الزعيمان الرمزان .... مرسي و أردوغان (3/3)

السعودية هي الدولة الاسلامية الوحيدة التي تجرأت على المطالبة بتسليح المعارضة السورية و هي أكبر داعم الانتفاضة السورية سياسيا و دبلوماسيا و ماليا و بالأسلحة

بينما مرسي ذهب ليتحالف مع إيران و روسيا أكبر داعم للنظام الاسدي في هذا الظرف الحساس
فماذا قدم مرسي لقضية العصر الحديث سوريا حتى تدافعوا عنه دفاع المستميت سوى التخذيل حيث قال و كرر قوله عدة مرات لن نسمح بالتدخل الخارجي لأي كان عندما نجحت السعودية في إقناع أمريكا و الغرب بتسليح المعارضة السورية  !!!!

و سؤالي لاردوغان و أنصاره لقد بكيت على فتاة قتلت في رابعة بمصر

فلماذا لم تبكي على آلاف النساء اللاتي قتلن و اغتصبن و هجرن و عذبن في جارتك سوريا فالجار أولى بالمعروف و هن لا يردن بكاء و لكن يردن نصرة منك

  فلماذا لا تنصرهن و انت تتبجح بالقوة و لديك حدود مع سوريا ولا احد يمنعك بينما السعودية و دول الخليج ليس لها حدود مع سوريا و هم ضعاف كما تقولون ؟؟؟

بعد تصريحات اردوغان غير المتوازنة الانفعالية المتطرفة  كردة فعل على عزل مرسي

عرفت سبب تمزق و اختلاف و تنازع المعارضة السورية التي تتخذ من تركيا مقرا لها و من هم خلف ذلك

و توقعت أن يعمل اردوغان على إفشال جهود السعودية في حل القضية السورية عن طريق تحريك اتباعه من الاسلاميين في المعارضة السورية و قد اتضح ذلك جليا

و للأسف إن الذي يدفع فاتورة عملهم و أخطاءهم و تجاربهم الشرفاء من الشعب السوري الذين ضحوا بالغالي و النفيس من اجل الحرية و الكرامة و هم يتنعمون في خيرات دول الخليج و الغرب !!!

و من غرائب الزمان أنهم سوف يلجئون للعيش في ظل تلك الحكومات التي يتهمونها بالتآمر و الخيانة و التخاذل و العمالة و معاداة الاسلام و الاسلاميين لينظروا من هناك و يوزعوا الاتهامات يمينا و شمالا و هم أكبر متآمر و متخاذل

أحسب أن دول العالم سئمت و غسلت يدها من المعارضة السورية و اتخذوا القرارات اللازمة و ربما أعطوا الضوء الاخضر لنظام بشار الذي أتقن اللعبة مقابل الفشل الذريع  للمعارضة في قيادة الصراع لإعادة السيطرة على المناطق المحررة و غلق الملف السوري  لأن ترك الامور هكذا لا غالب و لا مغلوب ليس في مصلحتهم و يكلفهم

بعد ان كشف اردوغان القناع عن وجهه الحقيقي تبين انه يلعب على جميع الحبال 
و أظن ان مصيره مثل صاحبه مرسي  و  أن العد التنازلي له قد بدأ

لأن مرسي يعيش بعقلية الستينات حيث فهم أن السياسة فن الخداع و الكذب و نسي بأن العالم قد تغير

 فلعب على جميع الحبال مثل العنكبوت اسرائيل ايران روسيا الغرب امريكا دول الخليج ظنا منه بأنه سيخدعهم و النتيجة اصبح  الكل يشكك فيه و يتوجس منه و نسي بان الاسلام مبادئ و مواقف صريحة معلنة و ليس دسدسة و أحابيل تحاك في السراديب

 و  لم يعرف بأن اوهن البيوت بيت العنكبوت فتقطعت به جميع الحبال و هوى العنكبوت في غيابة السجن

و سؤالي لاردوغان و من خلفه لماذا لم تكن ناصح أمين لمرسي و من خلفه  و تعلمه ابجديات السياسة و تقول له إن الدول ليست جمعيات خيرية فلا تعطي قروض دون شروط  و لا تدعم عائل متكبر و تقول له هل شروط ايران و روسيا جائزة و بيع المواقف السياسية لهم حلال و شروط غيرهم حرام

و لماذا جانبت الحقيقة و قلت بأنه لم يدعم أحد مصر على زمن مرسي سوى قطر و تركيا فالسعودية كانت اول المهنئين و الداعمين له ؟؟؟

و لماذا لم تنصحهم بالصبر و ابداء مرونة و عدم التسرع  و ترك العناد و عدم  اللجوء الى العنف كما فعلتم انتم في تركيا عندما انقلب عليكم العسكر و تم سجن قيادتكم فغيرتم اسم الحزب و عملتم في المعارضة حتى اكتسبتم خبرة إدارية و سياسية و قدمتم للشعب التركي نموذج ناجح فانتخبكم الشعب و استقرت لكم الامور

و هل يخفى عليك أن تشجيعك لهم على العناد ليس في مصلحتهم و ليس في مصلحة مصر و الامة و المشروع الاسلامي بشكل عام !!!
و لماذا لم يتآمر عليكم الغرب و امريكا و دول الخليج و تمنعكم من الوصول الى السلطة لأنكم اسلاميون كما تتهمونهم بالتآمر على إخوان مصر  ؟؟؟
و لماذا وقفت تلك الدول مع الشعب المصري و التونسي و الليبي و السوري و اليمني ضد أنظمتهم علما بأنكم تقولون عن تلك الانظمة بأنها عميلة لهم  ؟؟؟

الآن فهمت لماذا عمل طارق سويدان  القيادي في الأخوان اكاديمية اعداد القادة في تركيا و لماذا اختار تركيا لمشروع التغيير

الآن فهمت لماذا عمل شيوخ الاخوان بالخليج برنامجهم سواعد الاخاء في تركيا الذي وضعوا فيه خططهم  و استراتجيتهم

عندما ذرف اردوغان دمعتين على اخوان غزة و اخوان مصر تحول لبطل و رمز
رغم انه يقيم علاقات مع إسرائيل و عضو في حلف الناتو و قاد حلف الناتو في حربه ضد طالبان و هو يقول عن حكومته بأنها علمانية و الواقع يشهد بذلك       و ثبت تورط حكومته و بعض وزرائه في مساعدة إيران و تخفيف وطأة الحصار عليها عن طريق تهريب الاموال اليها من بنك حكومي و تقارب مع إيران في هذه الظروف الحساسة و أنشأ مجلس تعاون مشترك مع إيران و أمر بإغلاق أكثر من 4000 مدرسة ذات توجه إسلامي لفتح الله كولن لمخالفته الراي و إقالة ضباط الشرطة و القضاة الذين كشفوا الفاسدين في حكومته و حجب تويتر
فهاتان الدمعتان في شرع الاخوان غفرت جميع ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر و رفعته لأعلى عليين

و عندما ترضى مرسي عن الصحابة في ايران تحول لرمز و بطل

رغم أنه يقيم علاقات مع إسرائيل و أعاد العلاقات و بقوة مع ايران و فتح لها باب التشيع و أراد إقامة حلف مع روسيا أكبر داعم للنظام الاسدي و اتفق معها في الرؤية بخصوص سوريا

فهذا الترضي في شرع الإخوان غفر له جميع ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر و رفعه لأعلى عليين

الجري وراء العواطف و اصدار الاحكام و المواقف بناء على الظنون و الشعارات الجوفاء هو الذي ساهم في صنع الانظمة القمعية الشعاراتية الثورية 
و الشعوب العربية اليوم تكرر نفس الأخطاء السابقة فمتى ستصحو و اخص بالذكر علماؤها و مفكريها و كتابها ؟؟؟
فهل تريدون ان تدفع الامة سبعين سنة اخرى من عمرها حتى تكتشفوا انكم أخطأتم

الكاتب : عبد الحق صادق