منقول :
تركيا وتفجيرات سيناء
تاريخ النشر: 06/02/2015
محمد نورالدين
لم يتردد رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو في تكرار مواقفه المعهودة بالقول إن "القيم الأخلاقية والمبدئية" لتركيا تمنعها من الاعتراف بشرعية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي . فيما عكست صحف تركية موالية له تفاصيل "الغزوة المباركة" لتنظيم "داعش" على الجيش المصري في العريش نهاية الأسبوع الماضي وقتل العشرات من الجنود المصريين . ولم توفر بعض المحطات الإخوانية التي تبث من تركيا وتحظى برعاية حكومتها من الدعوات العلنية لقتل الضباط المصريين وعائلاتهم .
أما رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان فلم ير من تحرير مدينة عين العرب من مسلحي "داعش" سوى التخوف من قيام كيان كردي في شمال سوريا يضر بالأمن القومي التركي . ولم يرَ أن المدينة قد تحررت من كابوس التوحش والهمجية والإرهاب الذي تمثله "داعش" والمدعوم من حزب العدالة والتنمية .
تتخبط السياسات التركية إن كان على حدودها أو في المنطقة عموماً . وإذا كان المشروع التركي انكسر أولاً في سوريا وثانياً وفي مصر وتلقائياً في منطقة الخليج العربي فإنه لا يزال يحاول أن يحيي نفسه في أكثر من جبهة .
ففي ليبيا كان السباق التركي لوراثة معمر القذافي من خلال زيارات لمسؤولين أتراك إلى بنغازي وطرابلس واحتضان المجلس الوطني الليبي . ولكن ما لبثت التطورات ان خانت حسابات أنقرة فلجأت إلى اعتماد دعم الجماعات المتشددة للسيطرة على ليبيا ولا سيما في مناطق مصراتة ودرنة وطبرق . ولم تنقطع الطائرات التركية عن تسيير رحلات تحمل السلاح والمقاتلين من اسطنبول إلى مصراتة مباشرة .
التورط التركي في ليبيا ليس فقط من أجل تعزيز النفوذ العثماني في ليبيا عمر المختار . فليبيا ليست سوى الخاصرة الغربية لمصر .
وهنا بيت القصيد في السياسة التركية في الشرق الأوسط . ليس غريباً أن تتصادف تصريحات المسؤولين الأتراك عن مصر مع الهجمات المتجددة وشبه اليومية لتنظيم "داعش" المصري على الجنود المصريين في سيناء . فالنموذج التركي في استخدام القوة الناعمة والترويج لصورة حديثة للإسلام التركي بات من الماضي وحل محله نموذج يتوخى إحداث الفوضى وخلق الاضطرابات وسفك الدماء في الدول التي وقفت في وجه سياسات الهيمنة التركية . ولا شك أن مثل هذه السياسات تضعف القوى العربية بل الإسلامية أيضاً، فكيف إذا كانت هذه القوة هي مصر تحديداً المحاذية للكيان الصهيوني .
كيفما نظرنا فالأصابع التركية في تفجيرات سيناء ودعم الإرهاب في مصر واضحة . وقد أعلن قادة الإخوان في مصر بعد تنحيتهم عن السلطة أنهم لن يدعوا مصر تهدأ .
تجمع الهجمات على الجيش المصري مصالح أكثر من طرف أولها لا شك "الإخوان" الذين يريدون الانتقام من الرئيس السيسي وثورة 30 يونيو وثانيها حركة حماس التي ترى في نظام السيسي عدواً أطاح ظهيرها التاريخي الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته . وثالثها "إسرائيل" التي تريد استكمال مخطط ضرب الجيوش العربية بدءاً من سوريا فالعراق وليبيا وصولاً إلى مصر بل أهمها الجيش المصري ورابعها القوى الغربية وخصوصاً المؤيدة ل"إسرائيل" والتي يناسبها التخلص من الخطر الكامن الذي يمكن أن يمثله الجيش المصري في المستقبل للكيان العبري . أما خامس المستفيدين والداعمين لجعل مصر ضعيفة ومضطربة فهي لا شك تركيا التي إذ فشلت في الهيمنة على سوريا والعراق ومصر وليبيا والجزيرة العربية، وفي الذكرى المئوية للثورة العربية ضد السلطنة العثمانية، فإنها شرعت بسياسة تدمير الكيانات ما دامت لم تستطع الاستيلاء عليه عبر قوى عميلة لها .
الموقف التركي تجاه مصر والمنطقة ليس سوى الوجه الآخر من ميدالية الذهنية التي يمثلها إسلام حزب العدالة والتنمية الذي ضرب رقماً قياسياً في الازدواجية والتضليل والعنف والذي يوجب على كل القوى العربية والعروبية والإسلامية الحقيقية أن تتضافر جهودها لتواجه هذا المشروع الأردوغاني وتهزمه مرة واحدة وإلى الأبد .
لم يتردد رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو في تكرار مواقفه المعهودة بالقول إن "القيم الأخلاقية والمبدئية" لتركيا تمنعها من الاعتراف بشرعية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي . فيما عكست صحف تركية موالية له تفاصيل "الغزوة المباركة" لتنظيم "داعش" على الجيش المصري في العريش نهاية الأسبوع الماضي وقتل العشرات من الجنود المصريين . ولم توفر بعض المحطات الإخوانية التي تبث من تركيا وتحظى برعاية حكومتها من الدعوات العلنية لقتل الضباط المصريين وعائلاتهم .
أما رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان فلم ير من تحرير مدينة عين العرب من مسلحي "داعش" سوى التخوف من قيام كيان كردي في شمال سوريا يضر بالأمن القومي التركي . ولم يرَ أن المدينة قد تحررت من كابوس التوحش والهمجية والإرهاب الذي تمثله "داعش" والمدعوم من حزب العدالة والتنمية .
تتخبط السياسات التركية إن كان على حدودها أو في المنطقة عموماً . وإذا كان المشروع التركي انكسر أولاً في سوريا وثانياً وفي مصر وتلقائياً في منطقة الخليج العربي فإنه لا يزال يحاول أن يحيي نفسه في أكثر من جبهة .
ففي ليبيا كان السباق التركي لوراثة معمر القذافي من خلال زيارات لمسؤولين أتراك إلى بنغازي وطرابلس واحتضان المجلس الوطني الليبي . ولكن ما لبثت التطورات ان خانت حسابات أنقرة فلجأت إلى اعتماد دعم الجماعات المتشددة للسيطرة على ليبيا ولا سيما في مناطق مصراتة ودرنة وطبرق . ولم تنقطع الطائرات التركية عن تسيير رحلات تحمل السلاح والمقاتلين من اسطنبول إلى مصراتة مباشرة .
التورط التركي في ليبيا ليس فقط من أجل تعزيز النفوذ العثماني في ليبيا عمر المختار . فليبيا ليست سوى الخاصرة الغربية لمصر .
وهنا بيت القصيد في السياسة التركية في الشرق الأوسط . ليس غريباً أن تتصادف تصريحات المسؤولين الأتراك عن مصر مع الهجمات المتجددة وشبه اليومية لتنظيم "داعش" المصري على الجنود المصريين في سيناء . فالنموذج التركي في استخدام القوة الناعمة والترويج لصورة حديثة للإسلام التركي بات من الماضي وحل محله نموذج يتوخى إحداث الفوضى وخلق الاضطرابات وسفك الدماء في الدول التي وقفت في وجه سياسات الهيمنة التركية . ولا شك أن مثل هذه السياسات تضعف القوى العربية بل الإسلامية أيضاً، فكيف إذا كانت هذه القوة هي مصر تحديداً المحاذية للكيان الصهيوني .
كيفما نظرنا فالأصابع التركية في تفجيرات سيناء ودعم الإرهاب في مصر واضحة . وقد أعلن قادة الإخوان في مصر بعد تنحيتهم عن السلطة أنهم لن يدعوا مصر تهدأ .
تجمع الهجمات على الجيش المصري مصالح أكثر من طرف أولها لا شك "الإخوان" الذين يريدون الانتقام من الرئيس السيسي وثورة 30 يونيو وثانيها حركة حماس التي ترى في نظام السيسي عدواً أطاح ظهيرها التاريخي الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته . وثالثها "إسرائيل" التي تريد استكمال مخطط ضرب الجيوش العربية بدءاً من سوريا فالعراق وليبيا وصولاً إلى مصر بل أهمها الجيش المصري ورابعها القوى الغربية وخصوصاً المؤيدة ل"إسرائيل" والتي يناسبها التخلص من الخطر الكامن الذي يمكن أن يمثله الجيش المصري في المستقبل للكيان العبري . أما خامس المستفيدين والداعمين لجعل مصر ضعيفة ومضطربة فهي لا شك تركيا التي إذ فشلت في الهيمنة على سوريا والعراق ومصر وليبيا والجزيرة العربية، وفي الذكرى المئوية للثورة العربية ضد السلطنة العثمانية، فإنها شرعت بسياسة تدمير الكيانات ما دامت لم تستطع الاستيلاء عليه عبر قوى عميلة لها .
الموقف التركي تجاه مصر والمنطقة ليس سوى الوجه الآخر من ميدالية الذهنية التي يمثلها إسلام حزب العدالة والتنمية الذي ضرب رقماً قياسياً في الازدواجية والتضليل والعنف والذي يوجب على كل القوى العربية والعروبية والإسلامية الحقيقية أن تتضافر جهودها لتواجه هذا المشروع الأردوغاني وتهزمه مرة واحدة وإلى الأبد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.