عبدالحق صادق
هنيئا للإمارات حكومة و
شعباً باليوم الوطني الرابع و الأربعين الذي يصادف يوم الأربعاء 2 ديسمبر 2015
و رحم الله الشيخ زايد آل نهيان الذي وحد
الإمارات السبع في كيان واحد الإمارات العربية المتحدة و رسخ الحس الوطني في شعبها
فجعلها نموذجا يحتذى به في الوطنية و التلاحم بين الشعب و قيادته فأثمرت هذه
الحضارة السامية محل فخر و اعتزاز الشعب الإماراتي و كل عربي و مسلم لديه حس سليم
و محل إعجاب الدول المتقدمة
هذه الحضارة التي جعلت الإمارات قبلة عالمية سياحية
و تجارية و لرجال الأعمال و العمال فأصبح مطار دبي من الأنشط عالميا و حولت
الإمارات لورشة عمل عادت بالخير الكثير على الشعوب العربية و الإسلامية و
الإنسانية جمعاء فأصبحت الإمارات بجدارة
نموذج للنهضة العربية و الإسلامية و أثبتت أن الإنسان العربي قادر على النهوض إذا
تحلى بفكر سليم و بالوطنية الحقة و توفرت له قيادة كفؤ عندها إرادة و همة عالية في
النهوض
و شعب الإمارات ضرب
للشعوب العربية و الإسلامية مثالا في الوطنية الحقة بالرغم من القفزة النوعية
الحضارية غير العادية التي حققتها الإمارات تجد خلق التواضع عندهم بعيداً عن
الوطنية الزائفة المتطرفة التي تدل على
هنجهية و استعلاء فارغ التي تجدها عند بعض
الشعوب التي أصبحت بلدانهم من أسوأ بلدان العالم و الغريب لا يزالون على
عنجهيتهم و يسخرون من الإمارات التي أصبحت
في مقدمة الركب و من قلة المروءة و نكران الجميل يأكلون و يتنعمون بخيراتها و
حضارتها و أمنها و استقرارها.
الوطنية الحقة هي
التلاحم بين أطياف المجتمع و بين الشعب و قيادته و العمل بجد و نشاط على رفعة
الوطن و إعطاء صورة ناصعة عنه و الغيرة عليه و الدفاع عنه ضد كل من يمسه بسوء و
يهدد أمنه
و هذا النجاح يعود إلى
قيادة الإمارات الحكيمة التي حافظت على عقول شعبها من الاحتلال الفكري الإيراني
الإخواني الخبيث الذي غزى معظم الشعوب العربية و الإسلامية فأخر نهضتها و جعلها في
مؤخرة الركب و تعاني ما تعانيه اليوم من مشاكل و أزمات
و سوف استغل هذه
المناسبة لأشير إلى أمر خطير لكي يحذر منه الشعب الإماراتي حتى لا يصبح مثل بعض
دول الخليج و هو الحذر من الإخوان و السروريون مطية الفرس إلى الدول العربية و
الإسلامية و معرفة أساليبهم و فكرهم و أهدافهم حتى يتم أخذ الحيطة و الحذر منها
هؤلاء يعملون ليل نهار على إماتة الحس الوطني
لدى الشعوب فهم أعداء الوطنية و الوطن و يلعبون على العواطف الدينية لتحقيق هذه
الغاية بالأساليب و للأهداف التالية :
أنشأ الإخوان في 80 دولة حول العالم حكومة
إخوانية باطنية متكاملة الإركان تعمل في الخفاء على إسقاط الحكومة الظاهرة لتحل محلها حكومتهم الباطنة و تظهر إلى العلن و
لذلك هدف استراتيجي عند الإخوان و السروريون في أي بلد يوجدون فيه نزع ثقة الشعب
بقيادته و رموزه
و يعملون على إضعاف وقتل الحس الوطني لدى
المواطنين و خاصة جيل الشباب لكي ينزعوا ولائهم و محبتهم لأوطانهم و قيادتهم و
يمنحوها لحكومة الإخوان الباطنية في هذه الدولة فالإخوان هم دولة ضمن الدولة
و ذلك عن طريق تهويل السلبيات البسيطة الموجودة
في الدول المتقدمة و دفن و تقزيم الإيجابيات الضخمة و الكثيرة فإن لم يجدوا سلبية
يحولوا الإيجابية لسلبية ليطعنوا بوطنهم و بالمقابل يهولون لرموزهم و دولهم
الإيجابيات الصغيرة التي لا تذكر فإن لم يجدوا يزوروا الواقع و الأرقام و يوجدوا
إيجابية و يقزمون طوامهم و يبررون لهم فلديهم بدل السبعين عذر ألف لرموزهم أما
لغيرهم فالأبواب مغلقة و الأعذار ممنوعة و هي نفاق و عبودية و انبطاح و ارتزاق
و هذا السلوك ليس أمراً عادياً و لكنه خطير
للغاية و نتائجه مدمرة و هو مقصود و مدروس بعناية لأنه ينتج مجتمع يائس محبط
فأحد أهم أسباب التطرف و الإرهاب و انتشار
الفساد و تخريب المرافق العامة و تعاطي
المخدرات و القيادة المتهورة التي تؤدي لكثرة الحوادث هو مشاعر اليأس و الإحباط التي سببها ضعف الحس
الوطني الذي اغتاله الإخوان و السروريون لدى هؤلاء الشباب اليافع فتحولوا لمعول
هدم في أوطانهم بدل من العمل على رفعته و بنائه و يتطور هذا السلوك السلبي حتى يصل
لحد أنهم يفجرون أنفسهم ضد أبناء وطنهم و لتخريب المنشآت الحيوية و وصل بهم الأمر
إلى تفجير المساجد باسم الجهاد يجاهدون في
سبيل المشروع الفارسي الإخواني و صور لهم الإخوان و السروريون أنهم يجاهدون في
سبيل الله و سيدخلون الجنة
فالسعودية و الإمارات من أفضل الدول الإسلامية و
رغم ذلك استطاع الإخوان أن يصوروا لكثير من الشباب أنهم أسوأ بلد إسلامي و لذلك
عندما تذكر لهم إنجازت وطنهم يتفاجؤوا و لا يصدقوا و يستهزؤا بك و يتهمنوك بالنفاق
و التزلف
و الشخص المحبط ضعيف الحس الوطني هو عنصر متشائم
سلبي في مجتمعه و وطنه لا تقع عينه إلا على السلبيات و يسهل تجنيده في التنظيمات
الإرهابية التي هي أداة هدم الحضارة العربية و الإسلامية و الغربية خدمة للمشروع
الفارسي الحاقد عليهم
و لم يكتفي شيوخ الإخوان و السروريون بذلك
فعمدوا إلى اللعب على العواطف الدينية عن
طريق لي أعناق النصوص القرآنية و الأحاديث النبوية و تحريف كلام كبار العلماء و
تقويلهم ما لم يقولوه من أجل إثبات حرمة الوطنية و الاحتفال باليوم الوطني دينياً
و من التناقض و ازدواجية المعايير و التطرف في
الأحكام عندهم المثيرة للاشمئزاز تجدهم
يتبجحون بأوطانهم و يتفاخرون بها تفاخر يصل لحد الوطنية المتطرفة و التعصب المقيت
و الشوفينية و يحرمونها على السعودية و الإمارات و يسمونها جامية و نفاق و انبطاح
و لعق أحذية و علماء السلطان .
و ذلك إستناذا ً إلى القاعدة الشرعية الإخوانية
السرورية : يجوز لنا ما لا يجوز لغيرنا لأننا شعب الله المختار و صفوته من خلقه
فلا تقارنوا غيرنا بنا .
راجعت أقوال الشيخان بن باز و بن عثيمين يرحمهما الله حول الوطنية و حكم الإحتفال باليوم الوطني التي يستشهد بها هؤلاء لإثبات حرمة الوطنية و الاحتفال باليوم الوطني فوجدتها بعيدة كل البعد عما ينقلونه عنهما زوراً و بهتانا و تفاجئت بأقوال لهما تدل على قمة الوطنية عندهما
راجعت أقوال الشيخان بن باز و بن عثيمين يرحمهما الله حول الوطنية و حكم الإحتفال باليوم الوطني التي يستشهد بها هؤلاء لإثبات حرمة الوطنية و الاحتفال باليوم الوطني فوجدتها بعيدة كل البعد عما ينقلونه عنهما زوراً و بهتانا و تفاجئت بأقوال لهما تدل على قمة الوطنية عندهما
قال الشيخ بن باز يرحمه الله : العداء لهذا الوطن هو عداء للتوحيد لأن بلاد
الحرمين هي الوحيدة التي ترفع راية التوحيد و تحكم بالكتاب و السنة فالتركيز عليها
بالذم دون بلاد المسلمين له دلالات خطيرة ، و أثنى على آل سعود و ذكر الايجابيات
الكثيرة التي تتمتع بها هذه البلاد
و قال الشيخ بن عثيمين يرحمه الله : هذا الوطن هو
خير بلاد المسلمين و أفضل من يطبق شرع الله و حذر من الطعن فيه و بولاة أمره و دفن
إيجابياته الكثيرة
فالمؤمن وطني من النوع الممتاز
و بعد إكتشاف حكومات دول الخليج لحقيقتهم و حظرهم
من بعض الدول لجؤوا إلى دورات البرمجة العصبية و الموارد البشرية لبث سمومهم في
المجتمع الخليجي و أصبحوا يعملون تحت أسم جماعة الدعوة و التبليغ
في ظل الهجمة الشرسة على السعودية و الإمارات من
قبل المحور الإيراني الإخولاني لتشويه سمعتهم و إضعاف الحس الوطني لدى أبنائهم
الذي يؤدي إلى خلخلة المجتمع و ضعف تماسكه حتى يصبح لقمة سهلة سائغة للمشروع
الفارسي الإخواني
أرى أنه أصبح من الضرورة التركيز على غرس و تعزيز
الحس الوطني لدى الشباب عن طريق نزع الثقة من أعداء الوطنية الذين يعملون على
تمزيق المجتمع و إضعاف الحس الوطني لديه و ذكر إنجازات و إيجابيات الوطن و قيادته
و من جملة ذلك الاحتفال باليوم الوطني و التعبير عن مشاعر الفرح و الاعتزاز و
الشكر للمخلصين لهذا الوطن
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.