uعبدالحق صادق
المستفيد
من توتر العلاقات بين أمريكا وروسيا هو إيران، لأن ذلك يدفع روسيا للتقارب مع
إيران ودعمها، والعكس صحيح.
والمتضرر
من توتر العلاقات بين أمريكا وروسيا هي مصالح أمريكا، ودول محور الاعتدال التي
تحارب الإرهاب، والدول المضطربة التي تنشط فيها التنظيمات الإرهابية.
إذاً
بالتأكيد أزعج إيران وحلفاؤها قطر وتركيا، التقارب بين أمريكا وروسيا الذي حصل
مؤخراً بعد لقاء الرئيس ترمب مع الرئيس بوتين في ألمانيا على هامش قمة العشرين
2017.
والذي كان من نتائجه الإيجابية الإعلان عن هدنة
في جنوب سوريا، والإعلان عن إمكانية تطبيقه على كامل سوريا، وهذه الإجراءات اتخذت
بعيداً عن إيران، وتقلص نفوذها في سوريا، أي أن هذا التقارب يهدد مصالح المشروع
الإيراني الإخواني في سوريا والمنطقة، وهذا المشروع يهدد مصالح روسيا أيضاً، وظهر
ذلك جلياً في سوريا، فهناك خلافات خفية بين روسيا وإيران في سوريا، والذي يدفعها
لتلافي هذه الخلافات سياسة أمريكا الخاطئة تجاه روسيا، فلا بد لدول محور التطرف من
التحرك لإفشال هذا التقارب، وتأزيم العلاقات بينهما، وخير من يقوم بهذه المهمة
قطر، لأنها تقيم علاقات عامة قوية مع شخصيات فاعلة في دول الغرب وخاصة أمريكا،
وتخترق مراكز الأبحاث الإستراتيجية والإعلام الأمريكي، مستخدمة قوتها المالية،
وتظهر لهم بأنها حليف وعميل صادق لهم، وتستغل هذه العلاقات وهذه الثقة، بتضليل
مراكز صنع القرار في أمريكا عن دول الشرق، وأسباب ما يحصل فيها من نزاعات، بما
يخدم المشروع الإيراني الإخواني، ومن جملتها نقل معلومات لهم عن روسيا ودورها وتحركاتها
وخطرها على أمريكا، أدت إلى صدور قرار من الكونغرس بفرض عقوبات على روسيا، أدت إلى
انزعاج روسيا الشديد، وتقليص عدد البعثة الدبلوماسية، وعادت بالعلاقات بينهما إلى
مربع الصفر، وعرقلت جهود الرئيس ترمب الذي يسعى لتحسين العلاقات مع روسيا والتي
تنم عن رؤية إستراتيجية ثاقبة.
باختصار
محور التطرف بقيادة إيران يجيد إدارة الصراع، ومحور الاعتدال بقيادة أمريكا تائه
مخترق مضلل من قبل محور التطرف، ثبت فشله، وقطر الإخوانية تلعب دور خبيث للغاية، وهي
أكبر خادم للمشروع الإيراني، ومن أخطر ما يهدد العرب والغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.