مصلحة اللبنان  قالوا عنه خائن و عميل 
و عندما حذرت هيئة كبار العلماء في السعودية من الانجرار خلف حزب الله اتهموهم بشتى التهم  أقلها علماء السلطان
و اليوم و بعد سبع سنوات اعترف شيخ الاخوان القرضاوي بصحة و بعد نظر هيئة كبار العلماء و الحكومة السعودية

هذا مثال واحد من عشرات المواقف التي ثبت عدم صحتها و تناقضها و سؤالي للشعوب الإسلامية متى ستسحبون ثقتكم بهذه الجماعة التي تتنقل من فشل إلى فشل أكبر منه و من طامة إلى طامة أكبر منها طيلة ثمانون سنة .
ألا يكفيكم تجارب و مصائب و كوارث ؟؟!!
يقولون بأن السياسة السعودية و الخليجية ضبابية و منافقة
فعندما أعلنت السعودية و دول الخليج موقفهم مع الانتفاضة السورية التي يشكل الاخوان و الاسلاميون الثوريون جزء كبير منها قالوا هذا خداع و نفاق و خوفا من الشعب .
فلماذا كانت سياستهم واضحة وشفافة و صريحة في القضية المصرية بخصوص مرسي  رغم انها تخالف الرأي العام السعودي و الخليجي ؟؟؟!!!!
و لماذا لم تظهر السعودية بخلاف ما تبطن و ذلك بان تدعم العسكر سرا و تصرح بأنها مع مرسي علنا خوفا من شعبها؟؟؟!!!
و  قالوا بأن السياسة السعودية و  الخليجية تابعة للسياسة الأمريكية و الغرب 
الغريب أن قادة السياسة في أمريكا و الغرب تشيد و تعترف بإمكانيات و حكمة الأمير سعود الفيصل صانع السياسة الخارجية السعودية لأكثر من أربعة عقود و أنهم يستفيدون منهم و يستشيرونه بينما الشعوب الإسلامية التي يصنع رأيها الإخوان تقول السياسة السعودية تابعة للسياسة الأمريكية  
 سؤالي إلى متى يتم التلاعب بعقول الأمة و إلى متى تسلم الأمة عقولها لتجار الدين و القضايا ؟؟؟فلماذا في قضية عزل مرسي موقف السعودية مختلف عن موقف أمريكا و حصل توتر في العلاقة بينهما بسبب هذا الموقف 
 فموقف الغرب و أمريكا  متردد و و أكثر انحيازا للإخوان بحجة أن هذا انقلاب على شرعية الصناديق التي ينادي بها الغرب
 بدليل أنهم أوقفوا بعض المساعدات عن الجيش المصري
عندما سئل صدام  يرحمه الله اي رجل تخشاه قال سعود الفيصل  
بمؤتمر صحفي جمع العالم معي في حربي ضد ايران 
و بمؤتمر صحفي جمع العالم ضدي في حرب الكويت
لقد اثبتت السعودية بموقفها من القضية المصرية و السورية بأنها أصبحت لاعباً سياسيا دوليا رئيسياً و أنها واضحة و شفافة و مستقلة و لا مواربة فيها و ريادية في المنطقة فقد خالفت بذلك موقف امريكا و الغرب و خالفت وجهة نظر شيوخ الإخوان و من خلفهم و لم تأبه بهم
عجبي ممن يعيش في دول الخليج و الغرب و يقولون بأنهم اعداء الاسلام و المسلمين فكيف تعيشون في ظل حكومات تعادي الاسلام ؟؟
اشفق على هؤلاء كم يحملون من تناقض و اضطراب فكري و نفسي يؤرق حياتهم و نومهم و ينغص عيشهم و يخدعون أنفسهم بأن سبب ذلك حملهم لهموم الأمة
و سؤالي لهم :
هل انتم احرص على دين الله من علماء مصر و أزهرها الذين كنتم تشيدون بهم قبل خلع مرسي ؟؟؟
و هل أنتم احرص على مصر من جيشها الذي كنتم تقولون عنه خير أجناد الارض عندما خلع مبارك و رعى انتخابات اوصل مرسي لسدة الحكم ؟؟؟
و هل انتم اعلم بشؤون مصر من شعبها و علماءها ؟؟؟
و هل موقفكم و تحريضكم يزيد من اراقة الدماء ام يمنعها ؟؟؟
و هل موقفكم و تحريضكم يؤجج الفتنة ام يطفئها ؟؟؟
الذين يضعون الدماء التي تسيل تبريرا لموقفهم
اقول لهم هل موقفكم من الاخوان قبل إسالة الدماء مختلف عما هو عليه بعده
أم تضعون الدماء ذريعة لتبرير موقفكم اليست هذه هي تجارة الدماء و القضايا بعينها ؟؟؟

و سؤالي لشيوخ الأخوان و الإسلاميين الثوريين أصحاب المشروع الإسلامي كما يدعون
 السعودية تحكم بالشريعة الإسلامية و هي خير من يطبق الإسلام في عصرنا الحاضر
 فلماذا لا تضعون ايديكم في أيدي الحكومة السعودية و تلتفون حولها و تدافعون عنها و تعتبرونها رمزا و نموذجا كما تفعلون مع مرسي و أردوغان و تطرحون عليها مشاريعكم التي تخدم الاسلام و نهضة المسلمين على منهج الوسطية و الاعتدال و السلام بعيداً عن العدائية و القتل و التدمير ؟؟؟
و لذلك أنصح الغيورين على مصر و شعبها بالأخذ بموقف الحكومة السعودية  فهي أعلم بما يجري و أعلم بالسياسة و دهاليزها و أحرص منكم على حقن الدماء  و استقرار مصر و المنطقة
و احذروا من كلام دعاة التحريض و الفتنة الذي يؤدي الى ضياع مصر و شعبها و هم في بيوتهم و بين عائلاتهم آمنون


الكاتب : عبدالحق صادق


الأدلة :

خادم الحرمين: المملكة تقف مع مصر ضد الإرهاب والفتنة
http://www.alriyadh.com/860077
الفيصل: ما تشهده مصر يعبر عن إرادة 30 مليون مصري
http://www.alriyadh.com/860767
مناقب الأمير سعود الفيصل آل سعود بشهادة كبار القادة و الساسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.