د. عيسى الغيث
الجمعة 31/01/2014
فها هي جزر الإمارات العربية محتلة من قِبل الصفوية، والكويت أعلنت القبض على ثماني خلايا تجسسية، والبحرين كشفت عن مؤامرة كبرى تبدأ بها وتنتقل إلى الجارة الكبرى، واليمن والحوثيون فيها أكبر من أن ينكره عاقل مبصر، فضلاً عن واقع العراق ولبنان وسوريا، وازدواجية الموازين تجاه ثورة الشعب الإيراني، فضلاً عن الشعب السوري؛ ممّا يعني أن الصفويين وقنواتهم الفضائية، وأدواتهم الميدانية أقل من أن ينخدع بها أدنى مدرك.
وللبيان أكثر، وبشفافية أكبر، فلو رأينا هذه الطائفية التي تتبناها الصفوية لوجدنا أنها حصان طروادة لتحقيق الأهداف القومية الفارسية، وليس إصرارهم على مسمّى الخليج بأنه فارسي إلاّ لقصد خطير، وليس لمجرد الاسم، فهذا يعني أن كل ما في هذا الخليج هو للفرس، وهو ما يؤكده زعمهم بأن كل الجزر في الخليج هي حقهم، بداية من جزر الإمارات الثلاث، وليس نهاية بجزيرة البحرين التي طالما قالوا صراحة بأنها المقاطعة الرابعة عشرة لإيران الفارسية.
وهنا تأملتُ هذه الطائفة في المنطقة العربية، فوجدتها الطائفة الوحيدة التي يتم استغلالها في إثارة الفتن بين المواطنين، ولذا رأينا في اليمن السنّي والزيدي بلا صراع، وفي عُمان السنّي والإباضي بلا صراع، وفي سورية السنّي والعلوي بلا صراع، وحتى في إيران السنّي والجعفري بلا صراع، ولكن ما أن تأتي للطائفة الإمامية إلاّ وتجدها قد تم خطفها، وإثارة الفتن بواسطتها لمصالح الصفوية، فهذه العراق ولبنان، والحوثيون في اليمن، ناهيك عن الخليج، وحتى إثارة الفتن في إفريقيا وآسيا وغيرهما كأمريكا ونحوها.
وبالضد تتبيّن الأشياء، فدول الخليج لم تستغل السنّة في البلاد الأخرى لأجندتها، مع أنهم يعيشون في عدة بلدان تحت حاكم من غير طائفتهم، بل وفي بعض البلاد يكونون الأغلبية، ومع ذلك فلم يصبحوا فزاعة وأداة لدول أخرى.
وأنا هنا لا أستغرب المؤامرة الصفوية، ولعبها بالنار المجوسية؛ لأنها ليست وليدة اليوم، وإنما هي قد بلغت الحلم أكثر من مرتين، ولكن الذي يستغربه كل مواطن هو بقاء دول الخليج لثلث قرن في مربع الدفاع الدائم والتوقف عند حدود ردود الأفعال، ودون المبادرة للمقاومة الدائمة والإستراتيجية والمؤسسية، وإنشاء مراكز البحوث والدراسات المتخصصة التي تقوم بالرصد الدائم، والتحليل الدقيق، والتوصية العاجلة للتنفيذ المباشر، فضلاً عن تفعيل قوله تعالى: (لاَ يُحبُّ اللهُ الجهرَ بالسوءِ مِن القولِ إلاّ مَن ظُلم)، وقوله سبحانه: (وإنْ عاقبْتُم فعاقِبُوا بمثلِ مَا عُوقبْتُم بِهِ)، وقوله جل وعلا: (وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلُهَا)؛ لأنّه من المعروف أن سياسة عدم التدخل في شؤون الغير ليست مطلقة، وإنما هي مقيدة بالتزام الآخر بها، ولكن حينما يصدر صفويته، ويستغل بعض العرب لتحقيق مطامعه، فهنا ليس من العقل والشرع والعرف العالمي والفطرة الإنسانية ألاّ يتم التعامل بالمثل، خصوصًا أن لدى دول الخليج الإمكانات المالية والبشرية، ولو لم يكن إلاّ بواسطة افتتاح القنوات الفضائية والمناشط الإلكترونية مع الدعم العلمي والثقافي وفتح الجامعات، لكفى به مُشْغلاً للظالم في نفسه عن أن يشغل غيره ويعتدي عليه، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فما بالكم بالذي يلدغ عشرات المرات، حتى سرى الملل إلى نفوس المواطنين من تكرار هذه المشكلة، مع أن الحل سهل، ولكن يحتاج لإرادة جازمة ودائمة وحكيمة.
وممّا أعجب منه نفي البعض -لاسيما من الشيعة- لوجود الصفوية، فضلاً عن مؤامراتها، ناهيك عن تنفيذها في مرابعنا، ولعبها بالنار، ولكن لا يلام المرء حينما لا يرى السفينة، وذلك لكونه في داخلها، ولو حرر عقله قليلاً لعرف في أي بحر يسرح، وإلى أي ساحل يمرح، وأنه أصبح أداة ومركبًا ذلولاً لهذه الأجندات التي لم تعطِ القريب حقّه، فكيف تزعم انتصارها للبعيد الذي أذلّت أخاه في أراضيها، وقمعت المطالبين بحقوقهم في شوارعها.
وعلى هذا فدول الخليج اليوم في اختبار كبير لمدى الجاهزية لسرعة التحرّك نحو حماية أمنها القومي بخطط إستراتيجية تجاه اتفاقيات سريّة بين الفرس والروم بمباركة اليهود، ولن يتحقق ذلك إلاّ بتحصين ذاتي للداخل الوطني، وتعزيز لأدوات الضغط على الآخر الذي ثبت بأنه لا يفهم غير لغة القوة، وإذا كان يُقال بأنهم رجال لعبة الشطرنج، وخبراء نسج السجاد بالسنوات الطوال، وأنهم يعرفون متى يتقدّمون، ومتى يتأخّرون، ولهم طول النفس، فإن العرب يعرفون أكثر من ذلك، وما القادسية وأخواتها عنا ببعيد.
تعليق :
مقال في الصميم و اتمنى من حكومات دول الخليج أخذ هذه الاقتراحات على محمل الجد
و أقترح تشكيل جيش الكتروني خليجي مهمته تحقيق الأمن الفكري لدول الخليج لأن هناك اختراق فكري خطير لشعوب دول الخليج و خاصة السعودية و هؤلاء يخدموا المشروع الايراني سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا
و اخطر هؤلاء الأخوان الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الصفويين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.