الأحد، 24 أغسطس 2014

العمود الفقري لفكر داعش و الإرهاب و استراتيجية مكافحته


عبدالحق صادق

ثبت أن الإخوان هم الذين يصنعون الرأي العام السياسي للعرب و المسلمين بشكل خطير و منحرف و مدمر و مضطرب وفق الرؤية السياسية لنظام الخميني الفارسي الذي يحمل حقد تاريخي ومصلحي على الروم و العرب
عبر آلة إعلامية عملاقة يملكونها تمولها إيران و قطر يقلبون من خلالها الحقائق و يزورون التاريخ و يلعبون على العواطف الدينية و الإنسانية  لتأليب الرأي العام العربي و الإسلامي على أمريكا و الغرب و دول الخليج و يشيعوا مشاعر الكراهية و الأحقاد عليهم و التي تشكل جذور الإرهاب و التطرف الذي أصبح يهدد أمن و استقرار المنطقة و العالم فالآن أصبح العالم على حافة حرب عالمية ثالثة 
 غرس المحور الإيراني الإخواني أصناماً في عقول الشعوب العربية و الإسلامية هي خلف ظاهرة التطرف و الإرهاب و معظم ما تعانيه من مشاكل و أزمات  و أصبحت من المسلمات و الخطوط الحمراء التي لا يجوز الاقتراب منها و كل من يقترب منها هو مرتد خائن عميل علماني محارب للإسلام
و أهم هذه الأصنام و هي بمثابة هبل منظومة فكر محور التطرف و العمود الفقري لفكر الإرهاب هو العداء لأمريكا و السعودية و دول الخليج و الغرب و إثارة مشاعر كراهية و حقد العرب و المسلمين عليهم و اعتبار أمريكا العدو الأول للإسلام و المسلمين و سبب مشاكل و أزمات العرب و المسلمين و تخلفهم و أهم عقبة في طريق تقدمهم 
و المنظومة الفكرية لمحور التطرف مدروسة بعناية و هدفها احتلال العقيلة العربية و الإسلامية لتسهيل سقوط الأرض بيد المشروع الفارسي و بجهود و أموال العرب و المسلمين و يحسبون أنهم يحسنون صنعا و أنهم يجاهدون في سبيل الله و من أجل المشروع الإسلامي و في الحقيقة و الواقع يشهد بذلك أنهم يجاهدون في سبيل المشروع الفارسي
و الهدف الاستراتيجي لهم تدمير بلاد الحرمين و السيطرة عليها لأنها تضم مقدسات المسلمين و لغناها بالنفط و لأنها تمثل العمود الفقري لأهل السنة  فإذا سقطت في أيديهم تهاوت بقية الدول الإسلامية تباعاً
 و عداؤهم لأمريكا و الغرب نابع من دفاعهم و حمايتهم للسعودية و دول الخليج من المحور الإيراني الإخواني  
 فلو تخلت أمريكا عن السعودية و الخليج و سمحت لهم العبث بأمنهم و أمن المنطقة ستصبح أمريكا رمز الإسلام و المسلمين و يتحدثون عن عدالتها و خدمتها للإنسانية و المسلمين و تسامحها و سيتذكرون الآيات و الأحاديث التي توصي بهم و تثني عليهم التي تحض على التسامح و التعايش و التآلف بين الأمم و تنبذ الكراهية و التي يدفنونها الآن و يرمون من يتحدث بها بالعمالة و موالاة الكفار
 أمريكا و الغرب بذلوا الكثير و تحملوا الكثير من الضغوطات عليهم من قبل محور التطرف المحور الإيراني الإخواني بسبب حرصهم و دعمهم  لأمن و استقرار السعودية و دول الخليج و المنطقة و من نتائج هذا الموقف أحداث الحادي عشر من سبتمبر و بارييس و غيرها و مشاعر حقد و كراهية العرب و المسلمين عليهم التي هي السبب الرئيسي خلف الإرهاب الذي يستهدفهم  
و أرى أن أمريكا و الغرب نفد صبرهم تجاه دول الخليج و مصر لعدم قيامهم بواجبهم تجاه لجم الإرهاب و القضاء عليه الذي أصبح يقلقهم و يهدد أمنهم و مصالحهم لأن الدول الإسلامية أقدر من دول الغرب على فهم العقلية العربية و الإسلامية و أسلوب تغيير قناعاتهم المنحرفة و أقرب لقبول كلامهم
و اجتثاث الإرهاب من جذوره يكون بالفكر و التوعية و كشف حقيقة محور التطرف للشعوب و أساليب تضليلهم  و أهدافهم الخبيثة وعلى سلم الأولويات تصحيح نظرة العرب و المسلمين تجاه أمريكا و الغرب من خلال استراتيجية مدروسة بعناية تسخر لها كافة الإمكانيات و الطاقات مثل المفكرين و الكتاب و التربويين و الإعلاميين و الصحف و الفضائيات و تشكيل جيش إلكتروني عملاق لهذه الغاية 
 و الدليل قول أوباما إن الخطر الأكبر الذي يهدد السعودية و دول الخليج هو داخلي و ليس خارجي
 فأصبح الغربيون يفكرون بطريقة أخرى تحمي بلدانهم من خطر الإرهاب و تؤمن مصالحهم عن طريق التخلي عن دول الخليج و مصر و عقد صفقات مع المحور الإيراني الإخواني تؤمن مصالحهم و تحمي بلدانهم من شرور الإرهاب و أولى بوادره الاتفاق النووي الإيراني
فأنصح حكومات دول الخليج و مصر و الأردن و المغرب أن يبادروا و على وجه السرعة قبل فوات الأوان تبني استراتجية فكرية فعالة لمكافحة التطرف و الإرهاب يتم من خلالها صنع الرأي العام السياسي العربي و الإسلامي بشكل متوازن و سليم و عقلاني و تصحيح نظرة العرب و المسلمين تجاه أمريكا و الغرب عبر إنشاء وزارات أو هيئات مختصة بالأمن الفكري فعالة - و ليست مجرد هياكل -  توجه و تراقب كافة وزارات الدولة فيما يخص الأمن الفكري و تصحح المفاهيم المغلوطة
و أن يضعوا أيديهم بيد روسيا فهي الأقدر على محاربة الإرهاب لأنه ثبت فشل الغرب 
إذا العمود الفقري و هبل المنظومة الفكرية لمحور التطرف و الإرهاب هو العداء و الكراهية لأمريكا و الغرب و بالتالي العمود الفقري لاستراتيجة مكافحة الإرهاب و اجتثاثه من جذوره ينبغي أن تبدأ من تحطيم هبل فكر المحور الايراني الاخواني فإذا تم تحطيمه فستننهار المنظومة الفكرية لمحور التطرف .
 و أي استراتيجية لمكافحة الارهاب و التطرف لا تركز على تصحيح نظرة العرب و المسلمين تجاه السعودية و دول الخليج و  أمريكا و الغرب محكوم عليها بالفشل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.