الاثنين، 28 يوليو 2014

أسباب عدم دعم أمريكا و دول التحالف للمعارضة السورية بالسلاح النوعي

أمريكا و الغرب ودول الخليج موقفها السياسي الصريح و المعلن مع الانتفاضة السورية ضد النظام الاسدي فإذا لم تكن تريد سقوطه فلماذا اتخذت هذا الموقف ؟؟؟
 إذا كان الرد نفاقاً للشعب السوريالجواب إن الذي ينافق هو الضعيف للقوي و ليس العكس و هذه دول عظمى و الشعب السوري ضعيف فلماذا تنافق له ؟؟؟
 فلو صح أن الامر نفاق لنافقت للنظام لأنه أقوى !!!
  إذا كان الرد نفاقا لشعوبها و خوفاً منهاً
و الجواب من الذي يصنع الرأي العام للشعوب أليس الاعلام بشتى أنواعه بالإضافة الى مؤسسات الدولة الأخرى و الذي تهيمن عليه الدول ؟؟؟
  فلو أرادت تلك الدول أن تلجمه و توجهه في الاتجاه الذي تريد كما يفعل النظام الاسدي و ايران و روسيا و الصين ألا تستطيع ؟؟؟
 و لماذا لم تنافق روسيا و ايران و الصين و غيرهم لشعوبهم خوفاً منها ؟؟؟ 
 و لماذا لم تنافق السعودية و دول الخليج لشعوبهم بخصوص الأزمة المصرية علما بان أغلبهم يتعاطف مع مرسي و حكومة الاخوان و و ضد السيسي و أنصاره ؟؟؟ 
 و حسب إحصائيات فإن نسبة ضئيلة من الشعب الأمريكي و الشعوب الاوربية تهتم بالشؤون الخارجية و أغلبها مع ما تراه حكوماتهم.
 يقولون إذا كان موقفهم صادقاً مع الشعب السوري  لماذا لا يدعمون المعارضة بالسلاح النوعي   ؟؟؟
 الجواب طالما أن الموقف السياسي و الاعلامي مع الانتفاضة و دول عظمى ليست بحاجة للنفاق لشعب ضعيف فمعنى ذلك أن هناك خلل في الطرف الذي سيتلقى الدعم الدولي بالسلاح النوعي و هذا الخلل هو :
اولاً وجود تنظيمات إسلامية متطرفة مثل داعش و جبهة النصرة مخترقة من إيران و النظام هدفها اقامة خلافة اسلامية و مفهوم الخلافة عندهم تكفير جميع دول العالم و محاربتها و اسقاطها تباعاً و على رأسهم أمريكا و الغرب و دول الخليج و الاردن و هذه الدول حذرت من وجود هذه التنظيمات فردت المعارضة بما فيها الائتلاف بالنفي و قالوا جبهة النصرة تمثلنا تحدياً لهم و اليوم يستجيرون من شرورهم و عندما جاءت قوات التحالف لضربهم تخندقوا مع داعش ضد التحالف و هادنوا داعش  !!!
 فهل رأيتم عاقلا يدعم عدوه بالسلاح النوعي ليقتله به بعد ان ينتصر ؟؟؟
  و هل رأيتم عاقل يستنجد بعدو و يتهمه بالخذلان لانه لم ينصره ؟؟؟!!!
و سؤالي هل تعرف المعارضة السورية ماذا تريد ؟؟؟ 
و ثانيا عدم خضوع كتائب الجيش الحر لقيادة موحدة فاعلة على ارض الواقع لأن الدول تدعم هيئات و منظمات منضبطة تستطيع السيطرة على الوضع بعد سقوط النظام و لا تدعم افراد و جماعات حتى لا تتصارع بعد سقوط النظام و تعم الفوضى و الفوضى تهدد جميع دول الجوار و على رأسهم اسرائيل فمصلحة الغرب و المجتمع الدولي استقرار سوريا و ليس الفوضى والتنازع كما يشاع فقيادة المعارضة في الخارج قضت اكثر من أربع سنوات من الاجتماعات و المؤاتمرات و الخلافات و التنازع على المناصب و تقاسم الاموال و التصريحات من الفنادق دون عمل جاد و فعال و تواصل مع الداخل و قيادة الثورة على الارض و ليس من الفنادق
 و ثالثا إن تركيا هي بوابة دخول السلاح فهي التي تتحكم بنوعيته و كميته فهل تتهمونها بالتخاذل و الانصياع للارادة الامريكية 
فاذا كان الرد إنها السياسة القذرة
السؤال لماذا تصفقون لها و تصنعون من ادروغان رمز و هو منصاع للإرداة الامريكية بهذا الشكل السافر رغم قوة تركيا و ثقلها البشري و الاقتصادي و لماذا تستطيع إيران و النظام الاسدي التمرد على الارادة الاميركية و تركيا لا تستطيع ؟؟؟
و كيف استطاعت تركيا التمرد على الارادة الامريكية بخصوص الانضمام لقوات التحالف و موقفها من غزة و تسهيل مرور داعش و النصرة من اراضيها و دعمهم بالمؤن و العلاج و شراء النفط منهم ؟؟؟
و لماذا تتهمون دول الخليج بالخيانة لانصياعها للاردة الامريكية رغم ضعفها و صغرها  ألا يدل ذلك على ازدواجية معايير و اضطراب فكري  و تصحر سياسي  لديكم هو خلف فشل المعارضة و تخبطها ؟؟؟!!!
و هذه الدول سمحت بتسليح المعارضة بالسلاح الخفيف حتى تدافع عن نفسها و لا يسيطر عليها النظام الاسدي و تم اعطاء المعارضة في الخارج الوقت الكافي لكي تقوم بتوحيد الكتائب و تنظيمها و تشكيل الحكومة الانتقالية من اجل استلام زمام الامور بعد سقوط النظام و لكنهم اختلفوا و لم يتمكنوا من ذلك و الدول يئست من المعارضة في الخارج و لا تترك الامور هكذا الى ما لا نهاية و اظن ان هناك تغييرات كبيرة سوف تحصل في الايام القادمة – لاسمح الله- لمصلحة النظام و سوف يقال بان المجتمع الدولي اظهر تخاذله و الحقيقة إن المعارضة في الخارج هي التي خذلت الانتفاضة
  المحور الإيراني يتمتع بذكاء سياسي كبير و لكنه خبيث فلو تخلت عنهم روسيا و الصين  فقد صنعوا التنظيمات المسلحة المتطرفة السنية و الشيعية لحماية أنظمتهم من قوات الناتو فلو تم إسقاط النظام الإيراني أو الأسدي فسوف يستولي على السلطة الأقوى على الارض هي التنظيمات الإرهابية و على رأسها داعش  العدو اللدود للسعودية و الغرب و أمريكا
  و لو تم  زج قوات برية  لحسم المعركة و الاستيلاء على السلطة و تسليمها للمعارضة المعتدلة فإن تلك التنظيمات المتطفرفة و حتى المعتدلة ستستهدف تلك القوات و سوف تغرق تلك الدول في مستنقع و في حرب لا نهاية لها كما حدث في العراق و أفغانستان و هذه الدول تستفيد من تجاربها و لا تكرر خطئها مثل الإخوان 
 فهل رأيتم عاقل يحارب ليسلم السلطة لعدوه اللدود و هل دول التحالف بهذا الغباء ؟؟؟!!!
و لذلك دول التحالف لجأت للحرب الاقتصادية و الإعلامية حتى تهب شعوب هذه الدول و تطيح بهذه الأنظمة القمعية 
اكبر عقبة تواجهها قوات التحالف للإطاحة بالنظام الإيراني و الاسدي عقدة المؤامرة لدى الستة التي غرسها المحور الايراني الإخواتي لهذه الغاية التي خدر بها الشعوب سابقاً و يجني ثمارها اليوم لأنها تنزع الثقة بدول التحالف و تسبب بتصحر سياسي و تشل العقل عن التحليل و التفكير السليم فلا يعود يميز بين العدو و الصديق و يشك في الصديق و يثق بالعدو و في هذه الحالة لا تستطيع قوة في الارض نصرة من هذه صفاته
نتيجة لذلك دول التحالف تعاني من عدم وجود معارضة معتدلة منظمة موحدة  تثق بها تتعاون معها لإسقاط النظام حتى الكتائب المعتدلة تعتبر ضمنياً دول التحالف أعداء و متآمرة على الإسلام و تتبع أسلوب الخداع معهم و تتعامل معهم  من أجل الحصول على المساعدات فقط و لا تأخذ بنصح تلك الدول 
و لذلك فشلوا في إسقاط النظام طيلة أربع سنوات و لو تم إسقااط النظام  في حال عدم وجود بديل قوي معتدل موحد فسوف تدخل المنطقة في فوضى عارمة و حرب أهلية و طائفية تأتي على الأخضر و اليابس و تزهق ملاييين الأرواح بدلا من الآلاف 
عندها سيقول اصحاب عقدة المؤامرة لقد ظهر تآمرهم علينا أسقطوا النظام قبل وجود البديل من أجل تدمير بلاد المسلمين 
  يقولون لماذا لا تتدخل دول الخليج و المجتمع الدولي بشكل عام بدون اذن من الامم المتحدة كما حدث في مناطق اخرى ؟؟؟
الجواب إن الأهمية الاستراتيجية لسوريا بالنسبة لإيران و روسيا تختلف عن تلك المناطق فهذه الدول لن تسمح بهذا التدخل و هذا يهدد باندلاع حرب عالمية او طائفية تؤدي الى تدمير سوريا و المنطقة بأسرها و يؤدي لمئات آلاف الضحايا بدل العشرات فليس من الحكمة و مصلحة الشعب السوري نفسه تفجير المنطقة من أجل إزاحة النظام الاسدي بهذه الطريقة و هذه الدول لن تغامر هذه المغامرة غير محسوبة العواقب من أجل معارضة ترمي بفشلها على أصدقائها و تبخل بكلمة شكر لهم و تعتبر أمريكا و الغرب أعداء و دول الخليج و الأردن خونة و متآمرين و أعداء الإسلام .
أفشل الإخوان و من خلفهم تركيا و قطر عدة فرص لاسقاط النظام انتصارا لحزبيتهم و بسبب التصحر السياسي لديهم  منها :
 بعد أكثر من سنتين من الفشل طلبت بعض أطياف المعارضة من السعودية استلام الملف السوري بدلا من قطر و تركيا لانقاذ الوضع و حملت السعودية الملف بقوة فتمت إعادة هيكلة الائتلاف و الجيش الحر و كانت هناك خطوات عملية جادة لتصحيح الوضع على الارض
و استطاعت السعودية بحنكتها المعهودة إقناع أمريكا و الغرب بضرورة تسليح المعارضة بالسلاح النوعي و التدخل لحسم الصراع و بدأ السلاح يتدفق و حققت المعارضة المسلحة انتصارات على الارض دفعت النظام لاستخدام السلاح الكيماوي
و وجدت تلك الدول فرصتها الذهبية في ذلك فتحركت الاساطيل عبر البحار و كادت الضربة تقع لولا تغيرات مفاجئة حصلت على الارض قلبت المعادلة رأسا على عقب  حيث تحرك  الإخوان المحسوبون على تركيا و قطر من أجل إفشال جهود السعودية في حل الازمة و سرقة ثمرة جهودها  كردة فعل على عزل مرسي و هذا يدل على أنهم يعملون لمصالح حزبية ضيقة وليس لمصلحة وطن فتم تضييع جهود المجاهدين و دماء الشهداء من أجل مرسي بل تم إضاعة سوريا حيث تم تشكيل تكتلات من الكتائب الاسلامية أعلنت عدم اعترافها بالائتلاف و هيئة الاركان و اتهمتهما بالعمالة لأمريكا
 و تم تحريض داعش على التحرك و السيطرة على المناطق المحررة
و النظام يتقن اللعب بخلاف المعارضة فأعلن عن تنفيذ ما تريده أمريكا و بذلك تم القضاء على فرصة ذهبية لاسقاط النظام 
و ضيع الاخوان فرصة ذهبية أخرى و هي فرصة ضرب قوات التحالف لداعش فلو تعاونت و تعاملت كتائب المعارضة مع دول التحالف بمصادقية لقضوا على داعش و النصرة و أكملوا طريقهم إلى دمش لاسقاط النظام و لكنهم للاسف وقفوا مع داعش ضد التحالف لأن تركيا و قطر تريد ذلك 

عبدالحق صادق  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.