الثلاثاء، 19 يونيو 2018

الإخوان المسلمون قتلوا مرشدهم الشيخ حسن البنا - الجزء الثالث


د / سيتى شنوده في السبت 29 يونيو 2013

من الغريب – والمريب - أن معظم قادة الإخوان تجاهلوا تماماً فى كتبهم ومذكراتهم ذكر كلمة واحدة عن جريمة إغتيال مرشدهم الأول ومؤسس جماعتهم الشيخ حسن البنا , اما البعض الآخر الذى تحدث عنها فقد أوردها فى سطور قليلة , وكأنها حادث عارض لا يستحق الإهتمام به او ذكر تفاصيله , مع انهم أوردوا تفاصيل دقيقة واستفاضوا فى سرد وقائع وأمور أقل أهمية بكثير من جريمة قتل مرشدهم الأول .. وكأنهم اتفقوا فيما بينهم على إخفاء تفاصيل هذه الجريمة والتستر والتغطية عليها , وعدم بحثها وعدم كشف الظروف المريبة التي أحاطت بها ..!!؟؟؟
كما اتفق معظم قادة جماعة الإخوان المسلمين على تقديم " رواية ساذجة " معتمده رسميا من قادة الجماعة عن الحادث , لتحويل الاتهام بقتل المرشد إلى وجهه معينه .. والى جهات عديدة .. لتفريق دم حسن البنا بين قبائل متعددة .. ولتشتيت التحقيق وتفتيت البحث عن قاتل المرشد الحقيقي .. ولذلك اتهم الإخوان بقتل فضيلة المرشد كلاً من : البوليس السياسي , ورئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي , والملك فاروق , والاستعمار العالمي والدول الاستعمارية ومنها انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية , الى جانب الصهيونية العالمية ، ولكنهم لم يتهموا جهة محدده .. ولم يقدموا اى دليل أو إثبات واحد على صحة روايتهم " المعتمدة " عن الحادث .. ولم يقدموا أي دليل يؤكد اتهامهم لأى جــه من الجهات العديدة التي اتهموها بقتل الشيخ حسن البنا ..!!؟؟؟؟
******
وقد نشرت جريدة مصراوى الصادرة فى 25/12/2012 تحقيق صحفى مع الأستاذ ثروت الخرباوى القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين تحدث فيه عما ورد فى كتابه " سر المعبد .. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين " , وهو الكتاب الذى حوى الكثير من الخفايا والأسرار الخطيرة عن جماعة الإخوان المسلمين , ويتحدث الخرباوى عن إغتيال النظام الخاص ( الجناح العسكرى للإخوان المسلمين ) لزميلهم سيد فايز , ويقول : { .. سيد فايز كان على خلاف مع بعضهم بسبب انهم طلبوا منه أسماء افراد النظام الخاص بالقاهرة , بحكم انه كان مسئول عنهم , ولكنه رفض اعطاء باقى قيادات النظام الخاص هذه الأسماء .. فقتلوه , وانا متأكد من ذلك لأن كبار الإخوان بالنظام الخاص أكدوا لى ان النظام الخاص وراء مقتله . } .
كما يتحدث الأستاذ ثروت الخرباوى عن الإتهام الموجه للنظام الخاص بقتل الشيخ حسن البنا المرشد الأول للجماعة ويقول : { .. النظام الخاص لم يقتل سيد فايز فقط , فالشبهات ما زالت تدور حول القاتل الحقيقى لحسن البنا , فهناك أصابع اتهامات من بعض المؤرخين بأن النظام الخاص متورط فى مقتله بعد ان تبرأ منهم ...} .
ويفجر الخرباوى مفاجأة من العيار الثقيل عن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالماسونية , وهى العلاقة التى تفسر الكثير من الأحداث التى حدثت وتحدث داخل هذه الجماعة , ويقول : { .. نظام الإخوان شديد الشبه من الناحية التنظيمية بالماسون , والبيعة التى تتم فى الإخوان هى نفس بيعة الماسون بنفس الطريقة وبألفاظ وعبارات قريبة الشبه , كما ان درجات الإنتماء للجماعة هى نفسها درجات الإنتماء للماسون , وهناك شخصيات دخلوا الجماعة وكان معروف انتمائهم للماسون , مثل حسن الهضيبى ( المرشد الثانى للجماعة ) الذى أشار اليه الشيخ محمد الغزالى .... } .
وما ذكره الأستاذ ثروت الخرباوى فى كتابه " سر المعبد " عن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالماسونية , هو ما ذكره ايضاً الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف الأسبق والعضو القيادي فى النظام الخاص (التنظيم العسكري السري ) لجماعة الإخوان المسلمين , فى مذكراته بعنوان " فى نهر الحياة" ( الطبعة الأولى – أغسطس 2006 – المكتب المصري الحديث) عن اسلوب تكوين جماعة الإخوان المسلمين .. وأسلوب العمل فى داخلها .. وما أدى اليه هذا الأسلوب من جرائم القتل والإغتيالات , الى جانب مشاكل وخلافات ومخاطر ظهرت أثارها الخطيرة داخل الجماعة نفسها بعد ذلك ، فهو يقول فى ص 58 : { .. أن هذا الأسلوب كان اقرب إلى النظام الماسونى أو الجماعات السرية التي أفرزتها عهود التآمر ، منها إلى عهود الصفاء والنقاء الإسلامي الأول ....... بل أن هذا الأسلوب كان له أفرازه الحارق .. الذي ترك ندوباً غائرة على أديم العمل الإسلامي.. }..!!؟؟
*****
وفى حديث للكاتبة والمؤرخة الدكتورة لميس جابر مع الإعلامية رولا خرسا فى برنامج " ظالم ولا مظلوم " على قناة صدى البلد , ونشرته جريدة الصباح الصادرة فى 13/8/2012 , ذكرت ان جماعة الإخوان المسلمين هم من قتلوا مرشدهم الشيخ حسن البنا , و قالت : { ان حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين قُتل بأيدى الإخوان المسلمين ..} . كما قالت : { ان حسن البنا كان يتبنى ما يعتقده , ومات بنفس السلاح , وان من اغتاله هم الجناح العسكرى للجماعة آنذاك . وتساءلت : كيف يُغتال حسن البنا ولا ياخذ أحد بثأره .. }..!!؟؟؟؟
*****
ونشرت جريدة المصرى اليوم الصادرة فى 7/4/2012 تحقيق صحفى عن جماعة الإخوان المسلمين ,أوردت فيه أقوال عمر التلمسانى المرشد الثالث للجماعة عن التنظيم الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) وعن عبد الرحمن السندى , الذى أوكل اليه حسن البنا قيادة هذا التنظيم .. ويقول التلمسانى ان عبد الرحمن السندى ولد فى سنة 1918 وتوفى عام 1962 , وانه حصل على مؤهل متوسط , وكان يعانى من إعتلال فى صمامات القلب نتيجة حمى روماتزمية ....
ويتحدث التلمسانى عن أمر خطير حدث فى جماعة الإخوان المسلمين - التى تقوم على مبدأ السمع والطاعة – يفسر الكثير من الحوادث والجرائم التى حدثت بعد ذلك , وهو تمرد عبد الرحمن السندى على المرشد الأول الشيخ حسن البنا ويقول : { .. بدأ تمرد عبد الرحمن السندى فى عهد حسن البنا , عندما قرر التنظيم الخاص تنفيذ عمليات دون الرجوع الى البنا .... السندى عندما شعر بطاعة وولاء النظام الخاص له , تملكه غرور القوة وشعر بأنه " ند " لمرشد الجماعة ..} .
كما يتحدث التلمسانى عن تمرد السندى على حسن الهضيبى المرشد الثانى للإخوان المسلمين ومحاوله الإنقلاب بالقوة عليه , عندما قرر الأخير إعادة النظر فى النظام الخاص وإعفاء السندى من مهمة قيادته , ويقول التلمسانى : { .. ان السندى أعلن تمرده على الهضيبى , وقام مع بعض انصاره باحتلال المركز العام للجماعة , وذهب مع أنصاره الى منزل الهضيبى واساءوا اليه , مما دفع هيئة مكتب الإرشاد الى إتخاذ قرار بفصل السندى وبعض من معه .. } .
ويتحدث التلمسانى عن قتل عبد الرحمن السندى لزميله سيد فايز , الى جانب قتل أعضاء آخرين فى النظام الخاص , ويقول انه بعد عزل السندى , قُتل سيد فايز الذى كان عضواً فى النظام الخاص وكان مباركاً لفصل السندى , بعلبة حلوى مفخخة , تبعتها تصفيات جسدية لعدد من أعضاء النظام الخاص , نُسبت الى عبد الرحمن السندى ورفاقه المفصولين .
كما يقول التلمسانى ان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قام بتعيين السندى فى شركة شل للبترول , وأثث له فيلا .. و اتهم التلمسانى عبد الرحمن السندى بأنه ساعد عبد الناصر فى التخلص من النظام الخاص للإخوان المسلمين ( ميليشيا الإغتيالات ) والإبلاغ عن اعضائه .
*****
و فى مذكرات صلاح شادي القيادي السابق فى النظام الخاص بعنوان " صفحات من التاريخ .. حصاد العمر " ( الطبعة الثالثة عام 1987 – الناشر: دار الزهراء للإعلام العربي )، يقول صلاح شادى ( الذي كان فى نفس الوقت أحد كبار ضباط الشرطة المصرية) فى صفحة 106 عن حادث اغتيال الشيخ حسن البنا : { فى يوم 12 فبراير 1949 تلقى الإمام حسن البنا استدعاءاً مجهولاً إلى المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين قبيل غروب شمس هذا اليوم، وبينما كان يهم بركوب السيارة الأجرة التي كان يستقلها مع صهره عبد الكريم منصور، اُطفئت أنوار شارع الملكة نازلي الذي يقع فيه بناء الجمعية، وأطلق عليه المخبر/ أحمد حسين جاد الرصاص.. وصعد المرشد على سلالم دار الشبان بالرغم من إصابته، وطلب عربة الإسعاف بنفسه تليفونياً، وحملته العربة إلى القصر العيني حيث لاقى ربه بسبب النزيف الذي لحقه من اصابته .}. كما يقول فى نفس الصـفحة: { .. لقد أراد إبراهيم عبد الهادي – رئيس الوزراء – أن يقدم رأس حسن البنا هديه للملك فاروق فى العيد السنوي لجلوسه المشئوم على عرش مصر وهو يوم 12 فبراير 1949م .. } .
ومن الغريب أن الأستاذ/ صلاح شادي - القيادي الكبير فى النظام الخاص - يكتفي بهذه السطور القليلة عن هذا الحادث الغامض الخطير الذي هز مصر كلها , والذى أشار بأصابع الإتهام الى عدة جهات فى تنفيذ هذا الحادث , ومنها جماعة الإخوان المسلمين نفسها ، والنظام الخاص للجماعة – الذى ينتمى اليه شادى - على وجه التحديد ..!!؟؟
ولنا بعض الملاحظات على الرواية التي أوردها صلاح شادي عن الحادث :
1- لم يذكر صلاح شادي - أو حتى يشير - إلى أي محاوله للوصول إلى صاحب الإستدعاء المجهول للشيخ حسن البنا، الذي جعل البنا يذهب على الفور إلى المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين، كما ادعى صلاح شادي ..!!؟؟ وهل كان فضيلة المرشد يستجيب بهذه البساطة لأى استدعاء يصل إليه من أي شخص مجهول ..!!؟؟؟
2 - هل هناك احتمال ان من قام باستدعاء حسن البنا لجمعيات الشبان المسلمين هو شخص مقرب ومعروف جيدا لفضيلة المرشد , وهـــــــــــو ما يفسر استجابته السريعة لهذا الاستدعاء ..!!؟؟
3 - يحدد صلاح شادي – بصورة قاطعة – أن من قام بقتل الأستاذ حسن البنا هـــو المخبر / أحمد حسين جاد .. فهل كان هذا المخبر معروفاً للإخوان، واستطاعوا التعرف عليه أثناء تنفيذه الجريمة ..؟؟!! وإذا كان ذلك , فهل يعقل أن يرسل البوليس السياسي – الذي اتهمه الإخوان باغتيال فضيلة المرشد – أحد مخبريه المعروفين للإخوان لكي يغتال مرشد الإخوان ..؟؟!! ألم يكن من الأجدى للبوليس السياسي أن يرسل شخص آخر مجهول لتنفيذ هذه الجريمة , بدلا من هذا المخبر المعروف للجميع .. !!؟؟
4 - يقول الأستاذ صلاح شادي أنه تم التخطيط لاغتيال فضيلة المرشد يوم 12 فبراير 1949 وهو نفس يوم العيد السنوي لجلوس الملك على عرش مصر , وان إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء قدم رأس حسن البنا هديه للملك فاروق فى يوم عيده ..!!؟؟ ولكن تنفيذ الجريمة فى هذا اليوم بالذات يعطى فرصه ثمينة لمن يريد أن يوجه أصابع الاتهام إلى رئيس الوزراء والى البوليس السياسي والى الملك فاروق نفسه ..؟! فهل أراد رئيس الوزراء والملك والبوليس السياسي تقديم قرينه ضد أنفسهم .. واثبات التهمه والجريمة عليهم بتنفيذها فى هذا اليوم على وجه التحديد ..؟؟!! أم أن من قام بالتخطيط الدقيق والتنفيذ الناجح ، اختار – بذكاء شديد - هذا اليوم بالذات لتوجيه اتجاه تفكير الناس , وتوجيه دفة الاتهام والشك والاشتباه إلى الملك والى رئيس الوزراء والى البوليس السياسي ..!!؟؟
*****
وتتوالى الأسئلة العديدة – والمفاجآت العديدة أيضا ؟! – كلما تعمقنا فى بحث ودراسة حادث اغتيال الشيخ حسن البنا ، وكلما أخرجنا التفاصيل من الجحور التي تم وضعها وإخفائها فيها عن عمد ..!!؟؟؟؟
ولكن أحمد عادل كمال - القيادي فى النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين - يورد رواية الاغتيال بصوره مختلفة تماما فى مذكراته بعنوان " النقط فوق الحروف " ( الطبعة الثانية عام 1989 – دار الزهراء للإعلام العربي ) ففي ص 298 يروى حادث اغتيال المرشد .. ولكنه لا يورد اى ذكر لإستدعاء مجهول أو "إستدراج متعمد " للشيخ حسن البنا إلى جمعية الشبان المسلمين , كما ذكر صلاح شادي فى مذكراته ..
ويقول كمال انه كانت هناك اجتماعات تتم بين فضيلة المرشد وبين الحكومة فى دار جمعية الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي - عن طريق وسطاء - لحل الخلافات بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين , ويقول أن هذه الاتصالات :{ كانت تتم مع الوزير مصطفى مرعى ، فى لجنه ضمت صالح حرب باشا وزكى على باشا ومصطفى آمين , ولكن مصطفى مرعى رفض الاستمرار فى الوساطة على أثر حادث المحكمة..} ..( وهو الحادث الذي قام فيه أعضاء الجهاز العسكري السري للإخوان المسلمين - خلافاً لتعليمات المرشد حسن البنا – بمحاولة نسف محكمة استئناف القاهرة يوم 13 يناير 1949، لإتلاف أوراق قضية السيارة الجيب التي اُتهم فيها قادة النظام الخاص بتكوين تشكيل سرى مسلح وحيازة أسلحه ومفرقعات والقيام بأعمال تخريبية واغتيالات وتدمير منشئات فى أنحاء متفرقة من مصر ) .
ثم يقول الأستاذ كمال : { ولم يكّل الأستاذ .. فعاود الاتصال عن طريق رجل أخر اسمه محمد الناغى ، كان يمت إلى إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء بصلة قرابة ، وكان لقائهم يتم فى دار جمعية الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي ..} ثم يقول فى ص 299 : { وخرج الأستاذ من دار الجمعية وبصحبته صهره الأستاذ عبد الكريم منصور المحامى ، فكان المرور مقطوعاً بهذا الجزء من الشارع الذي هو أكبر وأطول شوارع القاهرة ، كذلك كانت الاضاءه مقطوعة والظلام يخيم على المكان .. كانوا قد استدعوا سيارة أجرة ركبها الأستاذ البنا والأستاذ عبد الكريم، وقبل أن تتحرك تقدم منها شخصان مسلحان بالمسدسات .. وراح أحدهما يطلق النار على الأستاذ داخل السيارة فأصابه برصاصات .. وفتح الأستاذ البنا باب السيارة ونزل منها وامسك ذلك المجرم بيده ، فتقدم زميله المجرم الثاني لنجدته وأطلق النار على الأستاذ وانسحب بزميله ، فعبرا الشارع إلى الجانب الأخر، حيث ركبا سيارة كانت تنتظرهما وبها سائقها ، فانطلقت بهما ..}.
ويتحدث أحمد عادل كمال عن مرشد للبوليس السياسي فى جمعية الشبان المسلمين يدعى محمد الليثى ، ويقول : { .. تمكن محمد الليثى , وقد إجتاز شطر الشارع المخصص للترام , أن يرى السيارة وان يلتقط رقمها ، و استطاع مراسل جريدة " المصري " أن يحصل على هذا الرقم من فم الليثى .. وسارع به إلى جريدته التي بادرت بنشره صباح اليوم التالي .. وصودرت الجريدة واُحرقت جميع نسخها ، فقد كان الرقم هو رقم سيارة الأميرالاى (العميد) محمود عبد المجيد .. } .. وكان الأميرالاى محمود عبد المجيد هو وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي !!؟؟؟؟
ولنا هنا أيضا بعض الملاحظات على الرواية التي أوردها أحمد عادل كمال عن اغتيال الشيخ حسن البنا :
1 – ينفى كمال تماما قصة إستدراج فضيلة المرشد " بإستدعاء مجهول " إلى المركز العام بجمعيات الشبان المسلمين التي حاول صلاح شادي أن يروج لها للوصول إلى هدف أكبر - وهو أن الحكومة هي التي قامت باغتيال الشيخ حسن البنا - ويتحدث كمال عن التعاون واللقاءات بين الحكومة والشيخ حسن البنا , ويقول أن البنا ذهب بنفسه إلى المركز لحضور اجتماع مع وسطاء الحكومة لحل الخلافات ورأب الصدع بين الجماعة والحكومه .
2 - يقول كمال أن الذين اغتالوا فضيلة المرشد هما " شخصان مجهولان " لم يحدد اسم أو صفة اى منهما , خلافا لرواية صلاح شادي الذي ذكر أن الجاني هو شخص واحد معروف هو المخبر/ أحمد حسين جاد , وهو تناقض واضح بين الروايتين .. ينفى إحداها تماما..!!؟؟؟
3 - يتحدث كمال عن مرشد للبوليس السياسي يدعى محمد الليثى ، قام البوليس السياسي " بزرعه " فى جمعية الشبان المسلمين , ويقول أن هذا المرشد إجتاز الشارع لكي يلتقط رقم السيارة التي استقلها الجناة بعد تنفيذهم الجريمة , وأنه ابلـــغ رقم السيارة إلى مراسل جريدة " المصري" ..التي نشرته صباح اليوم التالي .
وهى أقوال غريبة.. ؟؟!! فهل مرشد البوليس السياسي يعمل لحساب البوليس السياسي.. أم يعمل ضدهم و " يفضحهم " ويكشف رقم السيارة التي استخدمها الجناة من رجال البوليس السياسي لقتل البنا , كما ادعى قادة الإخوان ..!!؟؟
4 - ذكر أحمد عادل كمال أن رقم السيارة التي استقلها الجناة كان رقم سيارة الاميرلاى محمود عبد المجيد ( وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي ) .. فهل البوليس السياسي بهذه السذاجة..؟؟!! وهل من المقبول عقليا أن يرسل جهاز بحجم البوليس السياسي سيارة وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي لاغتيال اى شخص .. خاصة لو كان هذا الشخص بأهمية وخطورة وحساسية مركز الشيخ حسن البنا مرشد جماعة الإخوان المسلمين ..؟؟!! وهل لم يجد البوليس السياسي سيارة أخرى لتنفيذ عملية الإغتيال إلا سيارة وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي .. وهى سيارة معروفه للجميع ويمكن بسهوله الوصول إلى صاحبها ..؟؟!! وهل أراد البوليس السياسي بذلك تقديم دليل واضح يدين البوليس السياسي المصري والحكومة والملك، أمام الشعب المصري وأمام العالم كله بهذه الجريمة النكراء ..؟؟!! وهل أراد البوليس السياسي أن يعطى جماعة الإخوان المسلمين فرصه ذهبيه وحجه مقبولة لشن حمله ضارية ضد الحكومة وضد الملك وضد البوليس السياسي .. لكسب تعاطف الشعب المصري – بل شعوب وحكومات العالم كله – والحصول على مكاسب لا تقدر بثمن.. باعتبار أن الإخوان هم ضحايا وشهداء .. وأن الحكومة تضطهدهم وتغتالهم وتغتال مرشدهم أمام العالم كله..؟؟!!.. ولكن جماعة الإخوان لم تستطيع إثبات أى من هذه الروايات والاتهامات .. بل كانت كلها أقاويل مرسله ، تتناقض مع بعضها ، وتتساقط عند أول فحص أو تمحيص..؟؟!! وذلك فى الوقت الذي تعمدت فيه جماعة الإخوان المسلمين التغطية تماماً وفرض "مؤامرة صمت " على الخلافات والصدامات والأحداث الخطيرة التى حدثت داخل الجماعة نفسها ، والتى بدأت قبيل اغتيال حسن البنا واستمرت بعد اغتياله .. وأدت إلى أن قام الإخوان بقتل بعضهم البعض وتكفير بعضهم.. فى سبيل التمسك بالمراكز والمواقع التي يتسيدوها ويسيطروا عليها فى الجماعة ..
*****
و فى مصدر آخر هو كتاب الأستاذ محسن محمد بعنوان " ليلة مقتل البنا " , أورد فيه بعض مما جاء فى محاضر تحقيقات النيابة فى جريمة إغتيال الشيخ حسن البنا , ويقول ان التحقيقات أثبتت ان " شخصاً مجهولاً " يرتدى جلباباً وطربوشاً أبلغ محمد الليثى رئيس قسم الشباب فى جمعية الشبان المسلمين برقم السيارة التى استقلها الجناة الذين قتلوا حسن البنا , وكان هذا الرقم هو 9979 , وقام الليثى بإبلاغ هذا الرقم لصحفى فى جريدة " المصرى " الذى قام بنشره على الفور فى الجريدة , وتبين بعد ذلك ان هذا الرقم هو رقم سيارة الأميرالاى محمود عبد المجيد وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي ( جريدة المصرى اليوم الصادرة فى 16/9/2010 ) .
فهل هذا " الشخص المجهول " الذى اتهم وكيل وزارة الداخلية بقتل حسن البنا , هو احد الأفراد المعاونين للفريق الذى نفذ عملية إغتيال حسن البنا , وأراد ان يبعد الأنظار عن القتله الحقيقيين , فذكر رقم سيارة الأميرالاى محمود عبد المجيد وكيل وزارة الداخلية للامن الجنائى , لإلصاق التهمه به , وإبعادها عن عبد الرحمن السندى والنظام الخاص الذى نفذ هذه الجريمة ..!!؟؟؟؟؟
*****
وفى مذكرات على عشماوى القائد السابق للنظام الخاص ( التنظيم العسكري السري لجماعة الإخوان المسلمين ) بعنوان " التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين" (الطبعة الثانية عام 2006) يتحدث فيها عن
"طريقة تسوية الإخوان لأمورهم مع بعضهم البعض" و "محاولات البعض للسيطرة على الجماعة" .. حتى لو كان عن طريق قتل زملائهم فى جماعة الإخوان المسلمين نفسها .. ويتحدث عن السعي للوصول إلى المناصب والمراكز داخل الجماعة.. ومحاولات البعض للسيطرة على الجماعة بكل الطرق ، ويقول فى ص 25 : {..حتى أن صلاح شادي قد أنشأ له جهازا سريا خاصا به سماه "مجموعة الوحدات" ..} كما يقول عن أسلوب التعامل داخل الجماعة : {.. ولما خرج إخوان السيارة الجيب من السجون .. ودُعي الأستاذ حسن الهضيبى ( المرشد الثانى للجماعة ) للقاء هؤلاء , قال قولته الشهيرة : "أنا لا أقابل المجرمين والقتلة" ..} ...؟؟!!
كما يتحدث عشماوى عن قيام قيادات الإخوان بإبلاغ البوليس عن زملائهم فى الجماعة ، ويقول بالحرف في ص 22 : {.. واذكر أن الأستاذ صلاح شادي حين اُبلغ فى سنة 1965 بوجود هذا التنظيم.. غضب وأصدر أوامره إلى المهندس مراد الزيات أن يبلغ البوليس عن هذا التنظيم.. !! إلى هذا الحد كان القرار غير مستند إلى شرع أو عقل
.. ولكن إلى الهوى الشخصي .. فكان المهم فى نظرهم الطاعة والإستئذان أولاً.. وإلا إبلاغ البوليس.. } ..!!؟؟؟؟
كما يتحدث على عشماوى فى مذكراته عن واقعة خطيرة حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين فى سبيل التمسك بالمناصب والمراكز داخل الجماعة , وهى قيام عبد الرحمن السندى بمحاولة إنقلاب مسلح على المرشد الثانى للجماعة حسن الهضيبى .. وقيام السندى بإرسال مجموعات مسلحة من قوات التنظيم السري لاحتلال مبنى المركز العام للإخوان المسلمين , وإعتقال الهضيبى لإجباره على الإستقالة من منصبه بعد أن قام بفصل عبد الرحمن السندى من قيادة النظام الخاص .. ويتحدث عشماوى عما فعلته المجموعة التي ذهبت إلى منزل المرشد لإعتقاله بل وتهديدة بالقتل ، ويقول فى ص 21 : {.. ووصل الأمر إلى حد ذهاب بعضهم إلى منزل الهضيبى وقيام بعضهم بوضع المسدس فى رأسه لإجباره على إلغاء قرار الفصل..}.. ؟؟!!
كما يتحدث عما فعلته هذه المجموعة مع مرشد الجماعة المستشار حسن الهضيبى , والتي احتلت منزله وإحتجزته لإجباره على توقيـــــع الاستقالة , وعن محاولة المرشد الهروب منهم ، ويقول فى ص 26 : {.. ثم بدأ على المنوفى بالكلام فقال : جئنا نسألك عن فصل قادة النظام .. ثم قال محمد حلمي فرغلى : نحن لم نحضر للسؤال .. ولكننا فقط تعبنا منك .. لأنك لا تعرف كيف تقود الجماعة .. ونحن نطالبك بالاستقالة .. فلما هم بتركهم والخروج من الغرفة .. تصدى له محمد أحمد - وكان سكرتير السندى – وفتحي البوز ومنعاه من الخروج .. وخلعا سماعة الهاتف .. فحاول الخروج من الباب المطل على السلم .. فلحق به على صديق ومحمود زينهم.. وقـــام محمود زينهم بحمله .. وإعـــــــــادته للغرفة .. }..؟؟!!
وهى أقوال واعترافات خطيرة من أكبر القيادات فى جماعة الإخوان المسلمين .. عن أحداث حدثت داخل الجماعة .. أقل ما يقال عنها أنها أحداث خطيرة وصلت بقادة الجماعة إلى قتل بعضهم البعض لمجرد التمسك بمنصب أو موقع فى الجماعة .. كما أن حادث إغتيال سيد فايز الذى قام به عبد الرحمن السندى - والذى أعترف به العديد من كبار قادة الجماعة كما أوضحنا - لمجرد التنافس على المناصب فى داخل الجماعة .. يضع السندى نفسه فى موضع الاتهام الأول بقتل الشيخ حسن البنا .. بعد أن أقال البنا السندى من منصبه وعين سيد فايز بدلا منه..!!؟؟
كما يحدد على عشماوى فى ص 28 السبب فيما حدث ويحدث داخل جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها عام 1928 وحتى الآن .. بأن الجماعة ما هي إلا "منظمه سرية مسلحة" .. وهو ما يوضح أسلوب العمل داخل الجماعة , و يفسر الكثير من "الأحداث والوقائع والجرائم " التي حدثت و تحدث حالياً من الجماعة بعد ان وصلت الى الحكم , ويقول فى ص36 { ..ان جماعة الإخوان المسلمين اُسست على بناء جيش وليس أفراد مدنيين .. وكانت التوجهات كلها تتسم بالطابع العسكري الهجومي.. وأنه كان هناك خطابان : خطاب للخاصة من الإخوان.. وخطاب للعامة.. وشتان بين الخطابين.. واعتادت الجماعة إعلان موقفاً يتفق مع رغبة الناس والجماهير .. وتعليمات أخرى وفكر آخر داخل الجماعة ..} !!؟؟؟
ويعلق على عشماوى على محاولة الإنقلاب المسلح على حسن الهضيبى المرشد الثانى للتنظيم , وعلى التقاتل الداخلى بين أعلى القيادات والرموز فى جماعة الإخوان المسلمين , و يتحدث عما ستفعله الجماعة فى الشعب المصرى إذا وصلت الى الحكم , ويقول فى صفحة 27 : {.. وهكذا تعاملوا مع الرجل الذي كان رمزاً للجماعة ومرشداً لها .. أردت أن أروى هذا المشهد بالتفصيل حتى يرى القارئ ما يفعله الإخوان فى تسوية أمورهم مع بعضهم البعض .. فكيف تكون أخلاقهم مع الآخرين.. وكيف هم إن حكموا .. وما الذي سيفعلونه مع الناس وهم حكام .. إنه الدم والظلم والاستبداد بأسم الله..!!} ..؟؟!! .
وهى أقوال خطيرة من قيادي بارز فى جماعة الإخوان المسلمين شغل منصب قيادي خطير فى الجماعة لسنوات عديدة , وهو " قائد النظام الخاص" ( التنظيم العسكري السري للجماعة) .. وعاش داخل الجماعة .. وعايش أسلوب التعامل بين الإخوان أنفسهم .. وهو هنا يفضح ويستنكر أساليب القتل والاعتقال والمراوغة والدسائس والمؤامرات التي تحدث داخل جماعة الإخوان المسلمين بين قيادات الجماعة ، لهدف واحد أوحد .. ليس هو الدعوة لوجه الله .. كما يدّعون وكما يرددون دائما.. ولكن للوصول والاستيلاء على المناصب والمراكز والمزايا داخل الجماعة .. والعمل بكل الطرق على الاحتفاظ بهذه المناصب والمراكز والمزايا.. والسعي الدءوب للسيطرة على مقاليد الأمور فى الجماعة، بكل الوسائل الشريفة وغير الشريفة، حتى لو كانت هذه الوسائل هي قتل زملائهم , مثلما حدث من قتل المهندس سيد فايز وتفجيره بقنبلة ناسفه .. وحتى لو كانت هذه الوسائل هي اعتقال المرشد العام للجماعة ووضع المسدس فى رأسه وحمله ومحاولة قتله لإجباره على الاستقالة , كما حدث مع المرشد الثانى حسن الهضيبى .. وحتى لو كانت هذه الوسائل هى الإبلاغ عن زملائهم فى الجماعة , كما حدث من قيام عبد الرحمن السندى و صلاح شادى بالوشاية و إبلاغ السلطات عن زملائهم فى النظام الخاص للجماعة ..
والمُلفت ان كل هذه الدسائس والمؤامرات وأعمال القتل والاغتيالات تتم بأسم الدعوة .. وبأسم الله سبحانه وتعالى ، كما يقول الأستاذ على عشماوى.. !!؟؟؟؟؟
*****
والغريب ان ما توقعه على عشماوى عما ستفعله جماعة الإخوان المسلمين بالشعب المصرى بعد وصولها الى الحكم , قد حدث فعلاً و شاهدناه وعايناه بأنفسنا فى الشهور القليلة الماضية بعد وصول الجماعة الى حكم مصر , وما قامت به الجماعة من قتل وذبح و خطف وتعذيب وحشى للآلاف من المتظاهرين السلميين والنشطاء الحقوقيين والصحفيين والإعلاميين والزعماء السياسيين , فقط لمعارضتهم للحكم الإخوانى بالتظاهر السلمى او على القنوات الفضائية او بالكتابة فى الصحف و على موقع التواصل الإجتماعى (الفيس بوك ) ..!!؟؟
إنه الدم والظلم والاستبداد بأسم الله .. كما قال على عشماوى عن هذه الجماعة الفاشية الدموية ..
25/3/2013
( يتبع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.