الأحد، 17 أغسطس 2014

المستفيد من تدمير بلاد المسلمين

عبدالحق صادق

 في علم الأدلة إذا أردت أن تعرف الجاني فانظر من المستفيد
يقول أصحاب عقدة المؤامرة التي غرستها الأنظمة القمعية الثورية  لتبرير فشلها و التي تقوم على تأليه أمريكا بأن الإرهاب من صنع أمريكا و الغرب و السعودية وهم الذين يدعمونه .
و سؤالي كيف تصنعهم و تدعمهم أمريكا و الغرب و السعودية وهم  العدو و الهدف الأول للإرهابيين ؟؟؟
و كيف يصنعونهم و هم الذين يدفعون ثمن تخريبهم لبلاد المسلمين فهم الذين يقدمون المساعدات الانسانية للشعوب التي تقع ضحيتهم و هم الذين يقومون بإعادة الإعمار للبلاد التي يدمرونها ؟؟؟!!!
و إسرائيل هي المتضرر الأكبر من انتشار الفوضى على حدودها و كان نظام الأسد أفضل حامي لها
هل رأيتم عاقلاً يدعم عدوه ليقتله و يستنذف أمواله و طاقاته ؟؟؟
 و هل أمريكا و الغرب و السعودية من السذاجة حتى يصنعوا من يستهدفهم و يقلقهم و يستنزف أموالهم و خيراتهم.؟؟؟
و هل عجزت أمريكا عن إيجاد مبررات لاحتلال بلاد المسلمين غير قتل شعبها و استنزاف طاقتها و خيراتها ؟؟؟
و هل معروف عن حكومات أمريكا و الغرب الاستهانة بحاية شعوبهم أم احترامهم و تقديسهم حتى يلجؤوا لهذه الأساليب الخسيسة؟؟ الواقع يشهد أن أمريكا و دول الغرب  المتضرر الأكبر لأن الإرهاب يستهدفهم و يستنزف خيراتهم و جهدهم
 و لأن مشاريعهم اقتصادية و استقرار الدول يجعلها تقوم بعملية تنمية شاملة و المستفيد الأكبر من أي عملية تنمية في العالم هي أمريكا و دول  الغرب بسبب تفوقهم الصناعي و الاقتصادي و العلمي
لأن  الفوضى في أي دولة توقف و تعطل عملية التنمية اي تعطل استفادة الغرب من هذه الدولة
فماذا استفادت أمريكا و الغرب من أفغانستان و الصومال و العراق و سوريا من تدميرهم و إشاعة الفوضى فيهم ؟؟؟
لقد خسرت مئات الجنود و عشرات المليارات في هذه البلدان  على محاربة التنظيمات الإرهابية و في مساعدة الشعوب المنكوبة في تلك الدول و إعادة الإعمار و على دعم و إنشاء حكومات قوية قادرة على بسط الأمن و الاستقرار في هذا الدول
بينما استقرار دول الخليج التي تقوم بعملية تنمية شاملة ضخمة تستفيد منها امريكا و الغرب
و الواقع يشهد بأن أمريكا ليس لها رغبة في احتلال الدول الإسلامية و البقاء فيها فالذي دفعها و استجرها لاحتلال بعض الدول الإسلامية هو تنظيم القاعدة الذي يوجه من إيران من أجل استنزاف قوتها على حد زعمهم و صرح بذلك الجولاني في لقائه على قناة الجزيرة مع الإخواني أحمد منصور
  لقد انسحبت من الكويت بعد تحريرها و من البوسنة و الهرسك و كوسوفا بعد انتصار المسلمين على الصرب  و لم تحتل أفغانسستان بعد انتصار المجاهدين الذين دعمتهم على الاتحاد السوفيااتي و انسحبت من أفغانستان بعد إضعاف القاعدة التي غدرت بها في أفغانستان و تشكيل حكومة أفغانية قادرة على بسط الأمن و الاستقرار و انسحبت من العراق و لم تحتل  ليبيا الغنية بالنفط بعد انتصار الثوار الذين دعمتهم ضد قوات القذافي


و لو أمعنا النظر فيما يجري في المنطقة من خراب و فوضى  و قتل نجد أن المستفيد الأكبر من الأعمال الإرهابية و التنظيمات المتطرفة هو نظام الخميني الإيراني صاحب المشروع الأيديولوجي الثوري التوسعي  القومي الفارسي  فقد سيطرعبر وكلائه من الأنظمة و التنظيمات المتطرفة الشيعية على الدول التي تنشط فيها التنظيمات المتطرفة السنية مثل أفغانستان و العراق و سوريا و اليمن و التنظيمات الإرهابية لا تستهدف إيران رغم أنهم ينشطون على حدودها و يعبرون من أراضيها
فالتنظيمات الإرهابية السنية و الشيعية تقاد من إيران مهمة السنية هدم بنيان الدولة و إشاعة الفوضى فيها و الشيعية مهمتها السيطرة و جني المكاسب لصالح إيران

و المستفيد الثاني الإخوان الذين  فكرهم و منهجهم السياسي يتطابق مع النظام الإيراني باعترافهم و الواقع يشهد بذلك و كلاهما يتخذون الدين مطية لتحيقق مشروعه فلا يهم النظام الإيراني المعتقد بمقدار ما يهمه الرؤية السياسية التي من خلالها يهيمن على الدول فالإخوان المحسوبين على السنة حلفاء و مقربين من النظام الإيراني و الشيعة الذين يخالفونه و يعارضونه سياسياً يسجنهم و يعدمهم و الإخوان يخدمون النظام الإيراني أكثر من الشيعة بكثير لأنهم الجسر الذي تعبر من خلاله إيران للهيمنة على الدول السنية  فيقومون بدور وكالة إعلامية عملاقة للنظام الإيراني بين السنة يصنعون من خلالها الرأي السياسي العربي و الإسلامي وفق الرؤية الإيرانية أي هم أدوات نظام الخميني لاحتلاله للعقلية العربية و الإسلامية الذي يجعل أهل السنة بيئة حاضنة للإرهاب  و التطرف و يهيأ الشباب المتحمس للانخراط في التنظيمات الارهابية التي تحمي النظام الايراني و تخدم مشروعه و تمكنه من احتلال الأرض بكل يسر و سهولة و بأقل التكاليف و بجهود و دماء و أموال العرب و المسلمين
 و لا مانع عند النظام الإيراني من استلام الإخوان السلطة كواجهة إذا كانوا ينفذون أجندته لأنهم يخدمونه أكثر من الشيعة لأن السنة يثقون بالإخوان و يأخذون بكلامهم و رأيهم و لكنهم لا يثقون بإيران و لا يأخذون بكلامها  ففي الحكومات الإخوانية الحاكم الفعلي هي إيران و لذلك تنفق مليارات الدولارات على الإخوان و مراكز أبحاثهم و آلاتهم الإعلامية و جمعياتهم الخيرية التي يشترون بها الذمم
شاهدوا سيطر الإخوان على جميع دول ما يسمى الربيع العربي الذي حوله الإخوان إلى شتاء قارس فثارت عليهم الشعوب
و الإخوان يستفيدون من الأموال الضخمة التي يأخذونها من قطر و إيران و التي يجمعونها على اسم الشعوب المنكوبة في الدول التي يثيرون فيها الفتن من خلال الجمعيات الخيرية الكثيرة التي يديرونها في شتى أنحاء العالم و خاصة دول الخليج و الغرب فالإخوان من أغنى التنظيمات في العالم و قادتهم من أصحاب الملايين و السيارات و المساكن الفارهة
و الإخوان لا يتضررون من إثارة الحروب و الفتن و الفوضى التي يثيرونها في الدول الإسلامية فأغلب القادة يعيشون مع عائلاتهم في أمريكا و دول الغرب الخليج  ينعمون بأمنهم و عدلهم و حريتهم و حقوق الإنسان و رخاء العيش عندهم و يدرسون أولادهم في جامعاتهم و بعد إشعال نار الفتنة في دولة يفر بقية الإخوان إلى هذه الدول تحت اسم لاجئين و مضطهدين و بمساعدة الإخوان السابقين فيها و بدلا من شكر الدول التي استضافتهم و أكرمتهم و أنزلتهم المنزلة اللائقة بهم و امتلأت جيوبهم من خيراتها فيظهرون قلة مروءتهم  و انعدام القيم و الأخلاق عندهم فينفسون سمومهم في هذه الدول فينخرون جسدها من الداخل تنفيذا لأجندة المشروع الفارسي فتراهم يطعنون فيهم ليل نهار و يشيعون أحقاد شعوب هذه الدول على حكوماتهم و كذلك أحقاد الشعوب الإسلامية
فيستهدفون غالباً النخب من الشباب الصغار السن المتفوقين و الأذكياء و يلعبون على عواطفهم الدينية و يغسلون أدمغتهم و يحشونها بالفكر المتطرف و الحقد على دول الغرب و الخليج و ينظمونهم في مجموعات مستقلة كخلايا نائمة جاهزة للتجنيد في التنظيمات الإرهابية و بعد ذلك يكمل المهمة التنظيمات الإرهابية فيجندونهم ليظهرا لإخوان و كأنهم حمل وديع مسالم لا علاقة لهم بالإرهاب و خاصة أنهم  يطلقون بعض التصريحات العامة التي  يدينون فيها الإرهاب بكلام عام حمال أوجه لستر وجههم القبيح و لا يدينون تنظيم بعين و يقصدون بذلك حكومات هذه الدول التي يعتبرونها إرهابية
و دول  محور الاعتدال نائمة و دابة الأرض تأكل منسأتها و عندما تحصل بعض العمليات الإرهابية في دولهم يستفيقون فيتخلصون من بعض الخلايا المسلحة و يظنون أنهم قضوا على الإرهاب و يجهلون أن جذوة النار لا تزال متقدة يمكن أن تشتعل في أي لحظة  عن طريق مئات الخلايا النائمة المهيأة لحمل السلاح في الوقت الذي قال عنه سلمان العودة عندما تنضج الشعوب و تكون جاهزة للثورة أي عندما يتم نخر العصا كاملة ستهوي هذه الدول بشكل مفاجئ و غير متوقع لأن تنظيم الإخوان من أكثر التنظيمات سرية و احترافية  و إمكانيات
و المستفيد الثالث مافيا السلاح التي تستفيد من بيع الأسلحة و أغلب الأسلحة التي يستخدمها الإرهابيون روسية الصنع و ليست غربية

 و الخلاصة ما يجري على أرض الواقع من تدمير للدول الإسلامية هو مشروع إيراني إخواني أسميته مشروع أردوغان خامنئي لتدمير الشرق الأوسط و إقامة الشرق الأوسط الكبير على أنقاضه و تقاسم النفوذ بين الإمبراطورية الفارسية و العثمانية  
و أكبر خادم لهذا المشروع جهل الشعوب السياسي لأن دول محور الاعتدال تحظر الكلام بالسياسة و  يستغل الإخوان هذا الفراغ و يملؤه بفكر سياسي منحرف وفق الرؤية الإيرانية الذي هو جذور الإرهاب
استفيقوا يا دول محور الاعتدال قبل أن تندموا يوم لا ينفع الندم مشكلة الإرهاب فكر و الفكر يعالج بالفكر و ما تتخذونه من إجراءات فكرية جدواه ضعيفة جدا مقابل الجهود الفكرية الضخمة التي يبذلها محور التطرف
المشروع الفارسي يستفيد من جهود الإخوان التي تضعف هذه الدول و المجتمعات و تمزقها و يجعلونها لقمة سائغة لإيران فينزعون الثقة بين الشعب و قيادته و بين المجتمع و رموزه و يتخلصون من نخبة الشباب الأذكياء الشجعان الغيورين على دينهم و بلاد المسلمين الذين هم عماد الأوطان عن طريق إرسالهم إلى المناطق الملتهبة و يغسلون أدمغتهم  و يدربونهم على السلاح و بعد ذلك يعودون إلى أوطانهم ليساهموا بتخريبها خدمة للمشروع الفارسي و يظنون أنهم يجاهدون في سبيل الله
متى ستعي الحكومات و الشعوب العربية و الإسلامية أن الإخوان من أخطر ما يهدد الإسلام و الدول الإسلامية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.