لقد فجر الانتفاضة السورية
السلمية الشباب الذين لا ينتمون لأي تيار و رفعوا شعار (الله ...سوريا .... حرية و بس ) هذا الشعار يجمع و يرضي جميع اطياف المجتمع السوري و يحقق طموحات جميع التيارات
و على رأسها التيار الاسلامي و هذا الامر ضروري في المرحلة الانتقالية لأن التدرج
في التغيير من صلب الدين الاسلامي و التسرع في التغيير له آثار سلبية كبيرة .
و الدعوة الاسلامية هي دعوة
الفطرة و الحق و العقل و المنطق و في جو الحرية يمكن دعوة الشعب للعودة الى دينهم
و أخلاقهم و الشعب يتقبل الدعوة بشكل كبير و لديه محبة للدين فطرية
و عندما ينجحون في دعوتهم و اصلاحهم ففي أي انتخابات ديمقراطية بعد استقرار الوضع سوف يختار الشعب الكفء صاحب الدين و الخلق
و بالتالي سوف يصل الاسلاميون الى هدفهم و مشروعهم بشكل هادئ دون عنف و دون توجس
من أحد و دون معاداة أحد .
و الاسلاميون الثوريون وبقية
التيارات السياسية ركبوا قطار الانتفاضة بعد انطلاقتها بمدة و عندها تخوفنا من
تحويلها الى مسلحة لأنه معروف عن الاسلاميين الثوريين التسرع فشجعنا و نصحنا
بالمحافظة على سلمية الانتفاضة مهما مارس النظام من استفزاز
لأنه من خلال التجارب السابقة
التي مرت بها الامة ثبت أن حمل السلاح ضره أكبر من نفعه و أن عدد الضحايا و
الخسائر و المعاناة سوف تزداد بأضعاف المرات
و لأن الاجهزة الامنية للنظام تعيش بعقلية الستينات و بدعم و نصح النظام الايراني لجؤوا الى الحل الأمني
و العنف المفرط و ربما قام بإنشاء مجموعات مسلحة لجعلها ذريعة للقضاء على
الانتفاضة السلمية
و السعودية و دول الخليج التزموا الصمت لعدة أشهر من بداية الانتفاضة و اتصل الملك عبد الله آل سعود ببشار عدة مرات من أجل نصحه و مطالبته بالتصرف بحكمة و عقلانية و الاستماع لمطالب المتظاهرين بعيداً عن العنف و أنه سوف يقف لجانبه و لكن بشار أصر على موقفه في حل الازمة أمنياً آخذا بنصيحة إيران و روسيا و لم يعد يرد على اتصال خادم الحرمين الشريفين و أوغل في إراقة الدماء عندها لم يترك مجال للصمت فخرج عن صمته و اعلن موقفه الصريح ضد تصرفات نظام الاسد .
و بحنكة الامير سعود الفيصل المعروفة إستطاع إقناع دول العالم المتحضر الوقوف بجانب الانتفاضة السورية
و السعودية و دول الخليج التزموا الصمت لعدة أشهر من بداية الانتفاضة و اتصل الملك عبد الله آل سعود ببشار عدة مرات من أجل نصحه و مطالبته بالتصرف بحكمة و عقلانية و الاستماع لمطالب المتظاهرين بعيداً عن العنف و أنه سوف يقف لجانبه و لكن بشار أصر على موقفه في حل الازمة أمنياً آخذا بنصيحة إيران و روسيا و لم يعد يرد على اتصال خادم الحرمين الشريفين و أوغل في إراقة الدماء عندها لم يترك مجال للصمت فخرج عن صمته و اعلن موقفه الصريح ضد تصرفات نظام الاسد .
و بحنكة الامير سعود الفيصل المعروفة إستطاع إقناع دول العالم المتحضر الوقوف بجانب الانتفاضة السورية
و استغلت هذا الظرف بعض الجماعات الإسلامية المتحمسة و المتسرعة التي تؤمن بالتغيير العنيف و حملت السلاح و بدعم من الاخوان و شيئا فشيئا خرج الامر عن السيطرة من يد
النظام و يد المعارضة و تحولت الى حرب حقيقية و وقع ما كنا نخشاه من ضحايا و جرحى
و خراب و مهجرين و نازحين
و الواقع يفرض نفسه فلم يعد هناك خط رجعة و لا ينفع
الكلام عن السلمية حيث انحرفت الانتفاضة من السلمية الى المسلحة و كانت هذه أول انتكاسة
كبرى في مسار الانتفاضة دفع الشعب السوري ثمنهاغاليا و حدث ما كنا نخشاه
كانت الانتفاضة في البداية بدون قيادة و بعد ذلك تشكلت
قيادة سياسية تمثلت في المجلس الوطني و تشكلت قيادة عسكرية تمثلت بقيادة الجيش
الحر
و فرحنا بذلك و باركنا لأنه شرط أساسي لحسم الصراع و
النصر و جني الثمار الايجابية هو الوحدة و التنظيم و القيادة الواعية المعتدلة و
وضوح الهدف و الرؤية
و بعد فترة تبين أن هذه القيادة مشلولة يسيطر عليها الإخوان الذين ثبت فشسلهم طيلة 80 سنة و هي عبارة عن هياكل كرتونية غير
فاعلة على الارض مزقتها و أضعفتها الخلافات و لديها تصحر سياسي و اداري مضى عليها
عدة سنوات من المحاولات و الاجتماعات لتصحيح الوضع دون جدوى و هذه كانت
انتكاسة كبرى ثانية في مسار الانتفاضة كانت سببا رئيسيا في تأخير النصر و انحراف
الانتفاضة عن مسارها نحو التطرف الذي جعل دول العالم تتوجس منها
و لم أجد تشبيها لسياسة و إدارة قيادة المعارضة للانتفاضة أفضل من شخص
مشلول لا يستطيع أن يقدم شئ و لا تنفع معه المساعدة فلا بد من القيام بواجباته حتى
تستقيم الامور
و لكن عنده لسان سليط و كبر وعنجهية و تنكر للمعروف حال دون قيام
الاصدقاء بواجباته فلا يرحم و لا يسمح للرحمة بالنزول
و لذلك تاهت الانتفاضة في
اودية الضعف و الاستعلاء و نكران الجميل و رمي الفشل على الآخرين
و كان لعقدة المؤامرة لدى المعارضة التي غرسها النظام الاسدي و جنى ثمارها
اليوم سبب رئيسي لهذا الضعف لأنها تشل العقل عن التفكير السليم لمعرفة الاسباب و
ايجاد الحلول للمشاكل و تجعل صاحبها يشك في الجميع و لا يثق بأحد
و كان للفكر الثوري الاستبدادي الذي غرسه النظام و جنى ثماره اليوم
دور رئيسي في تمزق المعارضة و تنازعها و فشلها لأن هذا الفكر يضخم نزعة الأنا و
يغرس عزة جوفاء آثمة تجعل صاحبها لا ينقاد لأحد فالكل رؤساء و زعامات
و هذا الخلل الخطير شكل فراغ و سنة الله في كونه لا تسمح بالفراغ فإذا
لم تملؤه بالخير سوف ياتي من يملؤه بالشر و جاءت التنظيمات المتطرفة لملئ الفراغ
حيث رأى النظام السوري و إيران أن أمريكا و الغرب و دول الخليج مصممة على الاطاحة بالنظام السوري فلجؤوا إلى تنظيم القاعدة لانقاذه من السقوط ع فظهر تحت اسم براق جبهة النصرة و عمل في البداية في الخفاء و بهدوء و بطريقة مدروسة
و بعد أن تمكنوا كشفوا القناع عن وجههم الحقيقي و دول التحالف لا
تجهل ذلك فهي تراقب الساحة السورية عن كثب و حذروا المعارضة السورية التي يهمين عليه الاخوان من خطورة وجود جماعات متطرفة في صفوفهم و جاء الرد بنفي وجود تنظيمات متطرفة بينهم وعندما صنفوهم على قائمة الارهاب أطلقوااسم جمعة جبهة النصرة
تمثلنا و تم رفع أعلام و شعارات تثير الشكوك و الشبهات و تهدد الدول التي تدعم
الانتفاضة فهل رأيتم عاقل يدعم عدوه ليقتله بالسلاح الذي دعم فيه !!!!
و الغريب أن هناك من يضع آمال على المشروع الاسلامي من هؤلاء المخترقين من إيران و روسيا و على راسهم الدعاة الثوريون في دول الخليج الذين يرسلون معظم الدعم لهم !!!
و هذه الشعارات تختلف
عن الهدف الذي قامت من أجله الانتفاضة و هو الحرية و الكرامة و كانت هذه انتكاسة
كبرى ثالثة في مسار الانتفاضة و ربما كانت الضربة القاضية لها
و اليوم تدفع المعارضة المعتدلة و الجيش الحر ثمن ذلك غاليا حيث تم
تهميشهم و إخراجهم من المعادلة بسبب التصحر السياسي لديهم و جهلهم بعقلية و فكر الجماعات المتطرفة و يظنون أنفسهم عباقرة عصرهم في السياسة
و لكن الدول لا تجهل ذلك فنصحوهم و لم ينتصحوا للأسباب التي ذكرتها سابقا و هذه كانت أكبر خدمة قدمتها القاعدة للنظام
و لكن الدول لا تجهل ذلك فنصحوهم و لم ينتصحوا للأسباب التي ذكرتها سابقا و هذه كانت أكبر خدمة قدمتها القاعدة للنظام
و بعد أكثر من سنتين من الفشل تبين لطيف من المعارضة المعتدلة أن خلف الفشل تركيا و قطر فطالبوا بتسليم الملف للسعودية لإنقاذ سوريا من هذا الوضع المأساوي و بالفعل تم عرض الامر على السعودية و وافقت و حملت السعودية
الملف بقوة فتمت إعادة هيكلة الائتلاف و الجيش الحر و كانت هناك خطوات عملية جادة
لتصحيح الوضع على الارض
و استطاعت السعودية بحنكتها المعهودة إقناع أمريكا و
الغرب بضرورة تسليح المعارضة بالسلاح النوعي و التدخل لحسم الصراع و بدأ السلاح
يتدفق و حققت المعارضة المسلحة انتصارات على الارض دفعت النظام لاستخدام السلاح
الكيماوي
و وجدت تلك الدول فرصتها الذهبية في ذلك فتحركت
الاساطيل عبر البحار و كادت الضربة تقع لولا تغيرات مفاجئة حصلت على الارض قلبت المعادلة رأسا على عقب
حيث تحرك الإخوان بقوة بدعم تركي قطري من
أجل إفشال جهود السعودية في حل الازمة و سرقة ثمرة جهودها كردة فعل على عزل مرسي و نجحوا في ذلك لأن الاخوان بارعون في الهدم أما في البناء فاشلون حيث تم تشكيل تكتلات من الكتائب الاسلامية أعلنت عدم
اعترافها بالائتلاف و هيئة الاركان و اتهمتهم بالعمالة لأمريكا
و تم تحريض داعش
على التحرك و السيطرة على المناطق المحررة
و النظام يتقن اللعب بخلاف المعارضة فأعلن عن تنفيذ ما
تريده أمريكا و بذلك تم القضاء على عملية الانعاش الاخيرة فتحول المسار نحو فرض حل
سياسي للازمة بعد أن يئست الدول من المعارضة و تصرفاتها فإذا لم تتقن الطبخ لتأكل رعيتك حسب ما يريدون فسوف يأتي
غيرك ليطبخ و يطعمك حسب ما يريد ، هذا يدل على أن الاخوان يعملون لمشروعهم و مصالح الحزبية الذي يتعارض مع مصلحة سوريا كدولة و وطن مستقل ذو سيادة فتم تضييع جهود المجاهدين الصادقين و دماء الشهداء من أجل كرسي مرسي بل إضاعة سوريا و المنطقة
و أحسب أن القرارات الدولية قد اتخذت و الطبخة أوشكت
على الاستواء و هي تقسيم سوريا بين إيران و تركيا كأمر واقع فرضه المحور الايراني الاخواني
و لكن تلك الدول لا تريد للمعارضة خسارة كل شئ بعد هذه
التضحيات و الدمار فتريد ان تحصل لها و لو نصف مطالبها من خلال الحوار السياسي .
فإذا اصرت المعارضة و النظام على عنادهم و لم يتحاورا الحوار الجاد المتوازن فسوف يخسر الطرفان و لا يوجد رابح و ستذهب سوريا و شعبها معهم نحو الفشل و الدمار ضحية عنادهم و أنانيتهم .
و من العجب
أن قادة المعارضة سيلجئون لتلك الدول التي يتهمونها بالتآمر عليهم و التخاذل و العمالة ليعيشوا بصغار صنعوه بأنفسهم و سوف ينوحون و يبكون و يوزعون الاتهامات يمينا و شمالا على تلك الدول
التي تستضيفهم يتنعمون بخيراتهم و أمنهم و حريتهم و يطعنون بظهورهم .
ليظهروا قلة مروءتهم على الملئ فكيف سيكتب العزة و الكرامة لهذه الامة على ايدي هؤلاء؟؟؟
ليظهروا قلة مروءتهم على الملئ فكيف سيكتب العزة و الكرامة لهذه الامة على ايدي هؤلاء؟؟؟
و للأسف إن الذي سيدفع ثمن غباء قيادة المعارضة و عناد النظام الاسدي و عدم
شعورهم بالمسؤولية أمام الله ثم الشعب هم الشرفاء من الشعب السوري الذي ضحوا
بالغالي و النفيس من اجل كرامة الشعب السوري و لكن هؤلاء أضاعوا ثمرة أتعابهم و
تضحياتهم
صدق من سمى هذه الانتفاضة الكاشفة أو الفاضحة لقد كشفت
كل على حقيقته ليعرف نفسه و يعرف الناس قدره و مقداره و الله لا يضيع مثقال ذرة فكل سوف
يلقى جزاءه في الدنيا و الآخرة
و لكن ينبغي ألا تمر هذه المأساة و الخسارة الكبيرة دون
أخذ العبر و الدروس لقد نجحت ايران في ادارة الصراع لمصلحتها بسبب التفاف أتباعها
حولها و كان سبب هذه الخسارة الكبيرة لأهل السنة بسبب عدم التفافهم حول مرجعية
سياسية بل الكثير منهم لا هم له سوى الطعن بمرجعية أهل السنة السعودية و إذا لم
تصحوا الأمة من غفوتها فربما تذهب جميع البلدان الاسلامية إلى المجهول
و من العجب و الظلم الشنيع يبيعون أوطانهم للأعداء بسبب جهلهم و عشقهم
للسلطة و تقديمهم مصالحهم الحزبية الضيقة على مصلحة الوطن و يخدعون أنفسهم بأن هذا
من أجل الاسلام و بعد ذلك يلقون باللوم
على السعودية و يعطون تعليمات للسعودية و دول الخليج بالحذر من خطر إيران و ينسون
بأن دول الخليج تدرك خطر إيران يوم كانوا يصفقون لمقاومتها و ممانعتها !!!!
و في الختام أنصح بعدم تضييع الفرصة الأخيرة و اللجوء إلى الحوار السياسي الجاد لتحصيل ما يمكن تحصيله بدلا من خسارة كل شئ
الكاتب
:عبد الحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.