الأحد، 2 فبراير 2014

النفاق المسكوت عنه!

  • منقول 
  • عيسى الغيث  
كنت ألاحظ الكثير من المخالفات داخل ما يسمى (الصحوة الإسلامية)، وترددت في بيانها والنصح بشأنها باعتبار أن هناك من هو أولى مني بذلك، ولكني لاحظت كما لاحظ غيري تطوراً خطيراً في فكرها وأخلاقياتها وسلوكياتها عبر بعض مخرجاتها وكوادرها لاسيما الكثير من الشباب، فضلاً عن بعض الدعاة، في مقابل سكوت مطبق عنه، بل وفي أحيان كثيرة تأييد لهذا الضلال الفكري والأخلاقي والسلوكي وشرعنة له، فصار الكذب جهاداً، والفجور في الخصومة احتساباً، والخيانة براءً، والغدر قربة إلى الله، والعياذ بالله، فكان لا بد حينئذ من كتابة هذا المقال من باب التحذير للحاق بما يمكن إنقاذه إن كان ثَمّ من يدرك الواقع قبل فوات الأوان
حينما يأتي من ظاهره موافق لتعاليم الالتزام الشكلي من لحية وثوب قصير وسواك، ونحوه من مظهر معروف حتى في عاداتنا وتقاليدنا كعدم لبس العقال وغيره، فإنه سيتبادر إلى ذهنك أنه سيكون من باب أولى ملتزماً في تعامله وأخلاقه وسلوكه، لأن المظهر عائد له وحده دون سواه وبينه وبين الله تعالى، وأما التعامل فهو بينه وبين الناس، وحقوق الله قائمة على المسامحة في حين أن حقوق العباد قائمة على المشاحة، لاسيما حينما يغرق لسانه وبنانه بالتحذير من النفاق والمنافقيـن ثم نتفاجأ بأن من مظهره الاستقامة ومـن يحـذر النـاس من النفاق هو من يقع فيه عبر وقوعه في علاماته وأماراته الواردة في الكتاب والسنة، ومن ذلك ما ورد في السنـة أنه (إذا حدث كذب) فتـراه يورد الكلام وهـو يكذب فيه أو على الأقل سمعه ولم يتحـر منه واللـه تعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبـوا قوماً بجهالة فتصبحـوا على ما فعلتم نادمين)، ومن ذلك تلقـف الأخبار ونشرها والاعتماد عليها دون تثبت في مخالفة صريحـة لحديثـه عليه الصـلاة والسلام حيث قال (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)، لاسيما حينما يكون الذي قد (أظهر) لنا التزامه هو من صنع هذه الكذبة أو فرح بها وطار بزعم أنه ينتصـر بها لله والعياذ بالله فضلاً عن أن تكون جهاداً أو احتساباً وما هو إلا احتساب للشيطان، ومن ذلك شرعنة الكذب للنيل من الخصوم وهم في الحقيقة خصوم للشخص وليس للحق وإنما هو يتفرعن ويجعل من نفسه الحق ومن خالفه فهو الباطل ويستبيح في سبيل ذلك الكذب، ووصل الحد ببعضهم إلى تجويز الحلف كاذباً بل وأداء الشهادة الكاذبة باعتبارها ضد عدو لله وما هو إلا عدو لشيطانهم، وحتى لو كان كذلك فلا يجوز الكذب فضلاً عن الحلف به ناهيك عن الشهادة عليه، وماذا بقي من تدينه والتزامه حينما يستبيح كل هذه المحرمات ويزعم أنها لله وفي سبيل الله ومعاذ الله أن يقبل هذا الباطل والبغي والضلال
وقل مثل ذلك في الفجور في الخصومة الشخصية فضلاً عن جعل ذواتهم وجماعاتهم هي الحق وما سواها فهو الباطل لاسيما من يخالفهم وينقدهم بخلاف فعلهم تجاه غيرهم حيث لا يكتفون بالنقد الهدام وإنما بالسب والشتم والقذف والتكفير واستباحة المحرمات، ومثله إذا واعد أخلف وإذا اؤتمن خان وإذا عاهد غدر، وكلها موجودة اليوم في كثير من المتظاهرين بالتدين، في حين أنها قد تكون أقل في الذين لا يظهر عليهم الالتزام ممن يحلق لحيته مثلاً ويسبل ثوبه، وهنا يتأكد لنا أن المظهر خادع ولا يدل على المخبر الذي يكشفه تعامله الضال وأخلاقه السيئة وسلوكه المعتدي
والأغرب من هذا كله أنهم يزكون أنفسهم بأنهم هم المؤمنـون وحدهـم وما سواهـم فمن المنافقين جزماً، وهذا من الضلال حيث إن الفاروق رضي الله عنه لم يزك نفسه بل سأل حذيفة خشية أن يكون من المنافقين تورعاً، فهل من نعنيهم أصبحوا أفضل من عمر أم أمسوا أعرف من حذيفة؟!، وهكذا جمعوا بين أسلمة نفاقهم بشرعنته، وبين تنفيق - من مادة نفق على وزن تفعيل- المسلمين بتكفيرهم، والله الهادي إلى سواء السبيل

تعليق:
كنت أظن أن الكذب و التدليس و الفبركة تصرف فردي من بعض عناصر الاخوان و لكن صدور ذلك من قيادات و تدوينه في الكتب يدل على أن الغاية تبرر الوسيلة و التقية منهج أصيل عندهم  مثلهم مثل الانظمة الاستبدادية الثورية التي يعارضونها و ينتقدونها 
و السؤال ما هو الفرق بين صاحب المبدأ و صاحب المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة اذا كان ذلك جائز ؟؟؟
و إذا كان هذا خطأ و الخطأ وارد و يمكن مغفرته  فلماذا لا يصح لغيرهم أن يخطأ و خطأهم غيرمغفور ؟؟؟
و ماهي الخطوط الحمراء عند الاخوان التي لا يمكن مغفرتها ؟؟؟
و إذا كان ذلك جائز في شرع الأخوان فلماذا يحرمونه على غيرهم أم أن لهم خصوصية بين البشر أم أنهم أوصياء على الأمة ؟؟؟ 
فيجوز لهم إقامة علاقات مع إسرائيل و روسيا و أمريكا و إيران و الغرب و هذا من السياسة بالنسبة لهم أما لغيرهم فخيانة و عمالة و تصهين !!!
فما هو النفاق و ما هي الخيانة و العمالة في شرع الأخوان ؟؟؟
عجبي تنافض و تضليل و ازدواجية معايير !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.