الانتقال السياسي في سوريا في الميزان

عبدالحق صادق

يوجد خلاف بين هيئة المفاوضات التابعة للمعارضة السورية، ووفد النظام حول أولويات الحوار. الهيئة تصر على مناقشة قضية الانتقال السياسي، والنظام يرفض.

سأدرس قضية تنحية الأسد من جميع جوانبها وأعطي وجهة نظري فيها.

بداية لا يخفى على الجميع أن الوقت في سورية كلفته باهظة: أرواح تزهق، جراح تنزف وشباب تتعطل، أعراض تنتهك، شعب يهجر، حضارة وأملاك تدمر، أجيال تضيع، كرامة تداس، معاناة لا يوجد لها مثيل...

ثبت أن تركيا الإخوانية تتحكم بمفاصل المعارضة وتوجهها،  وإيران الفارسية تتحكم بمفاصل النظام، وهما شركاء في مشروع عالمي مشترك هدفه الهيمنة على المنطقة والعالم، فهم يسيرون باتجاه أن يصبحوا القطب الأوحد في العالم.

هذا يعني ليس من مصلحة مشروع أردوغان خامنئي استقرار سوريا ووحدتها، و لذلك سيعملون على إفشال أي حل سياسي للأزمة السورية، لأنهم يريدونها بؤرة للتنظيمات الإرهابية أدوات مشروعهم المشترك الذي يستهدف العرب والغرب، أي سيدفعون طرفي الحوار لعدم الاتفاق بوضع شروط غير منطقية. أي النظام والمعارضة ضحية مشروع مشترك واحد يستهدفهم جميعاً.

الوضع في سوريا و العراق يؤرق العرب والغرب لأنه من أخطر ما يهدد أمنهم و يستنزف أموالهم و طاقاتهم، وإيران وتركيا تستخدم هذه الورقة لابتزازهم وتحقيق أهدافهم، والضحية الشعب السوري معارضة وموالاة، وهذا واضح عندما تتوتر العلاقة بين إيران والغرب أو تركيا والغرب، أردوغان يتوعد أوربا بإغراقها باللاجئين وبعدها تحصل معركة تنتهي بـ التهجير، والخلاف بين روسيا و إيران أصبح واضح، وبعد أي توتر مع أي دولة أوروبية، تقوم داعش بأعمال إرهابية فيها.

النظام المتضرر الأكبر مما يحصللأنه لا يوجد إنسان عاقل يرضى أن تدمر وتقسم أملاكه، وتهجر عائلته، و الفارسية وتركيا الإخوانية إيران بإدخالهم التنظيمات الإرهابية، جعلوا الصراع صراع وجود، وهذا يكون قاسي جداً ومدمر، لأنه يعني إذا لم تقتل ستقل

الجناح الموالي لإيران من النظام هو الأقوى وهو الذي يتحكم بالأمور، وبشار من الجناح الآخر للنظام الفاقد الصلاحيات، ويحاول استعادة سلطاته بمساعدة روسيا و الدليل هو الذي طلب تدخل روسيا، وإيران وتركيا اعترضتا على ذلك، ولا يوجد إنسان يرضى أن ينتزع أحد صلاحياته ويهيمن عليه مهما كان قريباً منه. , وهذا صرح به بشار فقال:الجزء الأكبر من الحل هو بيد الخارج و الأصغر بيد السوريين. أتمنى أن تمتلك المعارضة الجرأة بالاعتراف بأنها تنفذ تعليمات تركيا وأن الإخوان يهيمنون عليها لن بداية الطريق الصحيح الاعتراف بالخطأ والواقع.

فكل ما يحصل في سوريا من قتل و تدمير خلفه إيران وتركيا، و يتم تلبيسه برأس بشار، وأحسب أنه ليس حريصاً على حكم بلد مدمر منهك، وهو باق كرمز على رأس السلطة، بناءاً على إلحاح مراكز القوى في النظام، لأنه إذا تخلى عنها في هذا الظرف، فسوف يتصدع النظام وينهار كلياً، ويتقاتلون فيما بينهم، وتبيدهم التنظيمات الإرهابية. هذا التوجس موجود يوم كانت سوريا مستقرة بعد وفاة الأسد الأب فما بالكم اليوم.

إذا عرف الطرفان المتصارعان هذه الحقيقة، هان عليهم تنحية السلاح والجلوس على طاولة الحوار المباشر بين المعارضة الوطنية والنظام الوطني، ويقومون بمصالحة وطنية، ويعملون سوياً على تحرير سوريا من الاحتلال الإيراني، وأدواته من التنظيمات الإرهابية سنية وشيعية، برعاية روسيا ودول التحالف بعيداً عن إيران وتركيا.

و بقاء بشار على رأس السلطة في المرحلة الانتقالية ضروري ريثما تستقر الأمور لكي يتم الحفاظ على مؤسسات الدولة.  

وفي هذا مصلحة الشعب السوري معارضة وموالاة، ومصلحة سوريا كوطن لجميع الأطياف موحدة مستقرة، ومصلحة الأمن القومي العربي والغربي، والحل على الطريقة الإيرانية التركية حرب عبثية تدميرية تهجيرية إلى أن يتم تدمير بقية الدول العربية والإسلامية. 

الأدلة:
باعتراف فاروق طيفور نائب المراقب العام لإخوان سوريا
إيران تطمئن لحكم الإخوان و ترغب بتسليمهم السلطة بشكل مطلق من بابها لمحرابها وتصر على ذلك.
https://www.youtube.com/watch?v=JlBJouYmgeg