الأحد، 31 مارس 2013

أمريكا و دول الغرب و الخيلج لم يخذلوا الانتفاضة السورية بالأدلة

تقول المعارضة السورية أمريكا خذلتنا فلماذا نصرت الاكراد و غيرهم و لا تنصرنا ؟؟
الجواب الاكراد لا يسمون أمريكا عدو و يعترفون لها بالجميل و هم منظمون و لهم قيادة موحدة فاعلة على الارض أما انتم فتسمونها أعدى أعداء العرب و المسلمين و تتنكرون لدعمها السياسي و الاعلامي و الدبلوماسي و المالي فقد دعمت الانتفاضة السورية ب 3 مليار دولار و تقولون هذا و اجب و أقل من القليل !!!
و المعارضة السورية متفرقين و متنازعين و بدون قيادة واحدة واعية معتدلة فاعلة على الارض  
و كيف تتوقعون نصرة أمريكا و الغرب لكم و عندما حذروكم من الجماعات الإرهابية المتطرفة أنكرتم وجودها  و رفعتم رايات مكتوب عليها جبهة النصرة تمثلنا نكاية و تحدياً لهم و داعش كانت الجزء الاكبر من جبهة النصرة و الجبهة هي تنظيم القاعدة التي تناصب أمريكا و الغرب و دول الخليج العداء ؟؟؟!!!
فهل رأيتم عاقل يدعم عدوه ؟؟؟
و اذا كنتم تنظرون الى امريكا و الغرب كعدو للعرب و المسلمين فكيف تطلبون منهم النصرة فهل عاقل يطلب من عدوه النصرة ؟؟؟
لقد نصرت أمريكا و الغرب أهل السنة في عدة مواقع و تنكروا لها و انقلبوا عليها مثل حرب المجاهدين الافغان ضد الاحتلال الروسي وحرب ثوار ليبيا ضد قوات القذافي و حرب ايران الصفوية الخمينية ضد العراق و لو لا الله ثم هذه الدعم لكانت العراق محتلة من قبل ايران منذ زمن بعيد .
و دعموا المعارضة السوربة عبر المجالس العسكرية بالسلاح و الذخيرة بشرط عدم اعطاءها للنصرة و داعش فكانوا يبيعونها للنصرة و داعش هذا يدل على عدم وجود مصداقية في العمل فكيف سيدعمونهم بالسلاح الثقيل؟
و لو جاء الغرب و امريكا لنصرتكم لقلتم عندما اقتربنا من النصر جاؤوا لينصروننا و هذا احتلال و سنقاومه !!!
ثم إن طلب الدعم و المساعدة يتم عبر القنوات الرسمية من قبل قادة المعارضة و ليس عبر وسائل الاعلام  و قادة المعارضة سواء المجلس الوطني أو الائتلاف يرفضون التدخل الخارجي و يطلبون الدعم بالسلاح دون شروط و هذا يدل على جهل بأبجديات السياسة فالدول ليست جمعيات خيرية حتى تعطي دون شروط و دون أن تضمن مصالحها فكيف ستعطي هذا السلاح لمن يناصبها العداء من المعارضة !!!
فينبغي اولا تشكيل جيش منظم منضبط له قيادة واعية معروف باعتداله و لا يحمل فكر متطرف و بعد ذلك يتم طلب المساعدة
و تشكيل مناطق حظر جوي يعني تدمير الدفاعات الجوية للنظام  و هذا يعني اعلان حرب على النظام دون موافقة الامم المتحدة فهل ستقف ايران و روسيا مكتوفة الايدي ؟؟؟
و هل من الحكمة و المصلحة و المنطق اشعال المنطقة بحرب عالمية أو طائفية تأتي على الأخضر و اليابس من أجل إزاحة النظام  ؟؟؟
و بفرض أن تلك الدول قامت بإسقاط النظام  قبل وجود حكومة انتقالية جاهزة لتسيير أمور الدولة و جيش موحد لديه القوة الكافية لضبط الاوضاع بعد سقوط النظام
 ألا يعني ذلك الدخول في فوضى عارمة سوف تأتي على الاخضر و اليابس ؟؟؟
أو استلام التنظيمات المتطرفة الأقوى على الأرض الحكم مثل النصرة و داعش و التي تناصبهم العداء
 فهل رأيتم عاقل يدعم و يقاتل من أجل تسليم عدوه السلطة ؟؟؟
ألا يستدعي ذلك تدخل تلك الدول بشكل مباشر من أجل ضبط الاوضاع  و قتال المتطرفين و هنا سوف يخرج من يقول بان هذا احتلال يجب مقاومته و هنا سوف تدخل المنطقة في دوامة عنف لا تنتهي
الذي خذل الانتفاضة السورية هم المؤيدون و الصامتون من اهل السنة و قادة المعارضة في الخارج الذين لم يقوموا بواجبهم فيتواصلوا مع الداخل و يوحدوا و ينظموا الصفوف
الوحدة و التنظيم شرط اساسي للنصر و الدعم الدولي لأن الدول لا تدعم افراد و جماعات و لكنها تدعم هيئات و منظمات فاعلة على الارض
حتى لا تتصارع فيما بينها و تعم الفوضى بعد سقوط النظام فهناك نماذج حصلت في العالم و الدول لا تريد تكرارها فالديكتاتورية على بشاعتها أفضل من الفوضى
و إذا لم تتوحد و تنتظم الكتائب و الجهود قبل سقوط النظام فمن باب اولى ألا تتوحد بعد سقوط النظام الاسدي
مضى على الانتفاضة السورية أكثر من ثلاث سنوات فمن اين يأتي الثوار بالسلاح و الذخيرة و بمصاريفهم و من اين يعيش ثمانية ملايين نازح و لاجئ ؟؟؟
و هل غنموا السلاح و الذخيرة من النظام بالحجارة و العصي  ؟؟؟
و من اين الأموال التي يشتروا بها السلاح و الذخيرة ؟؟
و ألا يوجد من يسهل دخول هذه الاسلحة عبر الحدود ؟؟؟
و من يعالج الجرحى و المصابين و من اين الاموال التي يتم بها تجهيز المشافي الميدانية ؟؟؟
ثم إن تركيا هي البوابة التي يتم من خلالها عبور الاسلحة و نوعيتها الى سوريا أي أن السلطات التركية هي من يتحكم بهذه البوابة و ليس الغرب او امريكا
فهل تتهمون تركيا بالتخاذل و النفاق و الانصياع للإرادة الامريكية  ؟؟؟
و لماذا لا تسمح بدخول السلاح النوعي خلسة دون علم امريكا و الغرب ؟؟؟ 
و إذا كانت تركيا القوية منصاعة لأمريكا فلماذا لا تنصاع إيران التي قوتها تعادل قوة تركيا و لماذا تصنعون من اردوغان رمزاً و تطبلون له صباح مساء ؟؟؟ 
و تركيا هي بوابة دخول المال الى سوريا و على اراضيها تقيم قيادة المعارضة السورية و منها يدخل المتطرفون الاجانب الى سوريا فلديها اوراق ضغط كثيرة لتوحيد المعارضة الذي هو اهم سبب من اسباب النصر و حسم الصراع لأن توحيد مصدر المال و السلاح يوحد المعارضة و منع المتطرفين من الدخول الى سوريا يجنب الانتفاضة السورية مخاطر حرف مسارها من قبل المتطرفين و تركيا تدعم الانتفاضة السورية عن طريق الاخوان فهم الذين يتحكومون بقيادة المعارضة السورية و هم القادرون على توحيدها و تمزيقها 
فاذا صح ان هناك خذلان للانتفاضة السورية من الخارج فحسب التحليل المنطقي ينبغي ان يوجه لاردوغان و إذا كان من الداخل فينبغي ان يوجه للاخوان ؟؟؟
و إذا كانت أمريكا و الغرب مع النظام  فلماذا يهاجمهم النظام الاسدي المجرم  و يتهمهم بدعم الارهاب
 – على حد زعمه - و التآمر عليه ؟؟؟
و إذا كان الأمر خدعة فلماذا لا يهاجم إيران و  روسيا  و الصين و العراق من باب الخدعة أيضا ؟؟؟
ألا يدل ذلك على أن أمريكا و الغرب يدعمون الانتفاضة السورية بصدق لأن الاقوياء لا ينافقون للضعفاء و العكس صحيح  و أن هناك خلل لدى قيادة المعارضة السورية في الخارج يجب إصلاحه حتى تتهيأ لتلقي الدعم الدولي بالسلاح النوعي و غيره
نكران الجميل و عدم الشكر سبب من اسباب تأخير النصر و زوال النعم و العكس صحيح
الدعم السياسي و الاعلامي و الدبلوماسي من اهم انواع الدعم  و لا يعرف قيمته الا من فقده و من ينكر أهميته فهو لا يعرف ابجديات السياسة فهو الاساس لجميع انواع الدعم الاخرى
اذا لم يتغير الفكر و النفوس التي نشأت في ظل النظام الاسدي فلن يسقط النظام و لو سقط
 و اهم الامور التي يجب ان تتغير ثقافة نكران الجميل و رمي الفشل على المؤامرة و ان الغرب عدو العرب و المسلمين و الشرق صديق العرب و المسلمين
عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.