الاثنين، 27 مارس 2017

الحرية والديمقراطية و الدولة المدنية عند الإخوان في الميزان

عبدالحق صادق
مشكلة عناصر الإخوان أو داعش أو جبهة النصرة أو القاعدة أو المتعاطفين معهم أنهم لا يعلمون عن السياسة العليا لقادتهم أو يعلمونها ويظنون أن غيرهم لا يعلمها وينكرونها.
لأن هذه التنظيمات قائمة على السرية التامة بحجة دواعي أمنية، العنصر لا يعلم سوى قائده المباشر ويجهل سياسة التنظيم. والحقيقة هذه السرية حتى تمرر القيادة مشروعها، فلو علم العناصر الحقيقة لانفضوا من حولهم، والدليل معظم عناصرهم ينكرون أمور مصرح بها من قادتهم على وسائل الإعلام.
و إذا واجهتهم بالمقطع، يردوا هذه من السياسة من أجل المصلحة، حسب ما لقنهم به قادتهم.
فهل نحن نقول عن علاقة الدول والأحزاب وتحالفها وتعاونها مع بعضها لأجل مصلحة مشتركة من فن الطبخ أو علم الاجتماع مثلا؟؟!!!
ولماذا علاقة الدول والأحزاب الأخرى مع بعض الدول خيانة وعمالة أما علاقة رموزهم من السياسة؟
وما هي المعايير لديكم التي تميزوا بها بين السياسة والخيانة؟؟؟
فهل هي كن إخوانياً، وافعل ولا حرج، فلا ذنب ولا طامة مع الإخوانية، لأننا شعب الله المختار وخيرته من خلقه، فيجوز لنا مالا يجوز لغيرنا؟ّ!
ألا تعتبر هذه من النازية والعنصرية والشوفينية والفاشية؟؟
والغريب يعتبرون مجرد نقل تصريح لقادتهم حقد على الإخوان وتشويه صورتهم وتتبع عثراتهم ومحاربة الإسلام والتيار الإسلامي!!!
 فهل اعتذر هؤلاء القادة عن تصريحاتهم، وقالوا هذه سقطة لسان أو غيرنا رأينا فيه، ونحن نقلناه؟
قادة الإخوان معظمهم أشاد بالثورة الخمينية، وقيل بايعوه لأنهم زاروه في فرنسا قبل ذهابه إلى إيران لاستلام السلطة، ويعتبرونها نموذج، والخميني رمز، ويجاهرون بعلاقتهم المميزة مع إيران و يتفاخرون بها، باعتبارهم من محور المقاومة والممانعة وغيرهم من محور الخيانة والعمالة. وهناك تطابق في الرؤية السياسية والمذهب لا يهم عندهم و هذا مصرح به من كلا الطرفين ونهجهم والواقع يثبت ذلك، ولم يصدر منهم أي إعلان عن مراجعتهم لمواقفهم حتى يقال هذه التصريحات قديمة وغيروا مواقفهم كما يزعم عناصرهم.
وإذا نقل أحد كلام قادتهم المعلن يهاجمه عناصر التنظيم و يتهمونه بشتى التهم ويشتمونه.
فهل يوجد عاقل يخجل من سياسة حزبه، من الذي أجبركم على الانضمام إليهم وتأييدهم؟
وأي استبداد هذا تريدون أن تمنعواالناس من نقل كلام صرح قادتكم به جهاراً نهاراً دون خجل ولم يعلنوا تراجعهم عنه؟!
عجبي من أدعياء الحرية و الديمقراطية والدولة المدنية !!!
هذه تصرفاتهم ولم يستلموا السلطة، فكيف إذا أصبحت بأيديهم؟؟؟!!!
وسؤالي لشعوب الربيع العربي الذين انتفضوا من أجل الحرية والكرامة. كيف سلمتم زمام أموركم لهذه التنظيمات التي هذه حريتها وديمقراطيتها ونهجها؟؟
على الأقل الأنظمة التي انتفضتم ضدها لا تخجل من سياستها وتصريحاتها المعلنة، ولا تجبر عناصرها على عدم نقل هذه التصريحات أو نفي علاقات معلنة. فنظام الأسد وعناصره يتفخارون بعلاقتهم مع إيران ولا يخجلون منها ولا ينكرونها. بينما هذه التنظيمات علاقتهم بإيران أصبحت واضحة ومعلنة و إذا تحدثنا عنها هاجمونا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.