الجمعة، 28 يونيو 2013

الإمارات نموذج النهضة العربية

عبدالحق صادق

إشارة إلى الصور أدناه :
أن تحول بلد ذو طبيعة جميلة، وجو لطيف إلى وجهة سياحية عالمية أمر طبيعي.
أما مجرد التفكير بتحويل بلد صحراوي نفطي إلى وجهة سياحية وتجارية عالمية،  فهذه فكرة إبداعية  وقمة الابداع أن تحول هذه الفكرة إلى حقيقة واقعة.
هذا ينطبق على الإمارات العربية المتحدة وخاصة دبي، فقد تم تحويل دبي إلى مركز سياحي وتجاري عالمي، فمطار دبي خلال 2014 تفوق على مطار هيثرو حيث نقل أكثر من 70 مليون مسافر، وأصبح الأنشط عالميا بمعدل يومي 193 ألف مسافر. 
فصاحب هذه الفكرة وحكومته وشعبه يستحقون الإشادة و تستحق أن تقدم كنموذج للنهوض والتقدم والرقي والتحضر للاستفادة منها.
هذا دليل على أن الإنسان العربي قادر على النهوض، إذا أراد ولا تقف قوة في وجهه.

قد يقول قائل هذا بفضل البترول!!!
والجواب إمارة دبي من أفقر الإمارات بالنفط والنفط الآن أصبح الدخل الثانوي لها.
كان بجانبي في الطائرة المغادرة من دبي سائح ألماني، وسألته عن انطباعه عن زيارته لدبي فعبرعن دهشته وإعجابه ونيته العودة إليها، وسألته هل توجد في ألمانيا مدينة مثلها، فأجابني دبي تجربة فريدة في العالم. وقال لي صديق بأنه يومياً تقلع من ألمانيا ثلاث طائرات مليئة إلى دبي.
هدفي الرئيسي من كتابة هذا الموضوع ليس الثناء على الإمارات و حكومة دبي فحسب، وإن كانوا يستحقون كل الثناء والإشادة، وهذا ضروري في هذا الوقت الحساس الذي تمر به المنطقة، وحملة التشويه الضخمة التي تثار ضدها من قبل المحور الإيراني الإخواني. ولكن هدفي الإشارة إلى سر نهضتها حتى تكون نموذجاً و إلهاماً لمن أراد النهوض والتغيير، وخاصة شعوب ما يسمى دول الربيع العربي التائهة في أودية الضياع التي يقودهم إليها الإخوان. فسر نهضة دبي هو قائد ذو فكر نير حر، ونظرة ثاقبة وهمة عالية وإرادة صلبة وطموح يناطح السحاب تجاوز مرحلة المنافسة على الإقليمية و أصبح ينافس الدول المتقدمة على التميز عالمياً، وخلفه شعب أحبهم وأحبوه، التف حوله ووثق به ووضع يده بيده ونفذ توجيهاته ووقف معه بصدق وإخلاص حتى حققوا معجزة الصحراء و جعلوا دبي نموذج رائد عالمي.
و من أراد أن يتأكد من صحة كلامي، فليتابع تغريدات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ذات المعاني العميقة و الدلالات البعيدة، ستجدون مفكر وفيلسوف وقائد ذو همة عالية و طموح يناطح السحاب يريد أن يجعل بلده منارة في العالم في شتى المجالات وليس مجرد صاحب منصب سياسي.
وبتدقيق النظر في هذا الفكر نجد أنه فكر حر نير بعيد عن الفكر الثوري الاستبدادي الشعاراتي الإقصائي.
 الذي أصبح أصحابه في مؤخرة ركب الحضارة و آلت بلدانهم إلى الخراب و الدمار و الفوضى.
و من أجل السير في طريق التقدم و التحضر، تحتاج أصدقاء وحلفاء سلكوا هذا الطريق ونجحوا، تضع يدك بأيديهم وتصدقهم ويصدقونك،  وقيادة الإمارات عرفت من هم الأصدقاء فصادقتهم  وصدقوا معها،  فسارت في ركب المحورالغربي محور التقدم والتحضر وحقوق الإنسان  كرامته والعيش الكريم.  وابتعدت عن محورالفكر الثوري الاستبدادي الشعاراتي العدائي محور التخلف و القمع. واتبعت نهج السلم والاعتدال والتقارب مع جميع دول العالم.
 حكومة دبي عرفت أين الكفاءات الغنية والمخلصة، فاستعانت بخبرات مكاتب تخطيط أمريكية معروفة وأمريكا لم تقف عقبة في وجه نهضة الإمارات كما يدعي محورالتطرف الذين يرمون بفشلهم على أمريكا والغرب ولكنها ساعدتها في النهوض.
قامت الإمارات بعملية تنمية شاملة حولت الصحراء إلى وجهة سياحية وتجارية عالمية عادت بالخيرعلى شعبها و العالم العربي و الإسلامي والإنسانية.
ركزت على التخطيط والعمل الجاد، وتركت الحديث ليل نهارعن مؤامرة كونية وعن رمي الفشل على الآخرين وعن توزيع صكوك الخيانة والصهينة لأصحابها من الحركات المؤدلجة إسلامية وغير إسلامية.
و تركت الخطب الرنانة والشعارات الجوفاء والتصريحات النارية، التي لا تغني وتأت بالجوع لأصحابها. الذين أصبحوا في مؤخرة الركب بعد أن كانوا في المقدمة بفضل الاحتلال و ليس بجهودهم، والغريب لا يزالون حتى اليوم يتغنون بهذه الشعارات الجوفاء، وهم على أرصفة سفارات دول محور التحضر الذين يرمونهم بالخيانة والصهينة والتآمر ويستهزئون بهم ويسمونهم عربان، راجين تأشيرة للعيش في كنفهم وتحت سلطتهم بصغار صنعوه بأنفسهم. 

 و الغريب أنه في هذا العصر عصر الوعي والانفتاح، لا يزال الكثير من الشعوب العربية والإسلامية و خاصة شعوب ما يسمى الربيع العربي تسير خلف أصحاب الشعارات الرنانة والخطب النارية صناع الرموز الجوفاء من المحور الإيراني الإخواني، ويطبلون لهم ويسهمون بصناعة رموز جوفاء وطغاة جدد باسم الدين وينخدعون بكلامهم ويهاجمون الناجحون والمبدعون الذين لا يسيرون في ركابهم وعلى رأسهم الإمارات.
المحور الإيراني الإخواني بارع في صناعة رموز جوفاء وهدم بنيان الناجحين والرموزالفعليين، وهذا الفعل من أخطر ما يهدد العالم العربي، ويمزق صفوفه ونتائجه ما نراه على أرض الواقع من مآسي.
أملي أن تعيد شعوب الربيع العربي النظر في فكرها ونهجها، فكر ونهج المحور الإيراني الإخواني فتنزع ثقتها من هذا المحور و تمنحه لمحور الاعتدال و التحضر، المحور الغربي الخليجي وتستفيد من تجربة الإمارات الرائدة.










منقول :
القاهرة... بيروت... دبي
فهد إبراهيم الدغيثر *
الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣
لنشاهد هذه المدن الثلاث من زوايا تنموية في العقود الثلاثة الماضية نظراً لتشابهها في الموارد، أو بالأصح لكونها غير نفطية... «دبي» بالطبع لم تكن شيئاً مذكوراً في مطلع هذه الفترة، أي في العام ٨٤ تقريباً، زرتها في العام ٨١ كما أتذكر ولم يكن يوجد بها إلا فندق مهم واحد على البحر، مطارها لا شيء يذكر حقيقة... «بيروت» هي مركز الثقافة والإعلام في العالم العربي، كانت تعاني من الحرب الأهلية في مطلع هذه الفترة... «القاهرة»، عاصمة التاريخ والآثار في العالم تعاني من الفترة التي أعقبت اغتيال «السادات» بسبب توقيعه لاتفاق «كامب ديفيد»، والصراع الطويل بين الحكومة والجماعات الإسلامية.
استمرت القاهرة وبيروت في الانشغال بالفكر القومي ونظريات الحروب والكر والفر بين الطوائف الدينية والأحزاب السياسية. تقود هذه الجدالات أجهزة إعلامية هائلة، لم يكن هناك في ذلك الوقت مراكز أكثر منها أهمية. «الأهرام» وهيكل، و«النهار» بقيادة غسان تويني، و«الحياة» المملوكة لأبناء مروة، إضافة إلى ذلك هناك إذاعة «صوت العرب» بالطبع وما تبثه من مواضيع سياسية على الدوام يستمع إليها كل العرب، في المقابل كان الشيخ راشد بن سعيد المكتوم، وهو والد حاكم دبي الحالي الشيخ محمد بن راشد، يضع البذرة الأولى لبناء مدينة دبي التي نعرفها اليوم، متوجاً ذلك بتأسيس مركز التجارة العالمي، وهو المتمثل حالياً في تلك العمارة البيضاء القديمة بجانب مركز معارض دبي. في ذلك الوقت ولمن لا يملك رؤية الشيخ راشد، رحمه الله، كانت هذه البناية مثار التهكم، فمن سيشغل هذه الأدوار المتعددة؟ حتى الطريق المؤدي للمركز من منطقة وسط المدينة والخور لم يكن معبداً بعد، بمعنى أن البناية سبقت الطريق وقد كنت هناك وأنا شاهد على ما أقول.
بعد وفاة الشيخ راشد في العام ٩٠ وبدء بروز دبي كمركز مهم في الخليج تسلم مقاليد الحكم الشيخ محمد، ولا أظن أنني هنا بحاجة إلى الحديث عن التفاصيل، ذلك أنكم معشر القراء، وفي معظم الفئات العمرية، رأيتم بأعينكم ما فعله هذا القائد الفذ، والعمل والطموح والأفكار الكبيرة وتجسيد الأحلام تستمر حتى يومنا هذا.
اليوم تستعد دبي لاحتضان «اكسبو ٢٠٢٢» ولم لا؟ فمطار دبي اتسع ثلاث مرات في الأعوام العشرة الماضية فقط ليستقبل ٨٠ مليون مسافر، بينما لا يتجاوز عدد المسافرين عبر مطار القاهرة ٢١ مليوناً... شركة طيران مصر لا تساوي شيئاً أمام طيران الإمارات العملاقة، ناهيك عن طيران الشرق الأوسط اللبنانية، لاحظوا هنا أنني أقارن بين ثلاث مدن لا مقارنة بينها حقيقة من حيث الموقع الجغرافي والطبيعة. فبيروت الجميلة تعتبر من أهم مراكز الاصطياف والسياحة في العالم بجبالها وثلوجها وشاطئها... القاهرة ونهر النيل الساحر وعظمة الآثار التاريخية وعبق التاريخ... دبي الصحراوية؟ لا شيء من ذاك، فلا هناك تلك الآثار التاريخية ولا تلك الطبيعة الجميلة ولا حتى النفط، لكن ومع هذا فقد سحبت البساط من كل المدن العربية بلا استثناء، وتبوأت مركز الصدارة في معظم المؤشرات التنموية.
الذي دفعني لكتابة موضوع كهذا هو التنبيه لفوضى الأولويات التي تعصف بكل بلد عربي بل وفي كل مدينة، هناك من وضع التنمية الاقتصادية والبشرية في هرم القائمة وخطط ونفذ وهذا هو ديدن كل دول العالم المتقدم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، هناك من لم يفعل ذلك. بيروت والقاهرة وغيرهما لم تفعلا ذلك على الإطلاق، على رغم محاولة الرئيس رفيق الحريري، الذي أعاد الحياة إلى لبنان قليلاً قبل أن تغتاله يد الشر... عرب الشمال العربي في الغالب الأعم ظهروا أخيراً وهم لا يملكون إلا الجعجعة والضجيج. تنظير هنا وهناك وحديث لا ينتهي عن تحرير فلسطين التي أصبحت مطية لكل سياسي مفلس. نعم هناك شعر وأدب وفن وعلوم لكنها ضاعت في دهاليز السياسة التي وضعوا أنفسهم أسرى لها، كل المبدعين تقريباً في تلك المناطق هجروا أوطانهم وهم اليوم إما أوروبيون أو أميركان بالتجنس. أصبحت الأوطان ملجأً فقط للمنتفعين والمستبدين والفقراء، وعلى رغم هذا الفشل الذريع في التنمية إلا أن الانفجار السكاني لم يتوقف، خصوصاً في مصر.
لذلك، من حسنات من خططوا لدبي هي عدم استعانتهم بعرب الشمال عندما عقدوا العزم على البناء. الأحياء الجديدة في تلك اللؤلؤة المتألقة تم تخطيطها في مراكز هندسية في كاليفورنيا ولندن... تنفيذها تم بإشراف مهندسون عباقرة. كل ما خططوا له في دبي بدأ عند النقاط التي توقفت عندها مدن جديدة في فلوريدا وتكساس. حتى الانضباط في السير وعدم مشاهدة المخالفات المرورية تم بهدوء ولكن بحزم سبقه تخطيط سليم للطريق والشارع... دبي تعكس التصميم والإرادة على البناء والنجاح، والقاهرة وبيروت تعكسان الفشل الذريع في معظم أوجه الحياة.


* كاتب سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.