الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

الإمارات نموذج في الوطنية و الوحدة الوطنية



عبدالحق صادق 

هنيئا للإمارات حكومة و شعباً باليوم الوطني الرابع و الأربعين الذي يصادف يوم الأربعاء 2 ديسمبر 2015
 و رحم الله الشيخ زايد آل نهيان الذي وحد الإمارات السبع في كيان واحد الإمارات العربية المتحدة و رسخ الحس الوطني في شعبها فجعلها نموذجا يحتذى به في الوطنية و التلاحم بين الشعب و قيادته فأثمرت هذه الحضارة السامية محل فخر و اعتزاز الشعب الإماراتي و كل عربي و مسلم لديه حس سليم و محل إعجاب الدول المتقدمة
 هذه الحضارة التي جعلت الإمارات قبلة عالمية سياحية و تجارية و لرجال الأعمال و العمال فأصبح مطار دبي من الأنشط عالميا و حولت الإمارات لورشة عمل عادت بالخير الكثير على الشعوب العربية و الإسلامية و الإنسانية جمعاء  فأصبحت الإمارات بجدارة نموذج للنهضة العربية و الإسلامية و أثبتت أن الإنسان العربي قادر على النهوض إذا تحلى بفكر سليم و بالوطنية الحقة و توفرت له قيادة كفؤ عندها إرادة و همة عالية في النهوض
و شعب الإمارات ضرب للشعوب العربية و الإسلامية مثالا في الوطنية الحقة بالرغم من القفزة النوعية الحضارية غير العادية التي حققتها الإمارات تجد خلق التواضع عندهم بعيداً عن الوطنية الزائفة المتطرفة  التي تدل على هنجهية و استعلاء فارغ  التي تجدها عند بعض الشعوب التي أصبحت بلدانهم من أسوأ بلدان العالم و الغريب لا يزالون على عنجهيتهم  و يسخرون من الإمارات التي أصبحت في مقدمة الركب و من قلة المروءة و نكران الجميل يأكلون و يتنعمون بخيراتها و حضارتها و أمنها و استقرارها.
الوطنية الحقة هي التلاحم بين أطياف المجتمع و بين الشعب و قيادته و العمل بجد و نشاط على رفعة الوطن و إعطاء صورة ناصعة عنه و الغيرة عليه و الدفاع عنه ضد كل من يمسه بسوء و يهدد أمنه
و هذا النجاح يعود إلى قيادة الإمارات الحكيمة التي حافظت على عقول شعبها من الاحتلال الفكري الإيراني الإخواني الخبيث الذي غزى معظم الشعوب العربية و الإسلامية فأخر نهضتها و جعلها في مؤخرة الركب و تعاني ما تعانيه اليوم من مشاكل و أزمات
و سوف استغل هذه المناسبة لأشير إلى أمر خطير لكي يحذر منه الشعب الإماراتي حتى لا يصبح مثل بعض دول الخليج و هو الحذر من الإخوان و السروريون مطية الفرس إلى الدول العربية و الإسلامية و معرفة أساليبهم و فكرهم و أهدافهم حتى يتم أخذ الحيطة و الحذر منها
 هؤلاء يعملون ليل نهار على إماتة الحس الوطني لدى الشعوب فهم أعداء الوطنية و الوطن و يلعبون على العواطف الدينية لتحقيق هذه الغاية بالأساليب و للأهداف التالية :
أنشأ الإخوان في 80 دولة حول العالم حكومة إخوانية باطنية متكاملة الإركان تعمل في الخفاء على إسقاط الحكومة الظاهرة  لتحل محلها حكومتهم الباطنة و تظهر إلى العلن و لذلك هدف استراتيجي عند الإخوان و السروريون في أي بلد يوجدون فيه نزع ثقة الشعب بقيادته و رموزه
و يعملون على إضعاف وقتل الحس الوطني لدى المواطنين و خاصة جيل الشباب لكي ينزعوا ولائهم و محبتهم لأوطانهم و قيادتهم و يمنحوها لحكومة الإخوان الباطنية في هذه الدولة فالإخوان هم دولة ضمن الدولة
و ذلك عن طريق تهويل السلبيات البسيطة الموجودة في الدول المتقدمة و دفن و تقزيم الإيجابيات الضخمة و الكثيرة فإن لم يجدوا سلبية يحولوا الإيجابية لسلبية ليطعنوا بوطنهم و بالمقابل يهولون لرموزهم و دولهم الإيجابيات الصغيرة التي لا تذكر فإن لم يجدوا يزوروا الواقع و الأرقام و يوجدوا إيجابية و يقزمون طوامهم و يبررون لهم فلديهم بدل السبعين عذر ألف لرموزهم أما لغيرهم فالأبواب مغلقة و الأعذار ممنوعة و هي نفاق و عبودية و انبطاح و ارتزاق
و هذا السلوك ليس أمراً عادياً و لكنه خطير للغاية و نتائجه مدمرة و هو مقصود و مدروس بعناية لأنه ينتج مجتمع يائس محبط
فأحد أهم أسباب التطرف و الإرهاب و انتشار الفساد و تخريب المرافق العامة و  تعاطي المخدرات و القيادة المتهورة التي تؤدي لكثرة الحوادث  هو مشاعر اليأس و الإحباط التي سببها ضعف الحس الوطني الذي اغتاله الإخوان و السروريون لدى هؤلاء الشباب اليافع فتحولوا لمعول هدم في أوطانهم بدل من العمل على رفعته و بنائه و يتطور هذا السلوك السلبي حتى يصل لحد أنهم يفجرون أنفسهم ضد أبناء وطنهم و لتخريب المنشآت الحيوية و وصل بهم الأمر إلى تفجير المساجد  باسم الجهاد يجاهدون في سبيل المشروع الفارسي الإخواني و صور لهم الإخوان و السروريون أنهم يجاهدون في سبيل الله و سيدخلون الجنة
فالسعودية و الإمارات من أفضل الدول الإسلامية و رغم ذلك استطاع الإخوان أن يصوروا لكثير من الشباب أنهم أسوأ بلد إسلامي و لذلك عندما تذكر لهم إنجازت وطنهم يتفاجؤوا و لا يصدقوا و يستهزؤا بك و يتهمنوك بالنفاق و التزلف
و الشخص المحبط ضعيف الحس الوطني هو عنصر متشائم سلبي في مجتمعه و وطنه لا تقع عينه إلا على السلبيات و يسهل تجنيده في التنظيمات الإرهابية التي هي أداة هدم الحضارة العربية و الإسلامية و الغربية خدمة للمشروع الفارسي الحاقد عليهم
و لم يكتفي شيوخ الإخوان و السروريون بذلك فعمدوا إلى اللعب على العواطف الدينية  عن طريق لي أعناق النصوص القرآنية و الأحاديث النبوية و تحريف كلام كبار العلماء و تقويلهم ما لم يقولوه من أجل إثبات حرمة الوطنية و الاحتفال باليوم الوطني دينياً
و من التناقض و ازدواجية المعايير و التطرف في الأحكام عندهم  المثيرة للاشمئزاز تجدهم يتبجحون بأوطانهم و يتفاخرون بها تفاخر يصل لحد الوطنية المتطرفة و التعصب المقيت و الشوفينية و يحرمونها على السعودية و الإمارات و يسمونها جامية و نفاق و انبطاح و لعق أحذية و علماء السلطان .
و ذلك إستناذا ً إلى القاعدة الشرعية الإخوانية السرورية : يجوز لنا ما لا يجوز لغيرنا لأننا شعب الله المختار و صفوته من خلقه فلا تقارنوا غيرنا بنا .
راجعت أقوال الشيخان بن باز و بن عثيمين يرحمهما الله حول الوطنية و حكم الإحتفال باليوم الوطني التي يستشهد بها هؤلاء لإثبات حرمة الوطنية و الاحتفال باليوم الوطني  فوجدتها بعيدة  كل البعد عما ينقلونه عنهما زوراً و بهتانا و تفاجئت بأقوال لهما تدل على قمة الوطنية عندهما
قال الشيخ بن باز يرحمه الله :  العداء لهذا الوطن هو عداء للتوحيد لأن بلاد الحرمين هي الوحيدة التي ترفع راية التوحيد و تحكم بالكتاب و السنة فالتركيز عليها بالذم دون بلاد المسلمين له دلالات خطيرة ، و أثنى على آل سعود و ذكر الايجابيات الكثيرة التي تتمتع بها هذه البلاد 
و قال الشيخ بن عثيمين يرحمه الله : هذا الوطن هو خير بلاد المسلمين و أفضل من يطبق شرع الله و حذر من الطعن فيه و بولاة أمره و دفن إيجابياته الكثيرة
فالمؤمن وطني من النوع الممتاز
و بعد إكتشاف حكومات دول الخليج لحقيقتهم و حظرهم من بعض الدول لجؤوا إلى دورات البرمجة العصبية و الموارد البشرية لبث سمومهم في المجتمع الخليجي و أصبحوا يعملون تحت أسم جماعة الدعوة و التبليغ
في ظل الهجمة الشرسة على السعودية و الإمارات من قبل المحور الإيراني الإخولاني لتشويه سمعتهم و إضعاف الحس الوطني لدى أبنائهم الذي يؤدي إلى خلخلة المجتمع و ضعف تماسكه حتى يصبح لقمة سهلة سائغة للمشروع الفارسي الإخواني
أرى أنه أصبح من الضرورة التركيز على غرس و تعزيز الحس الوطني لدى الشباب عن طريق نزع الثقة من أعداء الوطنية الذين يعملون على تمزيق المجتمع و إضعاف الحس الوطني لديه و ذكر إنجازات و إيجابيات الوطن و قيادته و من جملة ذلك الاحتفال باليوم الوطني و التعبير عن مشاعر الفرح و الاعتزاز و الشكر للمخلصين لهذا الوطن .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.