عبدالحق صادق
حالة العداء و الصراع بين الفرس و الروم تاريخية و قبل الإسلام
نظام الخميني مصرح في دستوره تصدير الثورة أي عنده مشروع توسعي في
دول المنطقة و العالم لاستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية و في البداية حاول أن
يتمدد بالقوة العسكرية فبدأ بمحاربة العراق فوقفت أمريكا و الغرب و دول الخليج
بكامل ثقلها مع العراق فلم يستطع أن يتقدم أما الإخوان أصحاب المشروع الإسلامي
الخميني و نظام الأسد القومي العروبي فوقفوا مع الفرس
و أصبح العراق القوة الخامسة في العالم نتيجة هذا الدعم و بعد
إيقاف الحرب بينهما عمد نظام البعث العراقي القمعي إلى احتلال الكويت و أعاد
العلاقات مع نظام الخميني و الأسد بدلا من شكرهم فحاربهم بأموالهم و أسلحتهم و للأسف
معظم الشعوب العربية و الإسلامية صفقت و أيدت هذا الاحتلال و تمنوا أن يحتل بقية
دول الخليج فأي حقد و تنكر للجميل لدى أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي الماركسي
!!!!
و ما فعله النظام العراقي هدف جميع الأنظمة الجمهورية الثورية
القمعية أصحاب الفكر الثوري الماركسي
و لو لا الله ثم موقف
أمريكا و الغرب مع دول الخليج لكان أصحاب
هذا الفكر يسيطرون على مقدسات المسلمين و لرأيتم أصحاب البدع من الشيعة و المتصوفة
يعيثون فساداً حول الحرمين الشريفين يلطمون أنفسهم بالجنازير و الدماء تسيل منهم و
يضربون الدفوف و ينشدون الأهازيج و الراقصون و الراقصات يتمايلون بجوار الكعبة
المشرفة و مثوى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
و لرأيتم شتى أنواع الرايات تغطي سماء مكة المكرمة و المدينة المنورة
و بعد أن فشل في التمدد بالقوة العسكرية لجأ إلى التمدد عبر
الاحتلال الفكري للعقلية العربية و الإسلامية بواسطة أدواته من السنة و الشيعة في
الدول العربية و الإسلامية و على رأسهم الإخوان و حزب الله و نظام الأسد و حقق
نجاحا باهرا في ذلك فسيطر على العقلية العربية و الإسلامية تماما من عامتهم إلى
مثقفيهم و من علمانيين و ليبراليين و قوميين إلى إسلاميين بشتى مشاربهم
فالكل أصبح يتبنى الرؤية السياسية الإيرانية إلا من رحم
ربي بواسطة حليفهم المخلص الإخوان عبر آلتهم الإعلامية العملاقة
فانتقل إلى المرحلة التالية و هي الحرب و الاحتلال بالوكالة و نجح
نجاحا باهرا أيضا بفضل الغباء السياسي العجيب لدى السنة و جهود خادمهم المخلص
النشيط الإخوان فصنعوا له تنظيم القاعدة و جبهة النصرة و داعش و أنصار بيت المقدس
و حماس و أنصار الشريعة
فأصبح يحتل الدول بواسطة
أبناء البلد أنفسهم من السنة و الشيعة الذين تم احتلال عقليتهم و برمجتهم حسب ما
يريد النظام الإيراني فجعلهم يجاهدون و يقاتلون في سبيل مشروعه الفارسي و هم
يحسبون أنهم يجاهدون في سبيل الله و يقاتلون في سبيل ولاية الفقيه الصفوي الإيراني
و هم يحسبون أنهم يقاتلون في سبيل الخلافة الإسلامية و نجح حتى الآن باحتلال ستة
دول إسلامية
و العرب و المسلمين يهللون لهم و لا يدرون أنهم يهللون للاحتلال
الفارسي لدولهم و أن الاحتلال الإيراني لعقليتهم شل قدرة دول التحالف على إنقاذهم
من براثن الاحتلال الإيراني فصاروا يحقدون
على تلك الدول أكثر و خامنئي يضحك بملئ فيه و لسان حاله يقول لاحظوا أنتم تدعمون
الشعوب العربية و يشتمونكم و أنا أقتلهم فيشتمونكم أيضا و لا يذكروني بسوء بفضل
سحرتي الإخوان أعطهم يا روحاني مائة مليون دولار ليتنعموا بها في الغرب و لا تقلق
سآخذها من قطر !!!!
و لأن أمريكا أقوى دولة في العالم و هي
راعية النظام العالمي و الحدود الدولية التي تم إقرارها بعد الحرب العالمية
الثانية فهي تشكل أكبر عقبة في وجه المشروع الإيراني الإخواني التوسعي التسلطي
الفارسي و لذلك يناصبونها العداء و الشعوب تتخذ نفس الموقف
فاحتجز موظفي السفارة الأمريكية و من يومها قطعت
أمريكا العلاقات معها و فرض حلف الناتو عليها عقوبات يوم كان معظم العرب و
المسلمين يصفقون لمقاومتها و ممانعتها
و رغم كل ما ارتكبته من جرائم و انتهاكات بحق
العرب و المسلمين و وضوح خطورة مشروعها في المنطقة لا تزال معظم الدول الإسلامية
تقيم علاقات معها و الدول الإخوانية الرمز بنظر الشعوب تتحالف استراتيجيا معها ففي
مؤتمر جدة لمنظمة التعاون الإسلامي الذي دعت له السعودية بخصوص الاعتداء على
سفاراتها في طهران حضر 28 دولة إسلامية من أصل 56 رغم ان السعودية أياديها بيضاء
على جميع الدول الإسلامية و وقفت معهم في الشدائد و المحن و هي العمود الفقري
للسنة و حقد أغلب السنة عليها لا يقل عن حقد النظام الإيراني و كلامهم عليها هو
نفس كلام رئيس الحرس الثوري الإيراني و حسن نصر الله بل زيادة
أمريكا و الغرب سياستهم واضحة و شفافة
لدرجة كبيرة لأن عندهم قيم يسيرون عليها و القوي لا ينافق للضعيف و العكس صحيح
فعندما فرضوا العقوبات أعلنوها و عندما رفعوها أعلنوها و هم يدعمون إسرائيل علناً
و ليس من تحت الطاولة خوفا من العرب و المسلمين فالأمر ليس كما يشيع الإخوان و
تردد خلفهم الشعوب بأنهم يتحالفون معها من تحت الطاولة
إذا الاحتلال الإيراني الفكري السياسي
للعقلية و الإسلامية سبب تمدد إيران و عجز دول التحالف من إيقاف هذا التمدد و سبب
رفع العقوبات و هذا الدمار و القتل و الفوضى في الدول العربية و الإسلامية
و سأذكر بعض المواقف التي تؤكد أن العقلية محتلة من الإخوان حسب
الرؤية السياسية الإيرانية و العجيب أن هذه الرؤية متناقضة مضطربة بشكل يستغرب
صاحب العقل الحر المنفتح كيف تقبلتها الشعوب بكل أطياف المجتمع عامة و مثقفين
علمانيين و ليبراليين و قوميين و إسلاميين بشتى مشاربهم :
عندما كانت أمريكا تفرض عقوبات على
إيران و نظام الأسد قبل عام 2011 قالوا هي فعلت ذلك لأن إيران و نظام
الأسد دول مقاومة و ممانعة و لا يرضخون
لأمريكا و إسرائيل كما ترضخ دول الخليج و سياسة نظام الأسد الخارجية من أشرف
الأنظمة العربية و لم يقولوا هذا خداع و بعد 2011 أصبح نظام خامنئي و الأسد و حزب
الله عميل لإسرائيل و أمريكا رغم أن إسرائيل قصفت قوات الأسد و حزب الله و قتلت
إيرانيين و لم تقصف كتائب المعارضة سواء معتدلة أو متطرفة و إسرائيل تداوي جرحى
جبهة النصرة و أمريكا فرضت عقوبات على نظام الأسد و حزب الله و صنفته على قائمة
الإرهاب و تدعم المعارضة سياسيا و إعلاميا و دبلوماسيا و بالمال و السلاح فالموقف
السياسي لوحده من أقوى دولة في
العالم يعادل عشرات المليارات و جيش جرار
و كانوا يتهمون الشعب العراقي بالخيانة لوقوفهم ضد النظام البعثي العراقي
الاستبدادي و استعانتهم بأمريكا للتخلص منه
و عندما عرضت أمريكا على
المعارضة السورية الإخوانية عام 2003 التعاون معها للإطاحة بنظام الأسد رفضوا و يومها
تبجح بشار بأنه في سوريا حتى المعارضة وطنية
و بعد أن أذاقتهم إيران الويلات بواسطة أدواتها و تبين لهم أنها تتاجر بقضايا
العرب و المسلمين و أنها تمارس أقسى أنواع الاحتلال في العالم غيروا رأيهم و
أصبحوا يستغيثون بأمريكا صباح مساء لتخليصهم من النظام الإيراني و أتباعه و أمريكا
تأبى فيشتمونها و يتهمونها بشتى التهم و الغريب أنهم يعتبرونها عدو و يستغيثون بها
و يريدونها أن تتدخل حسب ما يريدون و ليس كما تريد و هي التي تدفع التكاليف فيريدون من أقوى دولة في العالم أن تسير وفق
شروطهم و التكاليف منها فلو كانوا يدفعون التكاليف كما فعلت دول الخليج في حرب
تحرير الكويت ربما كان ذلك منطقياً
و عندما حذرت أمريكا المعارضة السورية من وجود متطرفين بين صفوفهم
نفوا ذلك و عندما صنفت جبهة النصرة أداة المشروع الفارسي الإخواني على قائمة
الإرهاب قالوا : (جبهة النصرة تمثلنا ) و ( ألم ترتوي يا أمريكا من دمائنا ) و لم
يقولوا يا إيران
و بسبب الاستعلاء و الاستكبار فبعد أن تبين لهم خطأ موقفهم السابق
من إيران و نظام الأسد و حزب الله لم يعتذروا من أمريكا و الغرب على موقفهم و لكنهم تعالوا و استكبروا
أكثر فافتروا عليهم و اتهموهم بأنهم يتحالفون معها من تحت الطاولة و لا يفرضون
عليها عقوبات و أن هذه خدعة فلا تكن ساذجا و تصدق هذه الخدع فأصحاب عقدة
المؤامرة الإخوانية أذكياء لا يخدعون و لذلك
الدول العظمى تقيم علاقات مع إيران من تحت الطاولة خوفا منهم
و بعد فصل داعش عن النصرة و كفرتهم و استحلت دمهم و ذبحتهم و
هجرتهم فلم يبقى في سوريا إلا المتطرفين ما عدا الأكراد و من معهم من العرب لم
يخجلوا من فعلتهم و يعتذروا لأمريكا من كلامهم و موقفهم بل ازدادوا علوا و
استكبارا فاتهموها بصنع داعش و الإرهاب و عندما جاءت لتحارب داعش هادنوها و
تخندقوا معها ضد دول التحالف
و الغريب أن معظم الدول
العربية و الإسلامية تقيم علاقات معها فلو كانوا يقطعون العلاقات معها ربما كان
الأمر مقبولا و بفرض أنهم خائفون منهم سيقولون لهم دولكم تقيم علاقات معها فلماذا
تريدون منا أن نقطع العلاقات معها ؟؟!!!
و الأغرب أنهم اتخذوا رموز ممن يتحالفون استراتيجياً مع النظام
الإيراني و ليس علاقات عادية كالإخوان و حماس و أردوغان و مرسي و يلومون الغرب
الذين يعتبرونهم أعداء على إعادة العلاقات العادية و بسبب تصرفاتهم و خدمتهم
لإيران و لا يطلبون من رموزهم تخفيض مستوى هذه العلاقات لتصبح عادية بدلا من
إستراتيجية و لا يطلبون منهم النصرة و يتبجحون بقوتهم العسكرية و الاقتصادية
يتحدثون بهذه اللهجة الاستعلائية و هذا البهتان و الجرأة على الحق
فيريدون من دول عظمى أن تسير على هواهم حتى يدمروا بلدانهم كما دمروا بلدهم و
هم أفشل و أضعف معارضة في العالم فماذا لو
أصبحوا دولة عظمى غنية متقدمة ؟؟؟
أي تناقض و أي عنجهية و
استعلاء نازي فارسي خميني إخواني هذا !!!!
سنة الله في خلقه أن يبقى هؤلاء في الحضيض لأنهم لو أصبحوا دولة
عظمى سيعيدون إلى الإنسانية عصر العبودية و الرق بعد أن حررهم منها الإسلام و
أنظمة العالم المتحضر المتمدن
أمريكا و الغرب و قفوا مع دول الخليج العربي منذ نشأتهم ضد جميع
المخاطر التي تهددهم و ساعدوهم على النهوض حتى أصبحوا في مقدمة الدول العربية و
الإسلامية و مع الشعب الأفغاني ضد
الاحتلال السوفيتي و مع العراق ضد إيران و مع البوسنة ضد الصرب و مع شعوب الربيع
العربي ضد أنظمتهم القمعية الذي حوله الإخوان إلى حر و قر جهنم و سلموه للمشروع
الفارسي
و في أمريكا و الغرب العدل و الحياة الحرة الكريمة و حرية الرأي و
المعتقد و الدعوة و ممارسة الشعائر الدينية أفضل من معظم الدول الإسلامية و العرب
و المسلمين يتنعمون باختراعاتهم لذلك لو
فتحوا حدودهم أمامهم لتركوا بلدانهم ليعيشوا في ظل احتلالهم فالسجن عندهم أفضل من
الحرية في ظل الأنظمة القمعية و لذلك بعض سجناء غوانتمو - أقسى سجن في الغرب - فضلوا
البقاء في السجن على العودة إلى بلدانهم
و رغم ذلك و نتيجة الاحتلال الإيراني الإخواني للعقلية العربية و الإسلامية
فلو سألتم أطفال العرب و المسلمين من عدوكم و المتآمر عليكم و سبب مآسيكم و تخلفكم
لأجابوا أمريكا و الغرب و هذه النظرة العدائية هي العمود الفقري للإرهاب الذي أشعل
المنطقة و أصبح يطرق أبواب أمريكا و الغرب و يهدد أمنهم و إشعال حرب عالمية ثالثة
إخوانية
فهل رأيتم أحلم منهم صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما
وصفهم أحلم الناس و أعطفهم على يتيم ؟؟؟!!!
أحسب أن صبرهم قد نفد فأصبحوا يفكرون بطريقة أخرى لحماية شعوبهم و تحقيق مصالحهم و هو التخلي عن دول
الخليج و الدول العربية و الإسلامية و تركهم و شأنهم أمام الوحش الحاقد الإيراني و
الثعلب الماكر الإخواني و أدواتهم من التنظيمات الإرهابية السنية و الشيعية و أولى
بوادره الاتفاق النووي الإيراني الذي يعتبر بمثابة اختبار لمصداقية النظام
الإيراني فإذا صدق معهم فستكون هناك خطوات أخرى و لجوء الدول العربية إلى الشرق
روسيا و الصين لن يحميهم من هذا الوحش لأنهم أصدقاء له قبلهم و يمكن أن يشتري
مواقفهم و يحقق مصالحهم أكثر منهم
فأمريكا و الغرب عرفوا أهداف و خطورة نظام الخميني و مشروعه منذ
نشأته لأنه يهدد مصالحهم و يقلص نفوذهم في العالم و لب المشكلة لديهم و هذه من
الأخطاء الإستراتجية القاتلة أنهم لم يدركوا أن الإخوان من أخطر ما يهدد أمنهم
القومي و أخطر من إيران
فالحذر ثم الحذر ثم الحذر ................. من الإخوان و دولهم تركيا
و قطر فهم أخطر من إيران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.