الجمعة، 3 أغسطس 2018

رسالة من الإخواني السابق قاسم جوجة إلى الإخواني زهير سالم

منقول

رسالة لإنسان عزيز. 
زهير سالم من أكثر الشخصيات الحكيمة والمتوازنة اخلاقيا التي مرّت على جماعة الإخوان عموماً والسوريين بشكل خاص.
هي شهادة للتاريخ لا ازكيه ولا أظلمه.
وبتعاملاته الإنسانيه والاجتماعيه بغض النظر عن حزبيته صاحب خلق وكريم وطيّب المعشر.
أردت بحكم المحبة والصداقة القديمة أن أوجّه له كلمات أتمنى أن تقبلها أذنه ويحتملها قلبه.
زهير سالم المحترم:
لقد منح الله الإنسان الحياة مرّة واحدة فإما أن يُحسن تعامله مع هذه المنحة الإلهية ويغادر الحياة راضياً عن نفسه وراضياً الله عنه وإما أن يستثمر هذه الحياة بما لا يغني ولا يُثمر ولا يترك إلا الأثر السيئ وسوف يغادر وفي قلبه أثقال وأوزان من عدم الرضا عن الذات.
زهير سالم: انت لبست لباس الإخوان وهو ليس ثوبك كما الكثيرين ودخلت معتركهم وهي ليست ساحتك وانغمست بهذا التيار كمنهج وهو ليس اعتقادك.
والله لا أراك بهذا الثوب إلا غريباً عنه وهو غريب عنك.
زهير سالم : أما آن لك أن تطرد من داخلك هذا الدخيل وأن تُخرج مافي جوف قلبك من حقيقة وتتصالح مع ذاتك .
أما آن لك أن تنتصر على كذبة كبيرة عشناها ومازلت تعيشها إسمها الإخوان المسلمين؟
ألم يحن الوقت بعد ياصديقي كي تنفث ما بداخلك من حقائق عن هذه الجماعة التي تتعالى فوق الحقيقة وتتوارى خلف المتناقضات؟
العمر أخذ منّا مأخذه ولا ندري أيما ساعة الرحيل فمتى تزيح عن كاهلك عبئ السكوت والصمت الذي في داخلك عن حقيقة الاخوان وتضع الشعب السوري أمام حقيقة الاخوان وجهاً لوجه وتنام قرير العين مطمئن؟ فالاخوان حالة عامة وليست خاصه.
عندما تعود تبعات الجماعة على افراد الجماعة فوالله لا اسف ولا حيف فكل منا حر بما يختار ولكن أنت تعلم بأن الإخوان حالة عامة وتبعات الحماقات تطال مجتمع وعائلات وحياة بشر بالملايين ومن حق الشعب السوري ان يعرف عن الاخوان كل شيئ ويعرف كم كان ضحية طوال عقود.
زهير سالم : للبشر لعنة وللمظلومين ربّ سينصفهم يوماً وسوف يحاجج كل من كان سبب أو تستّر على سبب بشقاء الأبرياء.
زهير سالم : الست انت من كنت ترفض ورفضت العمل العسكري في سوريا في احداث الثمانينات ، وكنت تقول عن أصحابه انهم مجانين؟
وهم كانوا ولا زالوا يبعدوك عن مركز القرار والبعض كان عندما كنا في بغداد وعمان يغمز ويلمز عنك بأنك عميل للنظام ؟
وانا اشهد انك انت لست كذلك ولايمكن ان تكون كذلك وإنما كانت تحركك حينها طيبة الإنسان بداخلك.
هل اذكّرك بمآسي وجرائم الاخوان في العراق والأردن وهم يفرطون بشباب الاخوان فيرسلونهم الى سوريا في عمليات وهميه فإما يُقتلون او تكون الأجهزه الامنيه في استقبالهم وحسن ضيافتهم؟
ام اذكّرك بمجزرة حماه وتفريط قيادة الاخوان فيها؟
الا تذكر يا صديقي كيف جمعتنا قيادة الاخوان في معسكر التاجي بما سمي النفير وكانت حماه قد ذبحت وهي تتلو علينا البيانات الكاذبه عن انشقاقات في الفرق وألوية جيش النظام؟
الم يكن بمقدور قيادة الاخوان ان تنزل الى حماه وهذا ممكن ومتاح لتضع المقاتلين بالصوره لإخراجهم وتجنيب حماه المذبحه التي حدثت؟
أما آن لك ان تدعو بكل صراحة ووضوح الى حل جماعة الاخوان والإعتراف بأنها كانت وبالاً على الأوطان وعلى الإنسان؟ هل يغفل عنك أم أنّك تتغافل ان الانظمه المجرمه لا تريد حقيقة حل جماعة الاخوان كي تبقى فزاعة لعدم الإستقرار وشماعة يعلق عليها الحكام المجرمون جرائمهم؟
أنت يا سيد زهير اكثر من يعرف بأن لسان حال الحكام يقول للشعوب إما نحن واما الاٍرهاب ( الاخوان) الم تدرك ذلك من خلال خبرة السنين ومعتركات طواحين الهواء التي كانت الاخوان تلعب فيها دور مرسوم بخطوط لا نعرف من يرسمها للجماعة؟ 
انت تعلم اكثر مني ان ذهاب الاخوان من الساحة السياسيه لن يُنقص من دين الله شي كما أن وجودهم لعقود اضرّ بالاسلام ولم يزيد فيه شيئ.
فأنت تعلم بحكم رجاحة عقلك بأن صورة أي حركه اسلاميه قد احترقت ولم تعد تجدي تلك الأزياء المزركشة بصفحات القرآن والتي تم تفصيلها لغايات ليست نظيفة.
لقد انتهى دورها ياصديقي والشعوب كرهت اوصافها وصفاتها وشعاراتها لكثرة ما لاقت فيها ومنها.
حتى الاخواني اصبح يستحي ان يقول انه من الاخوان وبات يشعر بالخجل من ذلك التوصيف فهل كل هذا من فراغ؟ 
الم تصبح جماعة الاخوان كالميت سريريا في نفوس الناس وانت دائما تردد عبارتك المشهوره ( اكرام الميت دفنه ) اما آن لك ان تدفن هذا الميت؟
يا اخي انا سأسعى لدفع الكافور والشاش وكل كلفة المأتم واقرأ الفاتحه على روح المرحوم ولكن آن لنا أن ندفن هذا الجسم الذي بات مرتبطاً بالجريمة والخيانة والدم والفساد 
هي دعوى صادقه لك كأخ نقي اشعر بالغيرة عليه وارجو من الله ان يكتب لك فيها الأجر والثواب فسوريا كبيره برجالها وأهلها وبدون الاخوان.
يمكن لسوريا أن تكون بخير بدون الاخوان ولكن لايمكن أن تكون بخير ما دامت الجماعة تستخدم كل تقنيات الخداع لأجل ظلم هذا الشعب وخداعه بعلم أو بجهل وتستخدم قدرات هذا الشعب من فشل الى فشل ومن مؤامرة إلى أخرى .
زهير سالم : الفرصة امامك متاحة كي تخلع هذا الرداء البالي وتكشف عن نفسك كإنسان سوري يختار شعبه لا جماعته ويخرج عن صمته فربما كلمة حق تقولها تكون لك ميزان رحمة لكل مافات من عمرك وما هو آت من حياتك. قاسم جوجه والمعروف بين الاخوان (ابو حذيفه الرقه)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.