الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

تركيا في خطر

 من محبة تركيا و شعبها وحكومتها نصح قادتها على تصحيح المسار الذي يذهب بتركيا إلى المجهول و ذم المطبلون لهم.
التاريخ و الحاضر يشهد بأن الإخوان لم يدخلوا بلداً إلا و خربوه و دمروا حضارته التي تم بناؤها خلال قرون و أشاعوا الفوضى و الفرقة و التنازع فيه و هم أخطر من داعش و القاعدة لأنهم هم الذين يصنعوهم و ينكرون ذلك و يتهمون الضحية بصنعهم لأن منهجهم التقية و الكذب و التدليس و الخداع و الغدر و فكرهم أصل التطرف و الشاهد في الرابط الأول و الثاني 
لقد تسببوا بدمار ستة دول إسلامية أفغانستان و الصومال و العراق و اليمن و ليبيا و سوريا و كادوا يتسببون بدمار مصر و لكن الله سلم و كانوا سبباً في عزل مرسي و زوال ملكه .  
كل المؤشرات و الدلالات تشير إلى أن الرئيس أردوغان يسير على خطى مرسي أي أن السياسة واحدة هي سياسة و منهج الإخوان  التي ثبت فشلها    و هذا السلوك قد يؤدي لنفس النتيجة.
مرسي تقارب و تعاون مع  إيران و تدخل في شؤون القضاء و الجيش و الأمن و كافة المؤسسات و كذلك أردوغان
مرسي تقارب و تواصل مع قيادة القاعدة الظواهري و كذلك أردوغان  سهل مرور القاعدة و داعش إلى سوريا و العراق و يرفض محاربة داعش مع قوات التحالف و يضع شرط تعجيزية.
لعب مرسي على جميع الحبال القاعدة و إيران   و إسرائيل  و أمريكا من أجل الحفاظ على كرسيه و خدمة المشروع الاخواني الايراني في المنطقة فتقطعت به جميع الحبال و هوى في غيابة السجن.
سياسة التلون و الخداع و الكذب و اللعب على الحبال من أساليب الانظمة الاستبدادية الثورية و هذه السياسة ثبت فشلها و انتهت صلاحيتها و فقد اصحابها المصداقية و ذهب أصحابها إلى مزبلة التاريخ و للأسف ورثها الاخوان و أصبحت سمة بارزة فيهم و هي لا تليق بهم لأنهم يرفعون شعار الاسلام هو الحل و الاسلام دين حياة و مبادئ و قيم و وضوح و شفافية.
 أنصح الرئيس أردغان الابتعاد عنها حتى لا يفقد أصدقاؤه و من وقفوا لجانبه حتى نهض و لا يصير مصيره كمصير مرسي .
الإرهاب يهدد أمن جميع الدول و خاصة دول جوار سوريا و تركيا حدودها طويلة معها فمحاربة الارهاب يخدم تركيا بالدرجة الاولى
عندما يرفض أردوغان الانضمام إلى التحالف ضد داعش فإما أنه لا يشعر بخطرهم على تركيا أو أن هناك علاقة معهم و لديه ضوء أخضر منهم و هؤلاء سوف ينقلبون عليه يوما ما .
الموقف الصحيح أن تكون تركيا اول الدول المنضمة لقوات التحالف لأنه يخدم أمنها بالدرجة الاولى 
و كلا الاحتمالين خطير على مستقبل ,و أمن تركيا و المنطقة و يدل على اضطراب رؤية و عدم معرفة بفكر هؤلاء و خطرهم.
الغريب أن أردوغان يشترط على أمريكا إسقاط نظام الأسد و إقامة مناطق عازلة في سوريا و السؤال بوابة دعم الثوار بالمال و السلاح هي تركيا
فما الذي يمنع أردوغان الذي يملك القوة العسكرية و الاقتصادية و خيوط المعارضة السورية بيده  من دعمهم الدعم الذي يسقط الأسد
كيف استطاع  أردوغان الخروج على بيت الطاعة الامريكي بخصوص الانضمام لقوات التحالف و موقفه من حماس و لا يستطيع بخصوص اسقاط الاسد
و إذا كان اردوغان لا يستيطع الخروج على بيت الطاعة الامريكي فعلى ماذا يصفق له الاخوان و من خلفهم و يتخذون منه رمزاً إسلامياً
الرئيس التركي السابق مسعود يلمظ طالب الأسد بتسليم  عبد الله أوجلان و إلا اجتاح سوريا فسلمه و سوريا كانت بكامل قوتها
أما اليوم فسوريا أضعف بكثير و رمز الإخوان أردوغان وضع خطوط حمراء و قال لن يسمح بحماة أخرى فارتكب الأسد حماة في كل مدينة من سوريا
و لم يحرك أردوغان ساكناً انتصارا لحرائر سوريا سوى البكاء و تقبيل ايدي الاطفال ، سوريا بحاجة لمن ينصرها و ليست بحاجة لعواطف
الغريب أن الإخوان يلومون أمريكا و الغرب و دول الخليج الذين يعتبرونهم أعداء و متآمرين و خونة و يشكرون أردوغان و لا يلومونه
هل رأيتم عاقل يلوم و يستنجد بعدو و لا يستغيث برمزه الذي يتفاخر بقوته العسكرية و الاقتصادية و مواقفه الشجاعة و مقاومته
سؤالي لأنصار الاخوان هل دماء أهالي غزة و رابعة و المتظاهرين في مصر تختلف عن دماء أهالي عين العرب و المتظاهرين في تركيا الذين لهم حق الاسلام و الانسانية و الجوار فلماذا لم نسمع لكم همساً و بكاءً و غيرة على دماء المسلمين في تركيا و جوارها ؟؟؟!!!
فإذا كان جارك الانسان حياته تتعرض للخطر و تستطيع إنقاذه و لم تنقذه ما حكمه في شرعكم و خاصة إذا كان مسلم
ألا يخشى أردوغان من دعاء عجائز و نساء و أطفال كوباني في جوف الليل لأنه خذلهم في ظرف هم بحاجة ماسة له و يقدر على نصرتهم و إنقاذهم
حارب أردوغان حركة فتح الله كولن لمخالفته الرأي و تنكر لجهودهم و هم ساهموا في وصوله للسلطة و نجاحه و إعطاء صورة ناصعة لتركيا في الخارج نتيجة نشاطها في العمل الاسلامي الخيري و التعليم
تنكر أردوغان لدول الخليج و الغرب و أمريكا الذين وقفوا معه حتى نهض و بنى اقتصاده القوي و هذا لا يصب في مصلحة تركيا  مستقبلاً
الاخوان أرادوا الامتطاء إلى كرسي سوريا عن طريق دعم التطرف جبهة النصرة و غيرها على حساب الدماء و دمار سوريا و خذلان الأكراد و أحسب أنهم سيدفعون ثمن ذلك غاليا بزوال دولهم و رموزهم .
و إذا زال ملكهم سوف يلقون باللوم على المؤامرة لأنهم إسلاميون و في الحقيقة هم أكبر المتآمرين على أنفسهم بسبب نهجهم و سلوكهم
من يتاجر بالقومية و الشعارات الرنانة قد يمهله الله عقود أما من يتاجر بالدين فحبله قصير و يفضحه الله عما قريب
الاستكبار و الاستبداد و الظلم و نكران الجميل و ازدواجية المعايير من أهم أسباب زوال النعم و الدول فهل من معتبر من أسلافه
التصحر السياسي لدى الاخوان و متاجرتهم بالدين لأجل الدنيا و السلطة جعل دعاؤهم  اللهم إجعل تدبيرهم تدميرهم ينقلب عليهم
و من الظلم الشنيع  أن الإخوان يقلبون الحقائق فيصورن أن داعش هدفها تركيا و كل المؤشرات تدل على أن داعش على علاقة مع تركيا و إيران
فسقوط الجيش العراقي المدوي امام داعش و استلائها على عتاده و صدور أوامر بانسحابه من جهة السعودية و الاردن دون أي تهديد من داعش يدل على أن هذا الأمر دبر بليل و أن داعش تجهز لأمر هام و استراتيجي و هو اسقاط الدولة االسعودية العدو اللدود لإيران
فمعروف أن إيران هي من يتحكم بمفاصل العراق و هي مخترقة لداعش و علاقتها مع تركيا مميزة و يوجد تنسيق مخابراتي عالي المستوى و يوجد مصالح اقتصادية كبيرة
و بعد سيطرة داعش على محافظات السنة في العراق اتجهت نحو السعودية و الاردن و مناطق الأكراد لمعاقبتهم على موقفهم المؤيد للسنة ضد حكومة المالكي الطائفية
لذلك دول التحالف شعرت بخطر وشيك عليهم و خاصة السعودية و الاردن فعقدوا مؤتمرهم و اتخذوا قرارهم السريع بضرب داعش على غير العادة
و داعش جارة لتركيا منذ زمن بعيد و لم يحدث بينهم أي تماس و أحسب لو لا الضوء الأخضر من تركيا لما تجرأت داعش على مهاجمة كوباني في هذا الظرف .
ضربات التحالف الدولي أوجعت داعش و أضعفتها و أربكت المشروع الإيراني الاخواني و هجوم داعش على كوباني هي لعرقلة و إرباك جهود قوات التحالف.
و الدليل على التنسيق الاخواني الإيراني وقوفهم ضد التحالف فلو كانت داعش تهدد تركيا لكانت أول المنضمين للتحالف الدولي ضد داعش
الفكر الإخواني يوجد بداخله أسباب فشل أصحابه و تدمير مشروعهم مثل الفكر الثوري الروسي و الاستكبار و الغرور الكبير لديهم يمنعهم من الاعتراف بخطئهم و الاستفادة من اخطائهم و الاستماع لنصح الآخرين و يلجئون لتبرير فشلهم برميه على المؤامرة
خلاصة الكلام الآن يوجد المحور الإيراني الإخواني الروسي و المحور الغربي الخليجي فانظروا في أي خندق تقفون يا من تدعون العداء للروافض و المشروع الإيراني.
 و أنصح الرئيس أردوغان نصيحة مخلص و محب و صادق أن يعيد حساباته و يبتعد عن الاخوان حتى يحافظ على رصيده و إنجازاته و يحافظ على تركيا و مصر و المنطقة من الدمار فلم يقترب منهم أحد إلا و غدروا به و أوردوه المهالك و خير شاهد الرئيس مرسي لأن من سمات الإخوان التلون و التناقض و التجارة بالدين من أجل السلطة 
فكل من تاجر بالدين لأجل السلطة و الدنيا خذله الله و فضحه و أذهب ملكه لأن الله غيور و دين الله لعبادته و التقرب منه و صلاح أمر الدنيا و الآخرة و ليس للتجارة به من قبل أصحاب الأهواء و الشهوات و عشاق السلطة فمن أراد السلطة هذا من حقه و لكن عليه أن يطلبها من أبوابها و بالطرق المشروعة و ليس بالتجارة بالدين .

 عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.