الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

رؤية حول الحل السياسي في سورية


كثيرا ما أسمع لولا أردوغان لتم القضاء على الثورة السورية و التوصيف الصحيح أنه لا توجد ثورة في سوريا أصلا لأن من أهم شروط الثورة أن يكون لها فكر و رؤية سياسية و قيادة موحدة فاعلة على الأرض تتحكم بمقاليد الأمور و هذا غير موجود في الحالة السورية
 هذه تسمى انتفاضة شعبية سورية للمطالبة بمطالب عادلة تم الإجهاز عليها و حرفها عن مسارها كلياً منذ سنوات من قبل الإخوان بدعم من أردوغان و قطر 
 
الواقع يشهد بأن الموجود حالياً  حرب تدميرية تهجيرية تقودها إيران و تركيا و قطر و  المستفيد الوحيد منها المشروع الفارسي الإخواني العثماني و المتضرر الأكبر الشعب السوري و دول محور الاعتدال
 
و المعارضة تحارب النظام بنفس فكره و نهجه فهذه ليست معارضة بالمعنى السياسي الصحيح و لكن صراع على الكرسي و السلطة يقوده أمراء حرب و تجار ثورات و دماء و قضايا

 
فالعقل و المنطق و الحكمة و المصلحة يقولون على الشعب السوري أن ينتفض ضد هؤلاء و يفرز قيادات وطنية واعية تقود الحل السياسي و المصالحة الوطنية برعاية روسيا و دول التحالف
مشروع روسيا و النظام هو مشروع وطني و مشروع المعارضة المعتدلة الوطنية وطني أيضاً و من مصلحة روسيا  و النظام استقرارها و بقائها موحدة 
 فيمكن للمعارضة الوطنية المعتدلة  إيجاد تقاطع مصالح مع روسيا و النظام و التفاهم معهم و التوصل لحل وسطي و تحصيل ما يمكن تحصيله لأن هذا أفضل الممكن و السياسة هي فن الممكن
 و إنني لا أقول بأن روسيا راعي حيادي و لكن أفضل الممكن لأنها الدولة الوحيدة القادرة على تقليم أظافر إيران و الإخوان و القضاء على الإرهاب و الحفاظ على سورية موحدة
 
و البديل الموجود على الأرض هو مشروع الإخوان و أردوغان و قطر حلفاء إيران و أدواتهم داعش و جبهة النصرة الذي نتائجه ما نراه على أرض الواقع من قتل و تدمير و فوضى طيلة خمس سنوات
 
لأن مشروعهم  خارج حدود سوريا و تصرفاتهم ستكون خدمة لهذا المشروع و من مصلحة هذا المشروع عدم استقرار سوريا و عدم وجود جيش وطني قوي يضبط الأمن لكي تبقى بؤرة للإرهابيين أدوات تنفيذ مشروعهم و سيعملون على إفشال و عرقلة أي مشروع وطني أو تشكيل جيش وطني قوي يضبط الأمن
هم يريدون جيش حر  بالاسم فقط و يتركون بعض الكتائب الضعيفة غير الفعالة و الخاضعة فعلياً للنصرة على أساس أنها جيش حر لكي يأخذوا على اسمه الدعم بالسلاح من دول التحالف  ليبيعونها للنصرة و داعش 
فلا يمكن إيجاد تقاطع مصالح وطنية مع الإخوان و تركيا الأردوغانية و قطر الإخوانية و لا يمكن التفاهم معهم و الوثوق بهم  و لو أظهروا أن مشروعهم ديمقراطي وطني فتصرفاتهم تثبت أنهم ليسوا أهلا للثقة فأعمالهم بخلاف أقوالهم و من سماتهم التلون و منهجهم السرية و السياسة عندهم فن الخداع  و الكذب و بالتالي إشراكهم في أي حل يعني إفساد هذا الحل و المشروع و الاتفاقية من الداخل و وضع العراقيل و العصي في الدواليب
و خير شاهد الواقع في سوريا و ليبيا استلم الإخوان زمام الأمور فيهما منذ خمس سنوات من الاجتماعات و المؤتمرات و النتيجة ما نراه على أرض الواقع من فرقة و تنازع و فوضى و قتل و تدمير و إرهاب يهدد دول الجوار و العالم و لا يوجد حل يلوح بالأفق علماً بأنهم الأقوى على الأرض و بيدهم الحل فإلى متى تستمر دول العالم بدعمهم و إعطائهم الفرص و الإرهاب  أصبح يهدد دولهم
الذين يقولون بعد كل  الشهداء و الجرحى و المهجرين و الدمار تريدنا أن نقبل بالحل السياسي الذي ترعاه روسيا  حليف النظام و شريكه و تاريخها الدموي معروف فسوف نستمر حتى نحقق مطالبنا و أهداف الثورة
الرد : إذا كان القائل يعيش خارج سوريا فأقول له ارجع إلى سوريا و ذق ما يذوقه الشعب و  قاتل النظام عندها تكون وجهة نظرك محترمة و تثبت أنك صاحب مبدأ و قضية و من حقك التحدث أما أن تعيش في الخارج في  بر الأمان أنت و أولادك و ترفض الحلول و توزع الاتهامات فعليك أن تصمت فإن أبيت فأقترح على الدولة التي تقيم فيها أن ترحلك لأنك من دعاة التحريض و الفتنة التي تتسبب بإراقة الدماء و صنع الإرهاب
و إذا كان القائل يقيم في الداخل فوجهة نظره تحترم و أتمنى أن يرد على هذا الكلام
روسيا حليف النظام منذ وجد و أغلب الشعب السوري لم يعترض على هذا التحالف و يعتبرها صديق و صفق و تبجح  بمقاومة و ممانعة النظام و اتهم دول التحالف الغربي العربي الذين يدعمون المعارضة اليوم بالخيانة و التآمر لأن النظام يقول ذلك و لا زال الشعب السوري معارضة و موالاة يعتبرونهم  أعداء و متآمرين
و بعد قيام الانتفاضة السورية 2011 غيرتم نظرتكم تجاه روسيا و إيران
فهل تريدون من  دولة عظمى أن تغير إستراتيجيتها و تحالفاتها لأنكم غيرتكم نظرتكم تجاه النظام ؟؟؟
فالذي تحالف معها النظام و ليس أنتم و معروف أن الحلفاء يقفون مع بعضهم في الملمات فتصرف روسيا طبيعي و تفعله جميع الدول عبر التاريخ و يدخل ضمن المتعارف عليه
و استعانة النظام بروسيا طبيعي و تفعلونه أنتم و جميع المتحاربين في العالم فجبهة النصرة التي قلتم عنها أنها تمثلكم و تعتبرونها أشرف فصيل مقاتل تعالج جرحاها في إسرائيل و صمتم على ذلك و بررتم لها و لم تخونوها و لم تسحبوا ثقتكم منها
علماً بأن روسيا و الغرب تغيروا جذرياً عما كانوا عليه قبل قرن و لا يوجد دين أو قانون يحاسب الإنسان على أفعال آباءه و أجداده فهؤلاء تعرضوا لمثل ما تعانيه سوريا و العراق واليمن و ليبيا من القتل و التدمير بسبب التطرف و لم ينهضوا و ينعموا بالأمن إلا بعد أن تخلصوا من المتطرفين و التطرف و التعصب المقيت
فالذي تسبب بإطالة زمن الأزمة و  الضحايا و التدمير هم الإخوان و من خلفهم إيران و  تركيا و قطر و المعارضة التي سارت خلفهم و صفقت لهم و صنعت رموز منهم و رددت ما يقولونه
 فصنعوا و أدخلوا و دعموا جبهة النصرة التي أمها داعش و قالوا جبهة النصرة تمثلنا لأن أمريكا صنفتها على قائمة الإرهاب و قالوا أيضا ألم ترتوي يا أمريكا من من دمائنا و رددت المعارضة خلفهم نفس الكلام بما فيهم الإئتلاف
و الإرهابيين هم  الذين دفعوا النظام و الأقليات للقتال قتال موت أو حياة  و هذا النوع من القتال عنيف جدا و قاسي و نتائجه مدمرة و هو ما نشاهده على أرض الواقع و هم يتحكمون بمفاصل المعارضة فدماء الشهداء في رقبتهم
و الذي جعل روسيا و غيرها يتدخل هو تخبط الإخوان و فشلهم و عملهم لمشروعهم الفارسي الإخواني الذي يتعارض مع المصلحة الوطنية لسوريا فاللوم يقع عليهم و ليس على الذي تدخل لحماية مصالحه و أمنه
إلى متى تعطيهم  دول العالم فرص و تدعمهم و الوضع يزداد سوءً و أصبح يهدد أمنهم  و استقرارهم ؟؟؟
و هل تستطيعون الانعتاق من قيودهم الكثيرة و الشديدة التي فرضوها عليكم و حبكوها جيدا ؟؟؟
و الأهم هل تستطيعون التخلص من فكرهم و نهجهم السياسي الذي يعشش في عقول معظم العرب و المسلمين؟؟؟
إذا كان الجواب نعم فإنني معكم و أؤيدكم بشرط أن تتخلصوا من فكرهم و  تفكوا ارتباطكم بتركيا و قطر وتقوموا بحملة توعوية ضد الإخوان و تشكلوا قيادة موحدة حتى تثبتوا صحة كلامكم
 
 إذا كان الجواب صعب جدا و ربما مستحيل
فالحل الأمثل في ظل الظروف الحالية أن تقوم المعارضة الوطنية السورية الحريصة على وحدة سوريا   واستقرارها ونهضتها بالحوار مباشرة مع النظام برعاية روسيا فقط بعيدا عن تركيا و إيران لأن روسيا الدولة   الوحيدة القادرة على تقليم أظافر الإخوان و إيران و القضاء على الإرهاب
والبديل استمرار الحرب و القتل و الخراب  إلى مالا نهاية و هذا لا يقوله العقلاء ذوي الطباع السليمة
و يقوله الحمقى والسفهاء و هؤلاء يحجر عليهم شرعاً ولا يجوز لهم التحدث بشأن العامة لأنه ليس لديهم شعور بالمسؤولية ولا يملكون القدرة على تقدير المصالح و المفاسد المترتبة على قراراتهم و خاصة  إذا كان الأمر يتعلق بالأرواح و الأعراض و الممتلكات و مصير شعب و دولة بأكملها
أما بالنسبة لأصحاب المشروع الوطني الحر المدني الذين يقدمون أنفسهم كنخب واعية معتدلة وطنية كبديل عن مشروع الإخوان و النظام و إنني من أنصارهم و لكن للأسف أصحاب هذا المشروع لا توجد لهم حاضنة شعبية و لا توجد لهم قوة على الأرض و لا يثقون بحليف دولي و فكرهم ملوث بالفكر السياسي للإخوان و النظام  لحد كبير   واستلامهم السلطة و إقامة دولة مجرد أوهام و خيالات  كأوهام و خيالات الإخوان التي ثبت فشلها فرغم الإمكانيات الضخمة التي يملكها الإخوان - أحسب أنه لا يوجد حزب في العالم يملكها - و الجهود التي يبذلونها و دعم دول لهم فشلوا في إقامة دولتهم خلال 80 سنة 
و بفرض جاءت معجزة و تحققت أحلامهم و استلموا السلطة الآن فسوف يفشلون لأن الشعب غير مهيأ لإقامة هذه الدولة حالياً
و المكان الأنسب لهم حالياً العمل في المعارضة في دولة آمنة مستقرة بدعم روسي  دولي و التركيز على التغيير الفكري للمجتمع فإذا نجحوا في ذلك فسوف تتحقق أحلامهم بهذه الدولة آلياً

 أو سيبقوا خارج المعادلة في دول الشتات يتغنون بهذه الدولة يوزعون صكوك الخيانة و التآمر على الدول التي تستضيفهم كما يفعل الإخوان يطعنون بظهر من يستضيفهم .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.