عاصفة الحزم السورية

يقولون : لماذا لم تقم السعودية و دول التحالف بعاصفة حزم في سوريا ضد النظام مثلما قامت في اليمن ؟؟؟

و الجواب : في الحقيقة بدأت عاصفة الحزم في سوريا و العراق قبل عاصفة الحزم في اليمن عندما دعت السعودية دول التحالف العربي الغربي للاجتماع في جدة و لم تدعو روسيا و إيران وسوريا والعراق و منها أعلنوا حربهم على داعش دون الرجوع للأمم المتحدة و على وجه السرعة و على غير العادة بادرت قوات التحالف بضرب داعش ذراع إيران وهي أخطر من الحوثي
و لذلك أعلنت إيران وسوريا وروسيا موقفهم ضد قوات التحالف.
هذا القرار لا يقل أهمية عن عاصفة الحزم اليمنية ضد الحوثي و يدل على أن الحس الأمني القومي العالي لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يرحمه الله لا يختلف عن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله كما روج الإخوان و يدل على أن السعودية دولة مؤسسات لا تتغير استراتيجيتها بتغير رأ س الهرم
و للاسف اختار الإخوان و من خلفهم تركيا التخندق في محور روسيا وإيران فرفضت تركيا الانضمام لقوات التحالف تحت حجج واهية و شروط تعجيزية هدفها الحيلولة دون ضرب داعش و هذا دليل آخر على أن داعش و النصرة و جميع التنظيمات المتطرفة السنية هم أداة الإخوان لتنفيذ مخططهم و مشروعهم 
و بسبب هيمنة الاخوان و من خلفهم تركيا و قطر على قوى المعارضة السورية الذين يعملون لمشروعهم و المصلحة العليا للتنظيم العالمي و الذي يتعارض مع المصلحة الوطنية العليا لسوريا كوطن للجميع و عاصفة الحزم السورية تتعارض مع مشروع الاخوان العالمي (اقامة الامبراطوية العثمانية ) و مشروع النظام الإيراني ( إقامة الامبراطورية الفارسية ) الذين يريدون سوريا بؤرة و مركز لهذه التنظيمات المتطرفة لتنفيذ مشروعهم (أردو – خام لتقسيم الشرق الاوسط الجديد ) وبسبب التصحر السياسي لدى المعارضة السورية الذين يصنع رأيهم السياسي الإخوان فرددوا ما قاله الإخوان و هادنوا داعش و تخندقوا معها ضد قوات التحالف فلم يغتنموا هذه الفرصة الذهبية للتعاون مع قوات التحالف من أجل القضاء على داعش وإفشال المشروع الإيراني في سوريا، وبذلك وجهوا طعنة مسمومة أخرى في خاصرة الانتفاضة السورية و أعطوها مدة إضافية عن الخمس سنوات الماضية على حساب معاناة الشعب السوري الذين أصبحوا يركبون البحار ليغرقوا في عرض البحر هربا من جحيم المعاناة التي يتسبب بها بطش النظام و جشع الاخوان السلطوي والتصحر السياسي لدى المعارضة السورية المعتدلة

 و الأدلة مبينة بالتفصيل في موضوع (الإخوان سبب ما آلت إليه سوريا و العراق و ليبيا ) و موضوع (مشروع أردو – خام لتقسيم الشرق الأوسط الجديد ( في الروابط أدناه 

يقولون : لماذا لم تبدأ قوات التحالف بضرب النظام رأس الأفعى قبل ضرب داعش

و الجواب : ليس من حق من ثبت فشله طيلة سبع سنوات أن يعطي تعليمات لدول عظمى من أين تبدأ و لكن عليه أن يستفيد من نصحهم و يتعلم من تجاربهم لأنه إذا تم استهداف النظام بشكل مباشر فإن روسيا و إيران لن تقفا مكتوفتي الايدي وهذا يهدد بحرب عالمية وإذا تم إسقاط النظام أولا فسوف تسيطر داعش على سوريا لأنها الاقوى على الارض فهل رأيتم عاقل يحارب ليسلم عدوه السلطة.

إذا داعش و النصرة و من على شاكلتهم هم أكبر حماية للمشروع الإيراني وهم أذرع المحور الإيراني الإخواني لتدمير بلاد المسلمين وإعادة رسمها من جديد

 يقولون  لماذا دعمت السعودية و دول التحالف الغربي العربي الأكراد بالدعم الجوي و لم تدعمنا مثلهم ؟؟؟
الجواب: كتائب المعارضة المحسوبة على تركيا و قطر هي التي  أبت فعندما تدخلت دول التحالف هادنت هذه الكتائب داعش و وأعلنت موقفها ضد التحالف بحجة أن داعش مسلمين 
و كانوا يأخذون السلاح من دول التحالف و يبيعونه لداعش و جبهة  النصرة أعداء دول التحالف فكيف ستثق بهم دول التحالف  و يدعمونهم بالسلاح الثقيل إذا كانوا بهذه الصفات
و عندما غدرت بهم داعش مرة أخرى استنجدوا بدول التحالف و لم يستنجدوا برمزهم أردوغان و دول التحالف تعاملت معهم بالاحسان و ليس بالمثل فساعدوهم حتى إذا تمكنوا من إيقاف تقدم داعش أوقفوا القتال و غدروا مرة أخرى بهم فلم يتابعوا تحرير المناطق من داعش لأن سيدهم التركي يريد ذلك 
أما الأكراد مخلصين لقضيتهم فهيؤوا أنفسهم لتلقي الدعم الدولي فنظموا صفوفهم و شكلوا قيادة موحدة و لم يسمحوا للتنظيمات المتطرفة في صفوفهم  و ضبطوا الأمن في مناطقهم و تعاونوا و تحالفوا بمصداقية مع دول التحالف ‬ العربي الغربي فدافعوا عن مناطقهم و لم يستسلموا لداعش ولم يخلدوا إلى النوم فتابعوا محاربة داعش و لم يغدروا بدول التحالف فلم يأخذوا الاسلحة منهم ليبيعونها للنصرة و داعش ولذلك وثقت بهم دول التحالف و دافعت عنهم و دعمتهم بكل قوة
و خير شاهد العراق فالسنة و الشيعة العرب تعاملوا مع دول التحالف بأسلوب الخداع و الغدر و لذلك لم تستقر مناطقهم بينما اكراد العراق تعاملوا بمصداقية و ثقة مع دول التحالف فاستقر أقليم كردستان 

و من هذا المنطلق فسوريا محتلة من المشروع الفارسي الاخواني سواء مناطق النظام أو المعارضة و لذلك الأرض التي يقال أن المعارضة حررتها في الحقيقة هي تنتقل من ذراع المشروع الفارسي اليسرى إلى اليمنى و التي يقال أن النظام حررها تنتقل من ذراع المشروع الفارسي اليمنى إلى اليسرى و أثناء عملية الانتقال يتم تدمير الحضارة السورية و تهجير أهل السنة و الكوادر الوطينة لتغيير ديموغرافية المنطقة و قتل الشباب الذي فيه غيرة على دينه و وطنه و تم التغرير به للجهاد في سبيل المشروع الفارسي و هو يظن أنه يجاهد في سبيل الله لتصفية المجتمع حتىى لا يبقى فيه الا الخانعين للفرس والاخوان 

و الذراع اليمنى أقوى من اليسرى أي أن الإخوان أقرب إلى إيران من النظام ويخدومون مشروعها الفارسي أكثر و تحالف النظام الايراني مع النظامد تكتيكي أما مع الاخوان (تركيا ، قطر ) استراتيجي

و من هذا المنطلق فالحديث عن الانتصارات الأخيرة للمعارضة و التهليل لها مثل  تحرير إدلب و تدمر هي جزء من تنفيذ ( مشروع أردوغان- خامنئي لتدمير الشرق الأوسط و شمال افريقيا و اعادة رسم خارطتهم من جديد ) و ليس كما يظن البعض تحرير و الدليل أن صفقات كسب و حمص و الزبداني و الفوعة و كفريا كانت تتم بين ايران و تركيا و قطر مباشرة هذا يدل أن النظام فاقد الصلاحية ولذلك استعان بروسيا لتحريره من إيران والإخوان.

خلاصة الكلام لا تستطيع قوة في الارض انقاذ الشعب السوري‬ إذا لم يحرروا عقولهم من الاحتلال الايراني الاخواني أولا لأن هذا الفكر يجعلهم يخدمون المشروع الفارسي بالاقوال و الافعال و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا و أي قوة ستتدخل سينقلبون عليها و يحاربونها و يفشلونها و لذلك أي تدخل و دعم خارجي سيزيد الطين بلة و لا يحل المشكلة و خير شاهد أفغانستان و العراق و ليبيا

عبدالحق صادق

الشواهد : 
1- مشروع أردو - خام لتقسيم الشرق الأوسط الجديد
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2015/06/blog-post_12.html
2- الإخوان سبب ما آلت إليه سوريا و العراق و ليبيا بالأدلة
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2015/02/blog-post_23.html
3-لهذا دك صقور السعودية و الإمارات و الاردن معاقل داعش في سوريا
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2014/09/blog-post_28.html
4-أسباب عدم استهداف قوات التحالف للنظام الأسدي و الإيراني
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2015/02/blog-post_7.html