الخميس، 14 يونيو 2018

القمة التاريخية بين ترامب وكيم دلالات ومؤشرات


عبدالحق صادق

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم أون قمة تاريخية في سنغافورة يوم الثلاثاء 12/06/2018 بعد توتر في العلاقات دام طيلة عقود وهي أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس كوري شمالي، من دلالات ومؤشرات هذه القمة الآتي:
-          إن الرئيس ترامب يفقه الواقع، ويعرف كيفية التعامل مع العقلية الشرقية، بخلاف قادة أمريكا السابقين وقادة الدول الغربية، استطاع بأسلوبه ترويض زعيم أقوى دولة مارقة ترتيب جيشها الرابع عالمياً، بخلاف ما يروج له محور التطرف بأنه مجنون ومتهور وليس لديه شعور بالمسؤولية.
-          إن ترامب رجل سلام وحريص على الأمن والسلم الدولي، فقد نسي الإساءات والتهديدات والاستفزازات التي وجهها له كيم العام الماضي، عندما جنح كيم للسلم، بخلاف ما يروج له محور التطرف الإيراني الإخواني بأنه عنصري ومتطرف ويهدد الأمن الدولي.  
-          إن أمريكا وفية لحلفائها وأصدقائها فلم تتخلى عن كوريا الجنوبية واليابان في أحلك الظروف وأشد المخاطر التي تهدد أمنها كالسلاح النووي، بخلاف ما يروج له محور التطرف بأنها تتخلى عن أصدقائها وحلفائها.
-          استعادة هيبة أمريكا يصب في مصلحة الأمن والسلم الدولي وخاصة الأمن القومي العربي.
-          عدم طرح ترامب قضية حقوق الإنسان في كوريا الشمالية على طاولة الحوار يدل على حكمة وحسن نية، فلو طرحها هذا يعني فشل القمة، ويعني نوايا غير حسنة تجاه كوريا الشمالية، لأن فتح باب الحرية فجأة للشعوب التي عاشت لعقود تحت ربقة الاستبداد والقمع يعني زوال السلطة الحاكمة وزوال الدولة وخروج الذئاب والعقارب والأسود وجميع الحيوانات المفترسة من أقفاصها، فلا بد من التدرج وإجراء الإصلاحات والتغيير الهادئ تحت رعاية السلطة الحاكمة وليس ضدها.
-          موقف الزعيم الكوري كيم من إجراء القمة والحرص على نجاحها يدل أنه رجل شجاع وعاقل وحريص على مصلحة شعبه وأن الشباب عندهم قابلية للتغيير أكثر من كبار السن، بخلاف ما يروج له محور التطرف، حيث يصفون هذا الموقف بالخضوع والركوع، وكانوا يصفقون له وينتشون عندما كان يهدد أمريكا ويشتم ترامب، لأن المستفيد الأكبر من تطبيع العلاقات مع أمريكا هو الشعب الكوري وليس كيم والسلطة الحاكمة لأن هؤلاء يتمتعون بالخدمات والرفاهية سواء ساءت العلاقة مع أمريكا أم تحسنت، والمتضرر معنويا من الصلح كيم لأنه سيخسر تصفيق محور التطرف له وسيتهمونه بالجبن والخنوع والانبطاح.
-          ما جرى يدعو للتفاؤل والثقة بقدرة الرئيس ترامب على تحويل الرئيس بوتين من خصم لصديق وتحويل روسيا من محور التطرف المحور الإيراني الإخواني إلى محور الاعتدال، وهذا يعني قرب نهاية المحور الإيراني الإخواني.
-           ليست البراعة في معاداة العالم وخاصة الدول العظمى عن طريق التصريحات النارية والخطب الرنانة والشعارات الجوفاء كما فهمها محور التطرف، فهذه يجيدها أغبى الناس وأفشلهم والذي يدفع الثمن الشعب وليس القائد الشعاراتي.

ولكن البراعة والشجاعة والحرص على مصلحة الشعب، أن تحول العدو لصديق تستفيد منه في مصلحة الشعب وبناء الدولة الحديثة المدنية المتحضرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.